القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 7
إِليكَ فَقَلبي لا تقِرُّ بلابلُه
إِليكَ فَقَلبي لا تقِرُّ بلابلُه / إِذا ما شدَت فوقَ الغُصون بلابلُه
تَهيجُ له ذكرى حَبيبٍ مُفارِقٍ / زرودُ وحُزوى وَالعَقيقُ منازلُه
سقاهُنَّ صوبُ الدَمعِ منّي ووبلُه / منازلَ لا صوبُ الغمام ووابلُه
يحلُّ بها من لا أصرِّحُ باِسمِه / غَزالٌ على بُعد المزارِ أُغازِلُه
تقسَّمه رقُّ الجَمال وَجزلُه / فرنَّ وشاحاهُ وصُمَّت خَلاخِلُه
وَما أَنا بالناسي لَياليَ بالحِمى / تقضَّت ووردُ العَيش صفو مناهلُه
لَيالي لا ظبيُ الصَريم مصارمٌ / ولا ضاقَ ذَرعاً بالصُدود مُواصلُه
وَكَم عاذِلٍ قَلبي وقد لجَّ في الهَوى / وما عادِلٌ في شِرعة الحبِّ عاذلُه
يَلومونَ جَهلاً في الغَرام وإنَّما / له وعليه بِرُّه وغوائلُه
فَلِلَّهِ قَلبٌ قد تَمادَى صَبابَةً / عَلى اللَوم لا تنفكُّ تغلي مراجلُه
وَبالحلَّة الفَيحاءِ من أَبرقِ الحِمى / رَداحٌ حماها من قنا الخَطِّ ذابلُه
تَميسُ كما ماسَ الرُدَينيُّ مائداً / وَتهتزُّ عُجباً مثلما اِهتزَّ عاملُه
مهفهفةٌ الكَشحَين طاويةُ الحَشا / فَما مائدُ الغصن الرَطيبِ ومائِلُه
تعلَّقتُها عصرَ الشَبيبة والصِبا / وَما عَلِقَت بي من زَماني حبائلُه
حذرتُ عليها آجلَ البُعد والنَوى / فَعاجَلني من فادح البَين عاجلُه
إِلى اللَهِ يا ظمياءُ نَفساً تَقَطَّعَت / عليكِ غَراماً لا أَزال أُزاولُه
وخطبَ بعادٍ كلَّما قُلتُ هذه / أَواخرهُ كرَّت عليَّ أَوائِلُه
لئن جارَ دَهري بالتفرُّق واِعتَدى / وَغال التَداني من دُهى البين غائلُه
فإنّي لأَرجو نيلَ ما قد أَملتُه / كَما نال مِن يحيى الرَغائبَ آملُه
كَريمٌ وفي إِحسانه ونوالِه / بما ضمِنَت للسائِلين مخائلُه
من النَفر الغرِّ الَّذين بمجدهم / تأَيَّد أَزرُ المجد واِشتدَّ كاهلُه
لَقَد ألبِسَت نَفسُ المَعالي برودَه / وزُرَّت على شَخص الكَمال غلائلُه
جَوادٌ يَرى بذلَ النوال فَريضةً / عليه فما زالَت تعمُّ نوافلُه
له همَّةٌ نافت على الأَوج رفعةً / تقاصرَ عنها حين همَّت تُطاولُه
أَجلُّ همامٍ أَدرك المجدَ همَّةً / وأَكرمُ مولىً جاوز الحدَّ نائلُه
وقد أَيقنت نَفسُ المكارم أَنَّها / لَتَحيا بِيَحيى حين عمَّت فواضلُه
أَخٌ ليَ ما زالَت أَواخي إِخائه / موطَّدةً منه ببرٍّ يواصلُه
ليَهنكَ مجدٌ يا ابنَ أَحمدَ لم تَزَل / فواضلُه مشهورةً وفضائلُه
أَبى اللَهُ إلّا أَن يُنيفَ بكَ العُلى / وَيُعلي بك المجدَ الَّذي أَنتَ كافلُه
وَما زِلتَ تَسعى بالمكارم طالباً / مَقاماً تناهى دونَه من يُحاولُه
فحسبُك قد جُزتَ الأَنامَ برتبةٍ / تُشيرُ لَها مِن كُلِّ كفٍّ أَناملُه
سأَشكُرُ ما أَهدَيتَ لي من أَزاهرٍ / يَجولُ عليها من نَدى الحُسن جائلُه
وأثني على ما صُغتَه من قلائِدٍ / تَحَلّى بها من جيدِ مدحيَ عاطلُه
فدم سالِماً من كُلِّ سوءٍ مهنّأً / بما نلتَه دَهراً وما أَنتَ نائلُه
ودونكها من بَعض شُكري وما عَسى / يَفي بالَّذي أَوليتَ ما أَنا قائلُه
أَبو طالب عمُّ النَبيِّ محمَّدٍ
أَبو طالب عمُّ النَبيِّ محمَّدٍ / به قام أَزرُ الدين واِشتدَّ كاهلُه
وَيَكفيهِ فخراً في المَفاخر أَنَّه / مؤازرُه دونَ الأَنام وكافلُه
لئن جهِلَت قَومٌ عظيمَ مقامِه / فَما ضرَّ ضوءَ الصُبح من هو جاهلُه
وَلَولاه ما قامَت لأَحمدَ دعوةٌ / ولا اِنجابَ لَيلُ الغيِّ واِنزاح باطلُه
أَقرَّ بدين اللَه ستراً لحكمةٍ / فَقال عدوُّ الحقِّ ما هو قائلُه
وَماذا عليه وهو في الدين هضبةٌ / إِذا عصفت من ذي العِناد أَباطلُه
وكيف يحلُّ الذمُّ ساحةَ ماجِدٍ / أَواخره مَحمودةٌ وأَوائلُه
عليه سَلامُ اللَه ما ذرَّ شارقٌ / وَما تُليت أَخبارُه وَفضائِلُه
سرَت سَحَراً والنجمُ للغرب مائلُ
سرَت سَحَراً والنجمُ للغرب مائلُ / وَلَونُ الدُجى من رَهبة الصُبح حائلُ
وَقَد همَّتِ الظَلماءُ في الأُفق بالسُرى / كَما همَّ بالسَير الخَليط المزايلُ
كأَنَّ النجومَ الزُهرَ عيسٌ نوافرٌ / كأَنَّ الدجى ركبٌ من الزِنج قافِلُ
كأَنَّ الثريّا إذ تَجَلَّت خواتِمٌ / تحلَّت بها من كفِّ خودٍ أَنامِلُ
كأَنَّ سهيلاً للنُجوم مُراقِبٌ / كأَنَّ السُهى صَبٌّ من العشق ناحلُ
كأَنَّ عَريَّ الأفق بيداءَ سملقٌ / كأَنَّ مَبادي الصُبح فيه مَناهِلُ
فوافَت يباريها الصَباحُ مماثلا / وَهَل يَستَوي مثلين حالٍ وعاطلُ
عجبتُ لمسراها وقد حالَ دونَها / شعوبٌ تَسامى للعُلى وَقبائِلُ
وشيمَت لديها مرهفاتٌ بواترٌ / وهُزَّت عليها مُشرعاتٌ ذَوابلُ
كَسا الجوَّ منها نفحةٌ عنبريَّةٌ / فنمَّت بريّاها الصَبا والشَمائِلُ
مهاةٌ لها في كُلِّ قَلبٍ مراتعٌ / وَبَدر في كُلِّ قَلبٍ منازلُ
تبدَّت فَقُلتُ الصبحُ أَبيضُ ساطعٌ / وَماسَت فَقُلتُ الغصنُ أَخضَرُ مائِلُ
تكنَّفها أَترابُها فكأَنَّما / هيَ البَدرُ بين الأَنجم الزُهر ماثلُ
عليهنّ من ضوءِ الصَباح براقعٌ / وَمن غَسق اللَيل البَهيم غَلائِلُ
فَما راعَني إِلّا سَلامُ وداعِها / وأَدمعُها في وجنتيها هواملُ
وَقامَت لضمّي والحليُّ مُرِنَّةٌ / وقد صُمَّ منها قُلبُها والخَلاخلُ
هناك اِلتَوَينا للعناق كما اِلتَوى / قضيبانِ في رَوضٍ وريق وذابلُ
وَراحَت تَهادى في خُطاها تأَوُّداً / كَما يَتَهادى الشاربُ المُتَمايلُ
فَلِلَّهِ وَصلٌ ما أَقلَّ زمانَه / كذلك أَزمانُ الوصال قَلائِلُ
وَمزرٍ بضوءِ الشَمس لم تَرَ وَجهَهُ
وَمزرٍ بضوءِ الشَمس لم تَرَ وَجهَهُ / ولا ماثَلتهُ في علوٍّ ولا نُبلِ
بلينا جَوىً إِن رامَ منّا تدلُّلاً / على الحُبِّ إِبلاءَ النُفوس ولا نُبلي
وأَهيفَ قد قدَّ القُلوبَ بقدِّه
وأَهيفَ قد قدَّ القُلوبَ بقدِّه / وَما هو حَدَّي سِنانٍ ولا نَصلِ
صلَتنا لَظى الهَيجاءِ إِن سامَنا هَوىً / على حُبِّه صَليَ النفوسِ ولا نصلي
لنا كلَّ يومٍ رنَّةٌ وعويلُ
لنا كلَّ يومٍ رنَّةٌ وعويلُ / وَخطبٌ يَكلُّ الرأيُ وهو صَقيلُ
بكيتُ لو اِنَّ الدمعَ يُرجعُ ميِّتاً / وأَعولتُ لَو أَجدى الحزينَ عويلُ
لَحا اللَه دَهراً لا تَزال صروفُه / تطولُ علينا دائماً وتَعولُ
علامَ وَفيما قد أَصابَ مقاتلي / وَغادَرني هامي الدموع أَعولُ
وحمَّلني خطباً تضاءَلتُ دونَه / وَما أَنا قِدماً للخطوب حَمولُ
بموتِ كَريمٍ ماجِدٍ وابن ماجدٍ / له العزُّ دارٌ والعَلاءُ مَقيلُ
فَتىً قد عَنَت يومَ الهياج له القَنا / وراح الحسامُ العضبُ وهو ذَليلُ
بكاهُ القَنا الخَطّي علماً بأَنَّه / كَسيرٌ وأَنَّ المشرفيَّ كَليلُ
فمن للعَوالي بعد كفَّيه والنَدى / ومن في صفوف الناكثينَ يَجولُ
ومَن بعدَه للسَيف والضَيف والعلى / وَمَن بعدَه للمكرُمات كَفيلُ
رَبيبُ عُلاً شحَّ الزَمانُ بمثله / وَكُلُّ زَمانٍ بالكرام بَخيلُ
وَلَمّا نَعى الناعي به ضاق بي الفضا / وَراحَت دموعي الجامداتُ تَسيلُ
وَهَيهات أَن تأتي النِساءُ بمثله / وَيَخلف عنه في الأَنام بَديلُ
سأبكيكَ يا عمّارُ ما ناحَ طائِرٌ / وما نُدبَت بعد الرحيل طُلولُ
مُصابي وإِن طوَّلته عنك قاصرٌ / وَدمعي وإن كثّرتُ فيكَ قَليلُ
سلكتَ وأَسلكتَ الأَسى في حشاشتي / ممرَّ سَبيل ما سواه سَبيلُ
لك اليومَ في قَلبي مكانُ مودَّةٍ / ودادُك فيه ما حَييتُ نَزيلُ
فإن هاطِلاتُ السُحب شحَّت بسقيها / سقاكَ من الجَفن القَريح هَطولُ
عليك سَلامُ اللَه منّي تحيَّة / مَدى الدَهر ما غالَ البَريَّة غولُ
وإنّي غَريبٌ بين قومي وجيرَتي
وإنّي غَريبٌ بين قومي وجيرَتي / وأَهليَ حَتّى ما كأَنَّهم من أَهلي
وَلَيسَ غَريبُ الدار من راحَ نائياً / عن الأهل لكن من غَدا نائي الشكلِ
فمن لي بخِلٍّ في الزَمانِ مُشاكلٍ / أَلُفُّ به من بعد طولِ النوى شَملي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025