القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 12
فَأَمَّا عَدِيٌّ حينَ جادَ فإِنَّهُ
فَأَمَّا عَدِيٌّ حينَ جادَ فإِنَّهُ / أَبو الجودِ وابنُ الجودِ من أبوَي سَهلِ
نَشا من مُنَشَّا ثمَّ جادَ بِمِثلِه / أَكلُّ زَمانٍ مِنه جِنسٌ مِن الفَضلِ
وليسَ يُحَسُّ الفَقدُ في مَنزلِ النَّدى / إِذا أَخلفت أيّامه المِثلَ بِالمِثلِ
ولِلعيدِ أَيامٌ تَمرُّ وسَعدُها / عَلَى ما بِها مُلقي العَصا واضِعَ الرَّحلِ
عِدادُ النُّجومِ السَّارِياتِ عِدادها / ويُحسَبُ مِنها في العُلوِّ وفي الفِعلِ
تهنَّ بِها واسلَم لجُودِكَ إِنَّني / أَرَى الناسَ يَرجونَ السَّلامَة لِلبُخلِ
رَأى الوَردَ مِن خَدَّيهِ يحتَملُ المحلا
رَأى الوَردَ مِن خَدَّيهِ يحتَملُ المحلا / فلَم تَسقِهِ عَيناهُ وَبلاً ولا طَلا
فَما بالُنا نَسقي البَهارَ ولَم يَكُن / أَرَقَّ ولا أَذكى نَسيماً وَلا أَحلَى
تَعالوا نُشاكِل فعلَهُ فلَعَلَّهُ / إِذا لَم يَجُد فينا يُعلِّمُنا البُخلا
وأَبغَضُ شَيءٍ فيهِ شَيءٌ أُحِبُّهُ / فَياطَيفَه أَهلاً وَيا لَيلُ لا أَهلا
سِوَى غَمراتٍ تُشبِهُ النَّومَ رُبَّما / أنالُ بِإِحداهنَّ من هاجِرٍ وَصلا
وأعظمُ مَفقودٍ عَلى العاشِق الكَرى / إِذا لَم يَكُن إِلا الكَرى يَجمع الشَّملا
وحَمراء زادَ الماءُ فيها وإنَّهُ / لَيَنقُصُ مِنها في زِيادَتِها فِعلا
غَضِبتُ لَها مِنهُ فَقُلتُ اقتُلوا بِها / وَلا تَقتُلوها حَسبُها شربُها قَتلا
ولا تَحسِبوا كُلَّ المِزاجِ مُوافِقاً / كَمِثلِ العَطايا فَي سَجايا أَبي يَعلى
فَتى المَجدِ أَعواماً خَلَت ثُمَّ كهلُهُ / فَقَد مارَسَت مِنهُ المَعالي فَتىً كَهلا
بَناها فَأعلاها كَما بُنِيَت لَه / وَذو النَّسبِ العَالي إِذا ما بَنَى عَلا
مِن القَومِ أَعلامُ الولايَةِ فيهمُ / فَأخبارُها تُروَى وآياتُها تُتلَى
فَإن كانَ مَولَى القَومِ مِنهُم فَإِنَّكم / يُؤدِّي بِكُم فَرضَ التَّشُهُّدِ مَن صَلَّى
وأَفعالُكُم تُملي عَلى النَّاسِ مَدحَكُم / وكُلُّ امرِئٍ يُثني بِمِقدارِ ما استَملَى
مَناقِبُ في الدُّنيا وَفي الدِّينِ حَملُها / ثَقيلٌ عَلَى مَن لَم يُعوَّد لَها حِملا
وَإنَّكَ وَالغادِي إِلَيكَ بِحاجَةٍ / لسِيان كُلٌّ مِنكُما يَبتَغي الفَضلا
ولَكِنَّه المغبونُ فيما يَبيعُهُ / يَبيعُكَ ما يَبقَى عَلَيكَ بِما يَبلَى
ولي صاحِبٌ صاحبتُه ذو قَرابةٍ
ولي صاحِبٌ صاحبتُه ذو قَرابةٍ / حَريصٌ علَيها أن تُبَرَّ وتُوصَلا
يواصِلُني إحسانُه حينَ نلتَقي / ويُتبِعُني طيَّ القراطيسِ مُرسَلا
تحمَّل عنِّي النائباتِ بنَفسِه / فألقى على ظَهري له الشُّكرُ كَلكَلا
فتىً يَفعلُ الأشياءَ لا ليقولَها / وليسَ يقولُ الشيءَ إلا ليَفعَلا
إذا قِستَه بالناسِ صحَّ لك اسمُهُ / كذلكَ سماهُ القِياسُ المُفَضَّلا
مُزيدي أَسىً ما عندكم أنَّه يُسلي
مُزيدي أَسىً ما عندكم أنَّه يُسلي / فجورُوا فلا بالجَورِ أسلُو ولا العَدلِ
ولا هُو قَلبي يومَ لا يَنتَهي به / وِصالٌ إلى شُغلٍ وهَجرٌ إلى خَتلِ
بعَذلٍ عَصاهُ أو بوَجدٍ أطاعَه / بأيّهما أوجبتَها في الهوى قَتلي
وكَم ناظرٍ أجفانُه جنس صارمٍ / غَنيٍّ على طولِ الضِّرابِ عن الصَّقلِ
لَه الفَصلُ في سفكِ الدماءِ لما يَرى / وعَيني لَها من دونِه أثرُ الفِعلِ
وزَهرةِ خدٍّ ما سقَتها دُموعُه / كذلكَ أذكى الزَّهرِ يَنبتُ في المَحلِ
وليس سوادَ الصُّدغ في الخدِّ تارِكاً / سوادَ قلوبِ العاشقينَ بِلا شُغلِ
إِذا خلتُه أبدَى لي العُذر في الهَوى / أبى خُلقُه إِلا المُقامَ على عَذلي
ذرِ الحبَّ يودي ما يَشاءُ بِمُهجَتي / فمسكنُه يَهوي وملبَسُه يُبلي
وتلكَ التي أمسَى يُنازِعُك الهَوى / عَليها فدَعها واضربِ الصعبَ بالسَّهلِ
فَما هَذهِ الأيامُ تاركةً لنا / إذا سمَحت بالعيشِ عَيشاً بِلا ذلِّ
تأمَّل بِعَينَي مُنصفٍ هَل تَرى لها / من الفَضلِ إلا ما رآه أَبو الفضلِ
أتاكَ حَديثي أنَّني بينَ مَعشَرٍ / أرَددُ فيهم بينَ رَدٍ إلى مَطلِ
كأنَّ الليالي يا أبا الفَضل ألزَمَت / أكارمَها تركَ التكرُّمِ من أجلي
وأجودُهُم من خَصَّ بالبَذلِ عرضَه / وما سائِرُ الأشياءِ تَصلحُ للبَذلِ
مَعي كَلماتٌ ما يُطاقُ احتِمالُها
مَعي كَلماتٌ ما يُطاقُ احتِمالُها / أوَدُّ إِذا ما قُلتُها لو أُقالُها
وتسأل غرَّاءُ احتِيالاً لِسرِّها / وَلو وَجدَت وَجدي لقلَّ احتِيالُها
إذا ما سألنا مُستطاعاً تمنَّعَت / وتأتي بما لا يُستَطاعُ سُؤالُها
وَقالوا أما في فِعلها بكَ سَلوةٌ / فكَم سَلوةٍ لو كان قَلبي يَنالُها
وأَنسى بِه فيما أراهُ وإنَّها / لَجِنيَّة الأفعالِ فيما إخالُها
يوَسوِسُ في صَدري إذا خَطرَت بِه / كذا الجنُّ وَسواسِ الصُّدورِ فِعالُها
إذا وصلَت منَّت وملَّت كأنَّما / يواصِلُ عنها منُّها ومَلالُها
وإن هَجرَت أمسى يُحبِّبُ هَجرَها / إليَّ بلا منٍّ عليَّ خيالُها
وَدائرةٍ في الكأسِ لَولا مُديرُها / ووَجنَته أَمسى عَزيزاً مِثالُها
وكِلتاهُما نارٌ تُشَبُّ وإنَّني / لأَعرِفُ أخرَى لا يَبينُ اشتِعالُها
إذا ما فؤادٌ حازَها بِاشتِمالِه / علَيها فقَد أمسَى علَيهِ اشتِمالُها
على أعيُنِ العُشاقِ أن تَجلب الهَوى / لهُم ولها تَسهيدُها وانهِمالُها
وهنَّ الليالي إِن طمِعنَ من الفَتى / بطولِ سُهادٍ جاوَدَته طِوالُها
نوائبُ إن لَم يَقطَعِ اللَّهُ بينَها / بجودٍ من الأُستاذِ طال اتِّصالُها
بجودِ فتىً كم ساجَلَته سَحائِبٌ / فأعجَلَها عَن أَن يُذَمَّ سِجالُها
فَما طلَعت واستَوسَقَت وانبَرى لها / بجَدواهُ حتَّى قيلَ خفَّ ثقالُها
فيا غيثُ لا تَعرِض ليُمناهُ بَعدَما / بدا لكَ عندَ الجودِ والبأسِ حالُها
فَما فِعلُها إِلا الغناءُ كما تَرى / فأعداؤُها فيها سَواءٌ ومالُها
وخَيلٍ تَلقَّاها بخَيلٍ فَلم تَزل / تقاربُ حتَّى ضاقَ عنها مَجالُها
وألقَت عَصاها وهيَ عزل من القنا / يسَربِلها ذلّ الحياةِ اعتِزالُها
فيا لِدماءٍ قد تَساوى حَرامُها / على كلِّ عَضبٍ باترٍ وحَلالُها
وقَد صُبغَت بيضُ الظُّبى بِدَمِ الطُّلى / وغُيِّرَ مِنها حُسنُها وصِقالُها
وقَد ظلَّلتها للغُبارِ غَمامَةٌ / يَزيدُ عَلى حرِّ الشموسِ ظِلالُها
فلما انجَلَت كانَت لأَروَعَ ماجِدٍ / يَروعُ فتَرتاعُ الوَغى ورِجالُها
لِضاربِ هاماتٍ يَعزُّ منالُها / مُغيِّرِ حالات يَبينُ اختِلالُها
أبا الحَسنِ الآمالُ جاءَت تَقودُني / أوامرُ مِنها يُستَحبُّ امتِثالُها
وما جَسَرَت لولاكَ أن تَضمن الغِنى / ولَكن علَى جَدوى يَديكَ اتِّكالُها
مكارمُ أن فازَ الكرامُ بِفعلِها / وتاهُو بِه عُجباً فَفيهِ كَمالُها
تكادُ القوافي أن تنوءَ بحَملِها / ويظهر مِنها ضَعفُها وكَلالُها
كأَنَّ هَواكُم كانَ لي فيكُم عَذلا
كأَنَّ هَواكُم كانَ لي فيكُم عَذلا / فَلستُ بِراضٍ مِنكُم أبَداً فِعلا
أخَذتُ تَجنِّيكُم عَليَّ وهَجركُم / وأَعطَيتُكُم ذاكَ التَّملُّقَ والوَصلا
وناقَلتُكم حالاً بِحالٍ لتَعلَموا / إِذا ذُقتُم الحالَينِ أيُّهما أَحلَى
وَلمَّا استَجابَ النَّومُ لي قُلتُ مُسرِعاً / مكانَ انصرف يا لَيلُ يا لَيلُ قِف مَهلا
سَألتُكَ لا تَبرَح قَليلاً فإنَّني / سَأَلتُ الكَرى أَن يَهجُرَ الأعيُنَ النُّجلا
وَإن كُنتَ ممَّن يَتَّقي لَحظاتها / فعِدها بِضَوءِ الصُّبحِ واستَعملِ المَطلا
ويا زَمنَ العُشَّاقِ خُذها بِثارِهم / فَقَد أكثرَت في أهلِكَ الأسرَ والقَتلا
وأغيدَ أملَى طَرفه سِحرَ لَحظِهِ / عَلى لَفظِه حتَّى تَعلَّمَ ما استَملا
عَجِبتُ وقَد رامَ النُّهوضَ لحِلمِهِ / كأن لَم يَكُن فيما مَضى يَعرِفُ الجَهلا
وَما كانَ حِلماً من رَأيتُ وإنَّما / تُحمِّلُهُ الأَردافُ من خلفِهِ ثِقلا
وللحبِّ غاياتٌ وأصعَبُها الرَّدى / وقَد صارَ عِندي عندَما نالَني سَهلا
سَماحةُ نَفسٍ بِالمنونِ جَعلتُها / لفَرعِ احتِجاجي عندَ مَن لامَني أَصلا
كأنَّ رَدىً عذَّبتُ قَلبي بِحبِّه / ندىً فَكأنِّي كنتُ في حُبِّهِ الفَضلا
وما مِثلُهُ مِن قَبل جادَ وإنَّما / يُقالُ أتَى بالجودِ من عرفَ البُخلا
ولَو لَم يَكُن بخلَ الزَّمانِ مُوفّداً / إِلَيهِ الوَرى وَفداً لأَلزَمَه الفِعلا
يُرى جودُه خَوفَ الغِنى عنه داعِياً / إِلى اللَّهِ أن لا يَرفَعَ القَحطَ والمَحلا
علَى أنَّه ما عاشَ في الأَرضِ ضَامِنٌ / إِذا ظمِئَت أن يَخلِفَ العارِضَ الوَبلا
شَفيقاً عَلى أبنائِها متَعَطِّفاً / عَلى أهلِها حتَّى يَراهُم لَه أَهلا
فَتىً حطَّتِ الآمالُ رَحلي بِبابِه / وما رَضيَت باباً تَحطُّ بِه رَحلا
لِكُلِّ رَبيعٍ فَصلُهُ ورَبيعُهُ / مُقيمٌ عَلَينا ما عَرَفنا لَه فَصلا
أَخو هِمَّةٍ طالَت عُلواً كأنَّها / دُعاءٌ مُجابٌ باتَ يَرفَعُ فاستَعلا
وذكرٌ يَجولُ الأَرضَ حتَّى كأنَّه / يُحاوِلُ في هَذا الزَّمانِ لَه مِثلا
وعَزمٌ إِذا نارُ الحَوادِثِ عُوقِبَت / عَلى حادِثٍ مِن فِعلِها فَبِهِ تُصلى
خلائِق تُبقي صالِحاً يا ابنَ صالِحٍ / مِن الذِّكرِ لا يَفنى بمُكثٍ ولا يَبلَى
وتَدنو مِن العافينَ حتَّى كأنَّها / ولا هَزلَ فيها تَجمع الجدَّ والهَزلا
عَجِبتُ لشِعرٍ صحَّ لي فيكَ نَظمُهُ / بِعَقلي ومَا عايَنتهُ يُبهِرُ العَقلا
يُعرِّضُني للدَّهرِ صَرفٌ جَعَلتُهُ / وإِياكَ عِندَ الحَمدِ والذمِّ لي شُغلا
وما جارَتِ الأيامُ إِذ كانَ عدلُها / مِن الجَورِ لكِن جارَ من سامَها العَدلا
حَواجِبُهُ قِسيٌ وأَجفانُه نَبل
حَواجِبُهُ قِسيٌ وأَجفانُه نَبل / وقامتُه الخَطِّيُّ والناظِر النَّصلُ
تَجَيَّشَ في جَيشٍ من الحُسنِ وارتَدَى / رِداء جَمالٍ طَرزُهُ الحدق النُّجلُ
ولمَّا خَلَت عَينايَ مِنه لِبُعدِه
ولمَّا خَلَت عَينايَ مِنه لِبُعدِه / تَمنَّيتُ أنَّ القَلبَ مثلهما يَخلو
فَراوَدتُه في ذاكَ جَهدي فَزادَني / غَراماً كأني كُنتُ أنهاهُ أن يَسلو
ومُستَقصِري أنِّي أقمتُ مُخيّماً
ومُستَقصِري أنِّي أقمتُ مُخيّماً / على فاقةٍ مُلقي العَصا واضعَ الرَّحلِ
يَقولُ المَعالي والمَعالي وأهلُها / وما عندَه أنَّ المَعالي بِلا أَهلِ
أتَعرفُ لي في الجِنِّ مَن يُرتَجى لَه / نَوالٌ فَما في الأنسِ فَضلٌ عَن البُخلِ
وَفيما ذَكرتُ الفَضلَ لَفظاً رأيتُه / تَصوَّرَ شَخصاً في الشَّريفِ أبي الفَضلِ
وَردَّ عليَّ القَولَ فيهِم بفِعلِه / وفي القَولِ عَجزٌ عَن مُقاومَةِ الفِعلِ
كَذا شَجراتُ المَجدِ يرجِعُ فَرعُها / إِذا أَينَعت فيها الثِّمارُ إِلى الأَصلِ
أُنَبِّيكَ أنِّي فارِغ الكَفِّ مُترعُ ال / جَوارِحِ فاعجَب مِن فَراغي ومِن شُغلي
سَقيمٌ نَهاهُ سُقمُ جَفنَيهِ أَن يَسلو
سَقيمٌ نَهاهُ سُقمُ جَفنَيهِ أَن يَسلو / ويأمرُهُ أَن لا يُطاوِعهُ العَذلُ
فيا لكَ مِن أَمرٍ وَنهيٍ تَجمَّعا / عَلى واحدٍ ما فِيهِ عَن واحدٍ فَضلُ
لَه كُلّ يومٍ مِن صُدودِكَ لَوعَةٌ / تعوَّدَ أَن يَتلو بِها زَفرَةً تَعلو
تكرُّ علَيهِ النائِباتُ كأنَّها / طَلائِعُ خَيلٍ جاءَ يَقدُمُها الشِّبلُ
سِوى أنَّها غَدَّارةٌ كلَّما وَفى / وبينَ الوَفا والغَدرِ يومَ الوَغى فَصلُ
فتىً أن يَجر صَرفُ الزَّمانِ فَصَعدَةٌ / لَها في يَدَيهِ كلَّما اعتَدلَت عَدلُ
وإِن يَفتَخِر قومٌ عَليهِ فإنَّما / لَهُم قَولُهُم في فَخرِهم ولَه فِعلُ
مَناقِبُ يا ابنَ اللَّيثِ ضاقَت على امرئٍ / يُحاوِلُها من حَيثُ حاوَلَها الشِّبلُ
تمكنتَ من دنياكَ إنِّيَ إنَّما / دَعوتُ دُعاءً لَيسَ يقبلُه البَذلُ
ولا زالَت الأيامُ فينا بَخيلَةً / بِمِثلِكَ أَن يُقنَى وكَيفَ ولا مِثلُ
كأنَّ اللَّيالي باللَّيالي طَلَبنَني
كأنَّ اللَّيالي باللَّيالي طَلَبنَني / فهنَّ طَويلاتٌ ذَواتُ طَوائِلِ
يُحاوِلنَ منِّي ما مَضى من مَسَرَّتي / منَ الخالِياتِ الماضِياتِ الأوائِلِ
وهُنَّ قليلاتٌ قِصارٌ وإنَّما / يُحاوِلنَ ثأراً بالقِصارِ القَلائِلِ
وإِلا قَصرنَ عن طَريقي فَفي يَدي / على ضَعفِها ما في يدِ ابنِ مُقاتِلِ
إِذا قُلتُ أَمسى فاعِلاً فكَأنَّني / أتيتُ الَّذي يَأتي ولَستُ بِفاعِلِ
سلاحُ اللَّيالي كلّ أبيضَ باذِلٍ / تجاذِبُه لا كلُّ أَسمَرَ ذابِلِ
أبا أحمَدٍ خفَّ الزَّمانُ وصَرفُهُ / إِلَيكَ بِهَذا القاعِد المُتثاقِلِ
فكُن حائِلاً بَينَ الزَّمانِ وبَينَه / فَما شُكرُه بعدَ الزَّمانِ بِحائِلِ
ولا تحرِمَنهُ منكَ تَعظيمَ شَأنِه / فَما كلُّ مَنزورٍ عطيَّة باخِلِ
تَبارَكَ من عَمَّ الأنامَ بِفَضلِهِ
تَبارَكَ من عَمَّ الأنامَ بِفَضلِهِ / وبالمَوتِ بَينَ الخَلقِ ساوَى بِعَدلِهِ
مَضَى مُستَقِلاً بِالعُلومِ مُحمَّدٌ / وَهَيهاتَ يأتِينا الزَّمانُ بمثلِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025