ألا في سبيل اللَه ما حلَّ بي منكِ
ألا في سبيل اللَه ما حلَّ بي منكِ / وصبرُكِ عنّي حينَ لا صبرَ لي عنكِ
وتركُكِ جسمي بعد أخذِكِ مهجَتي / ضئيلاً فهلّا كان من قبلِ ذا تركي
فهَل حاكِمٌ يحكمُ في الحبّ بينَنا / فيأخُذ لي حقّي ويُنصِفَني منكِ
لقَد كنتُ يوم القصر ممّا ظَنَنت بي / بريئاً كما أنّي بريءٌ منَ الشركِ
يُذّكِّرُني الفردَوسَ طوراً فأرعوي / وطوراً يؤاتيني على القصفِ والفتكِ
بِغَرسٍ كأبكارِ الجواري وتربَةٍ / كأنّ ثراها ماءٌ وردٍ على مسكِ
وسِربٍ من الغزلانِ يرتَعنَ حولَهُ / كما انسَلَّ منظومٌ منَ الدرّ من سلكِ
وورقاءِ تحكي الموصِلِيَّ إذا شدَت / بتغريدِها أحبب بها وبمَن تحكي
فيا طيبَ ذاك القصر قصراً ونُزهَةً / بأفيَحِ سهلٍ غيرِ وعرٍ ولا ضنكِ
كأنَّ قصورَ القومِ ينظُرنَ حولهُ / إلى ملِكٍ على منبر المُلكِ
يُدِلُّ عليها مستَطيلاً بحُسنهِ / فيَضحكُ منها وهيَ مطرِقَةٌ تبكي