القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفضل الوليد الكل
المجموع : 5
بكيتِ لباكٍ واشتكيتِ لشاكِ
بكيتِ لباكٍ واشتكيتِ لشاكِ / فما كانَ أحلى مُقلتيكِ وفاكِ
سمعتِ نشيدي للجمالِ وللهوى / فلبّيتِ هذا القلبَ حينَ دعاك
فأنتِ كنورِ اللوزِ للنّورِ باسماً / ودَمعي ودَمعُ العاشقينَ نَداك
لقد ظلَّلت روحي محيّاكِ عِندما / نثرتِ على الأتراب ورد مُحَيَّاك
وبينَ ذواتِ الحسنِ كنتِ مليكةً / وبينَ ذوي الإحسانِ مثل ملاك
كفاكِ فخاراً أنّني لكِ عاشقٌ / ومن كان مِثلي لا يحبُّ سِواك
لكِ العزُّ يا حسناءُ أنتِ سعيدةٌ / لأنَّ فؤادي قد هَوى بهواك
ولو لم تكوني ذات أسطع نجمةٍ / لما هيَّجَت مافي حشايَ حشاك
فلا تجحدي قلباً وكفّاً كِلاهُما / وَفاكِ على رغم العدى ووقاك
بعيشِكِ هل حدّثت أمّكِ عن فتى / على مَتن صهّالٍ أغرَّ أتاك
يُجاري جيادَ الخيلِ في الرَّملِ سابقاً / ويعرفُ تحتَ الليلِ نورَ خِباك
وما ساءَني إِلا هُيامي بقَينةٍ / تُحاوِلُ أن تحكي الذي أنا حاك
فقلتُ لها سيري فلا صلحَ بَيننا / فقَلبي صَحا من سِكرِه وقَلاك
أتبكي الكريماتُ الأُصولِ قصائِدي / وأنتِ ضحوكٌ من تألُّم شاك
وتسطَعُ في شرقِ البلادِ وغربها / نُجومي وتُخفِيها غيومُ سماك
ولولا غُروري لم تنالي التِفاتةً / ولا بسمةً منِّي تُنيرُ دُجاك
لقد شفيت نفسي وعادت إلى الهُدى / وإنَّ شفاءَ النفسِ منهُ شقاك
كرهتُكِ إذ لولاكِ ما بتُّ يائساً / كأني أسيرٌ لم يَفُز بفِكاك
وذلكَ ضعفٌ فيه ضيّعتُ قيمتي / وأصبَحتُ مَبهوتاً بدونِ حِراك
نعم ضلَّ قلبي في هَواها وإنما / تعزَّيتُ لما أن هداهُ سَناك
مَليكةَ قلبي أنتِ ضلعٌ فقَدتُها / فعودي إلى صدرٍ شفاهُ نداك
يداكِ على الأوتارِ مُنعِشتانِ لي / كما أنضَرت روضَ الحمى قَدَماك
لكِ الخيرُ قد سلَّيتِ قلبي بنغمةٍ / فلو سالَ وجداً ما خَلا وسلاك
أعيدي أعيدي لي غناءً منعَّماً / فإنَّ لنفسي راحةً بغناك
صدى صوتِكِ الرنّانِ في أضلُعي دَوى / وما الشعرُ إِلا من رنينِ صَداك
بأوَّلِ ميعادٍ وأولِ قبلةٍ / وأول ليلٍ فيه طارَ كراك
وقد عصفت مثلَ السُّمومِ مطامِعي / وقد سطعت مثلَ النجومِ مُناك
قِفي وَدِّعيني تحتَ أغصانِ كرمةٍ / عناقيدُها لماعةٌ كحِلاك
فكم تحتَها دَمعاً وكم فوقها ندى / أجَفَّتهُما شمسُ الضُحى ولماك
حنانيكِ حينا ودَّعيني وأودعي / جناني جناناً واسمَحي بجناك
شذا الياسمين انبَثَّ مني فعبِّقي / شذا الوردِ كي يَلقى شذايَ شذاك
أيا وردَتي في الوردِ والياسمين ما / يعيرُ شتائي من ربيع صِباك
محيّاكِ حيّاني على كلِّ زَهرةٍ / وفي كل ريحٍ من أريجِ صَباك
كديكٍ يحيِّي الشّمسَ حيَّيتُ بسمةً / تنيرُ بها ليلَ النّوى شفتاك
وكم صحتُ مثلَ الدّيكِ أُوقِظُ أُمتي / وأُطلعُ نورَ الشمسِ فوقَ رُباك
دَعيني أسِر مُستَعجِلاً إنّ إخوتي / غَدَوا بينَ مبكيٍّ عليهِ وباك
فكم نازحٍ بينَ الأجانبِ ضائعٍ / وكم نائحٍ عندَ الخرابِ شَجاك
أجودُ على قومي بنفسي لأنني / تعوَّدتُ كالجندي خَوضَ عراك
فيا حبَذا بعدَ الشقاءِ خلاصُهم / ولو كان في ذاكَ الخلاصِ هلاكي
إذا لم يكن في الجسمِ جرحٌ ففي الحشى / جروحٌ بها يَعلو جبينُ فَتاك
أنا عربيُّ الأصلِ والنّطقِ والهوى / فحبي لِلَيلى والمنازلِ زاك
إذا العربيُّ الأبيضُ الكفِّ زارنا / أقولُ لها حيِّي أخي وأخاك
لقد حُرمَت عينايَ مرأى جمالِكِ
لقد حُرمَت عينايَ مرأى جمالِكِ / فلا تحرميني زَورةً من خَيالِكِ
نعمتُ زماناً بالوصالِ ولم أزل / أحنُّ إلى ما لذَّ لي من وصالك
فيا حبّذا من مائكِ العذبِ نهلةٌ / ويا حبَّذا تهويمةٌ في ظِلالك
فكم ليلةٍ لم أهوَ عندكِ بَدرَها / وكم كنتِ بدري في الليالي الحوالك
أُنثّرُ تذكاراتِ حبِّكِ في الدُّجى / كتَنثيرِ وَردٍ في حديقةِ خالك
ولولاكِ لم أبكِ الشبابَ الذي مَضى / ولم أرَ في الضيقِ انفِساحَ المسالك
أسيِّدَتي أنتِ المليكةُ في الهوى / وما أنا إلا خادمٌ لجلالك
تدَّللتِ حيناً والدَّلالُ سجيَّةٌ / فكنتُ بذلِّي غالباً لِدلالك
وما زالَ هذا الحبُّ حرباً فإنَّنا / كعنترةِ العبسيِّ وابنةِ مالك
طلعتِ من القدّاسِ مثلَ الملائكِ
طلعتِ من القدّاسِ مثلَ الملائكِ / وأنتِ ضحوكٌ للعذارى الضواحكِ
فأصبَحتُ مدهوشاً على باب بيعةٍ / تذكّرُني أهوالَ حرب الملائك
وضوّعتِ طيباً من غلائلَ تحتَها / خمائلُ يُجنى زَهرُها في المعارك
وما كنتِ في الصفَّينِ إلا مليكةً / وأفئدةُ العشاقِ مثلُ الأرائك
لكِ اللهُ خصمٌ فالقلوبُ ضعيفةٌ / عَليها من العينينِ وقعُ السنابك
أيا قلبُ مَهلاً لا تُعجِّل بشكواكا
أيا قلبُ مَهلاً لا تُعجِّل بشكواكا / فإني على شكٍّ بصحةِ دعواكا
فكم تغضبُ الغاداتُ عمداً ولم تزل / تُنقِّرُ حبَّا ثم تقطَعُ أشراكا
هَرَبتِ إلى حجرِ اليَقينِ من الشكِّ
هَرَبتِ إلى حجرِ اليَقينِ من الشكِّ / ولمّا طغى الطوفانُ سِرتِ على فُلكِ
يعزُّ علينا يا مليحةُ أن نرى / جمالَكِ في دَيرٍ يُحَجَّبُ للنّسك
فقَدنا جمالاً منكِ لن نستردَّهُ / فكيفَ وقد أعطيتِه اللهَ في صَكّ
رَغبتِ عن الدُّنيا وأنتِ نعيمُها / وغيرُكِ تلهُو بالمكائدِ والإفكِ
ولو شِئتِ يا حَسناءُ كُنتِ مليكةً / فحسنُكِ هذا للأريكةِ والمُلك
لكِ الخيرُ في الدَّيرِ الذي أنتِ أُنسُهُ / وقد كان أولى من خدوركِ بالتَّرك
ففيهِ سَتزدادينَ تقوىً وعِفَّةً / كما يخلصُ الإبريزُ بالصَّقلِ والسبك
عفافُكِ بين الناسِ قد فاحَ زنبقاً / وفي عَرَصاتِ الدَّيرِ ينفح كالمسك
هنالِكَ لا شرٌّ وغدرٌ وغيرةٌ / تَؤولُ بأهلِ العشقِ منا إلى الفَتك
ولم أنسَ يوماً فيه جئتُكِ زائراً / فقلتُ ألا هبِّي فقلتِ قفا نبك
سفَكت دَمي لما رَنوتِ بمقلةٍ / على ضعفها صارت أشدَّ على السَّفك
ونثّرتِ منها الدمعَ حتى حَسبتُهُ / لآلئَ عقدٍ يَنتَثِرنَ عن السّلك
على قربِ داري منكِ ذبتُ صبابةً / فكيفَ وقلبي يائسٌ أبداً منك
فهل من مجيبٍ إن أَتيتُ مسائلاً / وهل في رواقِ الدَّهرِ مخبرةٌ عنك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025