المجموع : 10
وَلاحٍ لَحاني كَي يَجيءَ بِبِدعَةٍ
وَلاحٍ لَحاني كَي يَجيءَ بِبِدعَةٍ / وَتِلكَ لَعَمري خُطَّةٌ لا أُطيقُها
لَحانِيَ كَي لا أَشرَبَ الراحَ إِنَّها / تُوَرِّثُ وِزراً فادِحاً مَن يَذوقُها
فَما زادَني اللاحونَ إِلّا لَجاجَةً / عَلَيها لِأَنّي ما حَيّتُ رَفيقُها
أَأَرفُضُها وَاللَهُ لَم يَرفُضِ اسمَها / وَهَذا أَميرُ المُؤمِنينَ صَديقُها
هِيَ الشَمسُ إِلّا أَنَّ لِلشَمسِ وَقدَةً / وَقَهوَتُنا في كُلِّ حُسنٍ تَفوقُها
فَنَحنُ وَإِن لَم نَسكُنِ الخُلدَ عاجِلاً / فَما خُلدُنا في الدَهرِ إِلّا رَحيقُها
فَيا أَيُّها اللاحي اسقِني ثُمَّ غَنِّني / فَإِنّي إِلى وَقتِ المَماتِ شَقيقُها
إِذا مِتُّ فَادفِنّي إِلى جَنبِ كَرمَةٍ / تُرَوّي عِظامي بَعدَ مَوتي عُروقُها
أَدِرها عَلَينا قَبلَ أَن نَتَفَرَّقا
أَدِرها عَلَينا قَبلَ أَن نَتَفَرَّقا / وَهاتِ اسقِني مِنها سُلافاً مُرَوَّقا
فَقَد هَمَّ وَجهُ الصُبحِ أَن يُضحِكَ الدُجى / وَهَمَّ قَميصُ اللَيلِ أَن يَتَمَزَّقا
وَمَجلِسِ خَمّارٍ إِلى جَنبِ حانَةٍ
وَمَجلِسِ خَمّارٍ إِلى جَنبِ حانَةٍ / بِقُطرَبَّلٍ بَينَ الجِنانِ الحَدائِقِ
تَجاهَ مَيادينٍ عَلى جَنَباتِها / رِياضٌ غَدَت مَحفوفَةً بِالشَقائِقِ
فَقُمنا بِها في فِتيَةٍ خَضَعَت لَهُم / رِقابُ صَناديدِ الكُماةِ البَطارِقِ
بِمَشمولَةٍ كَالشَمسِ يَغشاكَ نورُها / إِذا ما تَبَدَّت مِن نَواحي المَشارِقِ
لَها تاجُ مَرجانٍ وَإِكليلُ لُؤلُؤٍ / وَتَرنيمُ نَشوانٍ وَصُفرَةُ عاشِقِ
وَتَسحَبُ أَذيالاً لَها بِكُؤوسِها / تَحارُ لَها الأَبصارُ مِن كُلِّ رامِقِ
يَدورُ بِها ظَبيٌ غَريرٌ مُتَوَّجٌ / بِتاجٍ مِنَ الرَيحانِ مَلكُ القُراطِقِ
فَلَيسَ كَمِثلِ الغُصنِ في ثِقلِ رِدفِهِ / إِذا ما مَشى في مُستَقيمِ المَناطِقِ
لَهُ عَقرَبا صُدغٍ عَلى وَردِ خَدِّهِ / كَأَنَّهُما نونانِ مِن كَفِّ ماشِقِ
فَلَمّا جَرَت فيهِ تَغَنّى وَقالَ لي / بِسُكرٍ أَلا هاتِ اسقِنا بِالدَوارِقِ
لَقَد سَرَّني أَنَّ الهِلالَ غُدَيَّةً
لَقَد سَرَّني أَنَّ الهِلالَ غُدَيَّةً / بَدا وَهوَ مَمشوقُ الخَيالِ دَقيقُ
أَضَرَّت بِهِ الأَيّامُ حَتّى كَأَنَّهُ / عِنانٌ لَواهُ بِاليَدَينِ رَفيقُ
وَقَفتُ أُعَزّيهِ وَقَد دَقَّ عَظمُهُ / وَقَد حانَ مِن شَمسِ النَهارِ شُروقُ
لِيَهنِ وُلاةَ اللَهوِ أَنَّكَ هالِكٌ / فَأَنتَ بِما يَجري عَلَيكَ حَقيقُ
وَإِنّي بِشَهرِ الصَومِ إِذ بانَ شامِتٌ / وَإِنَّكَ يا شَوّالُ لي لَصَديقُ
فَقَد عاوَدَت نَفسي الصَبابَةَ وَالهَوى / وَحانَ صَبوحٌ باكِرٌ وَغَبوقُ
لَقَد صُبِّحَت بِالخَيرِ عَينٌ تَصَبَّحَت
لَقَد صُبِّحَت بِالخَيرِ عَينٌ تَصَبَّحَت / بِوَجهِكِ يا مَعشوقُ في كُلِّ شارِقِ
مُقَرطَقَةٌ لَم يَحنِها سَحبُ ذَيلِها / وَلا نازَعَتها الريحُ فَضلَ البَنائِقِ
تُشارِكُ في الصُنعِ النِساءَ وَسُلِّمَت / لَهُنَّ صُنوفُ الحُليِ غَيرَ المَناطِقِ
وَمَطمومَةٍ لَم تَتَّصِل بِذُؤابَةٍ / وَلَم تَعتَقِد بِالتاجِ فَوقَ المَفارِقِ
كَأَنَّ مَخَطَّ الصُدغِ فَوقَ خُدودِها / بَقِيَّةُ أَنقاسٍ بِإِصبَعِ لائِقِ
نَدَتهُ بِماءِ المِسكِ حَتّى جَرى لَها / إِلى مُستَقَرٍّ بَينَ أُذنٍ وَعاتِقِ
غُلامٌ وَإِلّا فَالغُلامُ شَبيهُها / وَرَيحانُ دُنيا لَذَّةٌ لِلمُعانِقِ
تَجَمَّعَ فيها الشَكلُ وَالزَيُّ كُلَّهُ / فَلَيسَ يُوَفّي وَصفَها قَولُ ناطِقِ
أَلَستَ أَمينَ اللَهِ سَيفُكَ نَقمَةٌ
أَلَستَ أَمينَ اللَهِ سَيفُكَ نَقمَةٌ / إِذا ماقَ يَوماً في خِلافِكَ مائِقُ
فَكَيفَ بِإِسماعيلَ يَسلَمُ مِثلُهُ / عَلَيكَ وَلَم يَسلَم عَلَيكَ مُنافِقُ
أُعيذُكَ بِالرَحمَنِ مِن شَرِّ كاتِبٍ / لَهُ قَلَمٌ زانٍ وَآخَرُ سارِقُ
أُحَيمِرَ عادٍ إِنَّ لِلسَيفِ وِقعَةً / بِرَأسِكَ فَانظُر بَعدَها ما تُوافِقُ
تَجَهَّز جِهازَ البَرمَكِيِّنَ وَانتَظِر / بَقِيَّةَ لَيلٍ صُبحُهُ بِكَ لاحِقُ
عَجَبتُ لِهارونَ الإِمامَ وَما الَّذي
عَجَبتُ لِهارونَ الإِمامَ وَما الَّذي / يُوَدُّ وَيَرجو فيكَ يا خِلقَةَ السِلقِ
قَفاً خَلفَ وَجهٍ قَد أُطيلَ كَأَنَّهُ / قَفا مالِكٍ يَقضي الهُمومَ عَلى ثَبقِ
أَرى جَعفَراً يَزدادُ بُخلاً وَدِقَّةً / إِذا زادَهُ الرَحمَنُ في سَعَةِ الرِزقِ
وَلَو جاءَ غَيرُ البُخلِ مِن عِندِ جَعفَرٍ / لَما حَسِبَتهُ الناسُ إِلّا مِنَ الحُمقِ
أَبا مُنذِرٍ ما بالُ أَنسابِ مَذحَجٍ
أَبا مُنذِرٍ ما بالُ أَنسابِ مَذحَجٍ / مُرَجَّمَةٌ دوني وَأَنتَ صَديقي
فَإِن تَأتِني يَأتِك ثَنائي وَمَدحَتي / وَإِن تَأبَ لا يُسدَد عَلَيَّ طَريقي
أَيا رُبَّ وَجهٍ في التُرابِ عَتيقِ
أَيا رُبَّ وَجهٍ في التُرابِ عَتيقِ / وَيا رُبَّ حُسنٍ في التُرابِ رَقيقِ
وَيا رُبَّ حَزمٍ في التُرابِ وَنَجدَةٍ / وَيا رُبَّ رَأيٍ في التُرابِ وَثيقِ
أَرى كُلَّ حَيٍّ هالِكاً وَابنَ هالِكٍ / وَذا نَسَبٍ في الهالِكينَ عَريقِ
فَقُل لِقَريبِ الدارِ إِنَّكَ ظاعِنٌ / إِلى مَنزِلٍ نائي المَحَلِّ سَحيقِ
إِذا امتَحَنَ الدُنيا لَبيبٌ تَكَشَّفَت / لَهُ عَن عَدوٍّ في ثِيابِ صَديقِ
ومنتبهٍ بين الندامى رأيتهُ
ومنتبهٍ بين الندامى رأيتهُ / وقد نام أهلُ البيت دبّ إلى الساقي
فأولجَ فيه مثل أسودَ سالخ / اصمّ من الحيّات ليس له راق
أشقّ لريح الأستِ من حدّ شفرةٍ / وأنفذ في الخصيين من رأس مزراقِ
فلما انتحى فيه تحرّف وانثنى / وأطرقَ عند النيكِ أحسن إطراقِ
فقلتُ له لا تلفين مقصراً / ولا مشفقاً في غير موضع إشفاقِ
أجد عصرَ خصييهِ فإنّ سكونهُ / سكونُ فتىً صبّ إلى النيكِ مشتاقِ
ولو لم يكن يقظان ما قام أيرهُ / ولا ضمّ عند النيكِ ساقاً إلى ساقِ