المجموع : 3
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي / وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ / وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى / مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ / وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا / شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ / سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي
وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني / فَلَم أَتَبَيَّن عاطِلاً مِن مُطَوَّقِ
وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا / عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي
سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها / وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ
إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعاً بِهِ / تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ
وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِم / بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ
أَدَرنَ عُيوناً حائِراتٍ كَأَنَّها / مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ
عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا / وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ
نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ / قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ
قَواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها / إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسجِ الخَدَرنَقِ
هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها / تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي
تَقُدُّ عَلَيهِم كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ / وَتَفري إِلَيهِم كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ
يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ / وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ
وَيُرجِعُها حُمراً كَأَنَّ صَحيحَها / يُبَكّي دَماً مِن رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ
فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ / شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ
ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ / لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ
كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً / كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ اِرفُقِ
لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ / وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ
رَأى مَلِكُ الرومِ اِرتِياحَكَ لِلنَدى / فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ
وَخَلّى الرِماحَ السَمهَرِيَّةَ صاغِراً / لِأَدرَبَ مِنهُ بِالطِعانِ وَأَحذَقِ
وَكاتَبَ مِن أَرضٍ بَعيدٍ مَرامُها / قَريبٍ عَلى خَيلٍ حَوالَيكَ سُبَّقِ
وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسولُهُ / فَما سارَ إِلّا فَوقَ هامٍ مُفَلَّقِ
فَلَمّا دَنا أَخفى عَلَيهِ مَكانَهُ / شُعاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَأَلِّقِ
وَأَقبَلَ يَمشي في البِساطِ فَما دَرى / إِلى البَحرِ يَمشي أَم إِلى البَدرِ يَرتَقي
وَلَم يَثنِكَ الأَعداءُ عَن مُهَجاتِهِم / بِمِثلِ خُضوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ
وَكُنتَ إِذا كاتَبتَهُ قَبلَ هَذِهِ / كَتَبتَ إِلَيهِ في قَذالِ الدُمُستُقِ
فَإِن تُعطِهِ مِنكَ الأَمانَ فَسائِلٌ / وَإِن تُعطِهِ حَدَّ الحُسامِ فَأَخلِقِ
وَهَل تَرَكَ البيضُ الصَوارِمُ مِنهُمُ / أَسيراً لِفادٍ أَو رَقيقاً لِمُعتِقِ
لَقَد وَرَدوا وِردَ القَطا شَفَراتِها / وَمَرّوا عَلَيها زَردَقاً بَعدَ زَردَقِ
بَلَغتُ بِسَيفِ الدَولَةِ النورِ رُتبَةً / أَثَرتُ بِها مابَينَ غَربٍ وَمَشرِقِ
إِذا شاءَ أَن يَلهو بِلِحيَةِ أَحمَقٍ / أَراهُ غُباري ثُمَّ قالَ لَهُ اِلحَقِ
وَما كَمَدُ الحُسّادِ شَيئاً قَصَدتُهُ / وَلَكِنَّهُ مَن يَزحَمِ البَحرَ يَغرَقِ
وَيَمتَحِنُ الناسَ الأَميرُ بِرَأيِهِ / وَيُغضي عَلى عِلمٍ بِكُلِّ مُمَخرِقِ
وَإِطراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بِنافِعٍ / إِذا كانَ طَرفُ القَلبِ لَيسَ بِمُطرِقِ
فَيا أَيُّها المَطلوبُ جاوِرهُ تَمتَنِع / وَيا أَيُّها المَحرومُ يَمِّمهُ تُرزَقِ
وَيا أَجبَنَ الفُرسانِ صاحِبهُ تَجتَرِئ / وَيا أَشجَعَ الشُجعانِ فارِقهُ تَفرَقِ
إِذا سَعَتِ الأَعداءُ في كَيدِ مَجدِهِ / سَعى جَدُّهُ في كَيدِهِم سَعيَ مُحنَقِ
وَما يَنصُرُ الفَضلُ المُبينُ عَلى العِدا / إِذا لَم يَكُن فَضلَ السَعيدِ المُوَفَّقِ
تَذَكَّرتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ
تَذَكَّرتُ ما بَينَ العُذَيبِ وَبارِقِ / مَجَرَّ عَوالينا وَمَجرى السَوابِقِ
وَصُحبَةَ قَومٍ يَذبَحونَ قَنيصَهُم / بِفَضلَةِ ما قَد كَسَّروا في المَفارِقِ
وَلَيلاً تَوَسَّدنا الثَوِيَّةَ تَحتَهُ / كَأَنَّ ثَراها عَنبَرٌ في المَرافِقِ
بِلادٌ إِذا زارَ الحِسانَ بِغَيرِها / حَصا تُربِها ثَقَّبنَهُ لِلمَخانِقِ
سَقَتني بِها القُطرُبُّلِيَّ مَليحَةٌ / عَلى كاذِبٍ مِن وَعدِها ضَوءُ صادِقِ
سُهادٌ لِأَجفانٍ وَشَمسٌ لِناظِرٍ / وَسُقمٌ لِأَبدانٍ وَمِسكٌ لِناشِقِ
وَأَغيَدُ يَهوى نَفسَهُ كُلُّ عاقِلٍ / عَفيفٍ وَيَهوى جِسمَهُ كُلُّ فاسِقِ
أَديبٌ إِذا ما جَسَّ أَوتارَ مِزهَرٍ / بَلا كُلَّ سَمعٍ عَن سِواها بِعائِقِ
يُحَدِّثُ عَمّا بَينَ عادٍ وَبَينَهُ / وَصُدغاهُ في خَدَّي غُلامٍ مُراهِقِ
وَما الحُسنُ في وَجهِ الفَتى شَرَفاً لَهُ / إِذا لَم يَكُن في فِعلِهِ وَالخَلائِقِ
وَما بَلَدُ الإِنسانِ غَيرُ المُوافِقِ / وَلا أَهلُهُ الأَدنَونَ غَيرُ الأَصادِقِ
وَجائِزَةٌ دَعوى المَحَبَّةِ وَالهَوى / وَإِن كانَ لا يَخفى كَلامُ المُنافِقِ
بِرَأيِ مَنِ اِنقادَت عُقَيلٌ إِلى الرَدى / وَإِشماتِ مَخلوقٍ وَإِسخاطِ خالِقِ
أَرادوا عَلِيّاً بِالَّذي يُعجِزُ الوَرى / وَيوسِعُ قَتلَ الجَحفَلِ المُتَضايِقِ
فَما بَسَطوا كَفّاً إِلى غَيرِ قاطِعٍ / وَلا حَمَلوا رَأساً إِلى غَيرِ فالِقِ
لَقَد أَقدَموا لَو صادَفوا غَيرَ آخِذٍ / وَقَد هَرَبوا لَو صادَفوا غَيرَ لاحِقِ
وَلَمّا كَسا كَعباً ثِياباً طَغَوا بِها / رَمى كُلَّ ثَوبٍ مِن سِنانٍ بِخارِقِ
وَلَمّا سَقى الغَيثَ الَّذي كَفَروا بِهِ / سَقى غَيرَهُ في غَيرِ تِلكَ البَوارِقِ
وَما يوجِعُ الحِرمانُ مِن كَفِّ حارِمٍ / كَما يوجِعُ الحِرمانُ مِن كَفِّ رازِقِ
أَتاهُم بِها حَشوَ العَجاجَةِ وَالقَنا / سَنابِكُها تَحشو بُطونَ الحَمالِقِ
عَوابِسَ حَلّى يابِسُ الماءِ حُزمَها / فَهُنَّ عَلى أَوساطِها كَالمَناطِقِ
فَلَيتَ أَبا الهَيجا يَرى خَلفَ تَدمُرٍ / طِوالَ العَوالي في طِوالِ السَمالِقِ
وَسَوقَ عَليٍّ مِن مَعَدٍّ وَغَيرِها / قَبائِلَ لا تُعطي القُفِيَّ لِسائِقِ
قُشَيرٌ وَبَلعَجلانِ فيها خَفِيَّةٌ / كَراءَينِ في أَلفاظِ أَلثَغَ ناطِقِ
تُخَلِّيهِمِ النِسوانُ غَيرَ فَوارِكٍ / وَهُم خَلَّوِ النِسوانَ غَيرَ طَوالِقِ
يُفَرِّقُ ما بَينَ الكُماةِ وَبَينَها / بِضَربٍ يُسَلّي حَرُّهُ كُلَّ عاشِقِ
أَتى الظُعنَ حَتّى ما تَطيرُ رَشاشَةٌ / مِنَ الخَيلِ إِلّا في نُحورِ العَواتِقِ
بِكُلِّ فَلاةٍ تُنكِرُ الإِنسَ أَرضُها / ظَعائِنُ حُمرُ الحَليِ حُمرُ الأَيانِقِ
وَمَلمومَةٌ سَيفِيَّةٌ رَبَعِيَّةٌ / يَصيحُ الحَصى فيها صِياحَ اللَقالِقِ
بَعيدَةُ أَطرافِ القَنا مِن أُصولِهِ / قَريبَةُ بَينَ البيضِ غُبرُ اليَلامِقِ
نَهاها وَأَغناها عَنِ النَهبِ جودُهُ / فَما تَبتَغي إِلّا حُماةَ الحَقائِقِ
تَوَهَّمَها الأَعرابُ سَورَةَ مُترَفٍ / تُذَكِّرُهُ البَيداءُ ظِلَّ السُرادِقِ
فَذَكَّرتَهُم بِالماءِ ساعَةَ غَبَّرَت / سَماوَةُ كَلبٍ في أُنوفِ الحَزائِقِ
وَكانوا يَروعونَ المُلوكَ بِأَن بَدَوا / وَأَن نَبَتَت في الماءِ نَبتَ الغَلافِقِ
فَهاجوكَ أَهدى في الفَلا مِن نُجومِهِ / وَأَبدى بُيوتاً مِن أَداحي النَقانِقِ
وَأَصبَرَ عَن أَمواهِهِ مِن ضِبابِهِ / وَآلَفَ مِنها مُقلَةً لِلوَدائِقِ
وَكانَ هَديراً مِن فُحولٍ تَرَكتَها / مُهَلَّبَةَ الأَذنابِ خُرسَ الشَقاشِقِ
فَما حَرَموا بِالرَكضِ خَيلَكَ راحَةً / وَلَكِن كَفاها البَرُّ قَطعَ الشَواهِقِ
وَلا شَغَلوا صُمَّ القَنا بِقُلوبِهِم / عَنِ الرِكزِ لَكِن عَن قُلوبِ الدَماسِقِ
أَلَم يَحذَروا مَسخَ الَّذي يَمسَخُ العِدا / وَيَجعَلُ أَيدي الأُسدِ أَيدي الخَرانِقِ
وَقَد عايَنوهُ في سِواهُم وَرُبَّما / أَرى مارِقاً في الحَربِ مَصرَعَ مارِقِ
تَعَوَّدَ أَن لا تَقضَمَ الحَبَّ خَيلُهُ / إِذا الهامُ لَم تَرفَع جُنوبَ العَلائِقِ
وَلا تَرِدَ الغُدرانَ إِلّا وَماؤُها / مِنَ الدَمِ كَالرَيحانِ تَحتَ الشَقائِقِ
لَوَفدُ نُمَيرٍ كانَ أَرشَدَ مِنهُمُ / وَقَد طَرَدوا الأَظعانَ طَردَ الوَسائِقِ
أَعَدّوا رِماحاً مِن خُضوعٍ فَطاعَنوا / بِها الجَيشَ حَتّى رَدَّ غَربَ الفَيالِقِ
فَلَم أَرَ أَرمى مِنهُ غَيرَ مُخاتِلٍ / وَأَسرى إِلى الأَعداءِ غَيرَ مُسارِقِ
تُصيبُ المَجانيقُ العِظامُ بِكَفِّهِ / دَقائِقَ قَد أَعيَت قِسِيَّ البَنادِقِ
هُوَ البَينُ حَتّى ما تَأَنّى الحَزائِقُ
هُوَ البَينُ حَتّى ما تَأَنّى الحَزائِقُ / وَيا قَلبِ حَتّى أَنتَ مِمَّن أُفارِقُ
وَقَفنا وَمِمّا زادَ بَثّاً وُقوفُنا / فَريقَي هَوىً مِنّا مَشوقٌ وَشائِقُ
وَقَد صارَتِ الأَجفانُ قَرحى مِنَ البُكا / وَصارَ بَهاراً في الخُدودِ الشَقائِقُ
عَلى ذا مَضى الناسُ اِجتِماعٌ وَفُرقَةٌ / وَمَيتٌ وَمَولودٌ وَقالٍ وَوامِقُ
تَغَيَّرَ حالي وَاللَيالي بِحالِها / وَشِبتُ وَما شابَ الزَمانُ الغُرانِقُ
سَلِ البيدَ أَينَ الجِنُّ مِنّا بِجَوزِها / وَعَن ذي المَهاري أَينَ مِنها النَقانِقُ
وَلَيلٍ دَجوجِيٍّ كَأَنّا جَلَت لَنا / مُحَيّاكَ فيهِ فَاِهتَدَينا السَمالِقُ
فَما زالَ لَولا نورُ وَجهِكَ جُنحُهُ / وَلا جابَها الرُكبانُ لَولا الأَيانِقُ
وَهَزٌّ أَطارَ النَومَ حَتّى كَأَنَّني / مِنَ السُكرِ في الغَرزَينِ ثَوبٌ شُبارِقُ
شَدَوا بِاِبنِ إِسحاقَ الحُسَينِ فَصافَحَت / ذَفارِيَها كيرانُها وَالنَمارِقُ
بِمَن تَقشَعِرُّ الأَرضُ خَوفاً إِذا مَشى / عَلَيها وَتَرتَجُّ الجِبالُ الشَواهِقُ
فَتىً كَالسَحابِ الجونِ يُخشى وَيُرتَجى / يُرَجّى الحَيا مِنها وَتُخشى الصَواعِقُ
وَلَكِنَّها تَمضي وَهَذا مُخَيِّمٌ / وَتَكذِبُ أَحياناً وَذا الدَهرِ صادِقُ
تَخَلّى مِنَ الدُنيا لِيُنسى فَما خَلَت / مَغارِبُها مِن ذِكرِهِ وَالمَشارِقُ
غَذا الهِندُوانِيّاتِ بِالهامِ وَالطُلى / فَهُنَّ مَداريها وَهُنَّ المَخانِقُ
تَشَقَّقُ مِنهُنَّ الجُيوبُ إِذا غَزا / وَتُخضَبُ مِنهُنَّ اللُحى وَالمَفارِقُ
يُجَنَّبُها مَن حَتفُهُ عَنهُ غافِلٌ / وَيَصلى بِها مَن نَفسُهُ مِنهُ طالِقُ
يُحاجى بِهِ ما ناطِقٌ وَهوَ ساكِتٌ / يُرى ساكِتاً وَالسَيفُ عَن فيهِ ناطِقُ
نَكِرتُكَ حَتّى طالَ مِنكَ تَعَجُّبي / وَلا عَجَبٌ مِن حُسنِ ما اللَهُ خالِقُ
كَأَنَّكَ في الإِعطاءِ لِلمالِ مُبغِضٌ / وَفي كُلِّ حَربٍ لِلمَنِيَّةِ عاشِقُ
أَلا قَلَّما تَبقى عَلى ما بَدا لَها / وَحَلَّ بِها مِنكَ القَنا وَالسَوابِقُ
سَيُحيِ بِكَ السُمّارُ ما لاحَ كَوكَبٌ / وَيَحدو بِكَ السُفّارُ ما ذَرَّ شارِقُ
خَفِ اللَهَ وَاِستُر ذا الجَمالَ بِبُرقُعٍ / فَإِن لُحتَ ذابَت في الخُدورِ العَواتِقُ
فَما تَرزُقُ الأَقدارُ مَن أَنتَ حارِمٌ / وَلا تَحرِمُ الأَقدارُ مَن أَنتَ رازِقُ
وَلا تَفتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ راتِقُ / وَلا تَرتُقُ الأَيّامُ ما أَنتَ فاتِقُ
لَكَ الخَيرُ غَيري رامَ مِن غَيرِكَ الغِنى / وَغَيري بِغَيرِ اللاذِقِيَّةِ لاحِقُ
هِيَ الغَرَضُ الأَقصى وَرُؤيَتُكَ المُنى / وَمَنزِلُكَ الدُنيا وَأَنتَ الخَلائِقُ