القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 17
هُوَ الفَلَكُ الدَوّارُ أَجراهُ رَبُّهُ
هُوَ الفَلَكُ الدَوّارُ أَجراهُ رَبُّهُ / عَلى ماتَرى مِن قَبلِ أَن تَجري الفُلكُ
لَهُ العِزُّ لَم يَشرُكهُ في المُلكِ غَيرُهُ / فَيا جَهلَ إِنسانٍ يَقولُ لِيَ المُلكُ
وَأَيّامُهُ مَنظومَةٌ في حَياتِهِ / وَلا نَظمَ يَبقى حينَ يَمتَلِئُ السُلكُ
خُلِقنا لِشَيءٍ غَيرِ بادٍ وَإِنَّما / نَعيشُ قَليلاً ثُمَّ يُدرِكُنا الهُلكُ
كَخَيلٍ صِيامٍ تَألَكُ الدَهرَ لُجمَها / بِغَيظٍ فَقَد أَدمى نَواجِذَها الأَلكُ
لِخالِقِنا الحُكمُ القَديمُ وَكَم فَتىً
لِخالِقِنا الحُكمُ القَديمُ وَكَم فَتىً / لَهُ خُلُقٌ رَحبٌ وَعيشَتُهُ ضَنكُ
فَهَوِّن عَلَيكَ الخَطَبَ ما فَتِئَ الرَدى / يُجيشُ عَلى كِسرى الجُيوشَ فَمَن زِنكُ
إِذا ئلَجَأتُهُم ساعَةٌ مِن زَمانِهِم / إِلى الشَرِّ لَم يُغنوا فَتيلاً وَلَم يَنكوا
أَفنُّكَ هَذا أَيُّها الدَهرُ سادِراً / وَتَأتي المَنايا بَعدَ ما لُقِيَ الفُنكُ
لَعَنَّكَ يَنجابُ الظَلامُ فَتَهتَدي / إِذا عَنكَ في رَأَدِ الضُحى ذَهَبَ العِنكُ
تَدَيَّنَ غاويهِم حِذارَ أَميرِهُم
تَدَيَّنَ غاويهِم حِذارَ أَميرِهُم / فَلَمّا اِنقَضَت أَيّامُهُ ذَهَبَ النُسكُ
فَأَصبَحَ مِن بَعدِ التَمَسُّكِ بِالتَقى / لِأَردانِهِ مِن طيبِ فاجِرَةٍ مَسكُ
وَهَل يَنفَعُ التَمسيكُ وَالمِسكُ تَحتَهُ / خَبيثٌ نَبيثٌ وَالَّذي فَوقَهُ المِسكُ
إِذا مَسَكَ الإِعدامُ فَاِصبُر وَلا تَكن / جَزوعاً لِكَي يَردى الفَتى وَبِهِ مُسكُ
تَمَسَّكَ بِتَقوى اللَهِ لَستُ بِقائِلٍ
تَمَسَّكَ بِتَقوى اللَهِ لَستُ بِقائِلٍ / تَمُسَّك وَمَعنايَ السُوارُ وَلا المِسكُ
وَمَن يَبلُ بِالدُنِّيا وَسوءِ فِعالِها / فَلَيسَ لَهُ إِلّا التَعَبُّدُ وَالنُسكُ
ضَحِكنا وَكانَ الضِحكُ مِنّا سَفاهَةً
ضَحِكنا وَكانَ الضِحكُ مِنّا سَفاهَةً / وَحُقَّ لِسُكّانِ البَسيطَةِ أَن يَبكوا
يُحَطِّمُنا رَيبُ الزَمانِ كَأَنَّنا / زُجاجٌ وَلَكِن لا يُعادُ لَهُ سَبكُ
دَعِ الناسَ وَاِصحَب وَحِشَ بَيداءَ قِفرَةٍ
دَعِ الناسَ وَاِصحَب وَحِشَ بَيداءَ قِفرَةٍ / فَإِنَّ رِضاهُم غايَةٌ لَيسَ تُدرَكُ
إِذا ذَكَروا المَخلوقَ عابوا وَأَطنَبوا / وَإِن ذَكَروا الخَلّاقَ حابوا وَأَشرَكوا
كُلِفتَ بِدُنياكَ الَّتي هِيَ خُدعَةٌ / وَهَل خُلَّةٌ مِنها أَغَرُّ وَأَفرَكُ
إِذا سَمَحَت عادَت لِما سَمَحَت بِهِ / وَكَم أَذنَبَت وَالذَنبُ بِالرَرضِ يُعرَكُ
وَلَو لَم يَكُن فينا هواها غَريزَةً / لَكانَ إذا جَرَّ المَهالِكَ يُترَكُ
مَتّى أَنا تالي الرَكبِ فَوقَ مَطيَّةٍ / عَلى مَنهَلٍ يُغني عَنِ الماءِ تَبرُكُ
إِذا فاتَكَ الإِثراءُ مِن غَيرِ وَجهِهِ / فَإِنَّ قَليلَ الخَلِّ أَولى وَأَبرَكُ
وَنَحنُ بِعلمِ اللَهِ مِن مُتَحَرِّكٍ / يُرى ساكِناً أَو ساكِنٍ يَتَحَرَّكُ
عَلَيكَ بِتَقوى اللَهِ في كُلِّ حالَةٍ
عَلَيكَ بِتَقوى اللَهِ في كُلِّ حالَةٍ / فَإِنَّ الَّذي نَصَّ الرِكابَ سَيُبرِكُ
إِذا مَرَّتِ الأَوقاتُ حُرِّكَ ساكِنٌ / وَسُكِّنَ في أَضعافِها المُتَحَرِّكُ
تَبايَنَ في الدينِ المَقالُ فَجاحِدٌ / وَصاحِبُ تَوحيدٍ وَآخَرُ مُشرِكُ
وَتُعجِزُ دُنياكَ القَويَّ يَرومُها / وَيَطلُبُ أُخراهُ الضَعيفُ فَيودرِكُ
وَمَن لِلفَتى وَهُوَ الشَقيُّ بِأَنَّهُ / يَدومُ عَلى ضَنكِ الشَقاءِ وَيُترَكُ
وَلَم أَرَ إِلّا أُمَّ دَفرٍ ظَعينَةً / تُحَبُّ عَلى غَدرٍ قَبيحٍ وَتَفرِكُ
كَأَنَّ إِباراً في المَفارِقِ خَيَّطَت
كَأَنَّ إِباراً في المَفارِقِ خَيَّطَت / بُرودَ المَنايا وَاللَيالي سُلوكُها
يَرى الفِكرُ أَنَّ النورَ في الدَهرِ مُحدَثٌ / وَما عُنصُرُ الأَوقاتِ إِلّا حُلوكُها
فَلا تَرغَبوا في المُلكِ تَعصونَ بِالظُبا / عَلَيهِ فَمِن أَشقى الرِجالِ مُلوكُها
وَإِنَّ غُروبَ الشَمسِ كُلَّ عَشيَّةٍ / يُحَدِّثُ أَهلَ اللُبِّ عَنهُ دُلوكُها
وَما فَتِئَت رُسُلُ الحِمامِ تَزورُنا / إِذا لَم تُشافِه ذَكَّرَتنا أَلوكُها
فَكونوا جِياداً أُضمِرَت خَوفَ غارَةٍ / صَوائِمَ إِلّا مِن شَكيمٍ تَلوكُها
تَسَمَّت رِجالٌ بِالمُلوكِ سَفاهَةً
تَسَمَّت رِجالٌ بِالمُلوكِ سَفاهَةً / وَلا مُلكَ إِلّا لِلَّذي خَلَقَ المُلكا
أَرى فَلَكاً مادارَ إِلّا لِحِكمَةٍ / فَلا تَنسَ مَن أَجرى لِحاجَتِكَ الفُلكا
وَمُدَّت حِبالُ الشَمسِ مِن قَبلِ عَصرِنا / عَلى أُمَمٍ لَم تَتَّرِك لَهُمُ سِلكا
وَتُعجِبُنا الدُنِّيا الهَلوكُ وَإِنَّها / لَأُمُّ رِجالٍ كُلُّهُم سُقِيَ الهُلكا
هُما حالَتا سوءٍ حَياةٌ بِلَوعَةٍ / وَمَوتٌ فَخَيِّر هَذِهِ النَفسَ أَو تِلكا
أَرى كُلَّ خَيرٍ في الزَمانِ مُفارِقاً
أَرى كُلَّ خَيرٍ في الزَمانِ مُفارِقاً / فَلا تَأسَفَنّ فيها لِقِلَّةِ خَيرِكا
وَدُنياكَ سارَت بِالأَنامِ مُغِذَّةً / فَلا فَرقَ فيها بَينَ سَيري وَسَيرِكا
أَصاحِ أَتَدري كَيفَ بَعدَكَ حالُها / أَجَل مِثلَ ما شاهَدتَهُ بَعدَ غَيرِكا
فَإِن كُنتَ لا تَسطيعُ لِلنَفعِ كَثرَةً / فَلا تُعدِمَنَّكَ النَفسُ قِلَّةَ ضيرِكا
أَيا مَفرِقي هَلّا اِبيَضَضتَ عَلى المَدى
أَيا مَفرِقي هَلّا اِبيَضَضتَ عَلى المَدى / فَما سَرَّني أَن بِتَّ أَسوَدَ حالِكا
قَبيحٌ بِفَودِ الشَيخِ تَشبيهُ لَونِهِ / بِفَودِ الفَتى وَاللَهُ يَعلَمُ ذِلِكا
فَبُعداً لِهَذا الجِسمِ يا روحُ مَسلَكاً / وَبُعداً لِهَذي الروحِ يا جِسمُ سالِكا
تَواصَلتُما فَاِستَحدَثَ الوَصلُ مِنكُما / عَجائِبَ كانَت لِلرِجالِ مَهالِكا
سَأَفعَلُ خَيراً ما اِستَطَعتُ فَلا تُقَم
سَأَفعَلُ خَيراً ما اِستَطَعتُ فَلا تُقَم / عَلَيَّ صَلاةٌ يَومَ أُصبِحُ هالِكا
فَما فيكُمُ مِن خَيرٍ يُدَّعى بِهِ / يُفَرِّجُ عَنّي بِالمَضيقِ المَسالِكا
فَمَن مُبَلِّغٌ عَنّي المَآلِكَ مَعشَراً / عَليّاً وَمَحموداً وَخاناً وَآلِكا
فَما أَتَمَنّى أَنَّني كَأَجَلِّكُم / ولَكِن أُضاهي المُقتَرينَ الصَعالِكا
وَيَنفُرُ عَقلي مُغضَباً إِن تَرَكتُهُ / سُدىً وَاِتَّبَعتُ الشافِعيّ وَمالِكا
إِذا قالَ فيكَ الناسُ ما لا تُحِبُّهُ
إِذا قالَ فيكَ الناسُ ما لا تُحِبُّهُ / فَصَبراً يَفِئ وُدَّ العَدوِّ إِلَيكا
وَقَد نَطَقوا مَيناً عَلى اللَهِ وَاِفتَروا / فَما لَهُم لا يَفتَرونَ عَلَيكا
وَلَو صِرتُ سِلكاً ما حَماني تَضاؤُلي / حِماماً تَوَخّى عامِراً وَسُلَيكا
فَفارِق إِلى اللَهِ الجَديدَينِ راضِياً / وَلا تَعقِدِ الأَدناسَ في سَمَليكا
مَلِلتَ مَسيراً فَوقَ نِضوَيكَ فَاِلتَمِس / نُزولَكَ بِالصَحراءِ عَن جَمَلَيكا
رَأَيتُ بِجِنحٍ في الزَمانِ حُلوكا
رَأَيتُ بِجِنحٍ في الزَمانِ حُلوكا / وَلِلشَمسِ فيها مَشرِقاً وَدُلوكا
خَطَبتَ إِلا الدُنيا بِجَهلِكَ نَفسَها / فَلم تَستَطِع فيما أَرَدتَ سُلوكا
وَهَل يَنكَحُ المَرءُ الموَفَّقُ أُمَّهُ / وَلَو أَصبَحَت بَينَ الرِجالِ هَلوكا
وَكَم حَلَّ فيها مَعشَرٌ بَعدَ مَعشَرٍ / مِنَ الناسِ عاشوا سوقَةً وَمُلوكا
فَما بَلَّغَتهُمُ مِنكَ بَعدَ رَحيلِهِم / أُلوكٌ وَلا أَهدوا إِلَيكَ أَلوكا
وَقَفتَ عَلى أَجداثِهِم وَسَأَلتَهُم / فَما رَجَعوا قَولاً وَلا سَأَلوكا
وَلا عِلمَ لي مِن أَمرِهِم غَيرَ أَنَّهُم / لَو اِنتَبَهوا مِن رَقدَةٍ عَذَلواكا
تَخَلَّفتَ بَعدَ الظاعِنينَ كَأَنَّهُم / رَأوكَ أَخا وَهنٍ فَما حَمَلوكَ
وَجَدتُكُمُ لَم تَعرِفوا سُبُلَ الهِدى
وَجَدتُكُمُ لَم تَعرِفوا سُبُلَ الهِدى / فَلا تُوَضِّحوا لِلقَومِ سُبلَ المَهالِك
أَخَيرٌ عَلى مَجرى قَديمٍ كَلَهذَم / يُفَرِّجُ لِلخَطَّيِّ ضيقَ المَسالِك
وَما الدَهرُ إِلّا حالِكٌ بَعدَ أَبيَضٍ / يُذيعُ بِنا أَو أَبيَضٌ بَعدَ حالِكِ
بَلَوتُ أُمورَ الناسِ مِن عَهدِ آدَمٍ / فَلَم أَرَ إِلّا هالِكاً إِثرَ هالِكِ
مَتّى مُتُّ لَم أَحفِل تَحِيَّةَ واقِفٍ / عَلَيَّ وَلَم أَعلَم بِإِحدى المَآلِكِ
إِذا كانَ هَذا التُربُ يَجمَعُ بَينَنا / فَأَهلُ الرَزايا مِثلُ أَهلِ المَمالِكِ
كَأَنَّ عُقولَ القَومِ وَاللَهُ شاهِدٌ
كَأَنَّ عُقولَ القَومِ وَاللَهُ شاهِدٌ / جُمِعنَ لَهُم مِن نافِراتٍ أَوارِكِ
يَميلونَ لِلدُنِّيا عَلى سَطواتِها / وَما نَشَرَت مِن شَرِّها المُتَدارِكِ
وَما هِيَ إِلّا قِسمَةٌ بَينَ أَهلِها / لِكُلَّهُمُ فيها نَصيبُ مُشارِكِ
أَقامَت سُلَيمانَ الَّذي شاعَ مُلكُهُ / يُراقِبُ أَطهارَ النِساءِ العَوارِكِ
إِذا بَعَثتَ مِنها إِلى الأَرضِ نائِلاً / وَإِن قَلَّ أَلفَتهُ لَهُ غَيرَ تارِكِ
وَكَم أَرسَلت مِن طارِقٍ وَمُلِمَّةٍ / أَبانَت لَها الرِكبانَ فَوقَ المَوارِكِ
وَأَركُدَ فيها تَحتَ عِبءٍ لَو أَنَّهُ / عَلى العيسِ ما قَرَّت بِهِ في المَبارِكِ
تَبارَكتَ يا رَبَّ العُلا أَنتَ صُغتَها / فَلَيتَكَ في أَرزائِها لَم تُبارِكِ
أُعانِقُها عِندَ الوَداعِ تَشَبُّثاً / وَأَيُّ وَداعٍ بَينَ قالٍ وَفارِكِ
وصَفراءَ لوْنَ التّبْرِ مِثْلي جَليدَةٌ
وصَفراءَ لوْنَ التّبْرِ مِثْلي جَليدَةٌ / على نُوَبِ الأيامِ والعيشَةِ الضّنْكِ
تُرِيكَ ابتِساماً دائِماً وتَجَلّداً / وصَبْراً على ما نابَها وهْيَ في الهُلْك
ولو نَطَقَتْ يوْماً لَقالَت أظنّكُمْ / تَخالُونَ أنّي مِن حِذارِ الرّدى أبكي
فلا تَحْسَبوا دَمْعي لِوَجْدٍ وَجَدْتُهُ / فقد تَدْمَعُ الأحداقُ من كَثْرَةِ الضِّحك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025