أغيرك بين القوم يرجى ويتقى
أغيرك بين القوم يرجى ويتقى / اذا جال أردى أو إذا جاد أغدقا
هنيئاً لك الفضل الذي شاع ذكره / فغرب في اقصى البلاد وشرقا
ولم أرض ان البدر يحكيك في العلى / وقد ضاء وهناً في الدجى وتألقا
بلغت مدى عبد الحميد بلاغة / وحسان تبياناً وسحبان منطقا
وطوقت جيد الدهر بالفضل فانثنى / يضارع في السجع الحمام المطوقا
يراع كحد السيف أو ناب ضيغم / جرى البأس في أنيابه وترقرقا
يميناً لانت المرء من بات أصله / عريقاً ومن بالفضل أصبح أعرقا
فان زعم المغرور انك لم تكن / قرين المعالي كان في الزعم أحمقا
تعرض عن جهل يؤمل مأربا / فراح ولم يبلغ مناه فأخفقا
صموتاً كأن الخزي جز لسانه / وقد كان منفوخ الغلاصم أشدقا
رآك اتخذت النجم للنعل موطئا / فأرعد شأن الحاسدين وأبرقا
وقلَّب كف الخاسرين تندما / كما قلَّبَ السهدُ المحب المؤرقا
فأرفده عفواً يملك النفس عنده / إذا صار من رق انتقامك معتقا
ملكت فجاج الحلم وهي رحيبة / فما كان سمُّ العفو عندك ضيقا
لأجعلُ من يبغون شأوك عبرة / واترك عرض الغادرين ممزقا
وما حارب الاعداء إلا فضيلة / لديك وصيتاً في المشارق حلقا
وكائن هجا الاعراب قبلك سيدا / سليلَ ملوك بالجلال ممنطقا
وكم زادهم معن بن زائدةٍ جدىً / وكان عليهم بحر حلم تدفقا
ولو أمعن الحساد فيك لما رأوا / سواك بعلياء أحق وأليقا
همُ طرقوا باباً من الحقد موصدا / وهم فتحوا باباً من الكيد مغلقا
وهم فوقوا سهماً وحسبك واقيا / إذا كان سهم اللَه فيهم مفوقا
فقل لهمُ قوموا إلى المجد نستبق / لننظر من يضحى إلى المجد اسبقا
فان عجزوا فانهض بعزمك نهضة / ترد لهم طرفاً من العجز مطرقا
ترفق عليهم كي نرى منك سيدا / أطبَّ بأدواء الوشاة وأرفقا
رزينا يغض الطرف عن هفواتهم / ويحنو برفق خالط الحلم والتقى
وقوراً إذا الاحلام خفوا لطيشهم / وثبتاً اذا ما حادث الدهر اقلقا
أخا المجد لا زالت عليك مهابة / تزيدك ما بين المحافل رونقا
فسر في طريق سرت فيها معفرا / جبيناً لمن يبغى مداك ومفرقا
ومثلك من يغضى على الذنب تاركا / عداه يخطون الحديث الملفقا
ولا زلت رغم الحاسدين محسدا / وجدك رغم الكاشحين موفقا
أجدك هل تصبيك الا قصيدة / اذا تليت كانت سلافا معتقا
اليك قواف في مديحك صغتها / يروق جريرا نظمها والفرزدقا
ومن كان في علياك ابلغ قائل / يكن شاعراً يوم التفاضل مفلقا