المجموع : 6
تصرّمت الأيام دون وصالكِ
تصرّمت الأيام دون وصالكِ / فمن شافعي في الحب يا ابنة مالكِ
فكان الكرى يدني خيالك وانقضى / فلا منك تنويلٌ ولا من خيالكِ
رويدك قد أوثقت بالهمِّ مهجتي / عليك فماذا يُبتغى بملالك
أفي كلّ يوم لي إليكِ مطالبٌ / ولكنها محفوفةٌ بمهالك
وغيرانَ قد مدّ الحجب من الظبا / وقد كان يكفيه حجابُ دلالك
فتنت بخالٍ فوق خدِّكِ صانه / أبوك فويلي من أبيكِ وخالك
وعاينت منك الشمس بعداً وبهجةً / فيا عجباً من واثقٍ بحبالك
هجرتِ وما فاز المحبّ بزورةٍ / فديتك زُوري واهجري بعد ذلك
لك الله قلباً كلما جرّ طرفه / إلى الحسن ألقى عروة المتماسك
تأبط شراً من أذى الوجد وانثنى / كثير الهوى شتى النوى والمسالك
قفي تنظريه في لظى البيد تابعاً / سراك وإلا في رماد ديارك
سقى الله أكناف الديار هوامعاً / تبيت بها الأزهار غرّ المضاحك
كأنَّ ندى الملك المؤيد جادها / فأسفر نوَّار الربى عن سبائك
مليكٌ إلى مغناه تستبق المنى / مسابقة الحجاج نحو المناسك
له شيمٌ تحصي المدائح وصفها / إذا أحصيت زهر النجوم الشوابك
وفي الأرض أخبار له ومآثرٌ / تسير سرَى الأسماء بين الملائك
حمى الأرض من آرائه وسيوفه / بكل مضيءٍ في دجى الخطب فاتك
وسكّنها حتى لو اختار لم تمس / غصون النقا تحت الرياح السواهك
ولما جلا الملك المؤيد رأيه / جلا ظله الممدود وهج الممالك
مهيب السطا هامي العطا سابق العلى / جليّ الحلا كشَّاف ليل المعارك
تولى فيا عجز الأكاسرة الأولى / وجادَ فقلنا يا حياء البرامك
وشاركه العافون في ذات ماله / وليس له في مجدِه من مشارك
كريمٌ يجيل الرأي فعلاً ومنطقاً / فلا يرتضي غير الدراري السوامك
كعوب القنا عجباً براحته التي / يروِّي نداها مشرعات طوالك
إذا هزَّ منها الملك كعباً مثقفاً / فيا لك من كعبٍ عليه مبارك
وإن جرَّ في صوبِ الثغور رؤوسها / جلت قلح الأعدا جلاء المساوك
ولله من أقلام علمٍ بكفِّه / سوالب ألباب الرجال سوَالك
كأنَّ معانيها كواعب تنجلي / على حبكِ الإدراج فوق آرائك
كأنَّ بياض الطرس بين سطورها / أياديه في طيِّ السنين الحوالك
أمسدي الأيادي البيض دعوة ظافر / لديك على رغم الزمان المماحك
عطفت على حالي بنظرة سائرٍ / وقد مدَّ فيها الدهر راحة هاتك
فدونك من مدحِي اجتهاد مقصر / تداركت من أحواله شلوَها لك
تملكه الهمّ المبرح برهةً / إلى أن محى رضوان صولة مالك
أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا
أمنزلَ سعدى بالعذيب سقاكا / مُلثُّ الحيا حتى يبلّ صداكا
صدىً كلما أدعو أجابَ كأننا / خلقنا على أطلالها نتشاكى
وربع محا ركض الجنائب رسمه / وجوم غوادي المرزمين دِرَاكا
وقفت أنادي الصبر في جنباته / ألا أينَ مغناها وأين غناكا
كأني بكثرِ الهمِّ أختم في الثرى / رهينة قلبٍ لا يحشّ فكاكا
يعزُّ على المشتاق يا طلل النقا / بلاه على حكم النوى وبلاكا
وما عن رضىً خفَّ القطين ثنيَّة / فأثبت في جسمي الضنا ومحاكا
وطيفٌ سرى للشامِ من أرضِ بابل / لأبعدت يا طيف الحبيب مدَاكا
وذكرتني العهد القديم على الحمى / رعى الله أيام الحمى ورَعاكا
فديتك طيفاً لا يذكر ناسياً / ولكن يزيد المستهام هلاكا
تصيَّدته والأفق مقتبل الدجى / تخال النجوم الزهر فيه شباكا
إلى أن تيقَّظنا على أرجٍ كما / بذكر شهاب الدين يفتح فاكا
إمامٌ إذا هزَّ اليراع مفاخراً / به الدهر قال الدهر لست هناكا
وقالت له العليا فداك ذوو العلى / وإن قلَّ شيء أن يكون فداكا
وقال زماني ما تضرُّ إساءتي / إذا استغفرت لي في الآثام يداكا
لكَ الله ما أزكَى وأشرف همَّةً / وأنجح في كسب العلوم سراكا
علوتَ فأدركتَ النجوم فصغتها / كلاماً ففقت القائلين بذاكا
وحزتَ معاني القول من كلِّ وجهةٍ / فأبق علينا نبذةً لثناكا
وحكتَ رقيق اللفظ منفرداً به / وقد قيل إن الروض حاكَ فحاكى
وجاوزت صوب الغيث في حلية الندى / فعبس لما جزته وتباكى
ولو لم تكن للجودِ في الناس آية / لما كانَ منهلّ الغمام تلاكا
متى تتميَّز مادحوك ولم تقل / من الوصفِ إلا ما تقول عداكا
تجاوزت أشتات المساعي إلى العلى / وزدت فأعيى الواصفين سناكا
وحقّك ما فوقَ البسيطة لاحقٌ / فقصر رعاكَ الله بعض خطاكا
مدحتكَ لا أبغي ثراءً بذلته / إليَّ ولكن رفعة بثراكا
بعيشك إلا ما تأمَّلت صفو ما / منحتك من ودِّي بعين رضاكا
فأقسمُ ما ضمَّت كحبّك أضلعي / ولا اسْتنشقت روحي كنشر هواكا
أكاد أطيق السيل أدفع صدره / ولا أدَّعي أني أطيق جفاكا
ومن ذا الذي يدري حُلا ما أقوله / سواكَ ومن يدري سوايَ حلاكا
تخذتك أنساً حين أوحشتْني الورى / وقلت لراءي المستقيم هناكا
يجدّد لي ذكرى كمالك نقصهم / كأنيَ من كلِّ الأنام أراكا
فلا وحماكَ الرَّحم لا بتّ مهدياً / حقائق أمداحِي لغير حماكا
بلى ربَّما آنست في الفكر فترةً / فجرَّبت فكري في مديحِ سواكا
خليليّ من مصر قفا نبك في السَّبك
خليليّ من مصر قفا نبك في السَّبك / على عيشنا بالنيلِ في فلك الفلك
على مصر والهفي على مصر لهفة / يصحُّ بها قلبي المشوق على السبك
ويا طربي فيها إلى سود أعينٍ / على مثلها في كلِّ داجيةٍ أبكي
أعاذلتي ما أنت منِّيَ في الهوى / ولا أنا في أنساب هذا الهوى منك
تشكُّ سهام اللحظ قلبي بالأسى / وقلبك خالٍ من سهامٍ بلا شكّ
بكم آل فضل الله طافت مقاصدِي / وتمَّ على نجح الرجا بكمُ نسكي
رفضت الورى لمَّا علقت حبالكم / ونزَّهت دين الحبّ فيكم عن الشرك
وستر فؤادِي أن أقلام بدركم / سرورٌ لذي ودٍّ وغيظٌ لذي محك
لأقلام مولانا ثناً متضوّعٌ / فهل هي في الكافور تكتب بالمسك
وما هي إلا القضب إمَّا موائساً / وإمَّا مواضي الحدّ تحمي حمى الملك
إذا ما دعاها الدهر يا عزَّة الهدى / بذا فدعاها السطو يا ذلَّة الشرك
إذا أتبعت ألفاظها بصريرها / طربنا لأقوال البلاغة في هنك
إذا ما اليدُ البيضاء ألقت عضالها / تلقف صنع الحقّ صنع ذوي الإفك
وإن لم تكن موسى فإنَّ محمداً / كثير الأيادِي البيض في الظلم الحلك
نعمٌ إنَّها في كفِّه قصب العلى / بسفنٍ وتحملن العلى ضخمة السمك
دقاق تحملن الجليل وتشتكي / إليها فلا تشكو ولكنها تشكي
تربَّت بآكام الأسود ترابها / مواقع سحب ما نداها بمنفكّ
فجاءت تحاكي الأسد والسحب سطوة / وجوداً وللحاكي فحار على المحكي
مسخَّرةٌ تجري بما ينفع الورى / على يدِه فانظر إلى البحرِ والفلك
مؤمَّرةٌ تسري إلى حومة الوغى / ومن أسودٍ في أبيضٍ علم الرّنك
مسدَّدة الأفعال والبأس والندى / مثقفة الآراء في الأخذِ والترك
فأحسن بها في الطرس هيفا كحيلة / تريك قدود العرب مع ثقل الترك
وأعجب لها كالنبل تنكي وتارةً / تحصّن من وقع النبال التي تنكي
وبالظلِّ منها وهو ظلُّ يراعةٍ / تمرُّ على الدنيا ستوراً من الهتك
هي الألفات المائلات بكفِّه / على أنها اللامات في المعرك الضنك
قصار تحاماها الرماح طويلةٌ / نواحل يستشفى بها الحال من وعك
وأقسم ما الشهب المنيرة في السما / إذا كتبت يمناه أرفع من تلك
يدكُّ الحيا دوراً وفي سحبها حياً / ينجِّي ديار المقترين من الدَّكّ
ويعلو على تبر السبائك حظّها / فإن شئت حاكي بالسبائك أو احكي
وكم قلمٍ ما مرَّ تلوَ دواته / وهنَّ لتدبير الممالك في دنك
أمامك يا ممتازها ومشيرها / طريقان شتى من نجاةٍ ومن هلك
تلاعب بالأبطال إن قصدوا الفنا / كأنَّ الوغى منها يلاعب بالدّك
فلا برحت بدرية النصر والعلى / مؤملة النعماء مرهوبة الفتك
لها أسطرٌ مثل السيوف لدى الوغى / وترميلها في صحفها من دم السفك
ولو نوزعت في فخرها قال ربها / نعم في يدي هذا الفخار وفي ملكي
ولو أنَّ سيفاً فاتحاً فكّ غمده / يصور عليها عاجل الفكّ بالفكّ
عوارفها كالمزن دائمة البكا / وأدراجها كالزّهر دائمة الضحك
أنظّم درّ الوصف من نظمها لها / وليس لألفاظي سوى رقّة السلك
تصول بأسياف الجفون وتسفك
تصول بأسياف الجفون وتسفك / فيا لدمٍ من جفنِ عينيّ يسفك
حلت ليَ منها نسبة قاهريَّة / على أنَّ قلبي في هواها مشبك
إن استعبدت قلبي فنظمي على الورى / بمدح الإمام المالكيّ مملك
أقاضي القضاة العلم فرداً وسؤدداً / أيا فرد ودِّي إنه فيك يشرك
ملكت ولائي بالندى وشرطت لي / فكان الندى بالجاهِ والشرط أملك
فهنئت بالأعيادِ سالكة الهنا / إليكَ بمنظومِ الثناء يسلك
ولا برح العافي بذلك أو شذا / مديحك ما بين الورى يتمسك
إذا وصف الإنسان بالبرِّ والتقى
إذا وصف الإنسان بالبرِّ والتقى / يقولون هذا من عديد الملائكه
وأقسم يا جبريل ما لك في الورى / مثيلٌ فأيد يا إلهي مسالكه
وبالناصر السلطان زده مكانةً / وعمّر به أملاكه وممالكه
وعجَّل لراجي بابه كلّ ساعة / مطالبه أو للشقيّ مهالكه
لوالدكَ الممدوح مرأًى مباركٌ
لوالدكَ الممدوح مرأًى مباركٌ / ولولاك في عليائِهِ لم يشارَكِ
فإن تروَ أخبار التقى عنك والعلى / فإنك عبد الله وابن المبارَكِ