أَيَرجِعُ عَصرٌ بالجَزيرة رائِقُ
أَيَرجِعُ عَصرٌ بالجَزيرة رائِقُ / تَقَضّى وَأَبقى حسرةً ما تُفارِقُ
لَياليَ أَبكارُ السُرورِ وَعونُهُ / هَدايا وَأَمّاتُ الهُموم طَوالق
إِذ قُلتُ يَصحو القَلبُ مِن فَرطِ ذكره / دَعا هاتِفٌ في الأَيك أَو لاح بارِقُ
تَرَكنا التَشاكي ساعة البَينِ ضلَّه / وَلا غَروَ يَومَ البَين إِن ضَلَّ عاشِقُ
فَلا لذة الشَكوى قَضَينا وَلا الَّذي / سَتَرناهُ أَخفَته الدُموعُ السَوابقَ
فَمِن لؤلؤٍ شَقَّ الشَقيقَ مُبدَّداً / وَورسٍ جَرَت سَحّاً عليهِ الشَقائِقُ
إِذا نَحنُ حاوَلنا التَعانُقَ خُلسَةٌ / عَلاناً الزَفيرُ وَالقُلوبُ خَوافِقُ
وَزائِرَةٍ بعد الهُدوءِ وَبَينَنا / مَهامِهُ تُنضي رَكبَها وَسمالِقُ
تعجَّبُ مِن شَيبٍ رَأَت بمفارِقي / وَهَل عَجَبٌ مِن أَن تَشيب المفارِقُ
وَقالَت وَفرط الضَمِّ قَد هَدَّ مِرطَها / وَلُزَّت ثُديٌّ تَحتها وَمخانِقُ
أَتُسليك عَنّا كاذِباتٌ مِن المُنى / وَما خلتُ تُسليك الأَماني الصَوادق
مَتى نَلتَقي في غير نَومٍ وَيَشتَكي / مَشوقٌ وَيَشكي مِن جَوى البين شائِقُ
ثِقي بايابي عَن قَريبٍ فإِنَّني / بجود ابنِ رُزِّيكٍ عَلى القُربِ واثِقُ
هُوَ البَحر فيهِ دُرُّهُ وَعُبابه / وَصَوبُ الحَيا فيهِ النَدى وَالصَواعِقُ
أَخو الحرب ربُّ المكرماتِ أَبو النَدى / حَليفُ العُلى صَبُّ إِلى العُرف تائِقُ
يُنالُ الحَيا مِن بَحرِهِ وَهوَ نازِحٌ / وَيَدنو الجنى مِن فرعِهِ وَهوَ باسِقُ
وَلَمّا رأى عَبّاسُ لِلغَدر مَذهَباً / وَأَظهر ما قَد كانَ عنهُ يُنافِقُ
وَأَنفق مِن اِنعاهم في هلاكهم / جَزاءً بِهِ عَمري خَليقٌ وَلائِق
وَمَدَّ يَداً هم طَوَّلوها اليهمُ / وَحَلَّت بِأَهلِ القصر منه البَوائق
دَعَوكَ فَلبَّيت الدُعاءَ مُسارِعاً / وَفرَّجتَ عنهم كربَهم وَهوَ خانِقُ
وَجاوَبتهم عَن كُتبهم بِكَتائِبٍ / تَمُرُّ بِها مَرَّ السَحابِ السَوابِقُ
وَفَرَّ رَجاءً أَن يَفوت شَبا الظُبى / فَعاجَلَهُ حَينٌ اليهنَّ سائِقُ
وَقَدَّر أَن قَد خَلّفَ الحتفَ خَلفَهُ / وَقُدّامَه الحَتفُ المُوافي المُوافِقُ
سَقى رَبَّهُ كأسَ المَنايا وَما اِنقَضى / لَه الشَهرُ إِلّا وَهوَ لِلكأسِ ذائِقُ