المجموع : 13
لمن جيرة دون اللوى والشقائق
لمن جيرة دون اللوى والشقائق / يعطُّون بالاغذاذ ثوب السمالِق
عجال السرى لا يستقل معرَّسٌ / بهم غير أرجاء الطلاح الأيانق
كأن فتيت المسك ذرَّ سحيقُه / مع الصبح في أكوارهم والنمارق
إذا رحلوا عن منزل غادروا به / مهاجاً لمشتاق وطيباً لناشق
وفوق الحوايا كل غيداء دونها / حميَّةُ غيرانٍ ولوعة عاشق
سحبن فضول الريْط صوناً كأنما / خفاف المطايا من شعور المفارق
وأعرضن عن رجز الحداة تحرجاً / عن النظم في ذكرى مشوقٍ وشائق
توهمت حلمي بعدهن سفاهةً / وخفَّتْ أناتي خفة المتنازق
وعهدي بنا والدار قربٌ لشاحطٍ / ووصل لمهجورٍ وودٌّ لوامقِ
ومرتبع الحي الجميع من الحمى / رياض العوالي في رياض المبارق
مجامع أيسارٍ وموقف سُمَّرٍ / ومطعن فرسانٍ وشارات راشق
ومبرك أنضاءٍ ومُلقى سوابغِ / ومسحب أرماحٍ ومنْضى سوابق
فلما دعا داعي النوى واستخفَّنا / تجاوبُ غربانِ الفراق النواعق
ظللت أداري دمع عينٍ قريحةٍ / أبى الوجد إلا أن تجود بدافق
كأن اهابي مُشْعَرٌ خيبريةً / غداة سرى ظعن الخليط المفارق
تنفست حتى قال صبحي ضَريمةٌ / من النار هاجتها رياح المشارق
أهجراً وما أضمرت غدراً ولا سرى / مشيبي في ليل الشباب الغُرانق
أذن فوصال الغانيات نفيضة / أمحَّتْ فما فيها اعتصامٌ لواثق
ذرا الدمع يجري مستهلاً فما الهوى / بدانٍ ولا وعدُ الحسان بصادق
وإن وراء الحب حباً وصالهُ / مجال المذاكي في دماء الموارق
منعت القِرى إن لم أقُدها عوابساً / تثير عجاج المأزق المتضايق
خوارج من ليل الغبار كأنها / نجوم رجومٍ أو سهام مراشق
تجانف عن ورد الفلاة ظميئةً / فلا ورد إلا من دماء الفيالق
يعيد عليها الكرَّ كل مجاهرٍ / بأخذ العُلى والمجد غير مسارق
رجال نَبتْ أغمادهم بسيوفهم / فعاجوا على أغمادها في العواتق
يزينون ما أبقى الطعان من القنا / له برؤوس الصيد لا بالبيارق
أروع بهم صبحاً ظهيرة يومهِ / تعصب تاجٍ واحتلال سُرادق
دعوت تميماً والرجال بعيدةٌ / وقد ضقت ذرعاً بالخطوب الطوارق
فقام بنصري من قريش ممجَّدٌ / شديدُ مضاء البأس سهل الخلائق
فتىً قُدَّ قَدَّ المشرفي فصفحهُ / لصفحٍ وحدًّا شفرتيه لعاتق
يشام ندى كفيه من بشر وجهه / كما شيم منهلُّ الحيا بالبوارق
فيا أيها العافي أثرها غنيًّةً / بذكر المنى عن زجر حادٍ وسائق
إلى أيمن الزوراء شرقي دجلةٍ / ربيع المقاوي في السنين العوارق
فما ابن طراد بالنَّؤوم عن القِرى / ولا مرتج أبوابه دون طارق
أجار على الأيام حتى ذمامه / لا مرتج أن يصول بعائق
وما مندلٌ فاهت به بعد هجعةٍ / جمار غضىَ شبت بأتلع شاهق
من القُطُر الأحوى يكاد أريجه / يذيع لدى الداريِّ دون المحارق
أُتيح له نشر الخُزامى ونفحه / من الغيد ما بين الطلى والبنائق
تداعته أرواح الصِّبا فبعثته / لشربٍ حِلالٍ بالحمى والأبارق
فمادت بمن لم تسر الخمر نشوة / من الطيب في عرنينه والمناشق
بأطيب من عرض الرضا حين تنش / ر المدائح غُراً بين نادٍ ومازق
بهاليل غُرَّان المجالي عوارمٌ / على الأمر طعَّانون تحت البوارق
مطاعيم في المشتى مطاعين في الوغى / طوالُ العوالى والطلى والشقاشق
إذا صرح الموت الزؤام تذامروا / على الروع واجتاحوا حماة الحقائق
بنودهم خفَّاقةٌ وقلوبُهم / إذا شهدوا الهيجاء غيرُ خوافق
ذريني وأهْوالي نَفِرُّ ونلْتقي
ذريني وأهْوالي نَفِرُّ ونلْتقي / سيهزمُها عني حُسامي ومنطقي
بدتْ غُلُباً شُوساً ففلَّ غُروبها / بصيرٌ برَد المُجْلِبِ المُتألِّقِ
ربيطُ العُلى لا قلبُهُ برَمِيَّةِ / لحُبِّ ولا في غير مجدٍ بموثَقِ
إذا عَدَّدَ القومُ المساعي سمت به / تميمٌ إلى فرْعِ العَلاءِ المُحلقِ
وقد علِمَ اللّهو البهيجُ بأنني / أكفكف عنه لحظ غضبانَ مُحنقِ
وأنَّ نِدامَ اللهو يُمهي حفيظتي / وإنْ مُزجتْ ألفاظُه بالتَّملُّقِ
وأنَّ صباباتي بأجْرَدَ سابحٍ / وأسْمَرَ خطيٍّ وعضْبٍ مُذَلَّقِ
هجرتُ الهوى والعمر غضٌّ نباته / فكيف وقد لاحَ المشيبُ بمفرقي
ورُبَّ لُهامِ الجيش جَمٍّ بُنوده / وشيكِ نفاذٍ الأمر من ألاِ سلجق
تُحجِّبهُ عند المقام سُتورُهُ / وفي الحرب أستار العجاجِ المروَّقِ
مهيبُ الرُّؤا معدودةٌ لَفْظاتُه / يحاذرهُ الموت الزؤامُ ويتَّقي
ولَجْتُ عليه والمُلوكُ بنجْوةٍ / يُذادون عن صعب المراتج مُغْلق
فباذلْته والعرضُ صافٍ أديمهُ / من الجِدِّ لم يُنغل ولم يُتخرَّق
وعنْسٍ كأعواد القِداح زجرتُها / على لاحبٍ من نازح الغور سمْلق
وردتُ بها أعقابَ ماءٍ كأنه / من الأجْن أغبار السَّليط المُعتَّقِ
وقافيةٍ سيَّارةٍ عَطَّ وَخْدُها / بُرود المَلا ما بين غربٍ ومشرقِ
تطيبُ لسمعِ الأعْجميِّ كطيبها / لسمع الفصيح من بهاءٍ ورونقِ
أكرِّمها عن وصف غِيدٍ أوانسٍ / وأكْبرُها عن ذكر جِزْعٍ وأبرق
بها أفصحت صُيَّابة الحي واغْتدى / جبانُهُم عين الكميِّ المحقِّقِ
إذا رامَ فَدْمُ الناقلينَ معَابها / رمت عِرضه الرث السحيق بمرشقِ
وتأبى جوابَ الخاملينَ وإنما / أشاع جريراً سوءُ رأي الفرزدقِ
تخيَّرتُ منها مذ كنت لبُابها / لأبلج في عُليا قريشٍ مُعَرِّقِ
لجمِّ القِرى لا يخمد القُرُّ نارهُ / إذا النارُ للسَّارينَ لم تتأَلَّقِ
سريع افتراع المجد لا يستكفه / تعسف مرمى أو تعور مزلق
يلوذُ العُفاةُ المُسْنِتونَ بجودهِ / مَلاذهُمُ بالوابلِ المُتَبَعِّقِ
يشيمونَ بَرْقاً من أسرَّةِ وجهه / كفيلاً بسحِّ النائلِ المُتدفِّقِ
يطيفون منه في الشِّداد بمنزلٍ / رحيبٍ وعُذْرٍ في المكارم ضَيِّقِ
به في مساعيه حِرانٌ عن الدَّنا / وعند اكتساب الحمد شدَّةُ مُعنقِ
كثيرُ سهادِ الليل يجْلو رويُّهُ / عن العين أقْذاء النُّعاس المرَنِّقِ
إذا رقد النكس الدّثور عن العُلى / تجافى ضلوعاً عن حشيٍّ ونُمْرُقِ
يُهابُ نداهُ مثلما هِيَبَ بأسُهُ / إذِ المُغْرق الجيَّاش مثل المُحرقِ
صبيحُ الرُّؤا عذب المكاسر باسمٌ / له نفس نهَّاسٍ وعِطْفُ معشَّقِ
جرى ابن طِرادٍ والرجال بنو العلي / كما ابتُدِرتْ غايات سبقٍ لسُبَّقِ
ففاتهم فوتَ الزعازعِ أعصفَتْ / هُبوباً وقالت للطَّلوبِ ألا الحقِ
قشيبُ رداءِ العرض لكنَّ مالهُ / يُمزقُه العافونَ كل مُمزَّقِ
فشمل العلى منْ سعيه في تجمُّعٍ / وشمل اللُّهى من بذلهِ في تفرُّقِ
ونِعْمَ الفتى يثْني إليه بنو السُّرى / رقاب المَطايا من جمالٍ وأيْنُقِ
تماطلُ بالرِّيِّ الأوامَ لقصْدهِ / وقد خرَّقت في بُرد ماءٍ مُشبرقِ
لتبلُغ جيَّاش المراجلِ بالدجى ال / بهيمِ ضَروباً بالصَّباح المُشْرقِ
فتىً هو فردٌ في المعالي مُوَحَدٌ / ولكنُه من باسهِ ألْفُ فيلقِ
ودُهْمٍ كأمثالِ الدَّآدي حَوالكٍ / جوالبَ من هَمِّ الرجال المُؤرقِ
تزلُّ بذي الطَّيْش المُغرر نعْلهُ / لديها ويحظى الرأيُ بالمُترفِّقِ
لها ولفكر اللَّوذعيِّ مع الدُّجى / طِراد جيوش الفرس وابن محرِّقِ
يُظاهرها جيشٌ كأنَّ غبارهُ / على اللُّوح أهداب الغمام المُعلَّقِ
شديدُ ارْتصافِ الدارعين كأنه / بنا قِرمدٍ أو رعْنُ سامٍ مُحَلقِ
تُسابق عِقْبانُ المَوامي جِيادَهُ / إلى معركٍ للحوَّم الفُتحِ مَرْزقِ
يضاحك شمس الصبح منه ببيضهِ / وزهر الليالي من شَبا كل أزرقِ
أتت قُبْله من تحت خزرٍ عوابسٍ / فلم تَرَ إلا أوْلقاً فوق أوْلَقِ
وعجَّ فضلَّت ترجف الأرض تحته / كما مادَ خلْوٌ من سفينٍ بمغْرقِ
أضاء له وجه الوزير فأسْفرتٍ / وقد برمَتْ نفسُ الجزوع بحولقِ
من الضَّاربين الهام والباذلي القِرى / بغدْرة جبَّارٍ وفاقةِ دردقِ
يُجيشونَ نيرانَ اليَفاع لطارقٍ / بمُحمرِّ عيدانِ الوشيج المُدقِّقِ
إذا ذكروا خِلت الحديث صبا دُجىً / تحمَّل نشْراً من رياضٍ لمنَشْقِ
ليهْنك عيدٌ أنت عيدٌ لأهلهِ / سرورٌ لمهمومٍ ووُجْدٌ لمُمْلقِ
ولا زلت تبقى للمكارم والعُلى / فأنت الذي يبقى الفخارُ إذا بَقِي
تعطَّل جيدي من حُلى كل مِنَّةٍ / وراحَ بما أوليْت أيُّ مُطَوَّقِ
إذا ما رواقُ الحرب أظْلم نقْعُه
إذا ما رواقُ الحرب أظْلم نقْعُه / جلاهُ حسام الدولتين ابنُ صندقِ
فتىً تكره الأغماد بيضُ سيوفهِ / فيُغمدُها بالضرب في كل مفرقِ
يفوق سحوحَ الغيث جوداً ومِنحةً / ويفْضُل بشْرَ البارق المُتألِّقِ
هُمامٌ لبيق العطف يُغني طِعانهُ / إذا طالَ أعْطاف الوشيج المُدقَّقِ
تُلاقيهِ ذا قلبٍ جريءٍ وساعِدِ / وعزمٍ إلى نيل الأماني ومنْطقِ
يروحُ بذل المال أيَّ مُسامحٍ / ويغْدُو بيوم الروع أيَّ مُحقِّقِ
وجيشٍ كتيَّارِ الفراتِ مُزمجرٍ / تضايق عنه كل مَرْتٍ وسمْلَقِ
كانَّ السَّعالي ترْتمي بمواردٍ / كماةُ وغاهُ في كواهلِ سُبَّقِ
شددْتَ عليهم شَدَّةً بَكَجِيَّةً / فغادرتهمْ ما بين ثاوٍ وموثَقَِ
بكرْ سنُقرٍ يستفتح النجح للمنى / ويُضْحي رتيجُ المُبْتغى غير مغلقِ
يُناط نجادُ السيف منه بصارمٍ / جريءٍ وإنْ كاستْ خطوب بأورقِ
يضُمُّ إلى تُركيَّةٍ عربيَّةً / فيحوي المعالي في قميصٍ ويلْمَقِ
خليليَّ من عُلْيا تميم بن خِندفٍ
خليليَّ من عُلْيا تميم بن خِندفٍ / نداء ولوعٍ بالمآثرِ وامِقِ
مقالي مقالي آذنا ما استطعتُما / له فهون معْيارُ النُّهى والخلائقُ
ورووا سميعاً لوذعيّاً فإنني / بأكثر أفْهام الورى غيرُ واثقِ
فما كل مُصغٍ للحديثِ بسامعٍ / ولا كل من أجرى لساناً بناطقِ
وقد عزَّ فهمٌ مثلما عزَّ نائلٌ / وأنجم مأثورُ النَّدى والحقائقِ
فلولا غياث الدين لم يُصغ سامعٌ / إلى ناصعٍ من سر فضلٍ ورائقِ
فأوجف قولي إذ ظفرت بماجدٍ / إلى الحمد إيجاف الجيادِ السوابقِ
وأهديتها غُراً فِصاحاً كأنها / قلائدُ دُرٍّ في نُحورِ عَواتقِ
لأبلجَ أما جُودهُ فلِسائلٍ / فقيرٍ وأما بأسهُ فَلِمارقِ
رزينُ حصاةِ الحلْم لا يستخفُّه / من الدهر إجلاب الخطوب الطوارقِ
إذا هبَّتِ الأحداثُ حوله زعزعاً / حسبت نسيم الجو مَرَّ بشاهق
على أنه في عزمه واقتحامهِ / سبَوقٌ لأطرافِ السهام الرواشق
يهونُ له الصعبُ الشديدُ إذا غزا / وتطوى له البيداءُ طيَّ المهارقِ
ومن سرهِ أنَّ التنكُّرَ قاتلٌ / أعاديه من غير حربٍ ومأزقِ
وما مغرمٌ صَبُّ الفؤاد وشتْ به / مدامعهُ إِثر الخليطِ المُفارقِ
من القوم عُذريُّ الهوى غير محدث / سلواً إذا السُّلْوانُ طابَ لعاشقٍ
تصرَّم عنه وصلُ عشرين حجَّةً / بيومٍ من الهجران جَمَِّ البوارقِ
يودُّ اتباعُ الضَّعن في مطمئنَّةٍ / ليوسعَ من يهواهُ لحظ المُسارقِ
تذكَّر نُوَّاراً من الثغْرِ ضاحكاً / ونشْراً عِطارياً كروضِ المَبارق
لهيفاءَ مِقْلاقِ الوشاحِ قَوامُها / لعوبٌ كمتن الصَّعدةِ المُتناسقِ
تعلَّقها والقلبُ لا يعرف الأسى / لا أعْتاقهُ صرفُ الليالي بعائقِ
وباتَ يُرجِّي بعدما شطَّتِ النوى / زيارةَ طيْفٍ بالتَّحيةِ طارقِ
بأوْجدَ منه بالعُلى غير أنهُ / إذا فارقت محبوبةٌ لم يُفارقِ
إذا ما جرى نشر الخُزامى عشيةً / تهاداهُ أرواح الصَّبا للمناشقِ
بهضبة حزنٍ أو بوعساء حُرَةٍ / سحيقة مجرى الريح ذاتِ نقانق
بعامٍ رطيب الجو أغنتْ رياضُه / بجوز الفلا عن مونقاتِ الحدائقِ
أُتيح له جُنحِ الدجى عدنيَّةٌ / حوت كل طَبٍّ بالمكاسب حاذق
أناخوا ففضُّوا مُرتجاتٍ تضايقت / بأشهبَ خوَّار المعاجم لاصقِ
فعِرض غياث الدين أذكى تأرُّجاً / وأحمدُ سمعاً عند مُصْغِ وناشق
هو السابق البذَّاذ في حلبةِ العُلى / إلى غايةٍ طَلابُها غير لاحقِ
ومُستنبحٍ جاشتْ غواربُ ليله / بارزامٍ هطَّالٍ وإجْلابِ صاعقِ
تدافعَ يُخْفيهِ الظَّلامُ كأنهُ / سريرةُ حزمٍ حاذرت سمع مائق
تخطى سحيقاً نازح الغور هادماً / بطولِ مداهُ أسْنِماتِ الأيانقِ
نضا حرفهُ الادلاجُ حتى كأنها / من الضَّمر في طرس الفلا نون ماشق
هداه ندى السلطان في غسق الدجى / إلى قصْده من بعد جور السمالقِ
هنيٌّ القِرى لا تُستراثُ طهاتُه / إذا أخمدَ الشفانُ نار الشواهقِ
ويا رُبَّ حيٍّ ناعمينَ بنجْوةٍ / عن الشر في صفو من العيش رائق
لَقاحِ فلا سيفُ الخطوب بصارمٍ / جَريٍّ ولا سهمُ الرزايا براشقِ
أحلَّهمُ منك الرضا في رفاغةٍ / وعزٍّ قُناني المحَلَّةِ سامقِ
رعوا خصبهم حتى عصوك فبُدِّلوا / بأغْبَر مرهوبِ المُعَّرس عارقِ
فذلُّوا بجيشِ ذي زُهاءٍ كأنهُ / غواربُ موجِ الخِضرم المُتصافق
يقودونَ جُرْداً مضمراتٍ كأنها / كواسرُ عِقْبانِ الطِّوال الشواهق
صوادف عن ماء النَّهاء نواظراً / إلى الماء ما بين الطُّلى والبنائق
إذا استمطرت فرسانها صدقتْ لها / بوارقهم إِبَّانَ خُلْفِ البوارق
كأن فؤاد الصبح أَضْمرَ ليلةً / علت من عجاجِ المازق المُتضايقِ
تطاولَ فيه قبل حربِ كُمانِه / قِراعُ القَنا والمرهفات الدوالق
وعمَّ فلولا مَنْسرٌ بعد منْسرٍ / لضاقت رحابٌ من مَلاً وطرائقِ
فرشْتهمُ مُستهزمين كأنهمْ / طرائدُ صيد الجحفل المُتساوقِ
سجيَّةُ آباءٍ تجاروا إلى العُلى / بعزمهمُ جرْي المُجِدِّ المُسابقِ
بهاليلُ لا يُثْرون إلا لمنحةٍ / ولا يوردون البأس غير المُشاققِ
إذا مونعوا حقاً حووهُ تَغشْمُراً / من الدهر بالأيدي الطوال اللواحق
يجِلُّون عن طعن النحور إذا غزوا / فطعنهمُ يوم الوغى في الحمالق
تَهنَّ بهاء الدين بالعامِ قاطِعاً
تَهنَّ بهاء الدين بالعامِ قاطِعاً / لأمثالهِ ما ذَرَّ في الاُفق شارقُ
فأنت الحسام العضب والعزم حدُّه / وأنت الغمامُ الجوْنُ والبشر بارقُ
يقرُّ بفضليك الشيرين في الورى / اذاجحدَ الأعداءُ نادٍ ومازِقُ
فمهزومةٌ بالجودِ والبأسِ دائماً / كماةُ الوغى والمُجْدباتُ العوارقُ
فلا زال يُثني بالذي أنت أهْلُهُ / نزيلٌ وضيفٌ بالدُجنَّةِ طارقُ
يملُّ هواهُ كلُّ سرْجٍ وسابحٍ
يملُّ هواهُ كلُّ سرْجٍ وسابحٍ / وتشكوا لياليه جَفاءَ النَّمارقِ
وتأنفُ من سكنى الغمود سيوفُه / فتُغمدها هيجاؤهُ في المفَارق
ويمضي رعيل الرأي من قبل جيشه / فيهزمُ كَبَّاتِ الخطوبِ والطوارق
ويهمي نداهُ والسماءُ بخيلةٌ / فيكشف غمَّاء السنين البَوارقِ
سحابُ بنانِ فيضُ نُعماهُ غيثُه / وبِشْرُ مُحيَّاهُ مكانَ البَوارقِ
إِذا سار في لُوحَيْ نديٍّ ومعركٍ / حوى الحمد ما بين الندى والصواعق
تصيب يداهُ ثروةَ البأس والغِنى / فيقسمها ما بين عافٍ ومارقِ
فيكشف مُغبرَّين عن جونة الضحى / بسورة جدبٍ أو بحومةِ مازقِ
وزيرٌ تخافُ اللُّدُّ صاخب قولهِ / إِذا ما الفتاوى أقحمتْ بالمضايقِ
إِذا أوسعوهُ من جِدالٍ بشُبهةٍ / رماهم ببرهانِ النُّهى والحقائقِ
فأفوْهُهمْ من علمهِ غيرُ أفْوهٍ / وناطِقُهم من فضله غيرُ ناطِقِ
أبو جعفرٍ تاجُ الملوكِ ومانعُ ال / نَّزيلِ ومأوى المُرْملين الدرادق
يملُّ هواهُ كلُّ سرْجٍ وسابحٍ
يملُّ هواهُ كلُّ سرْجٍ وسابحٍ / وتشكوا لياليه جَفاءَ النَّمارقِ
وتأنفُ من سكنى الغمود سيوفُه / فتُغمدها هيجاؤهُ في المفَارق
ويمضي رعيل الرأي من قبل جيشه / فيهزمُ كَبَّاتِ الخطوبِ والطوارق
ويهمي نداهُ والسماءُ بخليةٌ / فيكشف غمَّاء مُحيَّاهُ مكانَ البَوارقِ
سحابُ بنانِ فيضُ نُعماهُ غيثُه / وبِشْرُ مُحيَّاهُ مكانَ البَوارقِ
إِذا سار في لُوحَيْ نديٍّ ومعركٍ / حوى الحمد ما بين الندى والصواعق
تصيب يداهُ ثروةَ البأس والغِنى / فيقسمها ما بين عافٍ ومارقِ
فيكشف مُغبرَّين عن جونة الضحى / بسورة جدبٍ أو بحومةِ مازقِ
وزيرٌ تخافُ اللُّدُّ صاخب قولهِ / إِذا ما الفتاوى أقحمتْ بالمضايقِ
إِذا أوسعوهُ من جِدالٍ بشُبهةٍ / رماهم ببرهانِ النُّهى والحقائقِ
فأفوْهُهمْ من علمهِ غيرُ أفْوهٍ / وناطِقُهم من فضله غيرُ ناطِقِ
أبو جعفرٍ تاجُ الملوكِ ومانعُ ال / نَّزيلِ ومأوى المُرْملين الدرادق
أضاءَ الليلَ من زمنٍ وحَظٍّ / لساريهِ الوزيرُ المَرْزُبانُ
طليقُ الوجه سهلُ البابِ سمْحٌ / على الدُّنيا برأفتهِ أمانُ
شُجاعٌ في اكتسابِ الحمد ذِمرٌ / وعند العارِ هَيَّابٌ جَبانُ
يودُّ الماءُ شيمتَهُ ويخشى / حفيظتَهُ المُهَنَّدُ والسِّنانُ
فتىً كالروَّض في نَضَرٍ وطيبٍ / دَليلُهما عَرارٌ واقْحوان
لئن ذاد مدحي بأسُ عُذرٍ فانني
لئن ذاد مدحي بأسُ عُذرٍ فانني / بقلبي أجْراً من لساني وأنْطقُ
واِني وانْ أمسيت أوثق ذي هوىً / لأرهبُ من وهْمِ الضمير وأفرقُ
وكم صامت عن واجبٍ وهو ناطقٌ / وآخر ذو صمتٍ واِنْ راحَ ينطقُ
أحاذرُ عَزماً هاشمياً نِجارُه / اذا سُلَّ ذلَّ المشرفيُّ المُذَلَّقُ
رعى شرف الدين الاِلهُ فكل من / أرآهُ ظلامٌ وهو صُبحٌ مُشَرِّق
فتى الحيِّ أما جودُه فهو واسعٌ / عميمٌ وأما عُذْرهُ فهو ضَيِّقُ
كريمُ دوامِ الودِّ لا مُتنقِّلٌ / مَلولٌ ولا بالي المَودَّةِ مُخْلَقُ
اذا عبقتْ بالمدحِ أعْراض معشرٍ / فمن عِرضه غُرُّ المدائح تعْبَقُ
يمدُّ بأوحى نصره وهو عاطلٌ / ويبذلُ أقصى جودهِ وهو مُمْلِقُ
فهُنِّيَتِ الأعيادُ منه بماجِدٍ / لوجه العُلى منه بهاءٌ ورونقُ
كأنَّ نجوم النَّوْءِ والجوِّ في الورى
كأنَّ نجوم النَّوْءِ والجوِّ في الورى / مكارمُه هطَّالةً وخلائقُهْ
فزُهرٌ تمنَّى نورها أنجم الدجى / وغُرٌّ تمنَّاها السَّحابُ ودافِقُهْ
هو الغيثُ شحَّاح العشيَّة مُغدقٌ / تُرجَّى هواميه وتخشى صواعِقهْ
اذا كذب البرقُ اللَّموعُ لشائمٍ / غدت صادقاتٍ للعُفاةِ بوارِقُهْ
تَبارى إِلى المرمى البعيدِ من العُلى / عزائمُه أنَّى مَضَتْ وسَوابقُهْ
لكَ اللّهُ ما لاح الصباح وعزَّتِ ال
لكَ اللّهُ ما لاح الصباح وعزَّتِ ال / رِّماحُ وطارتْ بالكُماة السوابق
فانك اذْ خامَ الرَّعاديدُ مُقْدِمٌ / وانك اذْ تعْيا الماولُ ناطِقُ
غَمامُ عُلاً للمعْتَين وللعِدى / فمنه النَّدى مُسْتهطلٌ والصواعق
تَذِمُّ العِشارُ الكومُ سوء مبيتها / لديه ويُثْني بالمكارمِ طارقُ
يلوذ به في الخطب والجدب ما انتدى / رَهوبُ الردى والمرملون الدَّرادِقُ
ويسلو الهوى أهل الصَّبابة بوهةً / وأنت ولوعٌ بالمكارمِ وامِقُ
بقيت ولا زلَّت بك النَّعلُ في العُلى / لحفظ الندى والجود ما ذرَّ شارق
وتحت العَوالي والوجوهُ عوابسٌ
وتحت العَوالي والوجوهُ عوابسٌ / طليقُ المُحيْا ضاربٌ في المَفارِقِ
دعوْهُ حُسامَ الدينِ وهو حُسامهُ / القَطوعُ إذا ولَّتْ حُماةُ الحقائقِ
لبيقٌ بتصْريف الأعِنَّةِ والقَنا / إذا جَنَّ ليلُ المأزقِ المُتَضايقِ
يجُرُّ الخميسَ المجْر وهو بنفسه / خميسُ وغىً جمُّ الظُّبى والسَّوابق
أبو الفارس الكَرَّارِ لكن أناتُهُ / تعلَّمَ منها كلُّ أوْرَقَ شاهِق
وصوْبِ حَياً جاشَتْ غواربُ سَيْبِهِ
وصوْبِ حَياً جاشَتْ غواربُ سَيْبِهِ / همى لي بِلا شَيْمٍ ولا لَمْحِ بارِقِ
تَهَلَّلَ عَوْداً بعدَ بَدْءٍ كأنَّه / وَليٌّ تَلا وَسْمِيَّةُ في العَوارِقِ
رأى وَصَباً في الحالِ تكْتُمُهُ العُلى / فأخفى أساهُ بالنَّدى فِعْلَ حاذِقِ
وما الصَّوْبُ إِلاَّ مِنْ بنان ابنِ جعفرٍ / فتى كُلِّ مجْدٍ منْ قَديمٍ ولاحِقِ
مُنَوِّرِ جُنْح اللَّيْلِ مِنْ قَسَماتِهِ / وكاسفِ شمسِ الصُّبْح في كُلِّ مازقِ
وحاطِمِ أطرافِ القَنا بيَرَاعِهِ / إذا أُشْرِعَتْ في المأزِقِ المُتَضايِقِ
ويقْضي جَلالُ الدينِ في أنْفُسِ العِدى / إذا البيضُ خامَتْ عن ورودِ المَفارِقِ
تُناطُ حُباهُ في النَّدِيِّ بِراجِحٍ / رَزينِ حَصاةِ الحِلْمِ غمْرِ الخَلائقِ
شكرتُكَ شُكرَ الهِيمِ جَعْجَعها السُّرى / كَريمَ مُناخٍ منْ أنيقٍ ودافِقِ
سِوى أنَّها تُثْني بغَيرِ عِبارةٍ / وأمْدَحُ عنْ ماضي الغِرارَيْنِ ناطِقِ
تَنادَوْا فقالوا يا لَهَا منْ عَجيبَةٍ
تَنادَوْا فقالوا يا لَهَا منْ عَجيبَةٍ / رَكِبْتَ مُتونَ الهُجْنِ بعد السَّوابِقِ
وبالحَيِّ مِطْعامُ العَشِيِّ وسَيدُ ال / نْدجِيِّ مُشارُ الحَيِّ حامي الحَقائقِ
أمِطْ عَنْكَ هذا العارَ بابْنِ كَريمَةٍ / تَقُدْها كِراماً سابِقاً بعد سابِقِ
فقلْتُ صَهٍ لا أقْتَضي صَبَبَ الحَيا / بجُرْدٍ لأنِّي بالنَّدى أيُّ واثِقِ