القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 3
سرى الطيفُ وهنا والرقاد مرنّق
سرى الطيفُ وهنا والرقاد مرنّق / وولّى فجفني إذ تولى مؤرّق
أجل غرنا حتى لقد كاد أن يرى / بجفني الكرى أو كاد في الوعد يصدقُ
ويمنعني مما أحبّ فرقدةُ / أفوزُ بها أو رصدة حين يطرقُ
ولو خفقت عيني به لم تفض له / دموعي ولا قلبي لذكراه يخفق
وقد كان قطع النوم في الحب واجبا / وللطيف في جنح الدجنّة يسرق
ودون الحمى النجديّ حيّ سهامهم / حذاق على ما استبطن القلب تحدق
رنت فرمت قلبي بسهم لوقعه / حشاي على مر الليالي تمزّق
ولا جفن لي إلا وأقرحهُ البكا / ولا قلب إلا قد يراهُ التشوّق
ألا لا تذكرني بأيام جلّقٍ / فتصبي فؤادي بالتذكّر جلّق
ولا بأحاديث الحبيب فإنه / حمامي إذا ما عنّ ذكراه يطرُق
مضت دونه أيام عاد وجرهم / وطار بعيشي طائر ما يحلّق
رعى الله من قلبي لديه مولّه / أسير ومن دمعي لذكراهُ مطلق
يهيج اشتياقي كلما هبّت الصبا / إليه ولاح البارق المتألّق
لحا الله هذا الدهر إن صروفهُ / تصرّفن بالألاف حتى تفّرقوا
ألا ليت شعري هل أعيشنّ ساعةً / ولما أراني بالتفرّقِ أفرقُ
وإنّي كمن قوم همُ يثجُ العُلا / ورأبُ الثأى والعارضُ المندفقُ
أناسُ زكت أحلامهم وأصولهم / فأفعالهم في جبهة الدهر تشرقُ
كبيرهمُ وقف على الجود والندى / وناشبهم في حلبة المجد يسبق
بمأسور علم أو بميسور نائلٍ / لأعراضنا سور منيعُ وخندقُ
وفخري بنفسي أنها ذات رفعةٍ / وعزّ عليه الذلّ ما يتطرّقُ
فللناس من كفّي السماحة والندى / وللدهر من فضلي بهاء وروونق
وهان على عيني الورى حيث لم أجد / سوى من له خزى من العار موبق
إلى أن أتيت الملك عيسى ومن بهِ / غدا يمنح الله العباد ويرزقُ
فعانيت بحراً للفضائل والندى / مكاثرهُ في لجّةٍ منه يفرَقُ
له نظر للمكرمات وغيرهُ / نواظرهُ نحو الرذائلِ ترمُق
ولو لا القرى في الدارميّين لاستوى / جريرُ على علّانه والفرزدق
وما زال عندي نحو رؤياك لوعة / أردّدها بين الحشا وتحرُّق
وقد مسلت أذني بشكركَ فاغتدت / مولّهة والأذن كالعين تعشق
فأيّ فخار لم تنله ورفعة / بها جيد هذا الدهر منك مطوّق
ففضلك إذ نبلى وبأسكَ والندى / فمن حاتم أو عامر والمحرّق
فعلمك لا ما في الدقاتر نافع / وشعرك لا ما نظموه ولفقوا
وبأسك لا أن صال عمروا وعامر / وجودك لا صوب من الغيثِ مغدِق
وما زرتَ أرض الشرك إلا نهدّت / دعائمها من سطوةٍ منك تصعقُ
فما أن يرى إلا بناء مهدّم / يحلّ بقطر بها وهام مغلّق
هنيء لهذا الدين أنك ربّهُ / وأنك لهليه غمام مدفّق
ولو لم تقُد يوم الكريهةِ فيلقاً / لأروى الأعادي من عزيمك فيلقُ
وشاهد ما قد قلت بالأمس ظاهر / وقد رام سلما من يديك الدمستق
بكفّك للراجين بالجود خضرمُ / وفي الروع للأعداء سيف مُذلّق
وقد وجدوا منك المنيّة والمنى / وكلّ فخار حين تولي وتصعقُ
أتيتك يا ملك الملوك وإنّني / أتيتُك أصغي الودّ لا أتملّق
ومثلك من يصغي لمثلي وردهُ / ليعلم ما عندي له ويحقّق
ولم ترعيني من أخيّم عندهُ / فتخدي إلى لقياه إبلى وتعنقُ
وكنت أمنّي النفس منك بزورةٍ / بها رمقي حتى أتيتُ مرمّق
فإن عزّني في قصد بابك ماجد / يعرّفُ قدري حين يثني فيصدقُ
لما فاتين من حسن رأيك عالمٌ / بفضلي فيسدي ما يشاء ويطلق
إلى كم بأبواب الملوك أخو الحجا / مهان وكم من جاهلٍ ينفيهَقُ
وليس يرى فرزان نطع مؤخّراً / عن الشاه إلا أن يقدّم بيدقُ
تملّ بهذا المدح حقّا فإنّه / لملك نور حين يتلى ورونَقُ
أيا شرف الدين الذي سوقُ يحده
أيا شرف الدين الذي سوقُ يحده / بمعروفه بين البريّة نافق
ويا من عطاياه إذا ضنّ بالندى / تُقَصّر عنهنّ الغيوبُ الد وافقُ
إذا شمت برقا من جميل خلاله / شممت به نشرا له المجد فاتق
لئن كان شكري في معاليك صامتا / فعذري بعجزي عن صفاتك ناطقُ
وما غاية المثني وفيك خلائق / تقصّر عن أوصافهنّ الخلائقُ
سعاد اسعدي بالطيف بعد التفرّق
سعاد اسعدي بالطيف بعد التفرّق / ورقّي لجفنٍ من نواك مؤرّق
ولا تجعلي هجري لديك سجيّةً / وحسبك ما يلقى فوادي وما لقي
أروح بدمع هاطل ثم انطوى / على لوعة في الصدر ذات تحرّق
وأعذو بقلب من نواكم مصفّد / أسير ودمعٍ في المنازل مطلق
وأشتاق إن مر النسيم وإنما / أذوب أسى للبارق المتألّق
فاصبوا إلى بان الحمى إن ترنمّت / به الورق من وجد بكم وتشوّق
ويذكر إن لاح برق لياليا / حمدت بها عيشى ببصري وجلّق
سقى السفح من وادي النضا صوب مزنة / وروّى ثراه بالحيا المتدفّق
فعندي لذكرى عيشتي بربوعه / حنين غدت منه الحشا في تمزّق
أجيرتنا إن فرّق الدهر بيننا / فودّكم في القلب غير مفرّق
وإن بعدت أيدي النوى عن مزاركم / فقلبي على عهد من الحبّ موثق
غدا بكم الركب الشآميّ مشئماً / ورحت بركب للتباعد معرق
وإن صدحت ورقاء في غسق الدجى / غدا الدمع تذكاركم ي ترقرق
وما هيّج الشوق القديم ولا الأسى / لبعدكم غي الحمام المطوّق
وماضي شباب مستعار بكيتهُ / بدمع على عصر الشبيبة مغدق
وقد لاح صبح الشيب ي ليل المنى / فاسفر في راسي وفودي ومفرقي
أيمنحني دهري الملّمات بعدما / رماني من ريب الخطوب بأفوق
ولم يدر أني تحت ظلّ ممنّع / لأحمد لا أخشى ملمّة موبق
مليك غدا شمل العلى في تجمّع / به وغدا شمل اللهى في تفرّق
له في ذرى العلياء اشرف موضع / وفي العزّ هضب كالغمام المعلّق
أغرّ له في البذل والجود راحة / أبرّت على فيض الحيا المتدفّق
تجاوز أقصى غاية الحمد جاهدا / وبالع في إحسانه والتخلّق
مليك حباه الله بالحلم والحجا / فاجزل والرأي الاصيل الموفّق
فلو لم يكن بين الورى وغدوت من / سجاياه أنني عندهم لم أصدّق
سلوا إن جهلتم فعله قصد القنا / وأسيافهُ والموت بالموت يلتقى
لقد زلزلت أرض الأعادي جياده / وراح الكماة بين مردى ومصعق
فللّه كم ذلّت بسمر رماحه / قرونة بطريق لهم ودمستق
أيا أسد الدين الذي من رماحه / قرى الوحش والعقبان في كل مملق
بكم عاد وجه الأرض من بعد جدبه / خصيبا بروض من أياديك موفق
وفيكم نفاق الفضل بعد كساده / بجمع لاشتات العلا المتفرّق
سقيت فلا لبّ اللبيب معطّش / لديك ولا رزق الجهول بضيق
وأجزلت لي النعماء حقا وإنني / غدوت بجيد من نداك مطوّق
وأغنيتني عن معشر بامتداحهم / حرمت سلامي بل كلامي ومنطقي
بهم عادت الأيام من بعد نورها / ظلاماً بشمل للمعالي ممزّق
سأركبُ في هجوى لهم كلّ مركب / من الذمّ في بحر من الشعر مفرق
أيا أسد الدين المليك الذي به / غدوت فغصن في المكارم مورق
علقت بود منك لم أك قبله / بودّ امرئٍ من ذا الورى بمعلّق
فإن لم أدوّن فيك مدحا يمرّه / لسان المعالي بالثناء المروّق
فلا نلت من دنيايَ خيرا ولم أزل / بحال على مر الليال مرمّق
تهنّ بشعبان الذي جاء مقبلا / على إثره شهر سريع التطرّق
ودم في نعيم وابق في ظل دولة / بركن على مر الليالي موثّق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025