المجموع : 12
فَأَمَّا عَدِيٌّ حينَ جادَ فإِنَّهُ
فَأَمَّا عَدِيٌّ حينَ جادَ فإِنَّهُ / أَبو الجودِ وابنُ الجودِ من أبوَي سَهلِ
نَشا من مُنَشَّا ثمَّ جادَ بِمِثلِه / أَكلُّ زَمانٍ مِنه جِنسٌ مِن الفَضلِ
وليسَ يُحَسُّ الفَقدُ في مَنزلِ النَّدى / إِذا أَخلفت أيّامه المِثلَ بِالمِثلِ
ولِلعيدِ أَيامٌ تَمرُّ وسَعدُها / عَلَى ما بِها مُلقي العَصا واضِعَ الرَّحلِ
عِدادُ النُّجومِ السَّارِياتِ عِدادها / ويُحسَبُ مِنها في العُلوِّ وفي الفِعلِ
تهنَّ بِها واسلَم لجُودِكَ إِنَّني / أَرَى الناسَ يَرجونَ السَّلامَة لِلبُخلِ
رَأى الوَردَ مِن خَدَّيهِ يحتَملُ المحلا
رَأى الوَردَ مِن خَدَّيهِ يحتَملُ المحلا / فلَم تَسقِهِ عَيناهُ وَبلاً ولا طَلا
فَما بالُنا نَسقي البَهارَ ولَم يَكُن / أَرَقَّ ولا أَذكى نَسيماً وَلا أَحلَى
تَعالوا نُشاكِل فعلَهُ فلَعَلَّهُ / إِذا لَم يَجُد فينا يُعلِّمُنا البُخلا
وأَبغَضُ شَيءٍ فيهِ شَيءٌ أُحِبُّهُ / فَياطَيفَه أَهلاً وَيا لَيلُ لا أَهلا
سِوَى غَمراتٍ تُشبِهُ النَّومَ رُبَّما / أنالُ بِإِحداهنَّ من هاجِرٍ وَصلا
وأعظمُ مَفقودٍ عَلى العاشِق الكَرى / إِذا لَم يَكُن إِلا الكَرى يَجمع الشَّملا
وحَمراء زادَ الماءُ فيها وإنَّهُ / لَيَنقُصُ مِنها في زِيادَتِها فِعلا
غَضِبتُ لَها مِنهُ فَقُلتُ اقتُلوا بِها / وَلا تَقتُلوها حَسبُها شربُها قَتلا
ولا تَحسِبوا كُلَّ المِزاجِ مُوافِقاً / كَمِثلِ العَطايا فَي سَجايا أَبي يَعلى
فَتى المَجدِ أَعواماً خَلَت ثُمَّ كهلُهُ / فَقَد مارَسَت مِنهُ المَعالي فَتىً كَهلا
بَناها فَأعلاها كَما بُنِيَت لَه / وَذو النَّسبِ العَالي إِذا ما بَنَى عَلا
مِن القَومِ أَعلامُ الولايَةِ فيهمُ / فَأخبارُها تُروَى وآياتُها تُتلَى
فَإن كانَ مَولَى القَومِ مِنهُم فَإِنَّكم / يُؤدِّي بِكُم فَرضَ التَّشُهُّدِ مَن صَلَّى
وأَفعالُكُم تُملي عَلى النَّاسِ مَدحَكُم / وكُلُّ امرِئٍ يُثني بِمِقدارِ ما استَملَى
مَناقِبُ في الدُّنيا وَفي الدِّينِ حَملُها / ثَقيلٌ عَلَى مَن لَم يُعوَّد لَها حِملا
وَإنَّكَ وَالغادِي إِلَيكَ بِحاجَةٍ / لسِيان كُلٌّ مِنكُما يَبتَغي الفَضلا
ولَكِنَّه المغبونُ فيما يَبيعُهُ / يَبيعُكَ ما يَبقَى عَلَيكَ بِما يَبلَى
ولي صاحِبٌ صاحبتُه ذو قَرابةٍ
ولي صاحِبٌ صاحبتُه ذو قَرابةٍ / حَريصٌ علَيها أن تُبَرَّ وتُوصَلا
يواصِلُني إحسانُه حينَ نلتَقي / ويُتبِعُني طيَّ القراطيسِ مُرسَلا
تحمَّل عنِّي النائباتِ بنَفسِه / فألقى على ظَهري له الشُّكرُ كَلكَلا
فتىً يَفعلُ الأشياءَ لا ليقولَها / وليسَ يقولُ الشيءَ إلا ليَفعَلا
إذا قِستَه بالناسِ صحَّ لك اسمُهُ / كذلكَ سماهُ القِياسُ المُفَضَّلا
مُزيدي أَسىً ما عندكم أنَّه يُسلي
مُزيدي أَسىً ما عندكم أنَّه يُسلي / فجورُوا فلا بالجَورِ أسلُو ولا العَدلِ
ولا هُو قَلبي يومَ لا يَنتَهي به / وِصالٌ إلى شُغلٍ وهَجرٌ إلى خَتلِ
بعَذلٍ عَصاهُ أو بوَجدٍ أطاعَه / بأيّهما أوجبتَها في الهوى قَتلي
وكَم ناظرٍ أجفانُه جنس صارمٍ / غَنيٍّ على طولِ الضِّرابِ عن الصَّقلِ
لَه الفَصلُ في سفكِ الدماءِ لما يَرى / وعَيني لَها من دونِه أثرُ الفِعلِ
وزَهرةِ خدٍّ ما سقَتها دُموعُه / كذلكَ أذكى الزَّهرِ يَنبتُ في المَحلِ
وليس سوادَ الصُّدغ في الخدِّ تارِكاً / سوادَ قلوبِ العاشقينَ بِلا شُغلِ
إِذا خلتُه أبدَى لي العُذر في الهَوى / أبى خُلقُه إِلا المُقامَ على عَذلي
ذرِ الحبَّ يودي ما يَشاءُ بِمُهجَتي / فمسكنُه يَهوي وملبَسُه يُبلي
وتلكَ التي أمسَى يُنازِعُك الهَوى / عَليها فدَعها واضربِ الصعبَ بالسَّهلِ
فَما هَذهِ الأيامُ تاركةً لنا / إذا سمَحت بالعيشِ عَيشاً بِلا ذلِّ
تأمَّل بِعَينَي مُنصفٍ هَل تَرى لها / من الفَضلِ إلا ما رآه أَبو الفضلِ
أتاكَ حَديثي أنَّني بينَ مَعشَرٍ / أرَددُ فيهم بينَ رَدٍ إلى مَطلِ
كأنَّ الليالي يا أبا الفَضل ألزَمَت / أكارمَها تركَ التكرُّمِ من أجلي
وأجودُهُم من خَصَّ بالبَذلِ عرضَه / وما سائِرُ الأشياءِ تَصلحُ للبَذلِ
مَعي كَلماتٌ ما يُطاقُ احتِمالُها
مَعي كَلماتٌ ما يُطاقُ احتِمالُها / أوَدُّ إِذا ما قُلتُها لو أُقالُها
وتسأل غرَّاءُ احتِيالاً لِسرِّها / وَلو وَجدَت وَجدي لقلَّ احتِيالُها
إذا ما سألنا مُستطاعاً تمنَّعَت / وتأتي بما لا يُستَطاعُ سُؤالُها
وَقالوا أما في فِعلها بكَ سَلوةٌ / فكَم سَلوةٍ لو كان قَلبي يَنالُها
وأَنسى بِه فيما أراهُ وإنَّها / لَجِنيَّة الأفعالِ فيما إخالُها
يوَسوِسُ في صَدري إذا خَطرَت بِه / كذا الجنُّ وَسواسِ الصُّدورِ فِعالُها
إذا وصلَت منَّت وملَّت كأنَّما / يواصِلُ عنها منُّها ومَلالُها
وإن هَجرَت أمسى يُحبِّبُ هَجرَها / إليَّ بلا منٍّ عليَّ خيالُها
وَدائرةٍ في الكأسِ لَولا مُديرُها / ووَجنَته أَمسى عَزيزاً مِثالُها
وكِلتاهُما نارٌ تُشَبُّ وإنَّني / لأَعرِفُ أخرَى لا يَبينُ اشتِعالُها
إذا ما فؤادٌ حازَها بِاشتِمالِه / علَيها فقَد أمسَى علَيهِ اشتِمالُها
على أعيُنِ العُشاقِ أن تَجلب الهَوى / لهُم ولها تَسهيدُها وانهِمالُها
وهنَّ الليالي إِن طمِعنَ من الفَتى / بطولِ سُهادٍ جاوَدَته طِوالُها
نوائبُ إن لَم يَقطَعِ اللَّهُ بينَها / بجودٍ من الأُستاذِ طال اتِّصالُها
بجودِ فتىً كم ساجَلَته سَحائِبٌ / فأعجَلَها عَن أَن يُذَمَّ سِجالُها
فَما طلَعت واستَوسَقَت وانبَرى لها / بجَدواهُ حتَّى قيلَ خفَّ ثقالُها
فيا غيثُ لا تَعرِض ليُمناهُ بَعدَما / بدا لكَ عندَ الجودِ والبأسِ حالُها
فَما فِعلُها إِلا الغناءُ كما تَرى / فأعداؤُها فيها سَواءٌ ومالُها
وخَيلٍ تَلقَّاها بخَيلٍ فَلم تَزل / تقاربُ حتَّى ضاقَ عنها مَجالُها
وألقَت عَصاها وهيَ عزل من القنا / يسَربِلها ذلّ الحياةِ اعتِزالُها
فيا لِدماءٍ قد تَساوى حَرامُها / على كلِّ عَضبٍ باترٍ وحَلالُها
وقَد صُبغَت بيضُ الظُّبى بِدَمِ الطُّلى / وغُيِّرَ مِنها حُسنُها وصِقالُها
وقَد ظلَّلتها للغُبارِ غَمامَةٌ / يَزيدُ عَلى حرِّ الشموسِ ظِلالُها
فلما انجَلَت كانَت لأَروَعَ ماجِدٍ / يَروعُ فتَرتاعُ الوَغى ورِجالُها
لِضاربِ هاماتٍ يَعزُّ منالُها / مُغيِّرِ حالات يَبينُ اختِلالُها
أبا الحَسنِ الآمالُ جاءَت تَقودُني / أوامرُ مِنها يُستَحبُّ امتِثالُها
وما جَسَرَت لولاكَ أن تَضمن الغِنى / ولَكن علَى جَدوى يَديكَ اتِّكالُها
مكارمُ أن فازَ الكرامُ بِفعلِها / وتاهُو بِه عُجباً فَفيهِ كَمالُها
تكادُ القوافي أن تنوءَ بحَملِها / ويظهر مِنها ضَعفُها وكَلالُها
كأَنَّ هَواكُم كانَ لي فيكُم عَذلا
كأَنَّ هَواكُم كانَ لي فيكُم عَذلا / فَلستُ بِراضٍ مِنكُم أبَداً فِعلا
أخَذتُ تَجنِّيكُم عَليَّ وهَجركُم / وأَعطَيتُكُم ذاكَ التَّملُّقَ والوَصلا
وناقَلتُكم حالاً بِحالٍ لتَعلَموا / إِذا ذُقتُم الحالَينِ أيُّهما أَحلَى
وَلمَّا استَجابَ النَّومُ لي قُلتُ مُسرِعاً / مكانَ انصرف يا لَيلُ يا لَيلُ قِف مَهلا
سَألتُكَ لا تَبرَح قَليلاً فإنَّني / سَأَلتُ الكَرى أَن يَهجُرَ الأعيُنَ النُّجلا
وَإن كُنتَ ممَّن يَتَّقي لَحظاتها / فعِدها بِضَوءِ الصُّبحِ واستَعملِ المَطلا
ويا زَمنَ العُشَّاقِ خُذها بِثارِهم / فَقَد أكثرَت في أهلِكَ الأسرَ والقَتلا
وأغيدَ أملَى طَرفه سِحرَ لَحظِهِ / عَلى لَفظِه حتَّى تَعلَّمَ ما استَملا
عَجِبتُ وقَد رامَ النُّهوضَ لحِلمِهِ / كأن لَم يَكُن فيما مَضى يَعرِفُ الجَهلا
وَما كانَ حِلماً من رَأيتُ وإنَّما / تُحمِّلُهُ الأَردافُ من خلفِهِ ثِقلا
وللحبِّ غاياتٌ وأصعَبُها الرَّدى / وقَد صارَ عِندي عندَما نالَني سَهلا
سَماحةُ نَفسٍ بِالمنونِ جَعلتُها / لفَرعِ احتِجاجي عندَ مَن لامَني أَصلا
كأنَّ رَدىً عذَّبتُ قَلبي بِحبِّه / ندىً فَكأنِّي كنتُ في حُبِّهِ الفَضلا
وما مِثلُهُ مِن قَبل جادَ وإنَّما / يُقالُ أتَى بالجودِ من عرفَ البُخلا
ولَو لَم يَكُن بخلَ الزَّمانِ مُوفّداً / إِلَيهِ الوَرى وَفداً لأَلزَمَه الفِعلا
يُرى جودُه خَوفَ الغِنى عنه داعِياً / إِلى اللَّهِ أن لا يَرفَعَ القَحطَ والمَحلا
علَى أنَّه ما عاشَ في الأَرضِ ضَامِنٌ / إِذا ظمِئَت أن يَخلِفَ العارِضَ الوَبلا
شَفيقاً عَلى أبنائِها متَعَطِّفاً / عَلى أهلِها حتَّى يَراهُم لَه أَهلا
فَتىً حطَّتِ الآمالُ رَحلي بِبابِه / وما رَضيَت باباً تَحطُّ بِه رَحلا
لِكُلِّ رَبيعٍ فَصلُهُ ورَبيعُهُ / مُقيمٌ عَلَينا ما عَرَفنا لَه فَصلا
أَخو هِمَّةٍ طالَت عُلواً كأنَّها / دُعاءٌ مُجابٌ باتَ يَرفَعُ فاستَعلا
وذكرٌ يَجولُ الأَرضَ حتَّى كأنَّه / يُحاوِلُ في هَذا الزَّمانِ لَه مِثلا
وعَزمٌ إِذا نارُ الحَوادِثِ عُوقِبَت / عَلى حادِثٍ مِن فِعلِها فَبِهِ تُصلى
خلائِق تُبقي صالِحاً يا ابنَ صالِحٍ / مِن الذِّكرِ لا يَفنى بمُكثٍ ولا يَبلَى
وتَدنو مِن العافينَ حتَّى كأنَّها / ولا هَزلَ فيها تَجمع الجدَّ والهَزلا
عَجِبتُ لشِعرٍ صحَّ لي فيكَ نَظمُهُ / بِعَقلي ومَا عايَنتهُ يُبهِرُ العَقلا
يُعرِّضُني للدَّهرِ صَرفٌ جَعَلتُهُ / وإِياكَ عِندَ الحَمدِ والذمِّ لي شُغلا
وما جارَتِ الأيامُ إِذ كانَ عدلُها / مِن الجَورِ لكِن جارَ من سامَها العَدلا
حَواجِبُهُ قِسيٌ وأَجفانُه نَبل
حَواجِبُهُ قِسيٌ وأَجفانُه نَبل / وقامتُه الخَطِّيُّ والناظِر النَّصلُ
تَجَيَّشَ في جَيشٍ من الحُسنِ وارتَدَى / رِداء جَمالٍ طَرزُهُ الحدق النُّجلُ
ولمَّا خَلَت عَينايَ مِنه لِبُعدِه
ولمَّا خَلَت عَينايَ مِنه لِبُعدِه / تَمنَّيتُ أنَّ القَلبَ مثلهما يَخلو
فَراوَدتُه في ذاكَ جَهدي فَزادَني / غَراماً كأني كُنتُ أنهاهُ أن يَسلو
ومُستَقصِري أنِّي أقمتُ مُخيّماً
ومُستَقصِري أنِّي أقمتُ مُخيّماً / على فاقةٍ مُلقي العَصا واضعَ الرَّحلِ
يَقولُ المَعالي والمَعالي وأهلُها / وما عندَه أنَّ المَعالي بِلا أَهلِ
أتَعرفُ لي في الجِنِّ مَن يُرتَجى لَه / نَوالٌ فَما في الأنسِ فَضلٌ عَن البُخلِ
وَفيما ذَكرتُ الفَضلَ لَفظاً رأيتُه / تَصوَّرَ شَخصاً في الشَّريفِ أبي الفَضلِ
وَردَّ عليَّ القَولَ فيهِم بفِعلِه / وفي القَولِ عَجزٌ عَن مُقاومَةِ الفِعلِ
كَذا شَجراتُ المَجدِ يرجِعُ فَرعُها / إِذا أَينَعت فيها الثِّمارُ إِلى الأَصلِ
أُنَبِّيكَ أنِّي فارِغ الكَفِّ مُترعُ ال / جَوارِحِ فاعجَب مِن فَراغي ومِن شُغلي
سَقيمٌ نَهاهُ سُقمُ جَفنَيهِ أَن يَسلو
سَقيمٌ نَهاهُ سُقمُ جَفنَيهِ أَن يَسلو / ويأمرُهُ أَن لا يُطاوِعهُ العَذلُ
فيا لكَ مِن أَمرٍ وَنهيٍ تَجمَّعا / عَلى واحدٍ ما فِيهِ عَن واحدٍ فَضلُ
لَه كُلّ يومٍ مِن صُدودِكَ لَوعَةٌ / تعوَّدَ أَن يَتلو بِها زَفرَةً تَعلو
تكرُّ علَيهِ النائِباتُ كأنَّها / طَلائِعُ خَيلٍ جاءَ يَقدُمُها الشِّبلُ
سِوى أنَّها غَدَّارةٌ كلَّما وَفى / وبينَ الوَفا والغَدرِ يومَ الوَغى فَصلُ
فتىً أن يَجر صَرفُ الزَّمانِ فَصَعدَةٌ / لَها في يَدَيهِ كلَّما اعتَدلَت عَدلُ
وإِن يَفتَخِر قومٌ عَليهِ فإنَّما / لَهُم قَولُهُم في فَخرِهم ولَه فِعلُ
مَناقِبُ يا ابنَ اللَّيثِ ضاقَت على امرئٍ / يُحاوِلُها من حَيثُ حاوَلَها الشِّبلُ
تمكنتَ من دنياكَ إنِّيَ إنَّما / دَعوتُ دُعاءً لَيسَ يقبلُه البَذلُ
ولا زالَت الأيامُ فينا بَخيلَةً / بِمِثلِكَ أَن يُقنَى وكَيفَ ولا مِثلُ
كأنَّ اللَّيالي باللَّيالي طَلَبنَني
كأنَّ اللَّيالي باللَّيالي طَلَبنَني / فهنَّ طَويلاتٌ ذَواتُ طَوائِلِ
يُحاوِلنَ منِّي ما مَضى من مَسَرَّتي / منَ الخالِياتِ الماضِياتِ الأوائِلِ
وهُنَّ قليلاتٌ قِصارٌ وإنَّما / يُحاوِلنَ ثأراً بالقِصارِ القَلائِلِ
وإِلا قَصرنَ عن طَريقي فَفي يَدي / على ضَعفِها ما في يدِ ابنِ مُقاتِلِ
إِذا قُلتُ أَمسى فاعِلاً فكَأنَّني / أتيتُ الَّذي يَأتي ولَستُ بِفاعِلِ
سلاحُ اللَّيالي كلّ أبيضَ باذِلٍ / تجاذِبُه لا كلُّ أَسمَرَ ذابِلِ
أبا أحمَدٍ خفَّ الزَّمانُ وصَرفُهُ / إِلَيكَ بِهَذا القاعِد المُتثاقِلِ
فكُن حائِلاً بَينَ الزَّمانِ وبَينَه / فَما شُكرُه بعدَ الزَّمانِ بِحائِلِ
ولا تحرِمَنهُ منكَ تَعظيمَ شَأنِه / فَما كلُّ مَنزورٍ عطيَّة باخِلِ
تَبارَكَ من عَمَّ الأنامَ بِفَضلِهِ
تَبارَكَ من عَمَّ الأنامَ بِفَضلِهِ / وبالمَوتِ بَينَ الخَلقِ ساوَى بِعَدلِهِ
مَضَى مُستَقِلاً بِالعُلومِ مُحمَّدٌ / وَهَيهاتَ يأتِينا الزَّمانُ بمثلِهِ