القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 2
شموسٌ جلتهنَّ النجومُ الشوابكُ
شموسٌ جلتهنَّ النجومُ الشوابكُ / وقُضْبُ أراكٍ روضهنَّ الأرائكُ
أوانسُ حلاّها الشبابُ قلائداً / جواهرها ما هنَّ عنه ضواحك
تهادى ركابي في دجى الليلِ بارقٌ / يُضاهيه عَضْبٌ في يمينيَ باتك
وقد خَفَقَتْ زُهْرُ النجومِ كأنما / تُهَزُّ بأيدي الريح منها نيازك
وأسبلتِ الظلماءُ ستراً مِنَ الدجى / له منْ حسامي أو سنا البرقِ هاتك
فللهِ منْ سُعْدى ليالٍ سعيدةٌ / أرتني بياضَ الوصلِ وهي حوالكُ
وللهِ أعطافٌ لدانٌ هَصَرْتُها / ولا ثمَرٌ إلاَّ الثديُّ الفوالك
تؤنِّبني فيه العواذلُ ضلَّةً / لتسلكَ بي غيرَ الذي أنا سالك
ولا وسبيل اللهِ ما أنا آخذٌ / بعذلٍ ولا نهجَ الهوى أنا تارك
وَمَنْ حُبُّهُ للخرَّدِ العينِ صادقٌ / رأى أنَّ مَنْ أَهدى النصيحةَ يافك
أأحْقِنُ دمعي لا أُريقُ غمامةً / وفي الحَلْي ساجي الطرفِ للدم سافكُ
وأملكُ شوقي أنْ يذيبَ جوانحي / ولي من جفونِ المالكيةِ مالك
وبالقبَّة البيضاءِ خُمْصانَةُ الحشا / كظبي النَّقا ريّاً كما ارتجَّ عانك
بَرود الثَّنايا يزعمُ الروضُ أنَّهُ / لمبسمها في الأقحوانِ مُشارك
تسيرُ مطاياها وعند مسيرها / لها بينَ أحناءِ الضلوعِ مبارك
لئن فتكتْ بي مقلتاها فَرُبَّما / أكرُّ وعزمي بالحوادثِ فاتك
وما لحظاتُ الغيدِ إلاَّ صوارمٌ / ولا نزعاتُ البينِ إلاَّ معارك
سأصدمُ أحشاءَ الظلامِ بعزمةٍ / ولو فَغَرَتْ فاهاً إليَّ المهالك
وأكثرُ ما يُلقى أخو العزمِ سالكاً / إذا لم يكنْ إلاَّ المنايا مَسالك
لمغناك سحَّ المزنُ أدمعَ باكٍ
لمغناك سحَّ المزنُ أدمعَ باكٍ / ورجّعتِ الورقاءُ أنّةَ شاكِ
وشقَّ وميضُ البرقِ ثوباً منَ الدجى / كأنْ لم يكنْ يُجلى بضوء سناكِ
أظاعنةً والحزن ليس بظاعنٍ / لقد أوحش الأيامَ يومُ نواكِ
نوىً لا يشدُّ السَّفْرُ راحلةً لها / ولا يشتكيها العيسُ ليلَ سراكِ
ولكنها تطوي المحاسنَ في الثرى / فيا حُسْنَ ما يُطوى عليه ثراكِ
وتُشعرُ يأساً منك حرَّان هاتفاً / لعلَّكِ من بعد النوى وعساكِ
وتُورثُ شمسَ الدُّجْنِ أختك لوعةً / بفقدكِ والبدرَ المنيرَ أخاكِ
وتعلمنا أنَّ المصائبَ جمّةٌ / وأنَّ مدانا في المقامِ مداكِ
وأنَّ الشبابَ الغضَّ والصوْنَ والنهى / طوى الكلَّ منها الحَيْنُ يوم طواك
غدا الدهرُ من مرِّ الحوادثِ كالحاً / ولم أَدْرِ أن الدهرَ بعضُ عداكِ
عجبتُ له أنّى رماكِ بصرفِهِ / ولم يَغْشَ عينيه شعاعُ سناكِ
فعطّلَ جيداً أتلعاً كان مُطْلعاً / سميّك منصوباً بصَفح طَلاكِ
فيا دُرُّ إن أمسيتِ عُطلاً فطالما / غدا الدرُّ والياقوتُ بعض حلاكِ
ويا دُرُّ ما للبيتِ أظلم كسرُه / تراكِ تيممت الترابَ تراكِ
ويا زهرةً أذوى الحمامُ رياضَها / لقد فجعتْ كفُّ الحِمامِ رباكِ
سقاكِ الندى حتى تعودي نضيرةً / ومَن للقلوبِ الحائماتِ بذاكِ
ألا فُتَّ في عضدِ الحمام لقد رمى / عقيلةَ هذا الحيِّ يوم رماكِ
فدتك كريماتُ النساءِ وربما / رأينَ قليلاً أنْ يكنَّ فداكِ
وهل دافعٌ عنكِ الفداءُ منيّةً / أهبَّتْ صباحاً في رِياضِ صفاكِ
عزيزٌ علينا أن مضجعكِ الثرى / وما ينقضي حتى المعادِ كراكِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025