القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 12
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ
أنا الهيكل الذاتي لمظهر قدرةٍ /
ومن شاخصي قد حزت أكمل صورةٍ /
ولما تأملت الوجود بفكرةٍ /
رأيت خيال الظلِّ أكبر عبرةٍ / لمن هو في علم الحقيقة راقي
على كل شيء سيف عزمي قد انتُضي /
وفي ليل غيبي صبح معرفتي يُضي /
وكل الورى من بعد ذا لست أرتضي /
شخوصٌ وأشباح تمر وتنقضي / وتفنى جميعاً والمحرك باقي
رأيت خيال الظل أكبر عبرة
رأيت خيال الظل أكبر عبرة / يلوح بها معنى الكمال لأحداقي
وفي كل موجود على الحق آية / لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص وأشباح تمر وتنقضي / وليس لها مما قضى الله من واقي
لها حركات ثم يبدو سكونها / وتفني جميعاً والمحرك باقي
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق
ألا إن ذاتي ذات كل الخلائق / وسل عنه ذا علم كريم الخلائقِ
ولا صفة إلا ومني تعينت / لموصوفها إذ كنت أصل الرقائق
أنا الجوهر الساري بغير سراية / ألوح وأخفى في جميع الحقائق
أنا مركز الأدوار حيث طريقتي / يؤول إليها أمر كل الطرائق
أنا الظاهر المعروف في كل رتبة / أنا الباطن المخفي بين الخلائق
أنا القطب بوابي أنا الغوث خادمي / أنا الفرد يخشى من دخول مضايق
أنا النور نور العين مني تكونت / عيون البرايا من مشوق وشائق
أنا العلم علم الحق في كل كائن / ولم يدر قولي في الملا غير ذائق
لنا المجلس العالي على أيمن الحمى / يدار علينا بالكؤوس الروائق
لنا الأعين اللاتي بها الحق قد رعى / رياض التجلي لا رياضَ الشقائق
مقالة حقٍّ أنكرتها بصيرة / سوى الغيِّ منها والردى غير لائق
فقل لنفوس قيدتها عقولها / إلى كم قيام في ظلام البوائق
أمحجوبة عنكم خريدة توبة / تلوح بوجه كاشف الغيب فائق
مشايخكم أطفالنا وكهولكم / أجنة جهلٍ في بطون العوائق
قفوا عند ما تدرونه من ظواهرٍ / رمتكم بأمر للمهالك سائق
ولا تتعدوا طوركم إن ههنا / صقيل حسام في يد الحق حائق
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ
هو الحب سهم البعد في القلب راشقُ /
وأنفي به عَرفَ المعارف ناشقُ /
وقوم رأوا أني على الصيد باشقُ /
يقولون لي بالله هل أنت عاشقُ / فقلت وهل يوماً خلوت من العشقِ
بمحو السوى كم فرج الله كربةً /
وكمَّل في قلب المحقق قربةً /
ومذ عاينت في الغيب عيني أحبةً /
شربت بكأس الحب في المهد شربةً / حلاوتُها حتى القيامة في حلقي
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا
إذا كان كلي دائماً يشبه البرقا / فقل لي هنا من ذا يدوم ومن يبقى
وما ذلك الباقي سوى الله وحده / فما بال أقوامي يسمونني خلقا
تجددت عن أمر قديم وإنني / أنا الحادث الموهوم والشبح الملقى
وعقلي وروحي للوجود مراتب / ونفسي وجسمي تصحب الجمع والفرقا
أنا الشمس في وصف الكمال وما السوى / سوى الظل فاستيقن عليه لي السبقا
وإن شئتني فاعرف جميع منازلي / ودع عنك مني الغرب واستقبل الشرقا
ولا زالت الأرواح تسمو بهمتي / وسرّ مجالي الغيب لا زال بي يرقى
لنا الحضرة الزلفى على أيمن الحمى / وفي لُجَّة الأسما لنا الدرة الغرقا
هي الذات عن ذال وعن ألف علت / وتاء فلا تدري الحروف لها مرقى
وقد قصرت عنها تراكيب فعلها / وإطلاقها يستوجب الفتق والرتقا
هي الإسم وهي الوسم والرسم للورى / فأيانَ ما وليتُ أشهدُها تِلْقا
هي الرفرف الأعلى هي المستوى الذي / يحق له الدعوى هي العروة الوثقى
هي الحسن وجهاً والجمال حقيقة / فلا بدع إن ذاب الأنام بها عشقا
إذا احتجبت مُتْنا وعِشنا إذا بدت / وإن أفرطت في الهجر قلنا لها رفقا
يهيم بها قلبي إذا هبت الصبا / وأسكر شوقاً كلما غنت الوَرْقا
حجازية شامية ذات طلعة / علت من رآها لا يضل ولا يشقى
سجدنا إلينا وهي راكعة لنا / بميل مريدٍ ناشقٍ طيبَنا نشقا
ولا حب إلا حبها عند عاشق / لها في سواها كذْبُه لم يزل صدقا
وجود بها قامت مراتب ذاته / لأسمائه بالأمر دافقةً دفقا
تنزه عن تلك المراتب كلها / فسحقاً لعبد ليس يعرفه سحقا
له الغربُ من أوج العلى ولنا الشرقُ
له الغربُ من أوج العلى ولنا الشرقُ / وما بيننا في مقتضى ذاتنا فرقُ
وهل باسم محي الدين يمتاز في الورى / وعبد الغنيْ إلا من الشجر العرق
كلانا وجود واحد وهو ذاتُ من / لها أنني برق كما أنه برق
وما النور إلا النار في نظر السوى / وللنار إطفاء به ولها حرق
هي الشمس من خلف الجدار تطلعت / إذا سد خرق منه أظهرها خرق
طرقت بها ما خصني من شئونها / كما كان من تلك الشئون له طرق
على سره منه الرضى وهو سرنا / فمنا علينا ذاك ما غنت الوُرْق
أيا ساكنين الشرق قد شَرِقَت بكم
أيا ساكنين الشرق قد شَرِقَت بكم / عيوني بدمع حين شامت سنا البرقِ
فقوموا بعذري عندكم إن مبتدا / غرامي بكم قد كان من أقرب الطرق
وما ذاك إلا أنني كنت غافلاً / أظن جداري ليس يؤذن بالخرق
فمدت يد شرقية قادرية / بها نشأتي خضراء طيبة العرق
فقلت لأهل الغرب لا تعتبونني / بكم أنني في الجمع من غير ما فرق
صعدت بكم أوج العلى وترنمت / بألحانكم في القلب ساجعة الورق
ألا فاعذروا طرف المحب فإنه / رأى البرق شرقياً فحن إلى الشرق
سرت نسمة أم تلك لمعة بارقِ
سرت نسمة أم تلك لمعة بارقِ / أم الغيب مدت منه أيدي الرقائقِ
بدا فاختفت آثار كل حقيقة / لهذا نكنّي عنه سر الحقائق
هو النور إلا أنه هو ظلمة / وضدان أمر مستحيل لذائق
هو الحرف في غيب الغيوب وإنه / هو الإسم في عين العيان الموافق
ولكنه الفعل القديم حدوثه / مغاربه موصولة بالمشارق
شعورك والإدراك فعل الذي خلقْ
شعورك والإدراك فعل الذي خلقْ / وقد خلق الإنسان أي أنت من علقْ
فكن فعله كن لا تكن شاعراً ولا / بشيء من الأشياء وارفع به القلق
وفق من خمار النفس وابق به له / تَصِر صاحياً صحواً شديداً على طلق
وتنكشف الأشياء عندك كلها / ويشرق سرُّ الله كالصبح والفلق
وتكسف شمس الروح منك فتختفي / ويخسف بدر النفس من غير ما ملق
ويبقى ولا تبقى إلهك وحده / له الخلق والأمر الجميع به انفلق
هنالك للإلهام وحيٌ محقق / فسبحان من للحَبِّ قل والنوى فلق
وجود حقيقيٌّ هو الغيب مطلقُ
وجود حقيقيٌّ هو الغيب مطلقُ / به الكل موجود يلوح فيشرقُ
وهم عدمٌ والإنتساب يريكهم / وجوداً فحقق ما ترى يا محقق
ودع عنك هذا الإلتباس فإنه / على كل عقل حاكم ليس يرفق
فيظهر معدومات كل مقدر / من الغيب موجودات حس فتحرق
وما ذلكم إلا مجرد نسبة / إليه تعالى كل ما الله يخلق
فميز وجود الحق من عدم السوى / تكن رجلاً عند الورى بك يوثق
وسدد وقارب واتكل واصطبر وكن / بغير وجود عند نفسك تصدق
رعى الله بستاناً بفيجةِ جلقِ
رعى الله بستاناً بفيجةِ جلقِ / على عذب ماء بارد متدفقِ
به العين جادت كل حين بفيضها / فأرخص فينا سعر كاس مروَّق
رياض أريضات تظل غصونها / تميل دلالاً بالصبا المترقرق
وللظل منها الميل يرسم شكلها / على الأرض مثل الكاتب المتأنق
أتينا إليها من جبال مهولةٍ / يكاد بها الماشي يخر بمزلق
وكيف إذا كان الذي جاء راكباً / ففي خطرٍ لا شك فيه محقق
وتختر وان نحن سرنا به على / بغال متى سارت بقلبك يخفق
وكان إله الخلق يحفظنا بها / فلم نر من خوف هنالك ملحق
وسرنا على حكم الشهود بأمر من / حبانا بإكرام وعز ورونق
كلانا له هذا الوجود المحققُّ
كلانا له هذا الوجود المحققُّ / هو الأحد الفرد الذي هو مطلقُ
فطوراً هو الباري بدا حيث لا سوى / وطوراً لنا يبدو سواه ويخلق
فربٌّ ولا عبدٌ إذا العبد لم يكن / وعبد ولا رب به الغيب ملحق
وليس هما باثنين ندريهما معاً / كما عند ذي جهل بذلك ينطق
فإن الذي تلقى هو الرب وحده / له الذات والأسماء وهو المحقق
وأنت السعيد المسلم المؤمن الذي / لك الدين يا هذا وأنت الموفق
وإما هو العبد الذي عنه غائب / به ربه ينفي له أو يصدّق
وذلك حال الغافلين أولي الشقا / وليس لهم عهد يدوم وموثق
تبارك مولى واحدٌ وعبيده / كثيرون والمولى الكثير المفرّق
كما قال لن تحصوه في كلماته / فتاب عليكم فاقرأوا ما يحقق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025