المجموع : 6
تَرَوَّحتَ مِن رُزداقَ جيٍّ عَشيَّةً
تَرَوَّحتَ مِن رُزداقَ جيٍّ عَشيَّةً / وَغادَرتَ في رُزداقِ جيٍّ أَخاً لَكا
أَخاً لَكَ إِن طالَ التَنائي وَجَدتَهُ / نَسيّاً وَإِن طالَ التَعاشُرُ مَلَّكا
وَلَو كُنتَ سَيفاً يَعجِبُ الناسَ حدُّهُ / وَكُنتَ لَهُ يَوماً مِنَ الدَهرِ فَلَّكا
وَلَو كُنتَ أَهدى الناسِ ثُمَّ صَحِبتَهُ / فَطاوعتَهُ ضَلَّ الهُدى وَأَضلَّكا
إِذا جِئتَهُ تَبغي الهُدى خالَفَ الهُدى / وَإِن جُرتَ عَن بابِ الغِوايةِ دَلَّكا
يُصيبُ وَما يَدري وَيُخطي وَما دَرى
يُصيبُ وَما يَدري وَيُخطي وَما دَرى / وَكَيفَ يَكونُ النوكُ إِلّا كَذالِكا
وَإِن قالَ قَولاً لَم يَكُن ذا حَقيقَةٍ / وَإِن قُلتَ خَيراً رَدَّهُ مِن فَعالِكا
أَلا اَبلِغا عَنّي حُصَيناً رِسالَةً
أَلا اَبلِغا عَنّي حُصَيناً رِسالَةً / فَإِنَّكَ قَد قَطَّعتَ أُخرى خِلالِكا
رَأَيتَ زَماناً قَطَّعَ الناسُ بَينَهُم / عُرى الحَقِّ فيهِ فاقتَدَيتَ بِذالِكا
فَلَو كُنتُ إِذ خُبِّرتُ أَنَّكَ عامِلٌ / بِمَيسان تُعطي الناسَ مِن غَيرِ مالِكا
سَأَلتُكَ أَو عَرَّضتُ بِالوُدِّ بَينَنا / لَقَد كانَ حَقّاً واجِباً بَعضُ ذالِكا
وَخَبَّرَني مَن كُنتُ أَرسَلتُ إِنَّما / أَخذتَ كِتابي مُعرِضاً بِشِمالِكا
نَظَرتَ إِلى عِنوانِهِ فَنَبَذتَهُ / كَنَبذِكَ نَعلاً أَخلَقَت مِن نِعالِكا
حَسِبتُ كِتابي إِذ أَتاكَ مُعَرِّضاً / لِسَيبكَ لَم يَذهَب رَجائي هُنالِكا
نُعَيمُ بنُ مَعسودٍ حَقيقٌ بِما أَتى / وَأَنتَ بِما تَأَتي حَقيقٌ بِذالِكا
أَلا أَبلِغا عَنّي حُصَيناً رِسالَةً
أَلا أَبلِغا عَنّي حُصَيناً رِسالَةً / فَإِنَّكَ مَردودٌ عَليك خلالُكا
كَرَدِّ الأَداةِ المُستَعارَةِ إِنَّني / وَصَلتُكَ حَتّى عادَ صَرماً وِصالُكا
وَكُنتَ إِذا مَدَّت يَمينُكَ ذَرعَها / لِتَفعَلَ خَيراً تَعتَقِبها شِمالُكا
لِسانُكَ مَعسولٌ وَنَفسُكَ بَشَّةٌ / وَعِندَ الثُريّا مِن صَديقِكَ مالُكا
ذَهَبتُ وَكانَ المَرءُ يَبلو وَيُبتَلى
ذَهَبتُ وَكانَ المَرءُ يَبلو وَيُبتَلى / أُطالِعُ ما قالَ المِجَرُّ بِنَ مالِكِ
فَلَم أَرَ إِلّا هَيجَ ريحٍ تَقَطَّعَت / أَعاصيرَ في أَرضٍ سُهوبٍ مَهالِكِ
فَلا ذَنبَ لي لَو كُنتُ أَضطَرُّ ضَيعَتي / إِلى جولِ رَسٍّ مِن حَجاً مُتَماسِكِ
وَكُنتُ إِذا قَوَّمتُ مِنهُ طَريقَةً / تَصاعَرَ مِثلَ الحائِطِ المُتَوارِكِ
لَعَمرُكَ مَرسوعٌ مِن آلِ مُجالِدٍ
لَعَمرُكَ مَرسوعٌ مِن آلِ مُجالِدٍ / لَخَرشَبتَ لي يَومَ التَقَينا جَوابَكا
تُحَدِّثُني أَنّي كَبيرٌ فَإِنَّني / كَبيرٌ وَلَكِن أَيَّ شَيءٍ أَشابَكا
أَمِن كِبَرٍ فَالشَيبُ عاقِبَةُ الفَتى / فَتُخبِرُنا أَم كانَ طِبّاً أَصابَكا
لَعَمري لَقَد أَنكَحتَها ذا قَرابَةٍ / بَرِيّاً سَرِيّاً كارِهاً ما أَرابَكا
وَخُبِّرتُهُ أَهدى جَزوراً سَمينَةً / أَتَمَّ الحِبا أَن لَو أَجَدَّ ثيابَكا