سرى موهناً واستكتمته المهالكُ
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ / حبيبٌ أضاء الليل والليل حالكُ
وكم من قوام في الأكلة مرهفٍ / يضيء له بدرٌ ويرتج عانك
من اللاء لا تلك الزيانب تنتمي / إليها ولا تلقاك منها العواتك
تصد الفتى عن قلبه وهو حازمٌ / وتثنيه عن سبل الهدى وهو ناسك
كأن ضنى أحداقها وخصورها / تقاسمه عشاقها والبواتك
ويهماء باتت كالقسي ضوامراً / من الأين فيها اليعملات الرواتك
وأصبحن من جذب البرين حواكياً / أزمتهن المسنمات التوامك
ولما أحست أنها من قواصد / ندى بن علي لم ترعها المهالك
لقد جاد لي حتى توهمت أنني / له في الذي تحوي يداه مشارك
وخولني فوق الذي كنت آملاً / فعدت ونظم الشعر للجود مالك
فلا ناكبٌ عن سبل ما أنا قائلٌ / ولا آخذٌ إلا لما أنا تارك
إذا اليوم أذكى نار حربٍ تصافحت / بساحته هام العدى والسنابك
وللشمس لألاءٌ يلوح كأنه / على البيض من تحت العجاج سبائك
وتضحي عتاق الأعوجيات ضمراً / يعل دماً منها القنا المتشابك
لها لجمٌ زرق الأسنة في الوغى / فهن لأطراف العوالي عوالك
إذا صادفت جلداً من الأرض رفعت / بأيدٍ وفيها أوجهٌ وترائك
وضاقت خروق الأرض وهي فسيحةٌ / عليها وما ضاقت عليها المعارك
ليهن المعالي والعوالي وما حوت / سروج المذاكي منكم والممالك
تزول الجبال الصم وهي رصينةٌ / ومجدكم باقٍ على الدهر آرك
لك العيد لا بل فيك للعيد رؤيةٌ / أتيناك نستجدي بها ونبارك
وأنت أمت البخل وهو مخلدٌ / عطاءً وأحييت الندى وهو هالك
وجدت ولم تسأل وغيرك واهبٌ / إذا سيل من دون العطية ماحك