القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَعْفَر الحِلّي الكل
المجموع : 5
أَلا لاسقت كَفي عطاش العَواسل
أَلا لاسقت كَفي عطاش العَواسل / إِذا أَنا لَم أَنهَض بِثأر الأَوائل
وَإِن أَنا لَم أَوقد ليَ الحَرب بِالظبا / فَلا رَجَّعت باسمي حداة القَوافل
تَفرّسن فيّ المُرضعات مَهابة / فَما حدثتهن الظُنون بِباطل
لَمَحن عَلى وَجهي حِماية ضَيغم / وَجُرأة مِقدام وَسَطوة باسل
سَأَقتادها بِالهاشميين ضَمرا / يَدلن فيملأن الفَلا بِالصَواهل
إِذا صيح يا للثار في صَهواتها / زَففن إِلى الهَيجا زَفيف الأَجادل
تَخال نَعامى تَحتَ أَسد ضَراغم / وَما هِيَ إِلّا الخيل تَحتَ البَواسل
أَأغضي وَما غابَ المثقف عَن يَدي / وَذو الفَقَرات البيض طوع أَناملي
أَيَذهب ثار الهاشميين في العِدى / وَيُصبح ذاكَ الحَق أَكلة باطل
كِرام بِأَرض الغاضرية عَرسوا / فَطابَت بِهُم أَرجاء تِلكَ المَنازل
أَقاموا بِها كَالمُزن فَاخضر عودَها / وَأعشب مِن أَكنافها كُل ما حل
زَهَت أَرضها مِن بشر كُل شمردل / طَويل نجاد السَيف حلو الشَمائل
يَسر إِذا قامَت عَلى ساقها الوَغى / وَجالَت بِبيض القضب لا بِالخَلاخل
يَكر بدرع الصَبر حَتّى تَخاله / بدرع دلاص وَهوَ بادي المقاتل
يفرق شَمل الجَيش تَفريق جائر / وَيقسم بِالبتار قسمة عادل
كَأَن لعزرائيل قَد قالَ سَيَفه / لَكَ السلم مَوفور وَيَوم الكِفاح لي
حموا بِالظبا دين النَبي وَطاعنوا / ثَباتاً وَخاضَت خَيلَهُم بِالجَحافل
إِلى أَن أَحالوا الجَو نَقعاً وَصَبغوا / بِما اِستحلبته اللدن وَجه الجَنادل
وَقَد أَنهلوا هندية البيض بِالدما / وَراحَت جِياع الطَير مَلأى الحَواصل
وَلما دَنَت آجالهم رَحبوا بِها / كَأَن لَهُم بِالمَوت بلغة آمل
فَماتوا وَهُم أَزكى الأَنام نَقيبة / وَأَكرَم مَن يبكي لَهُ في المحافل
عَطاشى بِجنب النَهر وَالماء حَولَهُم / مُباح إِلى الوراد عَذب المَناهل
أَبا حسن إِن الذين عَهدتهم / ثقال الخُطى إِلا لكسب الفَضايل
أَعزيك فيهم يا لَكَ الخَير إِنَّهُم / مَشوا لِورود المَوت مشية عاجل
أَرادَت بَنو سُفيان فيهم مَذلة / وَذَلِكَ مِن ابناك صَعب التَناول
مَتى ذل قَوم أَنتَ خَلفت فيهم / إباء لَهُ يَندَق أَنف المجادل
نَعمت بِهم عَينا فَقَد سارَ ذكرهم / كَما قَد فَشا مَعروفهم في القَبائل
أَعادوك يَوم الطف حيّاً وَجددوا / لِعلياك ذكراً قَبل ذا غَير خامل
لَإن أَرخصوا في كَربلاء نُفوسَهُم / فَقَد أَغلوا الهَيجاء غلي المَراجل
فَلم تَفجع الأَيّام مِن قبل يَومهم / بِأكرم مَقتول لألئم قاتل
رَعى اللَه خدراً كانَ مِن خَوف أَهله / يَمرُّ عَلَيهِ الطَير مَرة وَاجل
تَزور الوَرى وَاديهِ وَهوَ مُقدس / فَيَخلع تَعظيماً لَهُ كُل ناعل
فَعادَ كَأَن البيض لَم تنض حَوله / وَلا ركزت فيهِ طوال الذَوابل
تفرق أَهلوه فَأصبح مَغنَماً / تَناهب مِنهُ الثقل أَيدي الأَراذل
فَكَم وَاعدت ذات الجَمال فَما وَفَت
فَكَم وَاعدت ذات الجَمال فَما وَفَت / بِوَعد وَلا نار الهيام بِها اِنطفت
بِنَفسي الَّتي مُذ كُنت في صحة جَفَت / وَلما رَأَتني في السِياق تَعطفت
عَلي وَعِندي مِن تَعطفها شغل /
علقت بها حيا وَكابدت بَينَها / وَمَنيت نَفسي أَن تَفيني دينها
خُذوها فَما عَيني تُقابل عَينَها / أَتَت وَحياض المَوت بَيني وَبَينَها
وَجادَت بِوصل حَيث لا يَنفَع الوَصل /
سَقت سحب الرضوان أَكرم رَوضة
سَقت سحب الرضوان أَكرم رَوضة / بكوثر حامي الجار تسقى وَتنهل
حِمى المُرتضى تُدعى فَلا عَجب إِذا / مَلائكة الجَنات فيها توكل
بِها الروح جبريل يَروح وَيَغتدي / وَتَصعد أَملاك السَماء وَتَنزل
بِطاح عليّ المُرتضى لو نَقيسها / بِبطحاء وادي مَكة فَهِيَ أَفضَل
تَخيرها مَكية الترب جابر / وَتابعه فيما تَخير مزعل
بِها تعقل الزوار انضاءها الَّتي / لَها مِن علي ما تحب وَتَأمل
فَلا أَطفئت مِنها المَصابيح لَيلة / وَدامَ لَنا مَأوى البَرية خزعل
أَمير كَنصل السَيف أَرهف حَده / وَلَيسَ لَهُ يَوماً سِوى اللَه صيقل
لَهُ طأطأت صيد المُلوك رِقابها / فَهاتيك تَخشاه وَذي مِنهُ تَأمل
إِذا ما مشى فَالأَرض تَهتز خيفة / وَمِنهُ الجِبال الراسيات تَزلزل
أَغاث بِلاد المُرتضى صَوب جُوده / بِعام بِهِ حَتّى السَحابة تبخل
أَرادَ أَخاه أَن يَلوذ بحيدر / وَلو أَنه في بَعثه النَفس يَبذل
فَجاءوا لقبر المُرتضى في جَنازة / لمزعل مِنها فاحَ عُود وَمندل
أمير زَهى وادي السَلام بِوَجهه / وَقَد كانَ حَياً وَجهَهُ يَتهلل
لقبر عليّ قَربوه وَأَرخوا / بِأَعلى محل الخلد يقبر مزعل
سَلام حَبته الطيب مِنكَ الشَّمائل
سَلام حَبته الطيب مِنكَ الشَّمائل / وَمَدح عَلَيهِ مِن عُلاك دَلائل
وَفي طَيِّه العَتب الَّذي رَق لَفظه / كَأني مِن أَلفاظك الغُر ناقل
أَسائل عَنكَ البَرق إِن لاحَ وَمضه / فَتسبقه مني الدُموع الهَوامل
وَانتشق الأَرواح مَهما تَنسمت / فَتذهب في رُوحي الصِبا وَالأَصائل
عَلَيكَ سَلام اللَه ما هَبت الصبا / وَما سجعت فَوق الغُصون العَنادل
وَما خِلت أن تَنسى وَفاي وذمتي / أَهل حال عَن ذيالك الود حائل
تَجيء كَنَظم الدُر مِنكَ الرَسائل / يَحلى بِها غَيري وَجيدي عاطل
وَلَو كُنت مِمَن يَعقد البُخل كَفه / لَقُلت وَيا حاشاك إِنكَ باخل
وَيَزداد قَلبي حَسرة وَتلهفا / إِذا اِعتَذر الأَصحاب إِنكَ غافل
علي تَصدق يا علي بِنَظرة / فَقَلبي مَحروم وَدَمعي سائل
أَلَست الَّذي عَودَتني عَن مَحبة / بِأَني وَلَو أَجفو فَأَنتَ تُواصل
بني جَعفر إِن التَكرم وَالوَفا / سَجايا لَكُم قَد وَرثتها الأَوائل
إِذا ما أَتى نَحو الغَري بَريدكم / أَبادره عَجلان وَالقَلب ذاهل
فَلم تحيي قَلبي مِنكَ يَوماً ألوكة / وَعَهدي لَم يَشغلك عَني شاغل
لَقَد طالَ لَيلي بِالعِراق وَما بِها / إِذا غِبت عَنها يا اِبن جَعفر طايل
بِرؤياك يُجلى الهَم وَهوَ مُبرح / وَتَرقى أَفاعي الوَجد وَهِيَ قَواتل
أَيعلم بحر الرُوم حينَ رَكبته / بِأَنكَ بَحر ماله قَط ساحل
وَهَل تَدري قَسطنطين حين دَخلتَها / بِأَن بِها سَعد العراقين داخل
رَكضت لإِحراز المَكارم فارِساً / وَخابَ الَّذي يَسعى لَها وَهوَ راجل
أَبيت سِوى العَليا وَكُل اِبن همة / إِذا رامَ أَمرا لَم تعقه العَواذل
رَبحت وأيم اللَه حينَ اِنتَجعتها / بوارق مِنها صَدقتك المَخايل
وَهَل كَيفَ لَم تَربح وَأَنتَ اِبن جَعفر / وَإِن رَئيس المُسلمين لَعادل
يَرى أن إِكرام النَزيل فَريضة / وَمِن بَعدِهِ الأَعذار مِنهُ نَوافل
دَعَوت إلهي أَن يخلد عِزكم / وَهذا دُعاء للبرية شامل
يَظن المَعافى أن داء الهَوى سَهل
يَظن المَعافى أن داء الهَوى سَهل / فَهان عَلَيهِ قَولَهُ لم لا تَسلو
وَمِن جَهلِهِ بِالحُب باتَ بصحة / وَكَم صحة للمرء سَببها الجَهل
خَليون ما غَصت بين لهاتهم / وَلا حَجبت عَنهُم سعاد وَلا جمل
وَلَو عَرَفوا ما في الثغور لأيقنوا / بِأَن لَيسَ عَل في سِواها وَلا نَهل
ولو رفرفت تِلكَ الجعود عَلَيهُم / لهيمَّهم ذيالك الشعر الجثل
فَمن منصفي مِن طفلة عامرية / تَعلقت في إِشراكِها وَأَنا طفل
كَأَن شَقيق الوَرد في وَجناتها / فَما خَجلت إِلا وَوشعه الطل
تَضيء رباها مِن مَباسم ثَغرها / وَتَندى برياها الخَمايل وَالرمل
لِسان وَشاحيها شَكى بَعد خصرها / وَاخرس عَن أَن يَشتكي ساقَها الحجل
فَما أَهلَها لا وَالهوى آل عامر / وَلَكن غزلان الصَريم لَها أَهل
لَها شغف يَوماً وَيَوماً مَلالة / فَلا صَدها عَني يَدوم وَلا الوَصل
يُساعدني رَبي عَلى حَمل حُبها / إِذا اِنكَشَفَت مِنها سَواعدها العبل
تقربها مني الصَبابة وَالجَوى / وَتبعدها عَني الخَفارة وَالدل
خَليلي هلا تسعفان أَخاكُما / فَفي الحَق أن الخل يُسعفه الخل
فَإِن لَم تفكا ربقتي مِن يد الدُمى / فَكُفا وَلا يَشتفني مِنكُما العَذل
تَقولان لي مَهلاً هَلكت صَبابة / وَمِن أَينَ لِلصَب التورع وَالمهل
أَلم تَعلما أن المَحبة فتنة / بِها المَرء لا سمع لَديهِ وَلا عَقل
عَقيلة ذك الحَي قَد سَفكت دَمي / وَلا قود يَخشى عَلَيها وَلا عَقل
وَجرعني مرُّ الصَبابة صَدَها / مِراراً وَلَكن مرها في فَمي يَحلو
تَعللني بِالوَصل وَهِيَ بَخيلة / وَيقبح إِلا مِن بَنات المَها البُخل
فَما أَنا مَسرور وَإِن هِيَ واعدت / لعلمي إِن الوَعد يَعقبه المطل
تسدد نبل اللَحظ عَن قَوس حاجب / وَيا حَبَّذا تِلكَ القسي وَذا النبل
فَوَاللَّه ما أَدري وَللحسن دَهشة / غَداة تَلاقينا وَموعدنا الأثل
أَهل وَردة في خدها أَم تورد / وَذا كُحل في عَينها أَم بِها كحل
قَد اِنتَحلت مِن أَوسط النحل خصرَها / وَمِن ريقها المَعسول ما لَفظ النَحل
فَيا أَهلَها لا شطت العيس فيكُم / وَلا شَد للترحال مِن حيكم رَحل
رَضيت بِتعذيبي بِكُم فَمَودتي / قَد اِتصلت فيكُم كَما اِتصل الحبل
فبَعدَكُم قرب وَسَخطكم رضا / وَهَجركم وَصل وَجُوركم عدل
وَلَو كُل أَهل الحُب مثلي تَحملا / لَما سَأَموا كيَّ الغَرام وَلا مَلوا
كَما أن أَهل الأَرض طرا لَو اِهتَدوا / بِمَشكاة نُور اللَه يَوماً لَما ضلوا
سَليل كِرام قَد عَلوا مِن سِواهُم / وَلا شَكَ أن الحَق مِن شَأنِهِ يَعلو
هُم الأَصل في نَيل العُلى وَهوَ فرعهم / وَيكرم نُور الفرع إِن كرم الأَصل
حذا حَذوَهُم في كُل نَهج سَعوا بِهِ / وَيبطش بَطش الأَسد إن دَرج الشبل
مَشوا لِلعُلى جداً وَجدُّ سِواهُم / فَجدهم جدٌّ وَجد الوَرى هَزل
لَقَد طابَ نُور اللَه نَفساً وَمحتدا / كَذَلِكَ كانَ الصَيد أَهلوه مِن قبل
هُم تَرَكوا الذكر الجَميل وَراثة / وَماترك الاباء يَحظى بِهِ النسل
يَرون بِنُور اللَه كُل مَغيب / عَياناً وَنُور اللَه لَيسَ لَهُ مثل
تَمرن طفلاً للعلوم وَلِلعُلى / فَنال مُناه اليَوم وَهوَ امروء كَهل
فَيا مَرَحبا أَهلاً وَسَهلا بِقادم / يَحق لَهُ التَرحيب وَالأَهل وَالسَهل
تمنته سكان الغري وَدُونَهُ / مَهامه لا خَيل طَوَتها وَلا إِبل
فَسابق وَفد الريح حَتّى اِلتَقوا بِهِ / سكُوب العَطايا مثلما اِنسَكَب الوَبل
رَعى اللَه أَبناء التَقي فَكلهم / نُجوم بِهم نُهدى إِذا دجت السُبل
لَقَد ثَبتت أَقدامهم في مَزالق / عَلى مثلها لا يُثبت الأَعصم الوَعل
زهت عمة العَرب الكِرام عَلَيهُم / وَلِلتاج تاج الكَسرَويين هُم أَهل
أَباحوا دِماء المظهرين بِديننا / زَخاريف لا يَرضى بِها اللَه وَالرُسل
فَكَم باب جور سده كانَ منهم / وَشد عَلَيهِ مِن حمايتهم قفل
وَلَو فرَّ بابيٌّ مَدى العُمر هارِباً / لَقالَت لَهُ أَقلامهم خَلفك القَتل
إِذا نَقَضوا أَمراً أَبى اللَه شده / وَإِن عَقدوا أَمراً فَلَيسَ لَهُ حَل
وَإِن جمال الدين فيهم لَظاهر / عَلى كُل أَبناء الزَمان لَهُ فَضل
عنت جل أَبناء العُلوم لفضله / وَعَما قَليل سَوفَ يَعنو لَهُ الكُل
هُوَ الديمة الوَطفا إِذا انهل وَبلها / فَلا جبل يَبقى صَدياً وَلا سَهل
وَفي كُل فَصل يكفهر سَحابة / عَلى الناس وَالسُحب الثقال لَها فَصل
وَلَستُ أُبالي وَالرضا مِن أَحبَتي / أَهل كثر الأَعداء حَولي أَم قلوا
إِذا قال قَولاً فَهوَ لا شَك فاعل / وَلا خَير في قَول إِذا لَم يَكُن فعل
شَكت ملة الهادي إِلَيهِ دُروسَها / فَلَيسَ لَهُ إِلّا بإِحيائها شُغل
يُجاهد عَنها بِاليَراع محاميا / وَيَهدر فيها مِثلَما هَدر الفَحل
وَيَمضي مَضاء النَصل ثاقب فكرة / باغلاقها بل دُون فكرته النَصل
إِذا المَحل أَلقى في البِلاد جرانه / جَرى سَيبه حَتّى كَأَن لَم يَكُن مَحل
أَغاث الوَرى بِالمال فانجاب عدمهم / وَأَدبهم بِالعلم فَاِرتَفع الجَهل
خُذوا مِن بَنات الفكر عَذراء قد أَبَت / عَلي بِأَن يَفتضها غَيركم بعل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025