المجموع : 10
بِذاتِ الأَضا وَالمَأزَمَينِ وَبارِقٍ
بِذاتِ الأَضا وَالمَأزَمَينِ وَبارِقٍ / وَذي سَلَمٍ وَالأَبرَقَينِ لِطارِقِ
بُروقُ سُيوفٍ مِن بُروقِ مَباسِمٍ / نَوافِجُ مِسكٍ ما أُبيحَت لِناشِقِ
فَإِن حورِبوا سَلَّوا سُيوفَ لِحاظِهِم / وَإِن سَلَّموا هَدّوا عُقودَ المَضايِقِ
فَنالوا وَنِلنا لَذَّتَينِ تَساوَيا / فَمُلكٌ لِمَعشوقٍ وَمُلكٌ لِعاشِقِ
إن صادف الإنسان علماً من الحق
إن صادف الإنسان علماً من الحق / فليس بعلم عنده وهو في الذوق
لمن قاله بالكشف علم محقق / به يقعد الإنسان في مقعد الصدق
وما حازه إلا إمامٌ مجرَّدٌ / نزيه عن الثوبِ المحيّر والريق
به يشربُ الإنسان ماء حياته / به تفتق الأسماع إنْ كُنَّ في رَتقِ
إذا طلعت شمسٌ من الرب صيّرت / بمطلعها الغرب المحقق في شرق
كفار وقنا والمنتقى وخليفته / وقد عاد حكم الله فيه لذي السَّبق
فلو كان عن كشف لما كان باكياً / ولو كان عن ظنٍّ لما قال بالعتق
كما بدأ الرحمنُ نشأ يعيده
كما بدأ الرحمنُ نشأ يعيده / بغير مثالٍ حاصلٍ قبله سبقْ
كذا قال لي الرحمن فيه مخاطباً / وما كان عن أمر اتفاقيّ اتفق
بلى كان مقصوداً له حين قاله / فمن كان يحكي القولَ عن ربه صَدَق
فلاحظ للعقل المفكر ههنا / وما هو إلا ما الكتابُ به نطق
إذا نظر الإنسان أحوالَ نفسه / رأى الأمر يجري في الوجود على نسق
فيأخذ من هذا وهذا علومه / فإن الذي أبداه في عينه لحق
فما سابقٌ إلاّ وآخر بعده / يليه وجوداً ثم إنْ فاته لحق
ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه / لذي النظر الفكريّ ربُّ المشارقِ
ثلاثةُ أسماءَ بإحكامِ دورها / نموتُ ونحيى ما أنا بالمفارقِ
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ / بإحكامها فينا وفيكم مفارقي
فلولا الرحيمُ الربُّ ما كنتُ طامعاً / وإنْ كان فيها حكمةٌ بالتطابق
وبالواسعِ الرحمن وسعت خاطري / وقد كنتُ منها في عقودِ المضايق
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً / وما سمعتْ أذناي فيها من الخلقِ
كلاماً يؤدّيني إلى حسن عينها / فعشقي لها بالاتفاقِ وبالوفق
مناسبة تخفى على كلِّ ناظر / ويعلمها العلاَّم بالرتْقِ والفتْق
أشاهد منها كلَّ سرٍّ محجبٍ / وما لي فيها غير ذلك من حَقِّ
وليس حجابي غير كوني فلو مضى / قعدت مع المحبوبِ في مقعد الصدق
وهذا محال أن يكون ذهابه / فما ثَمَّ صفوٌ لا يخلطُ بالرفق
تجلّى لنا بالأفقْ بدراً مكملاً / وإن فؤادي لا يحنّ إلى الأفق
وإن كان حقاً فالمجالي كثيرةٌ / وشرعي نهاني عنه في حلبةِ السبقِ
لقد أوَّبَ الحقُّ العليمُ بلادنا / نفوسَ عبادٍ حظُّها الوهم إذ يلقى
وسرَّحني في كلِّ وجه بوجهة / ولم يتقيد لي بغربِ ولا شرقِ
وفرَّق لي ما بين كوني وكونه / وإنَّ وجودَ السعد في ذلك الفرق
تعالى فلم تَعلم حقيقةُ ذاتِه / سَغِلت فلم أجهل فحدِّي في نُطقي
ولم أدر أنَّ الحدَّ يشملُ كونه / وكوني إذا كانت هويته خلقي
كما جاء في الوحي المقرَّرِ صدقه / على ألسن الأرسالِ والقولُ للحق
به يسمع العبدُ المطيعُ به يرى / به يظهر الأفعال في الفتقِ والرتق
لو أنَّ الذي قد لاح منه يلوح لي / ولا شرع عندي ما جنحتُ إلى الفِسقِ
وكنتُ بما قد لاح لي في بصيرةٍ / فقيدني بالشرعِ كشفاً وما يبقى
خلافاً فإنَّ الأمر فيه لواحد / ولا ينكر الحقَّ الذي جاء بالحقِّ
إلهي يحبُ الرفقَ في الأمر كله / كذلك أهلُ الله يأتون بالرفق
لقد شاهدتْ عيني ثلاثَ أسرَّة / وفي ثالثٍ منها ازورارٌ مِنَ العرق
وأخره عن صاحبيه اعتراقه / وكلٌّ له شربُ رويٍّ من الحق
موازين لا تخطيك فالوزن قائمٌ / ولا سيما في عالم الحبِّ والعشق
ظفرتُ به حقاً جلياً مقدساً / ولا حقَّ إلا ما تضمنه حقي
نطقتُ به عنه فكان منطقي / وقد زاد في الإشكالِ ما بي من النطقِ
تقسم هذا الأمر بيني وبينه / فها هو في شِقٍّ وها أنا في شِقِّ
وصورةُ هذا ما أقول لصاحبي / أنا عبد قنٍّ وهو لي مالك الرِّق
عبوديةٌ ذاتيةٌ لم أزل بها / وما لي عنها من فكاك ولا عتق
إذا رزق العبد النهي لنيل ما / يكون من الرزق من خالص الرزق
وما رُزق الإنسان أعلى من الذي / يحصله بالعين في لمحةِ البَرق
فذلك رزقُ الذاتِ ما هو غيره / وآثاره فينا الذي كان في الوَدْق
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً / فلم أر مشهوداً سوى ألسنِ الخلقِ
قلقت فلما أنْ سمعتُ معلمي / تسمَّى بما للخلقِ عدتُ إلى الحقِّ
قريباً بما عندي من الحالِ بائناً / بعيداً بما عندي من العلمِ والخلقِ
قد أفلح من زكَّى حقيقةَ نفسِه / وقد خاب من دساها في عالمِ الرتقِ
قدرتُ على كوني بعلمي بفاطري / ولولا وجودُ الرتقِ لم أحظ بالفتق
قليل ترى من كانَ رَتقاً مُنضداً / يحوز بميدانِ النهى قصبَ السبق
قتيلٌ بسيفِ الوهم من كان ذا فكر / وأين شهودُ الصفوِ من مشهد الرنق
قصدت بصدقي أن أفوز بخالقي / فناداني المطلوبُ لا قرب في الصدقِ
قنعتُ بما قد جاءني في بداية / أيقنعُ بالتكليم من كان ذا عشقِ
قبضتُ على ما قاله لأحجَّهُ / فيا ليت شعري هل يرى الحق في الحق
وجودي وجودُ العارفين لأنهم
وجودي وجودُ العارفين لأنهم / كمثلِ الذي أشهدته أشهدوا حقا
فعينهمُ عيني ولستُ سوى لهم / ولو أطلقوا جمعاً ولو أطلقوا فرقا
وكونهمُ كون الإله كما أنا / فقل إنْ تشا حقاً وقل إن تشا خلقا
كزيتونة قامت على ساقِ موجودي / فما هي في غربٍ ولا رأتِ الشرقا
تعالت عن الأرواح لا ميل عندها / ويمطرها السحب الذي يُخرجُ الودقا
فمنها بدا لي ساق حرٍّ كما بدتْ / لعيني منهن المطوقة الورقا
فعاينت آحاداً ولم أر كثرةً / وقد قلت فيما قلته الحقَّ والصدقا
ونظمت أبياتاً من الشعر فيهما / وما كان نطقي بل هما عينا النطقا
سواسيةٌ أسنانُ مشطٍ تراهمُ / وهم في سفال جاوزوا الدوح والأفقا
لهم حركات في سكون فصنعهُم / صنيعُ الذي من أجله أوجدوا الفرقا
فيفعل بالشكل المعين وضعه / لذاك تراه يحفظ الرتق والفتقا
نظرت إلى الحق المستر بالخلق
نظرت إلى الحق المستر بالخلق / فقلت بتنزيه الخلائق والحقِّ
فلم أر تشبيهاً بخلق محققا / لأن صفاتِ الخلقِ حقٌّ بلا خلق
فما الأمر إلا واحد لا موحد / عن النظر العقليِّ والقولُ بالوفق
فلا تعدلوا عني فإني منبىء / انبئكم بالحال وقتاً وبالنطق
فما كان عن حالٍ فذوق ُمحققٍ / وما كان عن نطقٍ سيسفر عن خلق
فقوموا إليه عندما تسمعونه / فذلك حظ النفسِ من مُطلق الرزق
ألم تر أن الحقَّ بالذاتِ رزقنا / ونحن له رزقٌ بفتقٍ على رَتقِ
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً / فكن ناطقاً في كلِّ شي بحقِّهِ
ولا تأخذِ الأشياء من غير وجهها / فإنَّ وجودَ العدل في غيرِ خلقِهِ
فكن بالإله الحقِّ في كلِّ حالةٍ / ولا تجر في الأشياء إلا بوفقه
وخذ سرَّ هذا الأمر من عينِ غربه / وخذ نورَه للكشفِ من عين شرقه
فيا نائباً عن ربِّه في صلاته / إذا قام بين الآيتين من أفقه
ومَن حاز شيئاً من وجودِ إلهه / فما حازَه إلا بأفضلِ خلقه
أنا حقُّ أسماءِ الإله بأسرها / وهل تخزنُ الأعلافُ إلا بحقِّه
ألا إنني العبدُ الذي ليس يُرتجى / خروجاً بعتقٍ من حقيقة رِقِّه
وإن كان عبدَ الله حقاً بذاته / فإني ممن لا أقولُ بعتقه
بنفسي الذي يلقى المحق وما لقى
بنفسي الذي يلقى المحق وما لقى / ولم يبق منه في الشهود وما بقى
لو أنَّ الذي عندي يكون بخلقه / من العلم بي لم يبقَ في الملك من بقى
لقد نظرتْ عيني إليه وإنه / ليلقى الذي قد قيل لي إنه لقى
ألا ليتَ شعري هل أرى اليوم من فتى / صحيح الدعاوى بالصوابِ منطق
رحيم رؤوفٌ عاطفٌ متعطِّفٌ / وَلوُعٌ بذكراه على الخلقِِ مشفق
بلفظٍ تراه في الحقيقةِ معجزا / لزور الذي يأتي به الخصم مزهق
يناضل عن أصل الوجودِ بنفسه / يباري رياحَ الجود جوداً ويتقى
حذارا عليه أن يحوزَ مقامه / سواه بتأييدٍ وغيرة مشفق
لقد جهل الأقوام قولي ومقصدي / ولم يدرما قلناه غير محقق
عساه يرى في جوّه من فريسةٍ / فليس يرى التقييد إلا بمطلق
لقد رام أمراً ليس في الكون عينه / بنقضٍ وتقريبٍ كسيرِ المحقق
ولما رأى أن لا وصول لما ابتغى / وأنَّ الذي قد رام غير محقق
أتى لفظ لا أحصى يجرُّ ذيوله / بقوةِ قهَّارٍ بعجز مصدِّق
لقد صار ذا علم لما كان جاهلا / به وهو نفي العلم فانظر وحقّق