القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 3
لحى الله مدحاً لا يرجى ثوابه
لحى الله مدحاً لا يرجى ثوابه / لديكم وهجواً لا يخاف ويتقى
عذرت عدي الملك إذ ليس عنده / من العرض شيء يتقي أن يمزقا
فمالك لا تخشى على عرضك الذي / يفوق الثريا والسماك المحلقا
أرى كل جمع بالردى يتفرق
أرى كل جمع بالردى يتفرق / وكل جديد بالبلى يتمزق
وما هذه الأعمار إلا صحائف / تؤرخ وقتاً ثم تمحى وتمحق
وإنك يا ابن الهالكين وصنوهم / ووالدهم في دوحة الموت معرق
وما العمر إلا رأس مال فلا تكن / مجازفة من رأس مالك تنفق
وهل خاطب الله الخليقة بالتقى / وخص ذوي الألباب إلا ليتقوا
ولم أر شيئاً مثل دائرة المنى / توسعها الآمال والعمر ضيق
ولا مثل خطب الموت شيئاً فإنه / جديد على تكراره ليس يخلق
وما كنت أدري قبل موت طلائع / بأن الليالي يعتريهن أولق
أتيت بها يا دهر وهي مذمة / صحيفتها مابين عينيك تلصق
وعرضت منها للحناجر غصة / أصم بها سمع وأخرس منطق
سعيت إلى ما فيه نقصك جاهداً / وغيرك في السعي المعان الموفق
قطعت بها يمنى يديك فلا تلم / سواك إذا أخنى ذراع ومرفق
سيلقى لفقد الصالح المجد حسرة / تغص بها منه اللها والمخنق
ويبكيه دست للوزارة لم يزل / به عن محل النجم يسمو ويسمق
ويبكي الندى والبأس أفعاله التي / لها لمم الأملاك تخلى وتحلق
ويندبه ماضي الغرارين صارم / تظل به الهامات تعلى وتفلق
وأجرد يحكي الطرف من نسل لاحق / تقر الصبا والبرق أن ليس يلحق
أديب عفت عنه لفقدك صهوة / فأصبح بعد اللين ينزو وينزق
وقافية كالعقد والتاج لم يزل / يحلى بها للدهر جيد ومفرق
فجيد بها قلدته وهو عاطل / ومجد بها قيدته وهو مطلق
وملمومة تحكي غوارب لجة / تظل بها الأبطال تطفو وتغرق
يلوح بها في كل ثغر ومخرم / مع الفلق الوضاح شعواء فيلق
يسح لها وبل من النبل لم تزل / قلوب العدى منه ترش وترشق
ولما تقضى الحول إلا ليالياً / تضاف إلى الماضي قريباً وتلحق
وعجنا بصحراء القرافة والأسى / يغرب في أكبادنا ويشرق
عقرنا على رب القوافي عقائلاً / تعز إذا هانت جياد وأينق
وقلنا له خذ بعض ما كنت منعماً / به وقضاء الحق بالحر أليق
عقود قواف من قوافيك تنتقى / ودر معان من معانيك تسرق
نثرنا على حصباء قبرك درها / صحيحاً ودر الدمع في الخد يفلق
وما الشعر إلا النفس ذابت وهذه / دماء لها في مهرق الطرس مهرق
لئن ذبلت منها رياض أنيقة / ففي قلبه روض من الوجد مونق
وإن قطبت حزناً فمن بعدما سرت / أسرتها حسناً تضيء وتشرق
مضيت بطيب العيش عنها فأصبحت / بأنفاسها شجواً تغص وتشرق
سقى الله والسقيا من رحمة الله / ثرى جاده منك الحيا المتدفق
وخلد ملك الناصر ابنك ما سرت / نجوم الثريا والسماك المحلق
وقد علم الإسلام بعدك أنه / على مهجة الإسلام يحنو ويشفق
وإن مقاليد الكفالة والهدى / بعاتقه أضحت تناط وتعذق
يصرف صرفيها عقاباً ونائلاً / ويفتق خطيبها سداداً ويرتق
سطى وعطا كالماء والنار لم يزل / لها مطفئ في كل قلب ومحرق
فنعمته وبل على الخلق مغدق / ونقمته على الملك محدق
يقلب ظهر الكف أو بطن راحة / تظل بها الأرواح ترزا وترزق
إذا طلعت في الدست غرة وجهه / رأيت وجوه الناس تعنو وتعنق
أقر عيون المكرمات بهمة / أقر بها قلب الهوى وهو يخفق
وأصبح للدنيا وللدين مقلة / بها ناظر الأيام يرنو ويرمق
وعلم أهل الشيب حسن وقاره / فلم زعموا أن الشبيبة أنزق
مناقب مجد لم يعوذ كمالها / بنقص وخلق لم يشنه التخلق
إذا كذب المثني على الليث والحيا / فمادحها بالجود والبأس يصدق
ملكت بها أسر القوافي بأسرها / فأضحت ومنها مسترق ومعتق
ولي كل يوم في علاك يتيمة / من الدر تنفي ما سواها وتنفق
سبائك من صفو الكلام وحره / أجاد التأني سبكها والتأنق
يظل بها شعر البليغ وفكره / على الظلم والإنصاف يسبى ويسبق
تغذى بها الألباب حتى كأنها / رحيق مصفى أو نمير مصفق
تلين متون القول منه بخاطري / فأغرب عند النزع منها وأغرق
فمنها لمن والاك برد مفوف / ومنها لمن عاداك سهم مفوق
إذا هدرت أشداقها كفها الحيا / فمالي وقد أحسنت إلا التشدق
ويسعدني علمي بأنك عالم / لما أدعي من فضلها متحقق
ولو لم تؤيد من لساني ولا يدي / لما كنت بين الناس أعطي وأنطق
وجدناكم يا آل رزيك خير من / تنص إليه اليعملات وتعنق
وفدنا إليكم نطلب الجاه والغنى / فأكرم ذو مثوى وأغني مملق
وعلمتمونا عزة النفس بالندى / وملقى وجوه لم يشنها التملق
وصيرتم الفسطاط بالجود كعبة / يطوف بركنيها العراق وجلق
فلا ستركم عن مرتج قط مرتج / ولا بابكم عن مغلق الحظ مغلق
وليس لقلب في سواكم علاقة / ولا ليد إلا بكم متعلق
فؤاد بجمر الشوق والوجد يحرق
فؤاد بجمر الشوق والوجد يحرق / أراق كرى الأجفان فهو مؤرق
دع العين تغرق بالمدامع خده / فخاطره في لجة الوجد مغرق
وفي خد ذات الخال حمرة جمرة / على نارها ماء الصبا يترقرق
أسيرة حجيلها على أي مذهب / أبيت أسير القلب والجسم مطلق
ولم أدر لما زار طيفك في الكرى / أغار علينا أم أغار التفرق
ذكرت مناط العقد منك بأورق / على ورقات الغصن وهو مطوق
يميل إذا مال النسيم كأنما / أدير عليه البابلي المعتق
بكى وهو ذو إلف قريب وبيننا / وبينك بون لا يرام وسملق
مجاهل ما فيها من الطرق معلم / وعذراء لا يمسي لها الركب يطرق
ركبنا إلى نيل الغنى كاهل العنا / على سعة الأرزاق والرزق ضيق
عجبت من الأرزاق أمتص ثمدها / وتروى بصافيها رجال وتغرق
وما تجهل الأيام أن جمالها / وزينتها في منطقي حين أنطق
ولكن أظن الرزق يهوى تحرقي / عليه وطيب العود حين يحرق
وأحسب أن الجود إما حكاية / مضى أهلها أو صورة ليس تخلق
وإلا فما بالي كسدت وفي فمي / معادن در سوقها الدهر ينفق
لعل بني أيوب إن علموا بما / تظلمت منه أن يرقوا ويشفقوا
وإن ينقذوني من تملك عبدهم / وخادمهم وهو الزمان ويعتقوا
ملوك حموا سرب الهدى بعزائم / بها بفتح الله البلاد ويغلق
غزو عقر دار المشركين بغزوة / جهاراً وطرف الشرك خزيان مطرق
وزاروا مصلى عسقلان بأرعن / يفيض إناء البر منه ويفهق
وكانت على ما شاهد الناس قبلكم / طرائق من شوك القنا ليس تطرق
وما عصمتهم منك إلا معاقل / تأنوا على تحصينها وتأنقوا
جلبت لهم من سورة الحرب ما التقى / بوادره سور عليهم وخندق
وأخربت من أعمالهم كل عامر / يمر به طيف الخيال فيفرق
أضفت إلى أجر الجهاد زيارة ال / خليل فأبشر أنت غاز موفق
وهيجت للبيت المقدس لوعة / يطول بها منه إليك التشوق
تنشق من ملقاك أعطر نفحة / تطيب على قلب الهدى حين تنشق
وغزوك هذا معلم نحو فتحه / قريباً وإلا رائد ومطرق
هو البيت إن تفتحه والله فاعل / فما بعده باب من الشام يغلق
تركت قلوب المشركين خوافقاً / وبات لواء النصر فوقك يخفق
لئن سكن الإسلام جأشاً فإنه / بما قد تركتم خاطر الكفر يقلق
سمت بصلاح الدين سنة أحمد / فطائرها فوق السماك محلق
وطلعت مولود كريم تطلعت / إليه عيون للممالك ترمق
لك الخير قد طال انتظاري وأطلقت / لغيري أرزاق ورزقي معوق
كأنك لم يسمع بجودك مغرب / ولم يتحدث عن عطائك مشرق
وإني من تأريخ أيامك التي / بها سابق التأريخ يمحى ويمحق
صدقتك فيما قلت أو أنا قائل / بأنك خير الناس والصدق أوثق
وحسبي أن أنهي إليك وأنتهي / وأحسن من ظني وأنت تحقق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025