القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 10
بِذاتِ الأَضا وَالمَأزَمَينِ وَبارِقٍ
بِذاتِ الأَضا وَالمَأزَمَينِ وَبارِقٍ / وَذي سَلَمٍ وَالأَبرَقَينِ لِطارِقِ
بُروقُ سُيوفٍ مِن بُروقِ مَباسِمٍ / نَوافِجُ مِسكٍ ما أُبيحَت لِناشِقِ
فَإِن حورِبوا سَلَّوا سُيوفَ لِحاظِهِم / وَإِن سَلَّموا هَدّوا عُقودَ المَضايِقِ
فَنالوا وَنِلنا لَذَّتَينِ تَساوَيا / فَمُلكٌ لِمَعشوقٍ وَمُلكٌ لِعاشِقِ
إن صادف الإنسان علماً من الحق
إن صادف الإنسان علماً من الحق / فليس بعلم عنده وهو في الذوق
لمن قاله بالكشف علم محقق / به يقعد الإنسان في مقعد الصدق
وما حازه إلا إمامٌ مجرَّدٌ / نزيه عن الثوبِ المحيّر والريق
به يشربُ الإنسان ماء حياته / به تفتق الأسماع إنْ كُنَّ في رَتقِ
إذا طلعت شمسٌ من الرب صيّرت / بمطلعها الغرب المحقق في شرق
كفار وقنا والمنتقى وخليفته / وقد عاد حكم الله فيه لذي السَّبق
فلو كان عن كشف لما كان باكياً / ولو كان عن ظنٍّ لما قال بالعتق
كما بدأ الرحمنُ نشأ يعيده
كما بدأ الرحمنُ نشأ يعيده / بغير مثالٍ حاصلٍ قبله سبقْ
كذا قال لي الرحمن فيه مخاطباً / وما كان عن أمر اتفاقيّ اتفق
بلى كان مقصوداً له حين قاله / فمن كان يحكي القولَ عن ربه صَدَق
فلاحظ للعقل المفكر ههنا / وما هو إلا ما الكتابُ به نطق
إذا نظر الإنسان أحوالَ نفسه / رأى الأمر يجري في الوجود على نسق
فيأخذ من هذا وهذا علومه / فإن الذي أبداه في عينه لحق
فما سابقٌ إلاّ وآخر بعده / يليه وجوداً ثم إنْ فاته لحق
ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه
ألا إنَّ ربَّ الناسِ ربي وإنه / لذي النظر الفكريّ ربُّ المشارقِ
ثلاثةُ أسماءَ بإحكامِ دورها / نموتُ ونحيى ما أنا بالمفارقِ
لها ولهذا لو تفكرت شيبتْ / بإحكامها فينا وفيكم مفارقي
فلولا الرحيمُ الربُّ ما كنتُ طامعاً / وإنْ كان فيها حكمةٌ بالتطابق
وبالواسعِ الرحمن وسعت خاطري / وقد كنتُ منها في عقودِ المضايق
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً
تعشقْتُ نفساً ما رأيت لها عيناً / وما سمعتْ أذناي فيها من الخلقِ
كلاماً يؤدّيني إلى حسن عينها / فعشقي لها بالاتفاقِ وبالوفق
مناسبة تخفى على كلِّ ناظر / ويعلمها العلاَّم بالرتْقِ والفتْق
أشاهد منها كلَّ سرٍّ محجبٍ / وما لي فيها غير ذلك من حَقِّ
وليس حجابي غير كوني فلو مضى / قعدت مع المحبوبِ في مقعد الصدق
وهذا محال أن يكون ذهابه / فما ثَمَّ صفوٌ لا يخلطُ بالرفق
تجلّى لنا بالأفقْ بدراً مكملاً / وإن فؤادي لا يحنّ إلى الأفق
وإن كان حقاً فالمجالي كثيرةٌ / وشرعي نهاني عنه في حلبةِ السبقِ
لقد أوَّبَ الحقُّ العليمُ بلادنا / نفوسَ عبادٍ حظُّها الوهم إذ يلقى
وسرَّحني في كلِّ وجه بوجهة / ولم يتقيد لي بغربِ ولا شرقِ
وفرَّق لي ما بين كوني وكونه / وإنَّ وجودَ السعد في ذلك الفرق
تعالى فلم تَعلم حقيقةُ ذاتِه / سَغِلت فلم أجهل فحدِّي في نُطقي
ولم أدر أنَّ الحدَّ يشملُ كونه / وكوني إذا كانت هويته خلقي
كما جاء في الوحي المقرَّرِ صدقه / على ألسن الأرسالِ والقولُ للحق
به يسمع العبدُ المطيعُ به يرى / به يظهر الأفعال في الفتقِ والرتق
لو أنَّ الذي قد لاح منه يلوح لي / ولا شرع عندي ما جنحتُ إلى الفِسقِ
وكنتُ بما قد لاح لي في بصيرةٍ / فقيدني بالشرعِ كشفاً وما يبقى
خلافاً فإنَّ الأمر فيه لواحد / ولا ينكر الحقَّ الذي جاء بالحقِّ
إلهي يحبُ الرفقَ في الأمر كله / كذلك أهلُ الله يأتون بالرفق
لقد شاهدتْ عيني ثلاثَ أسرَّة / وفي ثالثٍ منها ازورارٌ مِنَ العرق
وأخره عن صاحبيه اعتراقه / وكلٌّ له شربُ رويٍّ من الحق
موازين لا تخطيك فالوزن قائمٌ / ولا سيما في عالم الحبِّ والعشق
ظفرتُ به حقاً جلياً مقدساً / ولا حقَّ إلا ما تضمنه حقي
نطقتُ به عنه فكان منطقي / وقد زاد في الإشكالِ ما بي من النطقِ
تقسم هذا الأمر بيني وبينه / فها هو في شِقٍّ وها أنا في شِقِّ
وصورةُ هذا ما أقول لصاحبي / أنا عبد قنٍّ وهو لي مالك الرِّق
عبوديةٌ ذاتيةٌ لم أزل بها / وما لي عنها من فكاك ولا عتق
إذا رزق العبد النهي لنيل ما / يكون من الرزق من خالص الرزق
وما رُزق الإنسان أعلى من الذي / يحصله بالعين في لمحةِ البَرق
فذلك رزقُ الذاتِ ما هو غيره / وآثاره فينا الذي كان في الوَدْق
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً
قرأت كتابَ الحقِّ بالحقِّ مُفهماً / فلم أر مشهوداً سوى ألسنِ الخلقِ
قلقت فلما أنْ سمعتُ معلمي / تسمَّى بما للخلقِ عدتُ إلى الحقِّ
قريباً بما عندي من الحالِ بائناً / بعيداً بما عندي من العلمِ والخلقِ
قد أفلح من زكَّى حقيقةَ نفسِه / وقد خاب من دساها في عالمِ الرتقِ
قدرتُ على كوني بعلمي بفاطري / ولولا وجودُ الرتقِ لم أحظ بالفتق
قليل ترى من كانَ رَتقاً مُنضداً / يحوز بميدانِ النهى قصبَ السبق
قتيلٌ بسيفِ الوهم من كان ذا فكر / وأين شهودُ الصفوِ من مشهد الرنق
قصدت بصدقي أن أفوز بخالقي / فناداني المطلوبُ لا قرب في الصدقِ
قنعتُ بما قد جاءني في بداية / أيقنعُ بالتكليم من كان ذا عشقِ
قبضتُ على ما قاله لأحجَّهُ / فيا ليت شعري هل يرى الحق في الحق
وجودي وجودُ العارفين لأنهم
وجودي وجودُ العارفين لأنهم / كمثلِ الذي أشهدته أشهدوا حقا
فعينهمُ عيني ولستُ سوى لهم / ولو أطلقوا جمعاً ولو أطلقوا فرقا
وكونهمُ كون الإله كما أنا / فقل إنْ تشا حقاً وقل إن تشا خلقا
كزيتونة قامت على ساقِ موجودي / فما هي في غربٍ ولا رأتِ الشرقا
تعالت عن الأرواح لا ميل عندها / ويمطرها السحب الذي يُخرجُ الودقا
فمنها بدا لي ساق حرٍّ كما بدتْ / لعيني منهن المطوقة الورقا
فعاينت آحاداً ولم أر كثرةً / وقد قلت فيما قلته الحقَّ والصدقا
ونظمت أبياتاً من الشعر فيهما / وما كان نطقي بل هما عينا النطقا
سواسيةٌ أسنانُ مشطٍ تراهمُ / وهم في سفال جاوزوا الدوح والأفقا
لهم حركات في سكون فصنعهُم / صنيعُ الذي من أجله أوجدوا الفرقا
فيفعل بالشكل المعين وضعه / لذاك تراه يحفظ الرتق والفتقا
نظرت إلى الحق المستر بالخلق
نظرت إلى الحق المستر بالخلق / فقلت بتنزيه الخلائق والحقِّ
فلم أر تشبيهاً بخلق محققا / لأن صفاتِ الخلقِ حقٌّ بلا خلق
فما الأمر إلا واحد لا موحد / عن النظر العقليِّ والقولُ بالوفق
فلا تعدلوا عني فإني منبىء / انبئكم بالحال وقتاً وبالنطق
فما كان عن حالٍ فذوق ُمحققٍ / وما كان عن نطقٍ سيسفر عن خلق
فقوموا إليه عندما تسمعونه / فذلك حظ النفسِ من مُطلق الرزق
ألم تر أن الحقَّ بالذاتِ رزقنا / ونحن له رزقٌ بفتقٍ على رَتقِ
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً
إذا كنتَ بالحقِّ المهيمنِ ناطقاً / فكن ناطقاً في كلِّ شي بحقِّهِ
ولا تأخذِ الأشياء من غير وجهها / فإنَّ وجودَ العدل في غيرِ خلقِهِ
فكن بالإله الحقِّ في كلِّ حالةٍ / ولا تجر في الأشياء إلا بوفقه
وخذ سرَّ هذا الأمر من عينِ غربه / وخذ نورَه للكشفِ من عين شرقه
فيا نائباً عن ربِّه في صلاته / إذا قام بين الآيتين من أفقه
ومَن حاز شيئاً من وجودِ إلهه / فما حازَه إلا بأفضلِ خلقه
أنا حقُّ أسماءِ الإله بأسرها / وهل تخزنُ الأعلافُ إلا بحقِّه
ألا إنني العبدُ الذي ليس يُرتجى / خروجاً بعتقٍ من حقيقة رِقِّه
وإن كان عبدَ الله حقاً بذاته / فإني ممن لا أقولُ بعتقه
بنفسي الذي يلقى المحق وما لقى
بنفسي الذي يلقى المحق وما لقى / ولم يبق منه في الشهود وما بقى
لو أنَّ الذي عندي يكون بخلقه / من العلم بي لم يبقَ في الملك من بقى
لقد نظرتْ عيني إليه وإنه / ليلقى الذي قد قيل لي إنه لقى
ألا ليتَ شعري هل أرى اليوم من فتى / صحيح الدعاوى بالصوابِ منطق
رحيم رؤوفٌ عاطفٌ متعطِّفٌ / وَلوُعٌ بذكراه على الخلقِِ مشفق
بلفظٍ تراه في الحقيقةِ معجزا / لزور الذي يأتي به الخصم مزهق
يناضل عن أصل الوجودِ بنفسه / يباري رياحَ الجود جوداً ويتقى
حذارا عليه أن يحوزَ مقامه / سواه بتأييدٍ وغيرة مشفق
لقد جهل الأقوام قولي ومقصدي / ولم يدرما قلناه غير محقق
عساه يرى في جوّه من فريسةٍ / فليس يرى التقييد إلا بمطلق
لقد رام أمراً ليس في الكون عينه / بنقضٍ وتقريبٍ كسيرِ المحقق
ولما رأى أن لا وصول لما ابتغى / وأنَّ الذي قد رام غير محقق
أتى لفظ لا أحصى يجرُّ ذيوله / بقوةِ قهَّارٍ بعجز مصدِّق
لقد صار ذا علم لما كان جاهلا / به وهو نفي العلم فانظر وحقّق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025