منازلهم بين اللوى فالدكادِك
منازلهم بين اللوى فالدكادِك / سقى هاطِل الوسميّ أطلال دارك
وإن ضنّ جود الغيث حينا فجادها / من الجفن صوب العارض المتدارك
ديار نفي عني تذكر عهدها / رقاوى وتذراف الدموع السوافك
عهدت بها البيض الدمى حين أنثني / أميس بصبغ للشبيبة حالك
وروض التصابي بالسرات ناضره / أريض لنا والغيد غير فوارك
إلى أن رمانا الدهر عن قوش صرفه / بأسهم بعد للتداني بواتك
وساروا وقلبي في ركائب عيسهم / ودمعي كنظم اللؤلؤ المتهالك
أنادي بمحاديهم ترفق فإنما / فراق لبيني تاركي في الهوالك
لبيني أضعت العهد مني وخنتني / ودادي فيا للّه ماذا بدا لك
فإن تبخلي بالقرب مني فإنني / قنوع بأن تهدين طيف خيالك
لأيّة حال بالقطيعة والجفا / صرمت حبا لي في الهوى من حبالك
وكيف أمني النفس منك بزورة / وشحط النوى بيني وبين فرارك
ومن لي بطيف منك والشام منزلي / وقد ضربت بالأبرقين قبابك
نأى جلدي لما نا يتم وإنما / فؤاديَ قد خلّفته في رحالك
فإن رشقتني أسهم البين بالنوى / كما رشقتني أسهم من لحاظك
لجأت إلى رب السماحة والندى / سمام العدى ذي المكرمات أتابك
هو الحافظ الحامي من الملك حوزة / بأصناف راي كالقنا الماسلك
إذا سار ما بين الصفوف ترى له / جيوش وغى قد أيّدت بالملائك
به قام هذا الملك حتى توطدت / دعائمه من دون كل الممالك
وفي يده للناس بالباس والندى / أقاليد أبواب التقى والناسك
وعلم إذا جاشت غوارب بحره / يقول الورى ما أن له من مشارك
فأنى امتطى ظهر الجواد لعزمة / وراح أمام الفيلق المتعارك
ترى اسدا من فوق أزرار درعه / سنا قمر بين الظبا والنيازك
أيا رب ذا الملك العظيم ومن له / مغامات صدق في الليالي الحوالك
إذا تليت آيات مجدك في الورى / تضوع بعرف من شذي المسك صائك
لقد راح بالإسلام نحوك فاقة / فعجل بغارات له ومعارك
بآساد موت في ظهور صلادم / تريك لظى من تحت قدح السنابك
فإنّ ثغور الروم تحنو تشوقا / اليك فبادرها بقطع المسالك
أيا سيف ذا الملك الغياثي إنني / جمعت علوما من فنون المدارك
وما كنت أسخي أن ألقب شاعرا / ولكن مدحي فيك لست بتارك
ولم تزل الأيام تزهى بمنصبي / ولكنها الأقدار سدّت مسالكي
وإني لذو حظ إذا جئت مداحا / لعلياك بل ثغر من الدهر ضاحك