ألا إنَّ خيرَ الخلقِ بعدَ مُحمّدٍ
ألا إنَّ خيرَ الخلقِ بعدَ مُحمّدٍ / عليُّ الذي بالشمسِ أَزرَتْ دلائلُهْ
وصِيُّ النّبيِّ المُجتبى وَنجِيُّهُ / وَوارثُهُ عِلمَ الغُيوبِ وَغاسِلُهْ
وِمنْ لمْ يَقُلْ بالنَّصِّ فيهِ مُعانِدًا / غَدا عَقلُهُ بالرَّغْمِ منهُ مُجادِلُهْ
يُعرِّفُهُ حقَّ الوَصِيِّ وفضلَهُ / على الخَلقِ حتّى تضْمَحِلَّ بَواطِلُهْ
هُوَ البَحرِ يُغني مَن غدا في جِوارِهِ / ولا سِيَّما إنْ أظهَرَ الدُّرَّ ساحِلُهْ
هُوَ الفخْرُ في اللأْوا إذا ما نَدَبتَهُ / ولا عَجَبٌ أَن يَندُبَ الفَخرَ ثاكِلُهْ
حِجابٌ إلهُ الخلقِ أَحكَمَ رَتْقَهُ / وَسِترٌ عَلى الإِسلامِ ذو الطَّوْلِ سابِلُهْ
وَبابٌ غدا فينا لِخَيرِ مَدينَةٍ / وَحبْلٌ يَنالُ الفَوْزَ في البَعثِ واصِلُهْ
وَعَيْبَةُ عِلمِ اللهِ والصّادِقُ الذي / يَقولُ بِحُرِّ القَولِ إِنْ قالَ قائلُهْ
عَليمٌ بما لا يَعلَمُ الناسُ مُظْهِرٌ / مِنَ العِلمِ مَنْ كلُّ البَرِيّةِ جاهِلُهْ
يُجيبُ بِحُكمِ اللهِ في كُلِّ شُبهةٍ / فَيُبصرُ طِبَّ الغيّ منهُ مُسائلُهْ
إِذا قالَ قولًا صدَّقَ الوَحيُ قولَهُ / وَكذَّبَ دَعوى كُلِّ رِجسٍ يُناضِلُهْ
حَميدٌ رَفيعُ القولِ عندَ مَليكِهِ / شَفيعٌ وَجيهٌ لا تُرَدُّ وَسائِلُهْ
وخُلصانُ ربِّ العرشِ نفسُ مُحمّدٍ / وقد كانَ من خيرِ الورى من يُباهِلُهْ
إمامٌ علا مِنْ خاتَمِ الرُّسْلِ كاهِلاً / وليسَ عليٌّ يحملُ الطُّهْرَ كاهِلُهْ
ولكن رسولُ اللهِ علّاه عامِدًا / عَلى كَتِفَيهِ كَيْ تَناهى فضائِلُهْ
أيعجزُ عنهُ مَن دحا بابَ خَيبَرٍ / وتحمِلُهُ أَفراسُهُ ورَواحِلُهُ
فشَرَّفَهُ خَيرُ الأَنامِ بِحملِهِ / فَبورِكَ مَحمولٌ وَبورِكَ حامِلُهْ
ولمّا دَحا الأَصنامَ أَوْمى بِكَفِّهِ / فكادَتْ تَنالُ النَّجمَ منهُ أَنامِلُهْ
وَذلكَ يومَ الفَتحِ والبَيتُ قَبلَهُ / وَمِنْ حَولِهِ الأَصنامُ والكُفرُ شامِلُهْ