المجموع : 3
ضَمانٌ عَلى عَينَيَّ سَقيُ دِيارِكِ
ضَمانٌ عَلى عَينَيَّ سَقيُ دِيارِكِ / وَإِن لَم تَكوني تَعلَمينَ بِذَلِكِ
وَقُلتُ لِأَصحابي اِنظُروا هَل بَدا لَكُم / ضَميرُ بِلادٍ غَيَّبَت أُمَّ مالِكِ
كَأَنَّ المَطايا إِن غَدَونَ بِسُحرَةٍ / تَرَكنَ أَفاحيصَ القَطا في المَبارِكِ
فَلا جَزَعٌ إِن رابَ دَهرٌ بِصَرفِهِ / وَبَدَّلَ حالاً فَالخَطوبُ كَذَلِكِ
لَنا إِبِلٌ مِلءُ الفَضاءِ كَأَنَّما / حَمَلنَ التِلاعَ الحُوَّ فَوقَ الحَوارِكِ
وَلَكِن إِذا اِغبَرَّ الزَمانُ تَرَوَّحَت / فَجاءَت عَلَيهِ بِالعُروقِ السَوافِكِ
أَبَرُّ عَلى الأَعداءِ مِنّي اِبنُ حُرَّةٍ / جَرِيٌّ عَلى الشَحناءِ عَفُّ المَسالِكِ
أَقَمتُ لَهُم سوقَ الجِلادِ بِمُنصِلي / وَعَلَّمتُهُم طَعنَ الكُلى بِالنَيازِكِ
وَما العَيشُ إِلّا مُدَّةٌ سَوفَ تَنقَضي / وَما المالُ إِلّا هالِكٌ عِندَ هالِكِ
أَيا زاعِماً أَنَّ الفَضائِلَ حازَها
أَيا زاعِماً أَنَّ الفَضائِلَ حازَها / أَبوهُ اِستَمِع قَولاً يُزيلُ هَراكا
كُنِ اِبنَ سَعيدٍ إِن تَشا وَاِبنَ طَلحَةٍ / بِجاهِ أَبي أَسقى الإِلَهُ أَباكا
أَديرا عَلَيَّ الكَأسَ لَيسَ لَها تَركُ
أَديرا عَلَيَّ الكَأسَ لَيسَ لَها تَركُ / وَيا لائِمي لي فِتنَتي وَلَكَ النَسكُ
دَعوني وَنَفسي بارَكَ اللَهُ فيكُمُ / أَما لِأَسيرِ الغَيِّ مِن لَومِكُم فَكُّ
إِذا لَم يَكُن لِلرُشدِ وَالنُصحِ قابِلاً / فَسُخطُكُمُ جَهلٌ وَلَومُكُمُ مَحكُ
فَخَلّوا فَتىً بِاللَهوِ وَالكَأسِ مُغرَماً / فَما عِندَهُ سَمعٌ فَهَل عِندَكُم تَركُ
مُعَتَّقَةٌ صاغَ المِزاجُ لِرَأسِها / أَكاليلَ دُرٍّ ما لِمَنظومِها سِلكُ
جَرَت حَرَكاتُ الدَهرِ فَوقَ سُكونِها / فَذابَ كَذَوبِ التِبرِ أَخلَصَها السَبكُ
وَأَدرَكَ مِنها الآخَرونَ بَقيَّةً / مِنَ الرَوحِ في جِسمٍ أَضَرَّ بِهِ النَهكُ
فَقَد خَفِيَت مِن صَفوِها فَكَأَنَّها / بَقايا يَقينٍ كادَ يُدرِكُهُ الشَكُّ
وَطافَ بِها ساقٍ أَديبٌ بِمِبزَلٍ / كَخَنجَرِ عَيّارٍ صِناعَتُهُ الفَتكُ
وَرُدَّت إِلَينا الشَمسُ تَرفُلُ في الدُجى / فَكانَ لِسِترِ اللَيلِ مِن نورِها هَتكُ
إِذا سَكَنَت قَلباً تَرَحَّلَ هَمُّهُ / وَطابَت لَهُ دُنياهُ وَاِنقَمَعَ الضَنكُ
وَما المُلكُ في الدُنيا بَهَمٍّ وَحَسرَةٍ / وَلَكِنَّما مُلكُ السُرورِ هُوَ المُلكُ