المجموع : 14
تُرى مِن دُموعي قَبلَ تَرجِعُ مِن دَمٍ
تُرى مِن دُموعي قَبلَ تَرجِعُ مِن دَمٍ / سُقيتَ فَأَطلَعتَ الأَقاحَ شَريقا
فَلَمّا جَرَحتَ القَلبَ صارَت مَدامِعي / دِماءً فَأَورَت وَجنَتَيكَ شَقيقا
أَظُنُّ جُفوني عَرَّسَت إِذ نَظَرتَهُ / فَأَخلِق بِدَمعي أَن يَكونَ خَلوقا
بَدا فَوقَ وَردِ الخَدِّ مِسكَةُ خالِهِ / وَإِن زادَتِ الأَنفاسُ صارَ فَتيقا
وَبَدرٍ بِأَفلاكِ الخَواطِرِ طالِعٌ
وَبَدرٍ بِأَفلاكِ الخَواطِرِ طالِعٌ / وَغُصنٍ بِأَوراقِ العِذارِ وَريقُ
لَئِن بِتُّ في بَحرٍ مِنَ الفِكرِ سابِحاً / فَإِنسانُ عَيني في الدُموعِ غَريقُ
وَلاحَ غُبارٌ فَوقَ مَصقولِ خَدِّهِ
وَلاحَ غُبارٌ فَوقَ مَصقولِ خَدِّهِ / وَكُلِّ صَقيلِ بِالغُبارِ لَصيقُ
وَقَد كانَ فيهِ لِلخَواطِرِ مَنزِلٌ / فَما صارَ فيهِ لِلعُيونِ طَريقُ
تَنَقَّلتَ في حالٍ فحالٍ مَعَ الهَوى / فَأَنتَ حَبيبٌ ثُمَّ أَنتَ صَديقُ
وَلَم يُخطِني مِن ذَلِكَ الثَغرِ راحَةٌ / تَناثَرَ دُرٌّ أَو تُرُشِّفَ ريقُ
غَدا الذِكرُ يُلقي في جَهَنَّمَ خاطِري / وَلَيسَ لَها بَعدَ السُلُوِّ شَهيقُ
وَإِنَّ اِخضِرارَ الغُصنِ بَعدَ اِستِلانَةٍ
وَإِنَّ اِخضِرارَ الغُصنِ بَعدَ اِستِلانَةٍ / وَإِنَّ تَمامَ البَدرِ عِندَ مَحاقِهِ
حَمى اللَهُ مِن حُمّاهُ وَردَةَ خَدِّهِ / فَلا مُلِّيَت مِنهُ بِطيبِ عِناقِهِ
وَمِمّا أَطابَ النَفسَ أَنَّ سَقامَهُ / سَيَعقُبُهُ وَصلُ الشِفا بِفِراقِهِ
وَشَدَّ وَثاقي في الهَوى وَشَكَرتُهُ
وَشَدَّ وَثاقي في الهَوى وَشَكَرتُهُ / فَلَو لَم يُرِدني لَم يَشُدَّ وَثاقي
عَسى تُعقِبُ الأَيّامُ حالاً بِغَيرِها / فَيُعقِبُ ضيقَ الهمِّ ضيقُ عِناقي
مَتى يَفرَحُ المُضنى بِيَومِ لِقائِهِ / إِذا كانَ مَشفوعاً بِعامِ فِراقِ
وَزَفَّ لِيَ الدُنيا عَقيلَةَ خاطِبٍ / فَما خِلتُهُ إِلّا كِتابَ صَداقِ
فَلا حَلَّتِ الأَيّامُ عَقدَ زِمامِهِ
فَلا حَلَّتِ الأَيّامُ عَقدَ زِمامِهِ / وَلا سَلَبَتهُ الشَمسُ ظِلَّ رِواقِهِ
وَإِنّي لَمُشتاقٌ إِلى رَشفِ تَربِهِ / وَإِلقاءِ صَدري فَوقَهُ بِعِناقِهِ
وَكَم بِتُّ عَطشاناً إِلى مَورِدِ اللَمى
وَكَم بِتُّ عَطشاناً إِلى مَورِدِ اللَمى / وَإِن كُنتُ في بَحرِ الدُموعِ غَريقا
فَريقَينِ وَدَّعنا فَريقاً أَحِبَّةً / تَعِزُّ عَلَينا وَالقُلوبَ فَريقا
وَلا رَوحَ في الشَكوى وَأَيَّةُ راحَةٍ / بِما سَرَّ أَعداءً وَساءَ صَديقا
وَإِنّا لَنَنعي كُلَّ دارٍ بِقَدرِها / بِأَيَّةِ ما نَبكي العَقيقَ عَقيقا
وَما زالَ سَيلُ الدَمعِ يَجري بِرَبعِهِم / إِلى أَن رَأَينا الدَمعَ صارَ طَريقا
حَمامَ اللِوى إِنّي كَما يَشهَدُ الهَوى / لَأَولى بِضَمِّ الغُصنِ مِنكَ وَريقا
وَكَم باتَ وَالتَغريدُ يَهفو بِعَطفِهِ / فَأَصبَحَ مَنهوكَ القَوامِ دَقيقا
إِلى أَن حَسِبناهُ مِنَ السُقمِ عاشِقاً / وَكانَ يَرى العُشّاقُ مِنهُ عَشيقا
إِذا دَقَّ ساقاً طالِعاً جُلَّنارُهُ / ظَنَنتَ غُصونَ البانِ عُدنَ شَقيقا
صَفا الدَهرُ في مُلكِ العَزيزِ بنِ يوسُفٍ
صَفا الدَهرُ في مُلكِ العَزيزِ بنِ يوسُفٍ / فَلَم يَبقَ فيهِ لِلشَوائِبِ باقِ
فَلا عَقرَبٌ إِلّا بِخَدِّ مَليحَةٍ / وَلا جَورَ إِلّا في وِلايَةِ ساقِ
وَسَيفٍ عَتيقٍ لِلعَلاءِ فَإِن يُقَل
وَسَيفٍ عَتيقٍ لِلعَلاءِ فَإِن يُقَل / رَأَيتُ أَبا بَكرٍ فَقُل وَعَتيقُ
فَزُر بابَهُ فَهوَ الطَريقُ إِلى النَدى / وَدَع كُلَّ بابٍ ما إِلَيهِ طَريقُ
وَتَأخيرُها مِنّي عَلى عَزمِ جودِهِ
وَتَأخيرُها مِنّي عَلى عَزمِ جودِهِ / دَليلٌ عَلى أَلّا يُقَدِّمَها خَلقُ
وَلي حاجَةٌ في راتِبٍ قَد سَبَقتُهُم / إِلَيهِ وَما بِالسَبقِ يُلتَمَسُ الرِزق
إِذا الحُرّ أَعطى الحُرّ ما يَستَرِقُّهُ
إِذا الحُرّ أَعطى الحُرّ ما يَستَرِقُّهُ / فَاَنداهُما مَن كانَ مُعطِيَ رِقِّهِ
حَديثٌ يَجودُ الرَوضُ مِنهُ بِعَبقِهِ / وَرِقٌّ يَضِنُّ الحُرُّ مِنهُ بِعِتقِهِ
قِفا أَو خُذا في العَذل أَيَّ طَريقِ
قِفا أَو خُذا في العَذل أَيَّ طَريقِ / فَما أَنا مِن سُكرِ الهَوى بِمُقيقِ
أَما وَالهَوى إِنَّ الهَوى لَأَلِيَّةٍ / يُعَظِّمُها في الحُبِّ كُلُّ مَشوقِ
لَو أَنَّ الهَوى مِمّا تَصِحُ هِباتُهُ / لَقاسَمتُ مِنهُ قَلبَ كُلِّ صَديقِ
رَضيتُ بِما أَفنَيتَ فارضَ بِما بَقى
رَضيتُ بِما أَفنَيتَ فارضَ بِما بَقى / وَما أَتَّقيكَ اليَومَ قَد كُنتُ أَتَّقي
وَأَذكَيتَ أَشجاني فَهَل أَنتَ مُحرِقي / وَأَطلَقتَ أَجفاني فَهَل أَنتَ مُغرِقي
بَذَلتُ لَهُ رِقىً فَهَل هُوَ ما لِكي / وَمَلَّكتُهُ قَلبي فَهَل هُوَ مُعتِقي
لَقَد ضَرَبوا ما بَينَ جَفنِيَ وَالكَرى / بِأَبعَدَ مِمّا بَينَ غَربٍ وَمَشرِقِ
أَلا هَل أَتى الواشينَ أَنا عَلى النَوى / بِطَيفِ الكَرى أَو بِالأَمانِيِّ نَلتَقي
وَلا ثَوبَ إِلّا مِن ظَلامٍ مُزَرَّرٍ / وَلا زادَ إِلّا مِن نُعاسِ مُرَتَّقِ
يَخوضُ إِلَينا بَحرَ لَيلٍ وَلَم يَخُض / وَمِن تَحتِهِ بَدرُ المَحاقِ كَزَورَقِ
خَلائِقُ إِمّا ماءُ مُزنٍ بِشُهدَةِ
خَلائِقُ إِمّا ماءُ مُزنٍ بِشُهدَةِ / أَغادي بِها أَو ماءُ كَرمٍ مُصَفَّقا