القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّمَردَل بن شَريك الكل
المجموع : 3
لَعمري لئن غالت أخي دار فرقَةٍ
لَعمري لئن غالت أخي دار فرقَةٍ / وآبَ إلينا سَيفُهُ ورواحِلُه
وحَلّت به أثقالَها الأرضُ وانتهى / بمثواهُ مِنها وهو عَفّ مآكله
لقد ضُمِّنت جَلِدَ القُوى كان يُتَّقى / به جانبُ الثغر المخوف زلازله
وَصُولٌ إذا استغنى وإن كان مُقتراً / من المال لم تُحفِ الصديقَ مَسَائله
هَضُومٌ لأضيافِ الشتاء كأنما / يَراهُ الحَيا أيتامُهُ وأرامِله
رخيصُ نضيج اللحم يُغلى نَبيئه / إذا بَردَت عندَ الصّلاء أنامِلُه
أقولُ وقد رجمتُ عنه فأسرعت / إليَّ بأخبارِ اليقين محاصِله
إلى اللَه أشكُو لا إلى الناس فقدَه / ولوعةَ حُزنٍ أوجَعَ القلبَ داخِلُه
وتحقيقَ رؤيا في منامي رأيتُها / فكان أخي رُمحى ترفّضَ عامِلُه
سقى جَدَثاً أكنافُ غمرة دونه / بهضبَة كُتمانِ المُديم ووابله
بِمثوى غريبٍ ليس مِنّا مَزَارُهُ / قريباً ولا ذُو الوُدّ مِنّا يُواصله
إذا ما أتى يومٌ من الدهر بَيننا / فحيَّاك منّا شَرقُهُ وأصائله
وكل سنا برق أضاءَ ومَغربٍ / من الشمس وافى جنحَ ليلٍ أوائله
تحيّةَ من أدى الرسالةَ حُييت / إلينا ولم ترجع بشيءٍ رسائله
أبى الصبرُ أن العينَ بعدك لم يزل / يُخالط جفنَيها قذىً ما تُزَايلُه
تبرَّضَ بَعدَ الجهد من عَبَراتِها / بقية دَمعٍ شجوُها لكَ باذِله
وكنتُ أُعيرُ الدمعَ قبلك مَن بكى / فأنتَ على من مات بعدك شاغله
تُذكِّرني هِيفُ الجَنُوب ومُنتهى / نسيم الصَّبا رَمساً عليه جَنادِلُه
وهاتِفةٍ فوقَ الغُصُون تَفَّجعت / لِفَقدِ حَمامٍ أفرَدَتها حَبائلُه
من الوُرقِ بالأصيافِ نَوّاحَةُ الضُّحى / إذا الغرقَدُ التَفَّت عَليه غياطِلُه
وسَورَةُ أيدي القَوم إذ حُلّت الحُبا / حُبا الشيب واستَغوى أخا الحِلم جاهله
فَعيني إذ أبكاكُما الدهرُ فابكيا / لِمَن نَصرُهُ قد بانَ منّا ونائله
وإن ما نَحَت عَينا حَزينٍ فما نحا / عليه لبَذلٍ أو لِخَصمٍ يُجاوله
أخى لا بَخيلٌ في الحياةِ بمالِهِ / عليَّ ولا مستبطأ النصر خاذِله
أقامَ حَميداً بين تَثليثَ دارُهُ / وبِيشَةَ لا يَبعَد أخي وشمائله
وتهجيرُهُ بالقوم بَعدَ كلالِهم / إذا اجلَوَّذَ الخمسَ البَعيدَ مناهله
على مِثل جُونيِّ العِطاش من القَطا / تَجاهَد لمَّا أفزَعَتهُ أجَادِله
وشُعثٍ يَظُنّونَ الظُّنُون سَما بِهم / لِنائي الصُّوى يَثني الضّعيف تَهاوُله
بخَرقٍ من المَومَاةِ قُودٍ رِعَانُهُ / يَكادُ إذا أضحى تَجُول مواثله
تُشبهُ حَسراهُ القراقيرَ يَرتمي / بها ذو حِدابٍ يَضربُ البيد ساحله
إذا النّشزُ فوقَ الآل ظلّ كأنّهُ / قرا فَرَسٍ يَغشى الأجَلة كاهِله
وسُدمٍ سَقَى منه الخوامِسَ بَعدَما / ضَرِجنَ الحَصَى حتى تَوقَّد جائله
إذا استعبَرت عُوذ النساء وشَمّرت / مآزِرَ يَومٍ لا تُوارى خَلاخِله
وَثِقنَ به عِندَ الحَفيظةِ فارعَوَى / إلى صَوتِه جارَاتُهُ وحَلائله
إلى ذائدٍ في الحرب لم يكُ خامِلاً / إذا عاذَ بالسَّيف المُجرّد حامله
كما ذاد عن عِرِّبسَةِ الغيل مُخَدِرٌ / يَخافُ الرّدى رُكبانُه وأراجله
وما كُنتُ أُلفى لأمرئ عندَ موطن / أخاً بأخي لو كانَ حيّاً أبادِله
وكنتُ به أغشى القتالَ فعزَّني / عليه من المقدار من لا أُقاتله
لعمركَ إنّ الموتَ منّا لَمُولَعٌ / بِمَن كان يُرجَى نصرُهُ ونوافله
فلا البعدُ إلا أننا بعد صُحبةٍ / كأن لم نُبايت وائلاً ونقابله
وأصبح بيت الهجر قد حال دونه / وغال امرءً اما كان تُخشى غوائله
سقى الضفراتِ الغيثُ ما كانَ ثاوياً / بِهنّ وجادَت أهلَ شول مخايله
وما بِيَ حُبُّ الأرضِ إلا جوارَها / صَداهُ وقولٌ ظَنَّ أني قائله
أعاذلُ كم من روعةٍ قد شهدتها
أعاذلُ كم من روعةٍ قد شهدتها / وغُصّةِ حزن في فراقِ أخٍ جزلِ
إذا وقعت بين الحيازيم أسدفت / عليّ الضحى حتى تنسِّيني أهلي
وما أنا إلا مثلُ من ضُربت له / أُسَى الدهر عن ابني أبٍ فارقاً مثلي
أقولُ إذا عزّيتُ نفسي بإخوةٍ / مضوا لاضعافٍ في الحياة ولا عُزلِ
أبى الموتُ إلا فجعَ كلِّ بني أبٍ / سيمسون شتى غير مجتمعي الشّمل
سبيل حبيبيَّ اللذين تبرّضا / دموعي حتى أسرعَ الحزنُ في عقلي
كأن لم نسِر يوماً ونحن بغبطةٍ / جميعاً وينزل عند رحليهما رحلي
فعَيني إن أفضَلتُما بعد وائلٍ / وصاحِبه دمعاً فعُودا على الفضل
خليليَّ من دون الأخلاء أصبحا / رهيني وفاءٍ من وفاةٍ ومن قتل
فلا يبعدا للدَّاعِيَين إليهما / إذا اغبر آفاقُ السماءِ من المحل
فقد عَدِم الأضيافُ بعدهما القرى / وأخمدَ نارَ الليل كُلُّ فتىً وَغل
وكانا إذا أيدي الغضابِ تحطمت / لواغِر صدر أو ضغائنَ من تبل
تحاجزُ أيدي جُهَّل القوم عنهما / إذا أتعَب الحلم التترّعُ بالجهل
كمستأسِدَي عرِّيسةٍ لهما بها / حمى هابه من بالحُزُونةِ والسهل
شَربتُ ونادمت الملوك فلم أجد
شَربتُ ونادمت الملوك فلم أجد / على الكأسِ ندمانا لها مثلَ دَيكل
أقَلَّ مِكاساً في جَزورٍ وإن غلت / وأسرعَ إنضاجاً وأنزالَ مرجل
ترى البازلَ الكوماء فوق خُوانه / مُفَّصلةً أعضاؤها لم تُفَصّلِ
سَقَيناه بعد الري حتى كأنما / يرى حين أمسى أبرَقى ذات مأسل
عشيةَ أنسينا قَبيصَةَ نعلَه / فراحَ الفتى البكريّ غيرَ مُنَّعِل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025