المجموع : 5
لِمَنْ وَقْعَةٌ بالغَرْب ضَعْضَعَت الشَّرْقَا
لِمَنْ وَقْعَةٌ بالغَرْب ضَعْضَعَت الشَّرْقَا / أَراقَتْ نَجيعَ المَارِقِينَ فَما يَرْقَا
وَأَزْجَتْ مِن النَّقْعِ المُثَارِ سَحَائِباً / تَأَلَّقَ مَصْقُولُ الحَديدِ بِهَا بَرْقَا
مُطَبِّقَةً عَرْضَ البِلادِ وطُولَها / فَلا وَجْهَ إِلا واجَهَتْهُ وَلا أُفْقَا
كأنَّ شِيَاتِ البُلْقِ تَحْمِل شِرَّةً / لِقَلْبِيَ بلْ أوْضَاحُها تُشهِر البُلْقَا
تَطَاوَحَ فيها مَنْ بَغَى كَيْفَما انْبَغَى / وَحاقَ الرَّدَى إِلا بِمَنْ دَافَعَ الحَقَّا
فَمِنْ أَصْيَدٍ جيداً لفيهِ مُجَدَّلٍ / وَمِن أشْوسٍ طَرْفاً وَمنْ أهْرَتٍ شَدْقَا
أُسُودُ ولَكِنَّ الأُسُودَ حَقيقَةً / سُقاتُهُمُ صَرْفَ المَنِيةِ والزّنْقَا
أَدَارُوا عَلَيْهِم كُلَّ حَمْرَاءَ ضُمِّنَتْ / بَشَاشَةَ مَنْ يَسقِي وإِجهاشَ مَنْ يُسْقَى
عُصاةٌ أَطَاعَ اللَّهَ فيهِمْ مُبيرُهُم / فَحَصَّهُمُ قَدّاً وَعَنَّتَهُم دَقَّا
أَخامِسُ تَنمِيهِم زَنَاتَةُ لِلوَغَى / وحُقَّ عَلَى الأَغْصَانِ أَن تُشْبِه العِرْقَا
تَرَى بِهِم مِنْ قَامَةٍ واستِقامَةٍ / رُدَيْنِيَّةً ذُبْلا وهِنْدِيةً دُلْقَا
ومنْ عَجَبٍ أنْ ليْسَ تُعْديهُمُ الظُّبَى / فَما منْهُمُ مَنْ لانَ طَبْعاً وَلا رَقَّا
غِلاظٌ فِظَاظٌ ما لعُذْرَةَ عِذْرَةٌ / لَدَيْهِمْ إِذَا هُمْ أحْدَثوا مَوْتَهُم عِشْقَا
وَأَخْرَقُ خَلقِ اللَّهِ حتَّى إِذا رَدَوا / لِسَقي الرَّدى أَقْرَانَهُمْ بَهَروا حِذْقا
أتَتْهُمْ جُنودُ اللَّهِ تَصْمُدُ صَمْدَهُمْ / فَحَقَّ عَلَيْهِم صَبْحَةَ السَّبْتِ ما حَقَّا
دَنَتْ غَمَراتُ المَوْتِ منْ يغْمُرَاسِنٍ / فأَحْفَلَ كالخَرْقَاءِ يَعْتَسِفُ الخَرْقَا
وَمنْ خُبْثِهِ يَوْمَ الهياجِ سَليقَةً / تَسَلُّقُهُ مِنْ بَيْنِ آسَادِهِ سَلْقَا
رَمَاهُ فأَصْمَاهُ بِأَقحَافِ رَأسِهِ / إِمامُ هدىً لقَّى الضلالة ما لَقَّى
وأَعْدَمَهُ المُلكَ الذي اعْتَادَ غَضْبَهُ / فَرَاجَعَ تَحْتَ الذَّلَّةِ المِلْكَ والرِّقَّا
وواثقَهُ صَفْحاً وَمنْحا بِمَا غَدا / يُوثِّقُ الاسْتِمْسَاكَ بِالعُروَةِ الوُثْقَى
فَأَيْنَ الذِي كانَ ادَّعَى مِنْ زَعَامَةٍ / لِمَعْشرِهِ يَا شدَّ مَا اجْتَنَبَ الصِّدْقَا
قُصَارَاهُمُ أنْ خوَّدُوا في نَجَائِهمْ / رِئالا يَجوبونَ الشَّقيقَةَ والبَرْقَا
وَأَنْ لَفَظُوا حَتَّى السِّلاح تَخَفُّفا / فَكَمْ ذابِلٍ مُلْغىً وَكَمْ صارِمٍ مُلْقَى
لَعَمرِي لَقَدْ هانُوا وَكانُوا أَعِزَّةً / وَمَنْ ذا يُقَاوِي السُّمْر والبيض والزُّرْقَا
وفَرُّوا وَكانَ الكَرُّ مِنْهُم سَجِيَّةً / وَمَنْ ذا يُطيقُ الطَّعْنَ والضَّرْبَ والرَّشْقَا
بِأَرْجُلِهِم وَافَوا مَوارِدَ حَيْنهم / فَبُعْداً لَهُم بُعْداً وَسُحْقاً لَهُمْ سُحْقَا
وَمِنْ دُونِهم بِالسَّمْهَرِيةِ خَنْدقُوا / فَعَبَّدت الأَسْيافُ نَحْوَهُمُ طُرْقَا
وَفي الفَيلَقِ الجَرَّارِ جاؤُوا سَفاهَة / فَجَرَّ عَلَيهم ذَلِكَ الفَيلَقُ الفَلقَا
لَقَدْ خَسِروهَا صَفْقةً يَومَ فتَّحَت / عَلَيْهِم سُيوفُ الحَقِّ ما أَشَّبُوا صِفقَا
وقُطَّتْ بإِتْيانِ الجَرَائِمِ هامُهُمْ / نَكَالاً كَما قَطَّت يَدُ الجَارِمِ العِذْقَا
هُو اليوْمُ أَضْحَى مُكْفَهِراً عَصَبْصَباً / وأَمْسَى بِسِيمَا الفَتْحِ مُسْتَبْشِراً طَلْقَا
تَرَاكَمَ في جوِّ السَّماءِ عَجَاجُهُ / سَحَاباً هَمَتْ منْهُ دِمَاءُ العِدَى وَدْقَا
ومُدَّت بِحارٌ للحَديدِ فَلَمْ تَؤُلْ / إلَى الجَزْر إِلا وَالطغَاةُ بِهِ غَرْقَى
وَهَلْ سَكَنَتْ فَاسٌ وَسَبْتَةٌ بَعْدَهُ / أَم اصطَكَّتَا كالخَافِقِين لهُ خَفْقَا
لَقَدْ بَاتَ أَهْلُوها بِلَيْلَةِ مَاخِضٍ / وَقَدْ عَضَّلَتْ وَضْعاً وَمَا فَتَرَتْ طَلْقَا
وَهَلْ أَخَذَتْ رُومُ الجَزيرَةِ حِذْرَهَا / مِنَ الفَتْكَةِ النَّكْراءِ تَمْحَقُهُمْ مَحْقَا
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ العَوائِقَ دُونَهُم / قَلائِلُ فِي عُقْبَى إِبادَةِ مَنْ عَقَّا
وأَنْ سَوفَ يُرضِي اللَّه خاسِفُ أَرْضِهِم / بِكُلِّ صَدُوقِ البَأْسِ مُعْتَقِدٍ صِدْقَا
بِفَتْحِ تِلمسَانٍ علَى الشِّركِ عنْوَةً / أَشَقَّ بِحُكمِ القَسْرِ مِنْهُ علَى الأَشْقَى
أَحَاطَ بِها أَهْلُ الحِفَاظِ وأَحْدَقُوا / إِحاطَةَ أَنصَارِ النُّبُوَّةِ بِالبَلْقَا
وَشَدُّوا عَلَيها شَدّةً أَذْعَنُوا لَها / وَمِنْ عادَةِ الإِيمَانِ أَنْ يمحُوَ الفِسْقَا
مَسَاعِرُ حَرْبٍ يَرْكُضونَ إِلَى الوَغَى / مُقَابَلةَ الأَعْراقِ تُشْبِهُهُم عِتْقَا
إذا مَشَقُوا الأَقْرانَ أَبْقَتْ رِماحُهُمْ / فُوَيْقَ ثِيَابِ السَّرْدِ مَا يَصِفُ الشَّقَّا
كأَنَّ علَيهِم لِلعَوافي بِقَبْضِهِمْ / نُفوسَ عُدَاةِ الحَقِّ أَنْ يَبْسطُوا الرِّزْقَا
لَقُوها بِسَطوٍ فَضَّ أَغَلاقَها لَهُمْ / وَمَلَّكَهُم أَعْلاقَهَا الجدَّ والدِّقَّا
وَسَارُوا إِلَيْها واثِقِينَ بِفَتْحِها / كأَنَّ سَطِيحاً يُنْبئُ الجَيْشَ أَو شِقَّا
رَمَتْ للإمَامِ المُرْتَضَى بِقِيَادِها / فأَحْرَزَها عِلْقاً وأوْسَعَها عِتْقَا
سَلا عَنْ سَلا مذْ ظلَّها العَارِضُ الذِي / أَطَلَّ عَلَى مَرَّاكش يحْمِلُ الصعْقَا
وَأَسْرَفَ أَهْلوهَا مَعَاصِيَ أَوْبَقَت / فَما زَادَ أَنْ أَغْضَى حَنَاناً وأَنْ أَبْقَى
كَأَنَّ مَشيدَ السُّورِ شَاءَ انْهِدَادَهُ / ليظْفَر بالأَشْقَى عَلَى يَدِهِ الأَتْقَى
وَإِلا فَكَيفَ انْهَالَ مِنْ كُل جانِب / كَما انْهَالَت الكُثْبَانُ وانهَارَتْ الأَنْقَا
أَليْسَ الذِي رَدَّ القَنَابِل والقَنَا / وَما رَتَقَتْ فَتْقاً وَلا فَتقَتْ رَتْقَا
أَلا إنَّما الأَيْدُ الإلَهِي جَاءَها / فَلا شِقَّ إِلا انْهَدَّ بالهَوْلِ وانْشَقَّا
وَفَتَّح مِنْ أبْوابِها كُلَّ موصَدٍ / فَلا كِسْرَ إِلا انحَطَّ بِالصَوْلِ وانْفَقَّا
لأَلْسِنَةِ النِّيرَانِ فيها بَلاغَةٌ / وَإنْ هِيَ لَمْ تَفْهَمْ حُروفاً وَلا نُطْقَا
وَيا نَبْعَ أَمْواهِ الحَديدِ خِلالَها / بِما ضَاقَ عَنْهُ كُلَّ مُنْفَسِحٍ فَهْقَا
تَلاقَتْ بِها الأَضْدادُ دُونَ تَنَافُرٍ / ومَنْ أُعْطِيَ التَّوْفيقَ لَمْ يُمْنَعِ الوَفْقَا
أَحادِيثُ فَتْحٍ ضَمَّخَ الجوَّ طيبُها / فَمَا تَفْتأُ الآفَاقُ تُوسِعُهُ نَشْقَا
يُفَاخِرُ فيهِ السَّبتَ يَوْمُ عرْوبَة / وَما كانَ إِلا مِنْ نَتَائِجِهَا حَقَّا
تَنَاذَرتِ الصُّهْبُ السبَال وَحاذَرَت / وَقائِعَ في السودِ الكُبُودِ أَتَتْ نَسْقَا
يَبُثُّ هُناكَ السَّيْفُ للرُّمْحِ بَثَّهُ / فَتُبْصِرُ مُنْفلاً يُحادِثُ مُنْدَقَّا
دَرَوْا أَنَّ خَيْلَ اللَّهِ تَنْهَدُ نَحْوَهُم / لِتُوبِقَهُم قَتْلاً وتُوثِقَهُم رِبْقَا
وَتَغْزُوَهُمْ في عُقْرِ دَارِهمُ فَلا / تَرَى غَيْرَ عَقْرَى مِنْ كَتَائِبِهِمْ حَلْقَى
إذَا لَقِيَتْ أُسْدُ الغيَاضِ الرَّدَى فَقُل / ذِئَابُ الغَضَا مِنْ صَائِلِ البَأْسِ مَا تَلْقَى
تَبَارَكَ مَنْ أَحْيَا الدِّيَانَةَ والدُّنَى / لدَوْلَةِ يَحْيَى المُرْتَضَى وَهَدَى الخَلْقَا
وَأَطْلَعَ مِنْ أَبْنَائِهِ زُهْرَ أَنْجُم / يُنَافِسُ في أنْوارِها المَغْرِبُ الشَّرْقَا
تَلا زَكَرِياءَ الأميرُ مُحَمَّدٌ / وَبَرَّزَ إبْراهيمُ بَعْدَهُما سَبْقَا
وَجاءَ أَبُو بَكْرٍ أَخِيراً بِأَوَّلٍ / مِنَ الفَضْلِ يَسْتَوْلِي علَى شَأْوِهِمْ لحْقَا
كَفَاهُ وَلِيّ لِعَهْد كَافِي أَبِيهِمُ / فَمِنْ باسِلٍ ذِمرٍ يَلِي بَاسِلاً دَرْقَا
نَرَاهُ بِهمْ في كلِّ غَيْبٍ ومَشْهَدٍ / رَغَائِبَ تُعْطَى أَوْ ضَرَائِبَ لا تُعْقَى
هُمُ وَصَّفُوه العَزْمَ والحَزْمَ والتُّقَى / وَهُم وَرَّثُوهُ الهَدْيَ والخُلْقَ والخَلْقَا
إِمامٌ حَوَى فَضلَ الأَئِمَّةِ قَبْلَهُ / وزَادَ إلَيْهِ العِلْمَ والحِلْمَ والرِّفْقَا
إِلَى العَدْلِ والإِحْسَانِ يَهْدِي ويَهْتَدِي / فَتَأتَمُّ بالفَارُوقِ منْهُ ولا فَرْقَا
تَسَمَّى بلَفظٍ لِلْحَيَاةِ ولِلْحَيَا / فَيَا شَرَفَ اسْمٍ منْهُما صِيغَ واشْتُقَّا
تَسُحُّ النَّدَى عَذْباً فُرَاتاً يَمِينُهُ / لِعَافِيهِ لا مِلحاً أُجَاجاً وَلا طَرْقَا
فَهَنَّأتِ الأَيَّامُ أَوْبَةَ غَانِمٍ / أَطَلَّ كَوَبْلِ الغَيْثِ أصْبَحَ يُسْتَسْقَى
وآلَتْ علَى الدِّينِ الحَنيفِ إيَالَةً / سَمَا الحقُّ فيها مَظْهَراً والهُدَى مَرْقَى
وَلا زَالَت الدنْيا بجَدْوَاهُ رَوْضَةً / وأبْنَاؤُها تَشْدُو بأمْدَاحِهِ وُرْقَا
أنُوحُ حَماماً كلَّما ذُكِرَ الشَّرقُ
أنُوحُ حَماماً كلَّما ذُكِرَ الشَّرقُ / وَأَبكِي غَمَاماً كُلَّمَا لَمَعَ البَرقُ
وَيَغْبِطُنِي فِي سَكْبِ أدْمُعِي الحَيا / وَتَحْسِدُنِي في نَدْبِ أربُعِيَ الورقُ
وَمَنْبَع سِلسالٍ حَبَاهُ بِطِيبِهِ
وَمَنْبَع سِلسالٍ حَبَاهُ بِطِيبِهِ / أغرُّ لغَايَات الأُلَى هُوَ سابِقُ
تَلاقَى انْهِلالٌ مِنْهُمَا وتَهَلل / فَيَا قُرْبَ ما لاحَ العُذَيْب وبَارِقُ
أَمَوْلايَ حَقُّ العَبْدِ تَقْريرُ عُذْرِهِ
أَمَوْلايَ حَقُّ العَبْدِ تَقْريرُ عُذْرِهِ / إِذَا هُوَ لَمْ يَلْقَ الحُقُوقَ بِلائِقِ
مَنَائِحُ أَسْدَتْها منَاحٍ كَرِيمَةٌ / تُفَوَّفُ لِلأَحْدَاقِ مِثْل الحَدَائِقِ
وَتبْرِيَّةِ الأَكْمَامِ شَهْدِيَّةِ الجَنَى / حَلَتْ وَتَحَلَّتْ زَاكِيَاتِ الخَلائِقِ
لَهَا عَجَمٌ فِي العُربِ وُلِّدَ مُنجِياً / وَحَسْبُكَ مِنْها بِالسَّوامِي السَّوامِقِ
كَأَنَّ بِأَعْلاها إِذَا احْمَرَّ بُسْرُهَا / مَشَاعِلُ تُهْدِي في الدُّجَى كُلَّ طارِقِ
كَأَنَّ الذِي تُهْدِيهِ مِنْ تَمْرِها اغْتَذَى / بِرِيقَةِ مَوْمُوقٍ وَرِقَّةِ وامِقِ
مَنَنْتَ بِها مَنْثورَةً وَشَفَعْتَها / بِمَنْظومَةٍ كالعِقْدِ فِي نَحْرِ عاتِقِ
مِنَ الكَلِمِ اللائِي انْتَمَيْنَ إِلَى العُلَى / وَشَرَّفْنَ بِالتَّسْويدِ بِيضَ المَهَارِقِ
لِمَنْ كَلِمٌ كَاللؤْلُؤِ المُتَنَاسِقِ
لِمَنْ كَلِمٌ كَاللؤْلُؤِ المُتَنَاسِقِ / لَها فَضْلُ مَوْصوفَاتِهِنَّ البَواسِقِ
نَفَائِسُ كالأَعْلاقِ تَجْتَذِبُ النُّهَى / لِفِتْنَتِها مِنْ حُسْنِها بِعَلائِقِ
جَلائِلُ أَلْفَاظٍ إِذَا ما قَرَأْتَها / قَريت مَعِيناً مِنْ مَعَانٍ دَقَائِقِ
يَجِيشُ بِها بَحْرٌ مِنَ العِلْمِ وَالنَّدَى / حَبَا كُلَّ أُفْقٍ مِنْ حُلاهُ بفَائِقِ
مَلاكِيَّةٌ سِيقَتْ لِتَشْريفِ سُوقَةٍ / وَحَسْبُ الأَمَانِي مِنْ مَسُوقٍ وَسائِقِ
مُطَهَّرَةُ الأَعْراقِ لَيْسَ لِمَعْبَدٍ / بِأَبْيَاتِها شَدْوٌ وَلا لِمُخَارِقِ
نَمَتْها المَعَالِي وَالهِدَايَةُ والتُّقَى / فَجَاءَتْ لِعَادَاتِ القَرِيضِ بِخَارِقِ
أَلا بِأَبِي مِنْها هَدِيُّ بَلاغَةٍ / تُنَاغِي المَهَى مَحْجوبَةٌ فِي الْمَهَارِقِ
شَقِيقَةُ رَوْضِ الحَزْنِ باكَرَهُ الْحَيَا / فَحَيَّا بِغَضَّيْ نَرْجسٍ وشَقائِقِ
أُطالِعُ مِنْ قِرطَاسِها كُلَّ غارِبٍ / مَحَاسِنَ تَلْقَانِي بِطَلْعَةِ شارِقِ
وأَلثُمُ مِنْ أَسطارِها كُل فَائِن / بِمَا يَجتَلِى مِن رَقمِها كل رامِقِ
وَلوعاً بِيُمنَى نَمْنَمَتْها حَدِيقَةٌ / نَزْهَدُ أَحْدَاق الوَرَى فِي الحَدَائِقِ
كَأَنِّي مِنها فِي نَسيمِ نَوافِحٍ / تَهبُّ أَصِيلاً أَو شَمِيم نَوَافِقِ
تَدانَتْ رَحِيباً شَأْوهَا وتَباعَدَتْ / فَضَاقَ نِطاقا عِندها كُل ناطِقِ
رَشَفْتُ بِها مِثل الثُّغورِ عذوبَةً / فأَقْصَرْتُ عَن ذِكْرِ العُذَيْبِ وَبارِقِ
وَمِلْتُ إِلَيهَا وَالفَصَاحَةُ مِلؤُها / صَحِيفَة ضَخْمِ السَّرْوِ وَضَخْمِ السُّرادِقِ
يُشَقِّقُ أَطرافَ الكَلامِ لِسَانُهُ / فَيَثْنِي الفُحُول اللُّسْنِ خُرْس الشقائِقِ
وَقُورٌ فَإِن هَزَّتْهُ نغمَة صادِح / رَأَيْتَ قَضِيبا مِنْهُ أَثناءَ شاهِقِ
سَمَا بِأَبِيهِ حِينَ سَمَّوْهُ باسْمِهِ / فاللَّهِ مِنْ سامِي المَراتِبِ سامِقِ
مُيَمَّمُ مَرْضَاةِ الإِمامِ بِسَيْفِهِ / وَمُوضِحُ خَافِي الهدْيِ فِي كُلِّ خافِقِ
سَمِيُّ الذِي اسْتَسْقَى بِعَمِّ نَبِيِّهِ / فَأَخْمَدَ بَرْدُ الوَدقِ حَرَّ الوَدَائِقِ
وَوَافَقَ فِي عَهدِ الرِّسالَةِ رَبَّه / وَناهِيكَ مِن تَوْفِيقِ ذاكَ الموَافِقِ
مِن الصَّفْوةِ الأَبْرار صِيغُوا وَصُوِّرُوا / لِمَوتِ أَعِادٍ أَو حَياةِ أَصَادِقِ
إِذا حَق أَو حاقَ اضطِهادٌ بِأُمَّة / تُخلّصُها مِنْهُم حُماةُ الحَقائِقِ
أَمَوْلايَ إِغْضَاءً فَلِلفِكْرِ نَبْوَةٌ / وَلا نَبْوَ إِلا لاِعْتِرَاضِ العَوائِقِ
عَلَى أَنَّها الغايات أَعْيَا لِحاقُها / فَلا سَبْقَ فيها للوَجيهِ وَلاحِقِ
إِلَى العَجْزِ يَلْوِي بَعد لأي عنانه / وَإنْ عُدَّ صَدْراً فِي العِتَاقِ السوابِقِ
وَأَنَّى لِمِثلِي أَنْ يُساوِفَ مِثلَها / وَمَا فِي البَرايَا مِن مُساوٍ مُساوِقِ
وَلَكِنَّنِي فيها عَلَى نَهْجِ خِدْمَةٍ / لأَنْعَمَ مِن أَرْفَاقِها بِمَرافِقِ
سَلامٌ عَلَيها ساحَةً مَوْلَوِيَّةً / مُلِمٌّ لُهَاهَا البِيض غَيرُ مُفارِقِ
تَجُودُ بِوَضْعِ الدِّينِ مِنْ سعَةِ النَّدى / وَتَضْرِبُ صَفْحاً عَن تَقاضِي المَضَائِقِ