ولم أنسَها والموتُ يقبِضُ كفَّها
ولم أنسَها والموتُ يقبِضُ كفَّها / ويبسُطُها والعينُ ترنُو وتُطْرِقُ
وقد دمِعَتْ أجفانُها وكأنها / جَنَى نرجسٍ فيه النَّدى يترقْرَقُ
وحلَّ من المحذورِ ما كنتُ أتَّقِي / وحُمَّ من المقدورِ ما كنتُ أفْرَقُ
وقيل فِراقٌ لا تلاقِيَ بعدَهُ / ولا زادَ إلّا حسرةٌ وتَحرُّقُ
ولو أنَّ نفساً قبلَ محتومِ يومِها / قضَتْ حسراتٍ كادتِ النفسُ تزهَقُ
هلالٌ ثوى من قبلِ أن تَمَّ نورُه / وغصنٌ ذوى فينانُه وهو مورِقُ
فواعجَباً أنّى أُتيحَ اجتماعُنَا / ويا حسرَةً من أينَ حُمَّ التفرُّقُ
ولم يبقَ فيما بينَنا غيرُ حثْوةٍ / على العين تُحْثَى أو على القلب تُطبِقُ
أحِنُّ إليها إنْ تراخَى مزارُهَا / وأبكي عليها إنْ تدانَى وأشهَقُ
وأُبلِسُ حتى ما أبينُ كأنَّما / تدورُ بيَ الأرضُ الفضاءُ وأُصْعَقُ
وأُلصِقُها طَوراً بصدري وأشتِفي / وأمسحُهَا حِيناً بكفي فتعبَقُ
وما زُرْتُها إلّا توهمتُ أنَّها / بثوبيَ من وجدي بها تتعلَّقُ
وأحسَبُهَا والحُجْبُ بيني وبينَها / تعي من وراء التُّرْبِ قولي فتنطِقُ
وأُشعِرُ قلبي اليأسَ عنها تصبُّراً / فيرجِعُ مرتاباً به لا يُصَدِّقُ