المجموع : 5
إذا ابيضت الدنيا من الثلج لم أمل
إذا ابيضت الدنيا من الثلج لم أمل / إلى لونها شوقا وان شاق في الروق
وما ذاك الا انه طارئ وما / احب طروء اللون في وجه مخلوق
تعجبت من دنياي لما رأيتها
تعجبت من دنياي لما رأيتها / تجير سفيها او تجاور احمقا
فقلت ولولا ذان بانت معايبي / فمن اجل هذا طلب لي منهما اللقا
إذا ما تعشَّى القُنَّبِيط جراضم
إذا ما تعشَّى القُنَّبِيط جراضم / رمى الجوَّ من برج أسته بجلاهق
فيفعم ثقْبي منخريه عجاجها / فيرجع أيضاً سبكها كالبنادق
إذا بت مشغول الفؤاد بما ترى
إذا بت مشغول الفؤاد بما ترى / من الغيد عيني والجمال مفرق
أرَكِّب في وهمي محيّا يشوقني / على قامة أولى به ثم أشبق
أتاني كتاب من خليل منمق
أتاني كتاب من خليل منمق / على كل حرف منه حسن ورونق
تنشَّيْتُ وجدا إذ تنشَّيت عرفه / ولم لا ومنه عاطر الورد يعبق
فيا حبذا ذاك العبير وحبذا / نسيم به نحوي التباشير يسبق
إلى الله أشكو ما لقيت من النوى / وحرّ جوى كادت به النفس تزهق
أقمت وأحبابي ابروا وأبحروا / على غير ما أهوى وشملي مفرّق
فما زلت مذ بانوا حليف صبابة / إذ حان سبح كدت بالدمع أغرق
ففي قلبي المأسور أدّخر الهوى / ومن طرفي المسجور دمعي أنفق
كئيب نحيل واجد متشوف / غريب عليل فاقد متشوق
ولست بذي صبر فيؤمل أجره / ولست بذي سلوى إليه موفق
وليس بمأمون زماني على اللقا / وهل يؤخذن يوماً على الدهر موثق
أحن إلى لقياهم متلهفاً / إذا ما سميري النجم لاح وأقلق
وإن ذرّ قرن الشمس أوهمت أنها / تبلغني عنهم سلاماً وتنطق
فإني أرى فيها علامات حسنهم / وفي كل حسن ذكر ما القلب يعشق
أعلل قلباً بالأماني هائماً / ولم يبق فيه للتمني مصدق
يطير اشتياقاً بي إليهم وإنني / أسير هوى فيهم ببيني موثق
ويخفق من ذكر اسمهم فكأنما / يخيل لي أن مضجعي منه يخفق
وأسكب دمعاً كان يجري بقربهم / فكيف وباب الوصل دوني مغلق
متى يجمع اللّه المحبين ساعة / وحجب النوى بعد الوصال تمزق
ورب بعاد كان منه دوام ما / يؤمل من قرب الأحبّة شيّق
فلله أسرار يعزّ بيانها / وللدهر أطوار تسوء وتونق