القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 4
يقول لي الحق المبين فإنني
يقول لي الحق المبين فإنني / أنا الردمُ فانظره تجدهُ بمالكي
فإن كان ما قد قاله عين فهمنا / فلست أرى في العالمين بهالكِ
وإني أنا الوجه الذي قال إنه / يدومُ ويبقى في جميع المسالك
مبيناً جليَّاً ثابتاً غير زائلٍ / وءنْ كنت شخصاً من جميعِ الممالك
أنا عرشه الأعلى وكرسيُّ علمه / لذلك يلقي نفسه في المهالكِ
لذا جاءنا النصُّ الجليُّ مخبراً / بألسنةِ الإرسال عند الممالك
كبرتُ بملك الملك إذ كان من ملكي
كبرتُ بملك الملك إذ كان من ملكي / أسخره من غير مينٍ ولا إفكِ
كتصريفه بالحالِ غيباً وشاهداً / وبالأمرِ حقاً لستُ من ذاك في شك
كياني كيانُ الحقِِ إذ كنتُ ذا حجى / وفهمٍ وإني ما برحتُ من الملك
كما لي في فقري ونقصي تملكي / فحالي ما بين التملكِ والملك
كلامٌ كمثلِ الروضِ عطرُه الندى / وكاللؤلؤ المنثورِ نظم في سلك
كلامٌ له التأثيرُ في كلِّ قابلٍ / فيضحك وقتاً للتلاحين أو يبكي
كما نمَّ أزهارُ الرياضِ حروفه / فتشكو من التالي له وهو لا يشكي
كتابٌ حكيم من حكيم منزل / أكون به في الرحب وقتاً وفي ضنك
كساني نحولاً نثرُه ونظامه / فجسمي مما نالني منه في السبك
كتبتُ إليه أشتكي ما يصيبني / كما كان يشكو الناس من صاحبِ النبك
أحاطت بنا الأفكار من كلِّ جانبٍ
أحاطت بنا الأفكار من كلِّ جانبٍ / فأصبحتْ قد سُدَّت عليّ مسالكي
عَبوساً لمن قد جاء في غيرَ ضاحكٍ / وهل وجه رضوانَ كسحنةِ مالكِ
ولكنني لما علمت بأنني / قد أصبحتُ مملوكاً لأكرم مالكِ
ينفس عني كل كَرب وجدته / فملكني حالي جميع الممالك
فلبيتُ إجلالاً وشكراً لخالقي / وعظمت ربي في جميع المناسك
وقلت لنفسي لم يكثر الهنا / مناسكه إلا لأجلِ التماسك
فإن لم تجده ههنا ربما ترى / تجده هنا فاحذر حجابَ التباسك
لكل أناسٍ واحدٌ يقصدونه / وإني على حكم الهوى من أناسك
نزلت على الحق انتساكاً لأنه / وجود الذي تبغيه عند انتساكك
ولا تختلس إنَّ الوجودَ مُحرَّم / عليك إذا لم تعتمد في اختلاسك
شمست فلم تظفر بما مبتغيه / لأجل الذي أعطاه عين شمارك
نفست فلم يقربك إلا مكذب / كذوب وهذا أصله من نفاسك
فلا تقتبس ناراً من الزندانه / حجابٌ عليه فهو نفسُ اقتباسك
تراءيت لي في كلِّ سيء فكنته
تراءيت لي في كلِّ سيء فكنته / ولو لم تكن عيني لما كنت مدرِكا
فأين أنا والكلُّ مني أنتمُ / ولم أدر من هذا الذي كان أدركا
فقل لي وعرِّفني فإني حائر / ولو كنته ما حرتُ العلمُ أنكا
إلهي فإن العبد عينُ حقيقتي / فنحن بنا عقلا وفي كشفنا بكا
فإن قلت إني لستكم كنتَ صادقا / وإن قلت إني أنتمُ فأنا لكا
لك الحكم فينا كيف شئتَ تأدبُّبا / لسرٍّ بدا لي كان للأمر أملكا
أنا كلُّ شي إن تأملتَ صورتي / فإني إنسانٌ وإن كنت مألكا
تمثَّلَ جبريلُ لمريمَ صورةً / من الإنس لم يأتِ بمثل ولا بكا
لنعلم أنّ الأمر عين الذي ترى / وقد صار ما عاينته فيه مهلكا
فإن شئت سلطاناً وإنْ شئتَ سوقة / وإن شئت ذا نسكٍ وإن شئتَ منسكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025