القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 6
تصرّمت الأيام دون وصالكِ
تصرّمت الأيام دون وصالكِ / فمن شافعي في الحب يا ابنة مالكِ
فكان الكرى يدني خيالك وانقضى / فلا منك تنويلٌ ولا من خيالكِ
رويدك قد أوثقت بالهمِّ مهجتي / عليك فماذا يُبتغى بملالك
أفي كلّ يوم لي إليكِ مطالبٌ / ولكنها محفوفةٌ بمهالك
وغيرانَ قد مدّ الحجب من الظبا / وقد كان يكفيه حجابُ دلالك
فتنت بخالٍ فوق خدِّكِ صانه / أبوك فويلي من أبيكِ وخالك
وعاينت منك الشمس بعداً وبهجةً / فيا عجباً من واثقٍ بحبالك
هجرتِ وما فاز المحبّ بزورةٍ / فديتك زُوري واهجري بعد ذلك
لك الله قلباً كلما جرّ طرفه / إلى الحسن ألقى عروة المتماسك
تأبط شراً من أذى الوجد وانثنى / كثير الهوى شتى النوى والمسالك
قفي تنظريه في لظى البيد تابعاً / سراك وإلا في رماد ديارك
سقى الله أكناف الديار هوامعاً / تبيت بها الأزهار غرّ المضاحك
كأنَّ ندى الملك المؤيد جادها / فأسفر نوَّار الربى عن سبائك
مليكٌ إلى مغناه تستبق المنى / مسابقة الحجاج نحو المناسك
له شيمٌ تحصي المدائح وصفها / إذا أحصيت زهر النجوم الشوابك
وفي الأرض أخبار له ومآثرٌ / تسير سرَى الأسماء بين الملائك
حمى الأرض من آرائه وسيوفه / بكل مضيءٍ في دجى الخطب فاتك
وسكّنها حتى لو اختار لم تمس / غصون النقا تحت الرياح السواهك
ولما جلا الملك المؤيد رأيه / جلا ظله الممدود وهج الممالك
مهيب السطا هامي العطا سابق العلى / جليّ الحلا كشَّاف ليل المعارك
تولى فيا عجز الأكاسرة الأولى / وجادَ فقلنا يا حياء البرامك
وشاركه العافون في ذات ماله / وليس له في مجدِه من مشارك
كريمٌ يجيل الرأي فعلاً ومنطقاً / فلا يرتضي غير الدراري السوامك
كعوب القنا عجباً براحته التي / يروِّي نداها مشرعات طوالك
إذا هزَّ منها الملك كعباً مثقفاً / فيا لك من كعبٍ عليه مبارك
وإن جرَّ في صوبِ الثغور رؤوسها / جلت قلح الأعدا جلاء المساوك
ولله من أقلام علمٍ بكفِّه / سوالب ألباب الرجال سوَالك
كأنَّ معانيها كواعب تنجلي / على حبكِ الإدراج فوق آرائك
كأنَّ بياض الطرس بين سطورها / أياديه في طيِّ السنين الحوالك
أمسدي الأيادي البيض دعوة ظافر / لديك على رغم الزمان المماحك
عطفت على حالي بنظرة سائرٍ / وقد مدَّ فيها الدهر راحة هاتك
فدونك من مدحِي اجتهاد مقصر / تداركت من أحواله شلوَها لك
تملكه الهمّ المبرح برهةً / إلى أن محى رضوان صولة مالك
أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا
أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا / مُلثُّ الحيا حتى يبلّ صداكا
صدىً كلما أدعو أجابَ كأننا / خلقنا على أطلالها نتشاكى
وربع محا ركض الجنائب رسمه / وجوم غوادي المرزمين دِرَاكا
وقفت أنادي الصبر في جنباته / ألا أينَ مغناها وأين غناكا
كأني بكثرِ الهمِّ أختم في الثرى / رهينة قلبٍ لا يحشّ فكاكا
يعزُّ على المشتاق يا طلل النقا / بلاه على حكم النوى وبلاكا
وما عن رضىً خفَّ القطين ثنيَّة / فأثبت في جسمي الضنا ومحاكا
وطيفٌ سرى للشامِ من أرضِ بابل / لأبعدت يا طيف الحبيب مدَاكا
وذكرتني العهد القديم على الحمى / رعى الله أيام الحمى ورَعاكا
فديتك طيفاً لا يذكر ناسياً / ولكن يزيد المستهام هلاكا
تصيَّدته والأفق مقتبل الدجى / تخال النجوم الزهر فيه شباكا
إلى أن تيقَّظنا على أرجٍ كما / بذكر شهاب الدين يفتح فاكا
إمامٌ إذا هزَّ اليراع مفاخراً / به الدهر قال الدهر لست هناكا
وقالت له العليا فداك ذوو العلى / وإن قلَّ شيء أن يكون فداكا
وقال زماني ما تضرُّ إساءتي / إذا استغفرت لي في الآثام يداكا
لكَ الله ما أزكَى وأشرف همَّةً / وأنجح في كسب العلوم سراكا
علوتَ فأدركتَ النجوم فصغتها / كلاماً ففقت القائلين بذاكا
وحزتَ معاني القول من كلِّ وجهةٍ / فأبق علينا نبذةً لثناكا
وحكتَ رقيق اللفظ منفرداً به / وقد قيل إن الروض حاكَ فحاكى
وجاوزت صوب الغيث في حلية الندى / فعبس لما جزته وتباكى
ولو لم تكن للجودِ في الناس آية / لما كانَ منهلّ الغمام تلاكا
متى تتميَّز مادحوك ولم تقل / من الوصفِ إلا ما تقول عداكا
تجاوزت أشتات المساعي إلى العلى / وزدت فأعيى الواصفين سناكا
وحقّك ما فوقَ البسيطة لاحقٌ / فقصر رعاكَ الله بعض خطاكا
مدحتكَ لا أبغي ثراءً بذلته / إليَّ ولكن رفعة بثراكا
بعيشك إلا ما تأمَّلت صفو ما / منحتك من ودِّي بعين رضاكا
فأقسمُ ما ضمَّت كحبّك أضلعي / ولا اسْتنشقت روحي كنشر هواكا
أكاد أطيق السيل أدفع صدره / ولا أدَّعي أني أطيق جفاكا
ومن ذا الذي يدري حُلا ما أقوله / سواكَ ومن يدري سوايَ حلاكا
تخذتك أنساً حين أوحشتْني الورى / وقلت لراءي المستقيم هناكا
يجدّد لي ذكرى كمالك نقصهم / كأنيَ من كلِّ الأنام أراكا
فلا وحماكَ الرَّحم لا بتّ مهدياً / حقائق أمداحِي لغير حماكا
بلى ربَّما آنست في الفكر فترةً / فجرَّبت فكري في مديحِ سواكا
خليليّ من مصر قفا نبك في السَّبك
خليليّ من مصر قفا نبك في السَّبك / على عيشنا بالنيلِ في فلك الفلك
على مصر والهفي على مصر لهفة / يصحُّ بها قلبي المشوق على السبك
ويا طربي فيها إلى سود أعينٍ / على مثلها في كلِّ داجيةٍ أبكي
أعاذلتي ما أنت منِّيَ في الهوى / ولا أنا في أنساب هذا الهوى منك
تشكُّ سهام اللحظ قلبي بالأسى / وقلبك خالٍ من سهامٍ بلا شكّ
بكم آل فضل الله طافت مقاصدِي / وتمَّ على نجح الرجا بكمُ نسكي
رفضت الورى لمَّا علقت حبالكم / ونزَّهت دين الحبّ فيكم عن الشرك
وستر فؤادِي أن أقلام بدركم / سرورٌ لذي ودٍّ وغيظٌ لذي محك
لأقلام مولانا ثناً متضوّعٌ / فهل هي في الكافور تكتب بالمسك
وما هي إلا القضب إمَّا موائساً / وإمَّا مواضي الحدّ تحمي حمى الملك
إذا ما دعاها الدهر يا عزَّة الهدى / بذا فدعاها السطو يا ذلَّة الشرك
إذا أتبعت ألفاظها بصريرها / طربنا لأقوال البلاغة في هنك
إذا ما اليدُ البيضاء ألقت عضالها / تلقف صنع الحقّ صنع ذوي الإفك
وإن لم تكن موسى فإنَّ محمداً / كثير الأيادِي البيض في الظلم الحلك
نعمٌ إنَّها في كفِّه قصب العلى / بسفنٍ وتحملن العلى ضخمة السمك
دقاق تحملن الجليل وتشتكي / إليها فلا تشكو ولكنها تشكي
تربَّت بآكام الأسود ترابها / مواقع سحب ما نداها بمنفكّ
فجاءت تحاكي الأسد والسحب سطوة / وجوداً وللحاكي فحار على المحكي
مسخَّرةٌ تجري بما ينفع الورى / على يدِه فانظر إلى البحرِ والفلك
مؤمَّرةٌ تسري إلى حومة الوغى / ومن أسودٍ في أبيضٍ علم الرّنك
مسدَّدة الأفعال والبأس والندى / مثقفة الآراء في الأخذِ والترك
فأحسن بها في الطرس هيفا كحيلة / تريك قدود العرب مع ثقل الترك
وأعجب لها كالنبل تنكي وتارةً / تحصّن من وقع النبال التي تنكي
وبالظلِّ منها وهو ظلُّ يراعةٍ / تمرُّ على الدنيا ستوراً من الهتك
هي الألفات المائلات بكفِّه / على أنها اللامات في المعرك الضنك
قصار تحاماها الرماح طويلةٌ / نواحل يستشفى بها الحال من وعك
وأقسم ما الشهب المنيرة في السما / إذا كتبت يمناه أرفع من تلك
يدكُّ الحيا دوراً وفي سحبها حياً / ينجِّي ديار المقترين من الدَّكّ
ويعلو على تبر السبائك حظّها / فإن شئت حاكي بالسبائك أو احكي
وكم قلمٍ ما مرَّ تلوَ دواته / وهنَّ لتدبير الممالك في دنك
أمامك يا ممتازها ومشيرها / طريقان شتى من نجاةٍ ومن هلك
تلاعب بالأبطال إن قصدوا الفنا / كأنَّ الوغى منها يلاعب بالدّك
فلا برحت بدرية النصر والعلى / مؤملة النعماء مرهوبة الفتك
لها أسطرٌ مثل السيوف لدى الوغى / وترميلها في صحفها من دم السفك
ولو نوزعت في فخرها قال ربها / نعم في يدي هذا الفخار وفي ملكي
ولو أنَّ سيفاً فاتحاً فكّ غمده / يصور عليها عاجل الفكّ بالفكّ
عوارفها كالمزن دائمة البكا / وأدراجها كالزّهر دائمة الضحك
أنظّم درّ الوصف من نظمها لها / وليس لألفاظي سوى رقّة السلك
تصول بأسياف الجفون وتسفك
تصول بأسياف الجفون وتسفك / فيا لدمٍ من جفنِ عينيّ يسفك
حلت ليَ منها نسبة قاهريَّة / على أنَّ قلبي في هواها مشبك
إن استعبدت قلبي فنظمي على الورى / بمدح الإمام المالكيّ مملك
أقاضي القضاة العلم فرداً وسؤدداً / أيا فرد ودِّي إنه فيك يشرك
ملكت ولائي بالندى وشرطت لي / فكان الندى بالجاهِ والشرط أملك
فهنئت بالأعيادِ سالكة الهنا / إليكَ بمنظومِ الثناء يسلك
ولا برح العافي بذلك أو شذا / مديحك ما بين الورى يتمسك
إذا وصف الإنسان بالبرِّ والتقى
إذا وصف الإنسان بالبرِّ والتقى / يقولون هذا من عديد الملائكه
وأقسم يا جبريل ما لك في الورى / مثيلٌ فأيد يا إلهي مسالكه
وبالناصر السلطان زده مكانةً / وعمّر به أملاكه وممالكه
وعجَّل لراجي بابه كلّ ساعة / مطالبه أو للشقيّ مهالكه
لوالدكَ الممدوح مرأًى مباركٌ
لوالدكَ الممدوح مرأًى مباركٌ / ولولاك في عليائِهِ لم يشارَكِ
فإن تروَ أخبار التقى عنك والعلى / فإنك عبد الله وابن المبارَكِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025