القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 8
ترَنّحَ منْ بَرْحِ الغَرامِ مَشوقُ
ترَنّحَ منْ بَرْحِ الغَرامِ مَشوقُ / عشيّةَ زُمَّتْ للتّفرُّقِ نُوقُ
فَباتَ يُواري دَمْعَهُ برِدائِهِ / وأيَّ دُموعٍ في الرِّداءِ يُريقُ
إذا لاحَظَ الحَيُّ اليَمانُونَ بارِقاً / لهُ تحتَ أذْيالِ الظّلامِ خُفوقُ
تمطّتْ إِلى حُزْوى بهِمْ غُرْبةُ النّوى / وعَيْشُ اليَماني بالسَّراةِ وَرِيقُ
ولولا الهَوى لمْ أُتْبِعِ الطَّرْفَ بازِغاً / كَما اهْتَزَّ ماضي الشّفْرَتَيْنِ ذَليقُ
وكانَ غُرابُ البَيْنِ يُخْشى نَعيبُهُ / فكيفَ دَهَتْني بالفِراقِ بُروقُ
وفي الرَّكْبِ منْ قَيْسٍ رَعابِيبُ عَهْدُها / لديَّ وإنْ شَطَّ المَزارُ وَثيقُ
فَيا سَعْدُ كُرَّ اللّحْظَ هلْ تُبْصِرُ الحِمى / فإنْسانُ عَيْني في الدّموعِ غَريقُ
ومَنْ هؤُلَيّاءِ العُريْبُ على اللِّوى / لخَيْلِهِمُ بالوادِيَيْنِ عَنيقُ
فثمَّ عَرارٌ يُسْتَطابُ شَميمُهُ / وسِلٌّ كخيطانِ الأراكِ صَفيقُ
أرى السِّبْرَ منهمْ عامِريّاً وكُلُّ مَنْ / ثَوى مِنْ هِلالٍ بالعُذَيْبِ صَديقُ
وقد عَلِقَتْني والنّوى مُطْمَئنّةٌ / بِنا مِنْ هَوى أمِّ الوَليدِ عَلوقُ
ولي نَشَواتٌ تَسْلُبُ المَرْءَ لُبَّهُ / إذا ما التَقَيْنا والمُدامَةُ رِيقُ
وقد فرّقَ البَيْنُ المُشتِّتُ بَيْنَنا / فشَطَّ مَزارٌ واسْتَقَلَّ رَفيقُ
وأشأمَ منْ جيرانِنا إذْ تَزَيّلوا / فَريقٌ وأعْرَقْنا ونحنُ فَريقُ
طَلَعْنا إِلى الزّوْراءِ منْ أيْمَنِ الحِمى / ثَنايا بأخْفافِ المَطيِّ تَضيقُ
نَزورُ أميرَ المؤمِنينَ ودونَهُ / خَفيُّ الصُّوى مَرْتُ الفِجاجِ عَميقُ
ولا أرْضَ إلا وهْيَ منْ كلِّ جانبٍ / إِلى بابِهِ للمُعْتَفينَ طَريقُ
لهُ هزّةٌ في نَدوَةِ الحَيّ للندىً / كَما هَزّ أعْطافَ الخَليعِ رَحيقُ
وبِشْرٌ يَلوحُ الجُودُ منه وهَيْبَةٌ / تَروعُ لِحاظَ المُجْتَلي وتَروقُ
وكَفٌّ كما انْهَلَّ الغَمامُ طَليقَةٌ / ووَجْهٌ كَما لاحَ الهِلالُ طَليقُ
وعِزٌّ بمَرْسى الأخْشَبَيْنِ مُخيِّمٌ / ومجْدٌ لدى البَيْتِ العَتيقِ عَتيقُ
إمامَ الوَرى إنّي بحَبْلِكَ مُعْصِمٌ / ومَسْرَحُ طَرْفي في ذَراكَ أنيقُ
أسيرُ وأسْري للمَعالي وما بِها / لطالِبِها إلا لَدَيْكَ لُحوقُ
وأزْهى على الأيّامِ وهْيَ تَروعُني / وأنْيابُها لا ريعَ جارُكَ رُوقُ
وقد وَلَدَتْني عُصْبَةٌ ضمَّ جَدَّهُمْ / وجَدَّ بَني ساقي الحَجيجِ عُروقُ
وإني لأبوابِ الخلائِفِ قارِعٌ / بهِمْ ولِساحاتِ المُلوكِ طَروقُ
ولولاكَ ما بلّتْ بدِجْلَةَ غُلّةً / مَطايا لَها تحتَ الرِّحالِ شَهيقُ
وكمْ خَلّفَتْ أنْضاؤُها منْ مَعاشِرٍ / تَساوَى صَهيلٌ عندَهمْ ونَهيقُ
فإنّي وإنْ ضَجّتْ رِكابي منَ النّوى / بِها حينَ يَلْقَيْنَ الهَوانَ خَليقُ
بَني مَطَرٍ حالَفْتُمُ الذُّلَّ أَنْ سَمَتْ
بَني مَطَرٍ حالَفْتُمُ الذُّلَّ أَنْ سَمَتْ / إِلَيْنا اللَّيالي بِالخُطوبِ الطَّوارِقِ
فَآبَكُمُ هَلاّ فَزِعْتُمْ إِلى ظُباً / تَلَمَّظُّ ما بَيْنَ الطُّلَى والْمَفارِقِ
وَكَيْفَ تَقَلَّدْتُمْ وَأَنتمْ أَذِلَّةٌ / حَمائِلَ تُوهي مِنْكُمُ كُلَّ عاتِقِ
وَطَأْطَأْتُمُ أَعْناقَكُمْ عِنْدَ مَحْفِلٍ / تَرُومُ الرَّذايا فِيه شَأْوَ السَّوابِقِ
فَما لَكُمُ يا فَرَّقَ اللهُ بَيْنَكُمْ / مُرِمِّينَ في العَزَّاءِ خُرْسَ الشَّقاشِقِ
خَليلَيَّ ما بالُ اللَّيالي تَلَفَّتَتْ
خَليلَيَّ ما بالُ اللَّيالي تَلَفَّتَتْ / إِلَيَّ بِأَعْناقِ الخُطوبِ الطَّوارِقِ
وَأَعْقَبَني قَبْلَ الثلاثِينَ صَرْفُها / بِسُودِ دَواهِيها بَياضَ المَفارِقِ
وَلَسْتُ أَذُمُّ الدَّهْرَ فِيما يَسُومُني / وَقَدْ حُمِدَتْ في النَّائِباتِ خَلائِقِي
لَئِنْ أَنَا لَمْ أَخْلُفْ شَبا الرُّمْحِ في الوَغَى / بِأَخْرَسَ رَعّافِ الخَياشِيمِ نَاطِقِ
فَلا شَامَ في هَامِ الأَعادِي مُهَنَّداً / يَميني وَلا شَمَّ الحَمائِلَ عاتِقي
هَلِ الحُبُّ إِلَّا عَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
هَلِ الحُبُّ إِلَّا عَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ / ولَوْعةُ وَجْدٍ بِالجوانِحِ تَعْلَقُ
وَكِلْتاهُما حَيثُ الصَّبابَةُ بَرّحَتْ / بِقَلْبٍ إِذا ما اعْتادَهُ الشَّوْقُ يَخْفُقُ
شَقيقَةَ نَفْسي بِالعَواذِلِ بَعْضُ ما / أُعانِي إِذا ناحَ الحَمامُ المُطَوَّقُ
أَما وَغَرامي حَلْفَةً أَسْتَلِذُّها / لَقَدْ كِدْتُ مِنْ ذِكْراكِ بِالرُّوحِ أَشْرَقُ
وَأَهْوَنُ مَا أَلْقى مِنَ الحُبِّ أَنّني / على النَّأْيِ أطْفُو في دُموعي وَأَغْرَقُ
صَفَتْ بِالهَوَى مِنّي وَمِنْكِ سَرائِرٌ / جَمَعْنَ قُلوباً في جُسومٍ تَفَرَّقُ
وَفيكِ سُكوتي وَالضَّمائِرُ تَنْتَجي / وَعَنْكِ إِذا ما سَاعَدَ القَوْلُ أَنْطِقُ
رَأَتْنِي فَتاةُ الحَيِّ أَغْبَرَ شاحِباً
رَأَتْنِي فَتاةُ الحَيِّ أَغْبَرَ شاحِباً / فَأَذْرَتْ دُموعاً كَالجُمانِ تُريقُها
وَلَمْ تَدْرِ أَنِّي مُسْتَهامٌ بِرُتْبَةٍ / مِنَ المَجْدِ لَمْ يَنْهَجِ لِغَيْري طَريقُها
أَرومُ العُلا وَالعُدْمُ عَنْهُنَّ حاجِزٌ / فَتِلْكَ لَعَمْري خُطَّةٌ لا أُطيقُها
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَرى أُمَّ سالِمٍ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَرى أُمَّ سالِمٍ / بِمُرتَبَعٍ بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ
وَأَسري إِلَيها وَالهَوى يَستَفِزُّني / بِمُحمَرَّةِ الأَخفافِ فُتلِ المَرافِقِ
مَعي صاحِبٌ مِن سِرِّ عَدنانَ ماجِدٌ / مُضيءُ نَواحي الوَجهِ غَمرُ الخَلائِقِ
ضَعيفُ وِكاءِ الكيسِ لا جارُهُ أَذٍ / وَلا ضَيفُهُ بِالمَنزِلِ المُتَضايقِ
إِذا هَوَّمَ الرَّكبُ الطِّلاحُ حَدا بِهِم / وَلفَّ رَذايا عيسِهِم بِالسَّوابِقِ
كَأَنَّ أَخا عَبْسٍ عَلى الكُورِ أَجدَلٌ / بِمُرتَبأٍ مِن ذي الأَراكَةِ شاهِقِ
وَلا عَيبَ فيهِ غَيرَ أَنَّ مَطيَّهُ / عَلى اليأسِ مِن تَغويرِهِ في الوَدائِقِ
وَأَنَّ كَرى عَينَيْهِ في لَيلَةِ السُّرى / قَليلٌ بِحَيثُ اللَّيلُ جَمُّ البَوائِقِ
وَأَنّي أُعاني في الصَّبابَةِ لَومَهُ / وَما هُوَ عِندي بِالرَّفيقِ المُماذِقِ
وَأَعلَمُ أَنَّ العَذلَ مِنهُ نَصيحَةٌ / وَلَيسَ بِعَدلٍ نُصحُ سالٍ لِعاشِقِ
أَلَم تَرَ عَيني لا تَرى السُّوءَ بِاللِّوى / مُعَرَّسَ طَيفٍ آخِرَ اللَيلِ طارِقِ
لِقَيسيَّةٍ لا ذِكرُها فاضِحٌ أَباً / وَلاوَجهُها نُهبى العيونِ الرَّوامِقِ
تَعَلَّقتُها طِفلَينِ وَالدَّهرُ عِندَنا / كَثيرٌ أَياديِهِ قَليلُ العوائِقِ
فَما زالَ يَنمى حُبُّها في شَبيبَتي / وَفي الشَّيبِ إِذ أَلقى يَداً في المَفارِقِ
إِذا ما التَقَينا لاذتِ الأُزرُ بِالتُقى / وَناجى وِشاحَيها النِجادُ بِعاتِقي
وَأَكرَمُ أَخلاقٍ يُدِلُّ بِها الفَتى / عَفافُ مَشوقٍ حينَ يَخلو بِشائِقِ
أَأُصغي إِلى اللاّحي وَبَيني وَبَينها / حَديثٌ كَسِمطِ اللؤلؤِ المُتناسِقِ
وَلَو قَدَرَتْ أَترابُها لَخَبَأْنَنِي / عَلى شَغَفٍ بَينَ الطُّلَى وَالمَخانِقِ
فَما كَذِبُ الواشي بِظَمياءَ نافِعٌ / لَديَّ وَلا وُدِّي لَها غَيرُ صادِقِ
أُلامُ عَلى نَجدٍ وَأَبكي صَبابَةً
أُلامُ عَلى نَجدٍ وَأَبكي صَبابَةً / رُوَيدَكَ يا دَمعي وَيا عاذِلي رِفقا
فَلي بِالحِمَى مَن لا أُطيقُ فِراقَهُ / بِهِ يَسعَدُ الواشي وَلكنَّني أَشقَى
وَأُكرِمُ مِن جيرانِهِ كُلَّ طارِئٍ / يَوَدُّ وَداداً أَنَّهُ مِن دَمي يُسقَى
إِذا لَم يَدَعْ مِنّي نَواهُ وَحُبُّهُ / سِوى رَمَقٍ يا أَهلَ نَجدٍ فَكَم أَبْقى
وَلَولا الهَوى ما رَقَّ لِلدَّهرِ جانِبي / وَلا رَضيَتْ مِنكُم قُرَيشٌ بِما أَلقَى
ألا مَن لِصَبٍّ إِن تَغَشَّتهُ نَعسَةٌ
ألا مَن لِصَبٍّ إِن تَغَشَّتهُ نَعسَةٌ / سَرى البَرقُ نَجديَّ السَّنا وَهوَ شائِقُهْ
فَإن لَم يُؤرِّقهُ وَعاوَدَهُ الكَرى / فَطَيفُكِ يا بنتَ الهِلاليِّ طارِقُهْ
بِلَيلٍ طَويلٍ يَنشُدُ النَّجمُ صُبحَهُ / فَلا الصُّبحُ مَسبوقٌ وَلا النَّجمُ لاحِقُهْ
فَواهاً لِيَومٍ عِندَ سائِقَةِ النَّقا / عَفا الدَّهرُ عَنهُ وَهوَ جَمٌّ بوائِقُهْ
وَغُيِّبَ عَنّا كُلُّ غَيرانَ يَرتَدي / بِمِحمَلِ مَفتوقِ الغِرارَينِ عاتِقُهْ
وَلَم تُنذِرِ الطَّيرُ النَّواعِبُ بِالنَّوى / وَأَلقى العَصا حادي المَطِيِّ وَسائِقُهْ
وَعنديَ مَن كانَ العَفافُ رَقيبَهُ / أُغازِلُهُ طَوراً وَطَوراً أُعانِقُهْ
وَيَملأُ سَمعي مِن حَديثٍ بِمِثلِهِ / عَلى النَّحرِ مِنهُ نظَّمَ العِقدَ ناسِقُهْ
فَلَمّا اِنقَضى ما ازدَدتُ إِلّا تَذَكُّراً / لَهُ كُلَّ يَومٍ بِالحِمى ذَرَّ شارِقُهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025