لمغناك سحَّ المزنُ أدمعَ باكٍ
لمغناك سحَّ المزنُ أدمعَ باكٍ / ورجّعتِ الورقاءُ أنّةَ شاكِ
وشقَّ وميضُ البرقِ ثوباً منَ الدجى / كأنْ لم يكنْ يُجلى بضوء سناكِ
أظاعنةً والحزن ليس بظاعنٍ / لقد أوحش الأيامَ يومُ نواكِ
نوىً لا يشدُّ السَّفْرُ راحلةً لها / ولا يشتكيها العيسُ ليلَ سراكِ
ولكنها تطوي المحاسنَ في الثرى / فيا حُسْنَ ما يُطوى عليه ثراكِ
وتُشعرُ يأساً منك حرَّان هاتفاً / لعلَّكِ من بعد النوى وعساكِ
وتُورثُ شمسَ الدُّجْنِ أختك لوعةً / بفقدكِ والبدرَ المنيرَ أخاكِ
وتعلمنا أنَّ المصائبَ جمّةٌ / وأنَّ مدانا في المقامِ مداكِ
وأنَّ الشبابَ الغضَّ والصوْنَ والنهى / طوى الكلَّ منها الحَيْنُ يوم طواك
غدا الدهرُ من مرِّ الحوادثِ كالحاً / ولم أَدْرِ أن الدهرَ بعضُ عداكِ
عجبتُ له أنّى رماكِ بصرفِهِ / ولم يَغْشَ عينيه شعاعُ سناكِ
فعطّلَ جيداً أتلعاً كان مُطْلعاً / سميّك منصوباً بصَفح طَلاكِ
فيا دُرُّ إن أمسيتِ عُطلاً فطالما / غدا الدرُّ والياقوتُ بعض حلاكِ
ويا دُرُّ ما للبيتِ أظلم كسرُه / تراكِ تيممت الترابَ تراكِ
ويا زهرةً أذوى الحمامُ رياضَها / لقد فجعتْ كفُّ الحِمامِ رباكِ
سقاكِ الندى حتى تعودي نضيرةً / ومَن للقلوبِ الحائماتِ بذاكِ
ألا فُتَّ في عضدِ الحمام لقد رمى / عقيلةَ هذا الحيِّ يوم رماكِ
فدتك كريماتُ النساءِ وربما / رأينَ قليلاً أنْ يكنَّ فداكِ
وهل دافعٌ عنكِ الفداءُ منيّةً / أهبَّتْ صباحاً في رِياضِ صفاكِ
عزيزٌ علينا أن مضجعكِ الثرى / وما ينقضي حتى المعادِ كراكِ