بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ
بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ / وَلَمّا أَقِف بَينَ الهَوى وَالتَذَلُّلِ
وَلَمّا أَصِف كَأساً وَلَم أَبكِ مَنزِلاً / وَلَم أَنتَحِل فَخراً وَلَم أَتَنَبَّلِ
فَلَم يُبقِ في قَلبي مَديحُكَ مَوضِعاً / تَجولُ بِهِ ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
رَأَيتُكَ وَالأَبصارُ حَولَكَ خُشَّعٌ / فَقُلتُ أَبو حَفصٍ بِبُردَيكَ أَم عَلي
وَخَفَّضتُ مِن حُزني عَلى مَجدِ أُمَّةٍ / تَدارَكتَها وَالخَطبُ لِلخَطبِ يَعتَلي
طَلَعتَ بِها بِاليُمنِ مِن خَيرِ مَطلَعٍ / وَكُنتَ لَها في الفَوزِ قِدحَ اِبنِ مُقبِلِ
وَجَرَّدتَ لِلفُتيا حُسامَ عَزيمَةٍ / بِحَدَّيهِ آياتُ الكِتابِ المُنَزَّلِ
مَحَوتَ بِهِ في الدينِ كُلَّ ضَلالَةٍ / وَأَثبَتَّ ما أَثبَتَّ غَيرَ مُضَلَّلِ
لَئِن ظَفِرَ الإِفتاءُ مِنكَ بِفاضِلٍ / لَقَد ظَفِرَ الإِسلامُ مِنكَ بِأَفضَلِ
فَما حَلَّ عَقدَ المُشكِلاتِ بِحِكمَةٍ / سِواكَ وَلا أَربى عَلى كُلِّ حُوَّلِ