المجموع : 12
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ /
ومن شاخصي قد حزت أكمل صورةٍ /
ولما تأملت الوجود بفكرةٍ /
رأيت خيال الظلِّ أكبر عبرةٍ / لمن هو في علم الحقيقة راقي
على كل شيء سيف عزمي قد انتُضي /
وفي ليل غيبي صبح معرفتي يُضي /
وكل الورى من بعد ذا لست أرتضي /
شخوصٌ وأشباح تمر وتنقضي / وتفنى جميعاً والمحرك باقي
رأيت خيال الظل أكبر عبرة
رأيت خيال الظل أكبر عبرة / يلوح بها معنى الكمال لأحداقي
وفي كل موجود على الحق آية / لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص وأشباح تمر وتنقضي / وليس لها مما قضى الله من واقي
لها حركات ثم يبدو سكونها / وتفني جميعاً والمحرك باقي
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق / وسل عنه ذا علم كريم الخلائقِ
ولا صفة إلا ومني تعينت / لموصوفها إذ كنت أصل الرقائق
أنا الجوهر الساري بغير سراية / ألوح وأخفى في جميع الحقائق
أنا مركز الأدوار حيث طريقتي / يؤول إليها أمر كل الطرائق
أنا الظاهر المعروف في كل رتبة / أنا الباطن المخفي بين الخلائق
أنا القطب بوابي أنا الغوث خادمي / أنا الفرد يخشى من دخول مضايق
أنا النور نور العين مني تكونت / عيون البرايا من مشوق وشائق
أنا العلم علم الحق في كل كائن / ولم يدر قولي في الملا غير ذائق
لنا المجلس العالي على أيمن الحمى / يدار علينا بالكؤوس الروائق
لنا الأعين اللاتي بها الحق قد رعى / رياض التجلي لا رياضَ الشقائق
مقالة حقٍّ أنكرتها بصيرة / سوى الغيِّ منها والردى غير لائق
فقل لنفوس قيدتها عقولها / إلى كم قيام في ظلام البوائق
أمحجوبة عنكم خريدة توبة / تلوح بوجه كاشف الغيب فائق
مشايخكم أطفالنا وكهولكم / أجنة جهلٍ في بطون العوائق
قفوا عند ما تدرونه من ظواهرٍ / رمتكم بأمر للمهالك سائق
ولا تتعدوا طوركم إن ههنا / صقيل حسام في يد الحق حائق
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ /
وأنفي به عَرفَ المعارف ناشقُ /
وقوم رأوا أني على الصيد باشقُ /
يقولون لي بالله هل أنت عاشقُ / فقلت وهل يوماً خلوت من العشقِ
بمحو السوى كم فرج الله كربةً /
وكمَّل في قلب المحقق قربةً /
ومذ عاينت في الغيب عيني أحبةً /
شربت بكأس الحب في المهد شربةً / حلاوتُها حتى القيامة في حلقي
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا / فقل لي هنا من ذا يدوم ومن يبقى
وما ذلك الباقي سوى الله وحده / فما بال أقوامي يسمونني خلقا
تجددت عن أمر قديم وإنني / أنا الحادث الموهوم والشبح الملقى
وعقلي وروحي للوجود مراتب / ونفسي وجسمي تصحب الجمع والفرقا
أنا الشمس في وصف الكمال وما السوى / سوى الظل فاستيقن عليه لي السبقا
وإن شئتني فاعرف جميع منازلي / ودع عنك مني الغرب واستقبل الشرقا
ولا زالت الأرواح تسمو بهمتي / وسرّ مجالي الغيب لا زال بي يرقى
لنا الحضرة الزلفى على أيمن الحمى / وفي لُجَّة الأسما لنا الدرة الغرقا
هي الذات عن ذال وعن ألف علت / وتاء فلا تدري الحروف لها مرقى
وقد قصرت عنها تراكيب فعلها / وإطلاقها يستوجب الفتق والرتقا
هي الإسم وهي الوسم والرسم للورى / فأيانَ ما وليتُ أشهدُها تِلْقا
هي الرفرف الأعلى هي المستوى الذي / يحق له الدعوى هي العروة الوثقى
هي الحسن وجهاً والجمال حقيقة / فلا بدع إن ذاب الأنام بها عشقا
إذا احتجبت مُتْنا وعِشنا إذا بدت / وإن أفرطت في الهجر قلنا لها رفقا
يهيم بها قلبي إذا هبت الصبا / وأسكر شوقاً كلما غنت الوَرْقا
حجازية شامية ذات طلعة / علت من رآها لا يضل ولا يشقى
سجدنا إلينا وهي راكعة لنا / بميل مريدٍ ناشقٍ طيبَنا نشقا
ولا حب إلا حبها عند عاشق / لها في سواها كذْبُه لم يزل صدقا
وجود بها قامت مراتب ذاته / لأسمائه بالأمر دافقةً دفقا
تنزه عن تلك المراتب كلها / فسحقاً لعبد ليس يعرفه سحقا
له الغربُ من أوج العلى ولنا الشرقُ
له الغربُ من أوج العلى ولنا الشرقُ / وما بيننا في مقتضى ذاتنا فرقُ
وهل باسم محي الدين يمتاز في الورى / وعبد الغنيْ إلا من الشجر العرق
كلانا وجود واحد وهو ذاتُ من / لها أنني برق كما أنه برق
وما النور إلا النار في نظر السوى / وللنار إطفاء به ولها حرق
هي الشمس من خلف الجدار تطلعت / إذا سد خرق منه أظهرها خرق
طرقت بها ما خصني من شئونها / كما كان من تلك الشئون له طرق
على سره منه الرضى وهو سرنا / فمنا علينا ذاك ما غنت الوُرْق
أيا ساكنين الشرق قد شَرِقَت بكم
أيا ساكنين الشرق قد شَرِقَت بكم / عيوني بدمع حين شامت سنا البرقِ
فقوموا بعذري عندكم إن مبتدا / غرامي بكم قد كان من أقرب الطرق
وما ذاك إلا أنني كنت غافلاً / أظن جداري ليس يؤذن بالخرق
فمدت يد شرقية قادرية / بها نشأتي خضراء طيبة العرق
فقلت لأهل الغرب لا تعتبونني / بكم أنني في الجمع من غير ما فرق
صعدت بكم أوج العلى وترنمت / بألحانكم في القلب ساجعة الورق
ألا فاعذروا طرف المحب فإنه / رأى البرق شرقياً فحن إلى الشرق
سرت نسمة أم تلك لمعة بارقِ
سرت نسمة أم تلك لمعة بارقِ / أم الغيب مدت منه أيدي الرقائقِ
بدا فاختفت آثار كل حقيقة / لهذا نكنّي عنه سر الحقائق
هو النور إلا أنه هو ظلمة / وضدان أمر مستحيل لذائق
هو الحرف في غيب الغيوب وإنه / هو الإسم في عين العيان الموافق
ولكنه الفعل القديم حدوثه / مغاربه موصولة بالمشارق
شعورك والإدراك فعل الذي خلقْ
شعورك والإدراك فعل الذي خلقْ / وقد خلق الإنسان أي أنت من علقْ
فكن فعله كن لا تكن شاعراً ولا / بشيء من الأشياء وارفع به القلق
وفق من خمار النفس وابق به له / تَصِر صاحياً صحواً شديداً على طلق
وتنكشف الأشياء عندك كلها / ويشرق سرُّ الله كالصبح والفلق
وتكسف شمس الروح منك فتختفي / ويخسف بدر النفس من غير ما ملق
ويبقى ولا تبقى إلهك وحده / له الخلق والأمر الجميع به انفلق
هنالك للإلهام وحيٌ محقق / فسبحان من للحَبِّ قل والنوى فلق
وجود حقيقيٌّ هو الغيب مطلقُ
وجود حقيقيٌّ هو الغيب مطلقُ / به الكل موجود يلوح فيشرقُ
وهم عدمٌ والإنتساب يريكهم / وجوداً فحقق ما ترى يا محقق
ودع عنك هذا الإلتباس فإنه / على كل عقل حاكم ليس يرفق
فيظهر معدومات كل مقدر / من الغيب موجودات حس فتحرق
وما ذلكم إلا مجرد نسبة / إليه تعالى كل ما الله يخلق
فميز وجود الحق من عدم السوى / تكن رجلاً عند الورى بك يوثق
وسدد وقارب واتكل واصطبر وكن / بغير وجود عند نفسك تصدق
رعى الله بستاناً بفيجةِ جلقِ
رعى الله بستاناً بفيجةِ جلقِ / على عذب ماء بارد متدفقِ
به العين جادت كل حين بفيضها / فأرخص فينا سعر كاس مروَّق
رياض أريضات تظل غصونها / تميل دلالاً بالصبا المترقرق
وللظل منها الميل يرسم شكلها / على الأرض مثل الكاتب المتأنق
أتينا إليها من جبال مهولةٍ / يكاد بها الماشي يخر بمزلق
وكيف إذا كان الذي جاء راكباً / ففي خطرٍ لا شك فيه محقق
وتختر وان نحن سرنا به على / بغال متى سارت بقلبك يخفق
وكان إله الخلق يحفظنا بها / فلم نر من خوف هنالك ملحق
وسرنا على حكم الشهود بأمر من / حبانا بإكرام وعز ورونق
كلانا له هذا الوجود المحققُّ
كلانا له هذا الوجود المحققُّ / هو الأحد الفرد الذي هو مطلقُ
فطوراً هو الباري بدا حيث لا سوى / وطوراً لنا يبدو سواه ويخلق
فربٌّ ولا عبدٌ إذا العبد لم يكن / وعبد ولا رب به الغيب ملحق
وليس هما باثنين ندريهما معاً / كما عند ذي جهل بذلك ينطق
فإن الذي تلقى هو الرب وحده / له الذات والأسماء وهو المحقق
وأنت السعيد المسلم المؤمن الذي / لك الدين يا هذا وأنت الموفق
وإما هو العبد الذي عنه غائب / به ربه ينفي له أو يصدّق
وذلك حال الغافلين أولي الشقا / وليس لهم عهد يدوم وموثق
تبارك مولى واحدٌ وعبيده / كثيرون والمولى الكثير المفرّق
كما قال لن تحصوه في كلماته / فتاب عليكم فاقرأوا ما يحقق