المجموع : 3
ويوم تَبَدَّى من سَحائِبه الوَدْقُ
ويوم تَبَدَّى من سَحائِبه الوَدْقُ / كما اسْتَعْبَر المعشوقُ أَقْلَقَه العِشْقُ
يُقَهْقه فيه الرعدُ من أَدْمُع الحَيا / ويبسم من أنفاس أَرياحِه البرق
حكي جودَ شاهِنْشاه أفعالُ نَوْئه / وكلا ولكنْ نَوْءُه منه مُشْتَقّ
هو الملك المخصوص بالفضل دائماً / فكلُّ تَغالٍ في مَدائحه صدق
إذا كَرَّر الحادون في البيدِ مِدْحةً / تغنتْ به ما بين أوراقِها الوُرْق
أَلاَ هلْ لدائي من فراقِك إفراقُ
أَلاَ هلْ لدائي من فراقِك إفراقُ / هو السُّمُّ لكنْ في لقائِك دِرْياق
فيا شمسَ فضلٍ غَرَّبتْ ولضوئِها / على كلِّ قُطرٍ بالمَشارق إشراق
سَقى العهدُ عهداً منك عَمَّرَ عهدُه / بقلبي عهدٌ لا يَضيع ومثياق
يُجَدِّدُه ذِكْرٌ يَطيب كما شَدَتْ / وُرَيقاءُ كَنَّتْها من الأَيْكِ أَوراق
لك الخُلق الجَزْل الرَّفيع طِرازُه / وأكثرُ أخلاقِ الخَليقة أَخْلاق
لقد صاولتْنِي يا أبا الصَّلْتِ مذ نأتْ / ديارُك عن داري همومٌ وأشواق
إذا عَزَّني إطفاؤُها بمَدامِعي / جَرتْ ولها ما بينَ جفنَىَّ إحراق
سحائبُ يَحْدوها زَفيرٌ يَجُرُّه / خلالَ التَّراقِي والتَّرائبِ تَشْهاق
وقد كان لي كنزٌ من الصبر واسع / فلى منه في صَعْب النَّوائب إِنفاق
وسيفٌ إذا جردتُ بعضَ غِراره / لجيش خطوبٍ صَدَّها منه إِرهاق
إلى أن أبان البينُ أن غِراره / غرور وأن الكنز فقر وإملاق
أخي سيدي مولاي دعوة من صَفا / وليس له من رِقِّ وُدّك إعتاق
لئن بَعَّدتْ ما بيننا شُقَّة النَّوى / ومُطَّرِدٌ طامي الغَوارِب خَفّاق
وبِيدٌ إذا كَلَّفتها العِيسَ قَصَّرتْ / طَلائحَ أَنْضاها ذَميلٌ وإعناق
فعندي لك الود المُلازمُ مثلَما / تُلازم أعناقَ الحمائمِ أطواق
أَلاَ هلْ لأيامي بك الغُرِّ عودةٌ / كعهدِي وَثَغْرُ الثغرِ أَشْنَبُ بَرّاق
لياليَ يُدْنينا جِوارٌ أَعادَنا / من القُرب كالصِّنْوَيْن ضمهما ساق
وما بيننا من حُسْنِ لفظِك روضةٌ / بها حَسَدتْ منا المسامعَ أحْداق
حديثٌ حديثٌ كلما طال موجز / مفيد إلى قلب المحدَّث سَبّاق
يُزَجِّيه بحرٌ من علومِك زاخرٌ / له كلُّ بحرٍ فائضُ اللُّجِّ رَقْراق
مَعانٍ كَأَطوادِ الشَّامخِ جَزْلةٌ / تضمَّنها عذبٌ من اللفظِ غَيْداق
به حِكَمٌ مستنبطاتٌ غَرائبٌ / لأَبْكارِها الغُرِّ الفَلاسفُ عُشّاق
فلو عاش رَسْطالِيسُ كان له بها / غرامٌ وقلبٌ دائم الفكرِ تَوّاق
فيا واحدَ الفضلِ الذي العلمُ قُوتُه / وأهلوه مشتاقون شُمٌّ وذُوّاق
لئن قَصَّرت كُتْبي فلا غروَ أنه / لعائقِ عذرٍ والمقاديرُ أُوْهاق
كتبتُ وآفاتُ البحارِ تَردُّها / فإنْ لم يكنْ رَدٌّ إلىَّ فإغراق
بحارٌ بأَحكامِ الرِّياحِ فإنها / مفاتيحُ في أَبوابِهنَّ وأَغْلاق
ومَنْ لي بأنْ أَحظَى إليك بنظرةٍ / فيسكنَ مِقْلاقٌ ويَرْقأَ مُهْراق
أَلا لا أَعاد اللهُ ليلِى بحجرةٍ
أَلا لا أَعاد اللهُ ليلِى بحجرةٍ / وقفتُ بها حتى الصباحِ على ساقِ
وللبَقِّ فيها والبَراغيثِ خُلْطَةٌ / كبَزْر قَطُوْنا ذُرَّ في حَبِّ سُمّاقِ
إذا ما أَرانينُ البعوضِ تَجاوبتْ / لنا وَقَّعوا بالرقص إيقاعَ حُذّاقِ
وقد أنضجتْ جسمي لهم نارُ حَرِّها / ولكنّه نضج تَنَاهى لإحراق
فبتُّ كأنى من حرارة نهْشها / سليمُ الأفاعي دونَ راق وترياق
وما عَجَبي أن كدتُ أَفنَى بأكِلها / بَلى عَجَبي أنْ كيف قد سَلم الباقي
إلى أن تَبدَّى الصبحُ بعد تباعدٍ / فداركتُ من نفسي بقيةَ أرماقي
فبادرتُ نحو الباب أطلب ملجأ / فسبحانَ من أحيا ومَنَّ بإطلاق