المجموع : 6
وَذي هَيَفٍ لَلْبَرْقِ مِنْهُ ابْتِسامَةٌ
وَذي هَيَفٍ لَلْبَرْقِ مِنْهُ ابْتِسامَةٌ / وراءَ غَمامٍ عَنْ مَدامِعِهِ أَبْكي
أَظُنُّ مَهاةَ الرَّمْلِ عن لَحَظاتِهِ / إِذَا نَظَرَتْ تَحْكي مِنَ السِحْرِ ما تَحْكي
فَهَلْ نَهْلَةٌ مِنْ رِيقَةٍ هِي واللَّمى / بِفِيهِ رِحيقٌ في خِتامٍ مِنَ المِسْكِ
وَأَغْيَدَ يَحْوي وَجْهُهُ الحُسْنَ كُلَّهُ
وَأَغْيَدَ يَحْوي وَجْهُهُ الحُسْنَ كُلَّهُ / وَيُنْكِرُ أَنَّ البَدْرَ فيهِ شَريكُهُ
أَتاني وَفي يُمْناهُ كَأْسٌ كَأَنَّها / مِنَ التِّبْرِ يُعْلَى باللُّجَيْنِ سَبيكُهُ
فَنازَعْتُهُ الصَّهْباءَ طَوْراً وَتارَةً / جَنَى الرِّيقِ حَتَّى نَمَّ بالصُّبْحِ دِيكُهُ
هِيَ النَّفْسُ في مَسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ
هِيَ النَّفْسُ في مَسْتَنْقَعِ المَوْتِ تَبْرُكُ / وَتَأْخُذُ مِنْها النّائِباتُ وَتَتْرُكُ
فَلا الطَّمَعُ المُزْري بِها يَسْتَفِزُّنِي / وَلا الضَّيْمُ مُذْ عَزَّتْ بِجَنْبَيَّ يُعْرَكُ
وَأَسْعى فَقَدْ أَيْقَنْتُ أَنَّ مَآربي / إِذَا سَاعَدَ المِقْدارُ بِالسَّعْي تُدْرَكُ
وَلي عَزَماتٌ يَعْلَمُ القِرْنُ أَنَّها / بِهِ قَبْلَ تَجْريدِ الصَّوارِمِ تَفْتكُ
سَأَجْني حُروباً تُتَقَّى غَمَراتُها / وَتُحْقَنُ فيهنَّ الدِّماءِ وَتُسْفَكُ
وَأَسْكُنُ وَالأقْدامُ بَعْدَ ثُبُوتِها / تَزِلُّ وَأَطْرافُ القنا تَتَحَرَّكُ
وَفي كُلِّ فَوْدٍ للسُّرَيْجيِّ مَضْرِبٌ / وَكُلُّ فُؤادٍ لِلرُّدَيْنيِّ مَسْلَكُ
بِحَيثُ تَغِيبُ الخَيْلُ في رَهَجِ الْوَغَى / وَتَبْدو وَبِيضُ الهِنْدِ تَبْكي وَتَضْحَكُ
أَيَمضِي الشَّبابُ الغَضُّ قَبْلَ وَقَائِعٍ / يَكادُ حِجابُ الشَّمسِ فيهنَّ يُهْتَكُ
فَلَسْتُ ابْنَ أُمِّ المَجدِ إِنْ أُغْمدِ الظُّبا / وَغَيْري بِأَذْيالِ العُلا يَتَمَسَّكُ
أَقولُ لِسُعْدى وَهْي تُذْري دُموعَها
أَقولُ لِسُعْدى وَهْي تُذْري دُموعَها / وَقَدْ شَافَهَ الغَرْبَ النُّجومُ الشَّوابِكُ
ذَرِيني أُراعِ النَّجْمَ في مُدْلَهِمَّةٍ / تَخوضُ دَياجيها المَطِيُّ الأَوارِكُ
فَمِثْلي إِذا ما هَمَّ لَمْ يَثْنِ عَزْمَهُ / بُكاءُ الغَوانِي وَالدُّموعُ السَّوافِكُ
أَلَمْ تَعْلَمي أَنّي إِذا أَخَذَ الكَرى / مَآخِذَهُ في العَيْنِ لِلنَّوْمِ تارِكُ
وَمَوْطِيءُ عِيسي صَفْحَةُ اللَّيْلِ وَالسُّرى / كَرِيهٌ إِذا ضاقَتْ عَلَيْها المَبارِكُ
فَإِنّي ابْنُ بَيْتٍ خَيَّمَتْ عِنْدَهُ العُلا / وَناشَتْ ذُيولَ الرُّسْلِ فِيهِ المَلائِكُ
لَهُ الرَّبَواتُ الشم مِنْ فَرْعِ خِنْدِفٍ / وَمِنْ يَعْرُبٍ فيهِ سِنامٌ وَحارِكُ
إِذا الأُمَوِيُّ انْحَطَّ عَنْ خُيَلائِهِ / شَكاهُ إِلى العَلْياءِ فِهْرٌ وَمالِكُ
بُلينا بِقَومٍ يَدَّعونَ رِئاسَةً
بُلينا بِقَومٍ يَدَّعونَ رِئاسَةً / لَها طُرُقٌ يَعيَى عَلَيهِم سُلوكُها
فَتَبّاً لِدَهرٍ قَدَّمَتهُم صُروفُهُ / وَما خَيرُ دُنيا هَؤلاءِ مُلوكُها
خَليليَّ إِنَّ السَّيلَ قَد بَلَغَ الزُّبى
خَليليَّ إِنَّ السَّيلَ قَد بَلَغَ الزُّبى / فَهَل مِن سَبيلٍ لي إِلى أُمِّ مالِكِ
وَلَو رَقَّ لي قَلباكُما لارتَدَيتُما / بِلَيلٍ مَريضِ النَّجمِ أَسوَدَ حالِكِ
وَعادَتْ خِماصاً مِن مُمارَسَةِ السُّرى / بُطونُ المَطايا في ظُهورِ المَهالِكِ
كَما كُنتُ أَلقى مَن يُبيحُ حِماكُما / بِأَسمَرَ عَسّالٍ وَأَبيَضَ باتِكِ
صِلي يا بنَةَ الأَشرافِ أَروَعَ ماجِداً / بَعيدَ مَناطِ الهَمِّ جَمَّ المَسالِكِ
فَلا تَترُكيهِ بَينَ شاكٍ وَشاكِرٍ / وَمُطْرٍ وَمُغتابٍ وَباكٍ وَضاحِكِ
فَقَد ذَلَّ حَتَّى كادَ يَرحَمُهُ العِدا / وَما الحُبُّ يا ظَمياءُ إِلّا كَذلِكِ