تَلينُ لعزْمي بالعَراءِ العوائك
تَلينُ لعزْمي بالعَراءِ العوائك / ولا أرى فيما تحنُّ الأرائكُ
أبى الحبُّ أن يُنضى من الجفن فاترٌ / فيثْنيه أن يُنضى من الجَفْنِ فاتكُ
وكم صد عني موثَق الخدّ مونق / فما سدّ عني باتر الحد باتك
معارف من أهل الهوى ومن الهوى / يقال بها سَلْمٌ وفيها معارك
برزنَ ومن دون النحور أسنّةٌ / فوالكٌ إن صفحتَهُنّ فوالكُ
فطوراً يقولُ الطرفُ هنّ سوافرٌ / وطوراً يقول القلبُ هنّ سوافكُ
ألم ينتَهِ الجفنُ السقيمُ وإنه / لناهٍ لجسمي لو قبِلتَ وناهكُ
أعانكَ في قتلي قوامٌ مهفهفٌ / تأوّدَ غصنٌ منهُ واهتزّ عاتكُ
وما زال في ردْعٍ لدرعكَ صائل / على أنّه ردعٌ لردْعِكَ صائكُ
أكان حراماً لو تداركتَ مهجةً / تحكم فيها جورُك المتداركُ
كأن لم يُضاحكْ بالشموسِ كوكباً / بهنّ الدُجى ضاحٍ محيّاهُ ضاحكُ
ولم تسبأ الصهباء قال شعاعُها / أشابَ مديري أم مديرُ سبائك
مصفرّةٌ قد أسقمَ الدهرُ جسمَها / فصحّت وفي النيرانِ تصفو السبائكُ
عجوزٌ عليها سَبحةٌ من حَبابها / تُصلّي على قوم بها وتُباركُ
عكفنا على حاناتِها فكأنّها / مشاعرُ تقوىً أُوثرت أو مناسكُ
أبينا سوى الدين النؤاسيّ بعدَها / ولا شكّ في أن النؤاسيّ ناسكُ
وذكّرنا رضوانَ عرْفُ نسيمها / فقال لنا رضوانُ رضوانُ مالكُ
هنالك عاطينا السُرى كأسَ عزمةٍ / معربدةً منها القلاصُ الرواتِكُ
نصبنا جناحَ الشوقِ بين ضُلوعِها / فمرّت مروّاتٌ ودُكّتْ دكادكُ
تكادُ وقد هزّتْ جوانبَ بيدها / تقولُ عليها ما تحركَ حاركُ
كأنّا وأفواهُ الفِجاجِ تمُجّنا / الى مالكٍ من كلّ أرضٍ مسالكُ
هو البحرُ يستمطي البحارَ ركائباً / إليه وتستجري الرياحُ السواهكُ
فإن أحْي إذ حُيّيت غُرّةَ وجهِه / فكم قلتُ إني دونَ دهلِكَ هالكُ
فبوركَ في العيسِ الذي بلغَتْ له / وردّت مراعيها لها والمَباركُ
ولا عثرَتْ تلك الجواري فإنّها / لأوعَرُ من سُبْلِ الجواري سوالِكُ
إليكَ زففنا مُحصَناتٍ من الثَنا / وكم رجّعَتْ حاشاكَ وهي فواركُ
مديحٌ إذا حلّى الطروسَ وحلّها / فهنّ حوالي نقسِه لا حوالِكُ
صقيلاتُ أبشارِ البروقِ كأنّما / أُمرَّتْ عليها بالشموسِ المداوكُ
إذا خُدمَتْ بالشكر عرصَةُ مالكِ / شدَتْ يدَهُ أنّى لمالِكَ مالِكُ
لها ترفع الأستار وهي سواترُ / وتأبى العُلا لي أن أقولَ هواتِكُ
بقيت لثغرٍ لو سواكَ ولن يرى / ألمّ به ما كشّفَتْهُ المضاحِكُ
هو الأفقُ إلا أن وجهكَ بدرُه / وأفعالُك الزُهْرُ النجومُ الشوابِكُ
علَتْ بك عزماتٌ قواضٍ قواضبٌ / عليه وهمّات سوامٍ سوامِكُ
وفضلُ سدادٍ كالصراطِ استقامةً / فما للمُنى إلا عليه مسالكُ
وملموسةٌ كالطودِ ما أنت آخذٌ / بيُمناكَ فيها فالمُجاذِبُ تاركُ
إذا مزّقَتْ منها الصوارمُ جانباً / ببرقٍ سَناها رقّعَتْهُ السنابكُ
وأنتَ الذي أبرمْتَ من آلِ هاشمٍ / قِوى دولةٍ حلّتْ عُراها البرامكُ
ومثلُك حامي همّةٍ وأئمةٍ / لها الملأ الأعلى حمًى والملائكُ
وهبتْ فليسَ البحرُ إلا ركيّةً / وليس المجاري منه إلا ركائكُ
مضَتْ حيثُ لا العَضْبُ المهنّدُ ضاربُ / فيُخشى ولا اللّدْنُ المثقّفُ شائكُ
وكم لفظةٍ وليتَ بالخَطْبِ دونَها / لما لاكَها من قبلِ فكّيْكَ لائكُ
ولا شكّ أنّ الجودَ للناسِ راحةٌ / كِلا ذا وذا منها لديكَ مواشِكُ
تُشاركُكَ القُصّادُ فيما حويتَهُ / فهلْ لك في كسبِ العُلى مَنْ يشاركُ
فكشِّفْ حجابَ السّمْعِ عن صِدْقِ مقولي / فما هو فيما قالَهُ فيكَ آفكُ
كذا فليحُكْ بردَ المدائحِ شاعرٌ / ولا عارَ إنْ قالوا له أنتَ حائكُ