رعى اللهُ مصراً فهي أبهى كنانةٍ
رعى اللهُ مصراً فهي أبهى كنانةٍ / حُلاها مدى الأيام واسطةُ السِّلكِ
نراها بإسماعيل أعذبَ موردً / به أبحرُ العرفان جاريةُ الفلكِ
بها المشتهى الأشهى فلو قال قائلٌ / بها جنةُ الفردوسِ ما جاء بالإفكِ
وما هي إلا غادةٌ تسلبُ النهى / مما جمعت بين الخلاعة والنسك
كواكب أفراح العزيز بأفقها / كصبح يقينٍ قد جلا ظُلمة الشك
ورناتُ أنغمِ المعازفِ أطربَت / كأن قيان الجن تعبثُ بالجنك
وملعبُ بالٍ بالحسانِ منعمٌ / عيونُ غرانيه تغازلُ بالفتك
رياضةُ رقصٍ في كمَالٍ منزهٍ / عن الريْبِ موزونٍ على التمّ والتك
وكم من فتاةٍ فيه سَكرى بلا طِلا / يُراقصها السنيور لطفاً مع السبك
وفيه صَفىُّ البالِ بالرقصِ مغرمٌ / يقول لذات الخالِ لا بد لي منك
تميسُ كغصنٍ البانِ عِطفاً وتنثني / وتفترُّ عن برقٍ تألق بالضحك
ولولا الحيا والدينُ والعلمُ والتقى / لقال حليفُ الزهد قد طابَ لك هتكي
ومجلسُ أنسٍ قد تعطرَ روضُه / وأرجاؤه فاحتْ بها نفحةُ المسك
وفي الجو تقليدُ النجوم منيرةً / صواريخُ أنوارٍ لشهبِ السما تحكي
تَلَوَّنُ كالحرباء بل ربما حكتْ / يواقيتَ قد مرتْ على حجر الحك
وحلبةُ سبقٍ بالجياد يزينها / رماحٌ أُعدتْ للطعان بلا شك
بتنظيم أوربا تسامى ابتهاجُه / وما فاته في الحسن طَنطنةُ التُّرك
ومذ زَهتْ الأفراحُ قلت مؤرخاً / بهيجُ العلا تأهيلُ فاميلة الملك