القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الخَيّاط الكل
المجموع : 3
أما وَالْهَوى يَوْمَ اسْتَقَلَّ فَرِيقُها
أما وَالْهَوى يَوْمَ اسْتَقَلَّ فَرِيقُها / لَقَدْ حَمَّلَتْنِي لَوْعَةًَ لا أُطِيقُها
تَعَجَّبُ مِنْ شَوْقِي وَما طالَ نَأْيُها / وغَيْرُ حَبِيبِ النَّفْسِ مَنْ لا يَشُوقُها
فَلا شَفَّها ما شَفَّنِي يَوْمَ أَعْرَضَتْ / صُدُوداً وَزُمَّتْ لِلتَّرَحُّلِ نُوقُها
أَهَجْراً وَبَيْناً شَدَّ ما ضَمِنَ الْجَوى / لِقَلْبِيَ دانِي صَبْوةٍ وَسَحِيقُها
وَكُنْتُ إِذا اشْتَقْتُ عَوَّلْتُ في الْبُكا / عَلَى لُجَّةٍ إِنْسانُ عَيْنِي غَرِيقُها
فَلَمْ يَبْقَ مِنْ ذا الدَّمْعِ إِلاَّ نَشيجُهُ / وَمِنْ كَبِدِ الْمُشْتاقِ إِلاَّ خُفُوقُها
فَيا لَيْتَنِي أَبْقى لِيَ الْهَجْرُ عَبْرَةً / فَأَقْضِي بِها حَقَّ النَّوى وَأُرِيقُها
وَإِنِّي لآَبى الْبِرَّ مِنْ وَصْلِ خُلَّةٍ / وَيُعْجِبُنِي مِنْ حُبِّ أُخْرى عُقُوقُها
وَأُعْرِضُ عَنْ مَحْضَ الْمَوَدَّةِ باذِلٍ / وَقَدْ عَزَّنِي مِمَّنْ أَوَدُّ مَذِيقُها
كَذلِكَ هَمِّي وَالنُّفُوسُ يَقُودُها / هَواها إِلى أَوْطارِها وَيَسُوقُها
فَلَوْ سَأَلَتْ ذاتُ الْوِشاحَيْنِ شِيمَتِي / لَخَبَّرَها عَنِّي الْيَقِينَ صَدُوقُها
وَما نَكِرَتْ مِنْ حادِثاتٍ بَرَيْنَنِي / وقَدْ عَلِقَتْ قَبْلِي الرِّجالَ عَلُوقُها
فَإِمَّا تَرَيْنِي يا ابْنَةَ الْقَومِ ناحِلاً / فَأَعْلى أَنابِيبِ الْرِّمَاحِ دَقِيقُها
وَكُلُّ سُيُوفِ الْهِنْدِ لِلْقَطْعِ آلَةٌ / وَأَقْطَعُها يَوْمَ الْجِلادِ رَقيقهُا
وَما خانَنِي مِنْ هِمَّةِ تَأْمُلُ الْعُلى / سِوى أَنَّ أَسْبابَ الْقَضَاءِ تَعُوقُها
سَأَجْعَلُ هَمِّي فِي الشَّدائِدِ هِمَّتِي / فَكَمْ كرْبَةٍ بِالْهَمِّ فُرِّجَ ضِيقُها
وَخَرْقٍ كَأَنَّ ألْيَمَّ مَوْجُ سَرابِهِ / تَرامَت بِنا أَجْوازُهُ وَخُرُوقُها
كَأَنَّا عَلَى سُفْنٍ مِنَ الْعِيسِ فُوْقَهُ / مَجادِيفُها أَيْدِي الْمَطِيِّ وَسُوقُها
نُرَجِّي الْحَيا مِنْ راحَةِ ابْنِ مُحَمَّدٍ / وَأَيُّ سَماءٍ لا تُشَامُ بُرُوقُها
فَما نُوِّخَتْ حَتّى أَسَوْنا بِجُودِهِ / جِراحَ الْخُطُوبِ الْمُنْهَراتِ فُتُوقُها
وَإِنَّ بُلُوغَ الْوَفْدِ ساحَةَ مِثْلِهِ / يَدٌ لِلْمَطايا لا تُؤَدّى حُقُوقُها
عَلَوْنَ بِآفَاقِ الْبِلادِ يَحِدْنَ عَنْ / مُلُوكِ بَنِي الدُّنْيا إِلى مَنْ يَفُوقُها
إِلى مَلِكٍ لَوْ أَنَّ نُورَ جَبِينِهِ / ومَا يُدْرِكُ الْغاياتِ إِلاَّ سَبُوقُها
هُمامٌ إِذا ما هَمَّ سَلَّ اعْتِزامَهُ / كَما سُلَّ ماضِي الشَّفْرَتَيْنِ ذَلِيقُها
يَطُولُ إِذا غالَ الْذَّوابِلَ قَصْرُها / وَيَمْضِي إِذا أَعْيا السِّهامَ مُرُوقُها
نَهى سَيْفُهُ الأَعْداءَ حتّى تَناذَرَتْ / وَوُقِّرَ مِنْ بَعْدِ الْجِماحِ نُزُوقُها
وَما يُتَحامى اللَّيْثُ لَوْلا صِيالُهُ / وَلا تُتَوقّى النَّارُ لَوْلا حَرِيقُها
وَقى اللهُ فِيكَ الدِّينَ وَالْبأْسَ وَالنَّدى / عُيُونَ الْعِدى ما جاوَر الْعَيْنَ مُوقُها
عزَفْتَ عَنِ الدُّنْيا فَلَوْ أَنَّ مُلْكَها / لِمُلْكِكَ بَعْضٌ ما اطَّباكَ أَنِيقُها
خُشُوعٌ وَإِيمانٌ وَعَدْلٌ وَرَأْفَةٌ / فَقَدْ حُقَّ بِالنَّعْماءِ مِنْكَ حَقِيقُها
عَلَوْتَ فَلَمْ تَبْعُدْ عَلَى طالِبٍ نَدىً / كَمُثْمِرَةٍ يَحْمِي جَناها بُسُوقُها
فَلا تَعْدَمِ الآمالُ رَبْعَكَ مَوْئِلاً / بِهِ فُكَّ عانِيها وَعَزَّ طَلِيقُها
سَبَقْتَ إِلى غاياتِ كُلِّ خَفِيَّةٍ / وَما يُدْرِكُ الْغاياتِ إِلاَّ سَبُوقُها
وَلَمَّا أَغَرْتَ الْباتِراتِ مُخَنْدِقاً / تَوَجَّعَ ماضِيها وَسِيءَ ذَلُوقُها
وَيُغْنِكَ عَنْ حَفْرِ الْخَنادِقِ مِثْلُها / مِنَ الضَّرْبِ إِمَّا قامَ لِلْحَرْبِ سُوقُها
وَلكِنَّها فِي مَذْهبِ الْحَزْمِ سُنَّةٌ / يَفُلُ بِها كَيْدَ الْعَدُوِّ صَدِيقُها
لَنا كُلَّ يَوْمٍ مِنْكَ عِيدٌ مُجَدَّدٌ / صَبُوحُ التَّهانِي عِنْدَهُ وَغَبُوقُها
فَنَحْنُ بِهِ مِنْ فَيْضِ سَيْبِكَ فِي غِنىً / وَفِي نَشَواتٍ لَمْ يُحَرَّمْ رَحِيقُها
وَقَفْتُ الْقَوافِي ذَراكَ فَلَمْ يَكُنْ / سِواكَ مِنَ الأَمْلاكِ مَلْكٌ يرُوقُها
مُعَطَّلَةً إِلاَّ لَديْكَ حِياضُها / وَمَهْجُورَةً إِلاَّ إِلَيْكَ طَرِيقُها
وَمالِيَ لا أُهْدِي الثَّناءَ لأَهْلِهِ / وَلِي مَنْطِقٌ حُلْوُ الْمَعانِي رَشِيقُها
وَإِنْ تَكُ أَصْنافُ الْقَلائِد جَمَّةً / فَما يَتَساوى دُرُّها وَعَقِيقُها
يَدٌ لَكَ عِنْدِي لا تُؤَدّى حُقُوقُها
يَدٌ لَكَ عِنْدِي لا تُؤَدّى حُقُوقُها / بِشَكْرٍ وَأَي الشُّكْرِ مِنِّي يُطِيقُها
سَماحٌ وَبِشْرٌ كَالسَّحائِبِ ثَرَّةً / تَوالى حَياها وَاسْتَطارَتْ بُرُوقُها
وَكَمْ كُرْبَةٍ نادَيْتُ جُودَكَ عِنْدها / فَما رامنِي حَتّى تَفَرَّجَ ضِيقُها
وَمَكْرَمَةٍ وَالَيْتَها وَصَنيعَةٍ / زَكَتْ لَكَ عِنْدِي حِدْثُها وَعَتِيقُها
مَناقِبُ إِنْ تُنْسَبْ فَأَنْتَ لَها أَبٌ / وَعَليْاءُ إِنْ عُدَّتْ فَأَنْتَ شَقِيقُها
وَوَلَّيْتَها نَفْساً لَدَيْكَ كَرِيمَةً / تَبِيتُ أَغارِيدُ السَّماحِ تَشُوقُها
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الْمَجْدَ عاشِقُ
سِوايَ لِمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الْمَجْدَ عاشِقُ / وَغَيْرِي لِمَنْ لَمْ يَصْطَفِ الْحَمْدَ وامِقُ
عَزَفْتُ عَنِ الأَحْبابِ غَيْرَ ذَوِي النُّهى / فَلَسْتُ بِمُشْتاقٍ وَغَيْرُكَ شائِقُ
أُحِبُّكَ ما حَنَّتْ سَلُوبٌ وما شَدا / طَرُوبٌ وَما تاقَ الْعَشِيّاتِ تائِقُ
وَمالِيَ لا يَقْتادُنِي نَحْوَكَ الْهَوى / وَعِنْدِيَ حادٍ مِنْ هَواكَ وَسائِقُ
أَأَثْنِي عِنانِي عَنْكَ أَطْلُبُ مَطْلَباً / وَأَتْرُكُ خَيْراً مِنْهُ إِنِّي لَمائِقُ
يُطِيعُ النَّوى مَنْ خافَ فِي أَرْضِهِ الطَّوى / وَلَوْلا احْتِباسُ الْغَيْثِ ما شِيمَ بارِقُ
أَيا بْنَ عَلِيٍّ إِنْ تَرَدَّيْتَ فاشْتَمِلْ / رِداءَ الْمَعالِي إِنَّهُ بِكَ لا ئِقُ
فَأَنْتَ الْحَقِيقُ بِالْعَلاءِ وَبِالثَّنا / إِذا الْحَقُّ يَوْماً أَوْجَبْتْهُ الْحَقائِقُ
لَعَمْرِي لَئِنْ كُنْتُ امْرَأً فاتَهُ الْغِنى / فَحَسْبِي غِنىً أَنِّي بِجُودِكَ واثِقُ
وَقَدْ عَلِقَتْنِي النّائِباتُ فَوَيْحَها / أَما عَلِمَتْ أَنِّي بِحَبْلِكَ عالِقُ
أَلَمْ تَدْرِ أَنِّي مِنْ أَبِي الْيُمْنِ نازِلٌ / بِحَيْث ُتَحامانِي الخُطُوبُ الطَّوارِقُ
أَلَمْ يغْنِنِي بَحْرٌ جُودِكَ زاخِرٌ / أَلَمْ يَحْمِنِي طَوْدٌ بِعِزِّكَ شاهِقُ
أَلَمْ يَكُ لِي مِنْ حُسْنِ رَأْيِكَ صارِمٌ / لِهامِ الْعِدى والْفَقْرِ وَالدَّهْرُ فالِقُ
لَقَدْ بَرَّحَتْ كَفّاكَ فِي الْجُودِ بِالْحَيا / فَلا عاقَها إِلاّ عَنِ الْبُخْلِ عائِقُ
سَماؤُكَ مِدْرارٌ وَرِيحُكَ غَضَّةٌ / وَعِزُّكَ قَهّارٌ وَمَجْدُكَ باسِقُ
وَما بَرِحَتْ مِنْكَ الْخَلائِقُ تَعْتَلِي / إِلى سُؤْدَدٍ لا تَدَّعِيهِ الْخَلائِقُ
إِذا ما تَنُوخِيٌّ سَما لِفَضِيلَةٍ / تَخَلَّى مُجارِيِهِ وَقَلَّ الْمُرافِقُ
تَوَسَّطْتَ مِنْهُمْ بَيْتَ فَخْرٍ عِمادُهُ / صُدُورُ الْقَنا وَالْمُرْهَفاتُ الذَوالِقُ
بَنى أَوَّلٌ مِنْهُمْ وَشَيَّدَ آخِرٌ / إِلى مِثْلِهِ تَسْمُو الْعُيُونُ الرَّوامِقُ
سَمَتْ بِسَعِيدٍ فِي تَنُوخَ وَغَيْرِها / ذَوائِبُ مَجْدٍ بِالنُّجُومِ لَواصِقُ
بِأَزْهَرَ لَوْ أَلْقَى عَلى الْبَدْرِ مَسْحَةً / بِبَهْجَتِهِ لَمْ يَمْحَقِ الْبَدْرَ ماحِقُ
أَغَرُّ إِذا أَجْرى الْكِرامُ إِلى مَدىً / شَآهُمْ جَوادٌ لِلسَّوابِقِ سابِقُ
فَتىً عَطَّرى الأَيامَ مِنْ طِيبِ ذِكْرِهِ / شَذىً تَتَهاداهُ الأُنُوفُ النَّواشِقُ
وَزِينَتْ بِهِ الدُّنْيا فَباهَتْ وَطاوَلَتْ / مَغارِبُها تِيهاً بِهِ وَالْمَشارِقُ
أَنامِلُهُ لِلْمَكْرُماتِ مَفاتِحٌ / عَلَى أَنَّها لِلْحادِثاتِ مَغالِقُ
غَمائِمُ غُرٌّ لَيْسَ تُدْرى هِباتُها / أَهُنَّ سُيُوبٌ أَمْ سُيُولٌ دَوافِقُ
تَأَلى عَلَى الإِسْرافِ فِي بَذْلِ مالِهِ / فَلَمْ يَقْتَصِرْ وَالصّادقُ الْعَزْمِ صادقُ
فَوَاللهِ ما أَدْرِي أَتِلْكَ مَواعِدٌ / تَقَدَّمْنَ مِنْ إِحْسانِهِ أَمْ مَواثِقُ
بَقِيتَ لِعَبْدٍ عائِدٍ بِكَ سَعْدُهُ / وَعِشْتَ لِعَيْشٍ خالِدٍ لا يُفارِقُ
وَلا زِلْتَ مَأْمُولاً لأَيّامِ عِزِّكَ الْ / بَواقِي وَمَأْمُوناً عَلَيْكَ الْبَوائِقُ
نَطَقْتُ بِمَدْحٍ أَنْتَ أَهْلٌ لِخَيْرِهِ / وَمِنْ شَرَفِي أَنِّي بِمَدْحِكَ ناطِقُ
شَرُفْتُ بِهِ وَالْفَخْرُ فَخْرُكَ مِثْلَ ما / تَعَطَّرَ مِنْ فَضِّ اللَّطِيمَةِ فاتِقُ
وَلَسْتُ أُبالِي عِنْدَ مَنْ باتَ كاسِداً / إِذا هُوَ أَضْحى وَهْوَ عِنْدَكَ نافِقُ
غَرائِبُ مِنْ أَبْكارِ مَدْحٍ كَأَنَّها / كَرائِمُ مِنْ أَزْهارِ نَوْرٍ فَتائِقُ
تَشُوقُ وَتُصْبِي السّامِعِينَ كَأَنَّما / بِها يَتَغَنّى مَعْبَدٌ أَوْ مُخارِقُ
تَمُرُّ بِأَفْواهُ الرَّواةِ كَأَنَّها / مُصَفَّقَةٌ مِنْ خَمْرِ عانَةَ عاتِقُ
لَقَدْ حَدَقَتْ بِي مِنْ أَيادِيكَ أَنْعُمٌ / فَعِنْدِي مِنْ شُكْرِي لَهُنَّ حَدائِقُ
فَإِنْ أَنا لَمْ أُطْلِقُ لِسانِي بِحَمْدِها / فَأُمُّ الْعُلى وَالْمَجْدِ مِنِّيَ طالِقُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025