المجموع : 4
أَسلت لك العينين دمعاً مرقرقا
أَسلت لك العينين دمعاً مرقرقا / وَسمت لك الجنبين وجداً محرقا
خليليَّ مالي عنكما متحوّل / اذا لم تكونا لي رفيقين فارفقا
ابثُّكما عينا تلجلج دمعها / وقلباً متى نهنهته لجّ محنقا
ولم ار الا لي عقيق شفاهكم / عقيقا والا ابرق الثغر ابرقا
ووجداً كمشبوب الاوارين في الحشا / يخبّ اذا ما لاعج الحب اعنقا
فمن مبلغٌ عني الوكة شيِّق / حبيبا بمحتل السماوة شيَقا
فيا لا عدا ارض السماوة مرعدٌ / من الغيث يسقي ما حل الترب مبرقا
ازجّ لصحراء السماوة جسرة / علاة تجوب البيد هوجاء سوهقا
ترانيَ منها آخذاً بخطامها / كصلٍّ وثوب بالمخطَّم عُلِّقا
اذا ادلج الركب المغذ بليله / يقلِّب للركب المغلس حملقا
ولو لم اعلل في تأوب نوقه / زجرت له الاحشاء تخفق انيقا
اما وثنايا أن برقن لناظرٍ / توَّهمت أن البرق منها تألَّقا
ومصقول وردٍ في الخدود مكمَّم / به عبثت ريح الصبا فتفتَّقا
وسود جفون تقطر الخمر أن رنت / شربت بهنَّ الصرخديّ المروَّقا
تعوَّذت باسم اللَه حين يديرها / نوافث سحر لا تعوَّذ بالرقى
الا عاطني الكاس الدهاق بمقلةٍ / يطيب بها شربي صبوحاً ومغبقا
اعلّ بمرحوق بفيك كأنما / اعلّ بمغبوق من الكاس صفِّقا
شربت الطلا صرفاً قديماً وحادثا / واطيب ما احسو السلاف المعتَّقا
ويا بأبي افدي وامي وأسرتي / غزالاً رعى بالرمل ضالاً وزنبقا
هو البدر في اوج السما غير أنه / تطلَّع في ارض السماوة مشرقا
هو الصورة الحسنا التي لو تصوَّرت / لداود في محرابه لتعشَّقا
هو المسك طيباً والصبا غضوية / وزهرُ الربى غضّاً تعبَّق مونقا
لئن شتَّت الدهر المفرق جمعنا / فلن يجمعنَّ الدهر الا وفرّقا
أُخيَّ لقد طال البعاد الا اقتراب / تقاعست ام خلت السماوة جُلَّقا
ولو لم اكفكفه بكفيَ دائباً / تحدَّر فياض العزالين مغرقا
كأنّ اتصال الدمع في جريانه / على النحر خيل تقطع البيد سبَّقا
كأنّ العيون الطافيات بدمعها / زوارق كادت ان تعوم وتغرقا
كأنّ اللحاظ الطامحات سوانحاً / جوانح طيرٍ بالقوادم حلّقا
اذا رمتُ لي يوماً طريقا مخلِّصا / وجدتُ من البلوى طريقاً مُطرقا
اذا فاح ريعان الصبا بأريجه / نشقت الكبا والمندليَّ المعبَّقا
اراه مقيماً في الفؤاد وان نأى / فغرّب نأياً في البلاد وشرَّقا
يعفُّ له دون النطاق مفخمٌ / نبيلٌ وخصرٌ بالنحول تمنطقا
أخا القرب أني منك في القرب والنوى
أخا القرب أني منك في القرب والنوى / اصرح بالودّ القديم وتمذقُ
محضتك حبّاً لو تقابلني به / لأقبل من بغداد للحب فيلقُ
وجرّبت اخوان الزمان فلم اجد / صفيّاً اخا صدق يقول فيصدقُ
ايا صاح اهواء النفوس غرائزٌ / فمني الهوى خلق ومنك تخلقُ
كذاك هوى العشاق في دعوة الهوى / فبعضٌ لهم عشقٌ وبعض تعشقُ
تخلقت في خلق جديدٍ عهدتُه / قديماً هو الخمر الرحيق المعتقُ
واني على هجري اهجِّر ناشئاً / هل الركب من تلقاء دجلة يخفقُ
فلولاك ما حنّ الغريُّ لدجلةٍ / نزوعاً ولا اشتاقت لبغداد جُلَّق
أَعِدلي حديث الفرع منك مُطولاً / فما بعده الاَّ الحديثُ الملفَّقُ
وصف ليَ ذاك الاشنب الثغر واختصر / على خصرٍ منه فأنك مغرقُ
وعلمك اني لستُ اعرف عادة / يُعوِّدنيها طائش اللب احمقُ
لأنكرت حتى مجلس الدوح غدوة / وقد ضمَّنا ذاك الرواق المسردقُ
اذا الطير تشدو والنواعير هتَّفٌ / ودجلة تنزو والغصون تصفِّق
واذ نحن فيه محدقين جميعنا / نشاوى لنا فيه صبوحٌ ومغبق
واذ قرقف الشرب الندامى مدامةٌ / واذ قرقفي ذاك الرضاب المروّق
ويشرقني بالريق منك مقبَّلٌ / شهيٌّ بنسق اللؤلؤ الرطب ينسق
وزونجيّ خالٍ فوق ورديّ وجنةٍ / نصوعٌ بريا العنبر الورد يعبق
يروقك منه اتحميٌّ مسهمٌ / ترقُّ حواشيه وقرطٌ وقرطق
ومنصلتٌ خدٌّ واجيَدُ ناعمٌ / ومحلولكٌ جعدٌ وخصرٌ ممنطق
اذا همّ بالسلوان قلبي يردُّه / الى الكوخ قلبٌ لي هناك معلَّق
يهيم لُهام الجيش وجداً بحدّه / ولما يفق الاَّ وهامٌ مفلَّق
اقلِّب قلباً فيه للشوق طائف / وعينا بفيض الدمع تطفو وتغرق
واطبق اجفانا تُعلَّل بالكرى / لعل خيالا منك للعين يطرق
وحسبيَ لي قلبٌ عليك مولّه / ودمعٌ سكوب في الخدود مرقرق
اعرني حياة ان اردت سلامتي / والا فدع يقضي الحمام المفرق
لَبات على النار الخليل صليتها / وبات عليها يصطليها المحلَّق
ترفَّق بخلٍّ لم يخنك مغيبه / فأن الرفيق الخل بالخل يرفق
وهل يتَّقي سهمٌ لعين وحاجب / فتلك له تبري وذاك يفوِّق
اخا الحسن خذ منّي اليك فريدة / اذا انشدت في محفل الجمع يحنق
يجرُّ جريرٌ ذيلهُ معجباً بها / ويهتزُّ مرتاحاً اليها الفرزدقُ
لك الذهب الابريز في الشعر مذهب / لحوبٌ طريقاه اللجين المطرق
احبَّاي طال البُعد بيني وبينكم / دعوتكم والشوق يدعو الحقوا الحقوا
اناديكم والقلب معي بدائه / دفينا وهل قلب من الداء يفرقُ
على غصصٌ في الصدر لو حلّ وقعها / من الشيخ في راس الفتى شاب مفرق
لسوّفتموا لي القرب عنقاء مغرب / تزفّ على طول النوى وتحلِّقُ
اجنّ اذا ما الليل جنَّ كأنما / يقوم لكم في امِّ رأسي اولقُ
واغرى لكم والليل يكبو بأدهم / الى ان عدا من موكب الصبح ابلقُ
ذوى عود انسي او تعود لعهودكم / فيرجع عودي وهو ريَّان مورقُ
اليكم يحنُّ القلب ما ناح طائرٌ / على الألف او حنَّت الى الوردانيق
رقى بك مجدٌ اقعد الصيد مرتقى
رقى بك مجدٌ اقعد الصيد مرتقى / فسدت ملوك الارض غرباً ومشرقا
ركزت بصدر الدهر رمحاً مثقَّفاً / وجرَّدت عضباً للزّمان مُذلقا
وما انت الا الليث عزماً ونجدة / وحزما واقداما وكفّاً ومفرقا
وهل يطرقُ الليث الهزبر بغابه / وان هو امسى في حمى البيت مطرقا
اذا اعتقل الرمح الرديني واستوى / على متن طرف يسبق الطرف معنقا
تكفل ارزاق القشاعم ظافراً / بمارقةٍ تقتاد للحرب فيلقا
اعدّ لها فضفاضة الحرب معلماً / على ظهر مفتول الأياطل ابلقا
اخو راحةٍ تستغرق الدهر نائلا / فلو لامست صخرا اصماً لأورقا
واين الغمام الجون من فيض جوده / وان جاد شؤبوب الغمائم مغدقا
وليس بمأمونٍ على بذل نفسه / اذا ما عنان البذل للوفد اطلقا
تجمَّع فيه الفضل والبذل خلقةً / وكم مدَّع بالفضل جهلا تخلّقا
خلعت عذاري والتجمل شيمتي / بحب ابن اشراف بصبري حلَّقا
يتيه على العاني بقدٍّ مهفهفٍ / وخدٍّ به ماء الشباب ترقرقا
اسرّح احداقي به فكأنه / حديقة روض فوقها الحسن احدقا
جلت لك محمرّ الشقيق كأنما / افاضت عليه من سنا الشمس رونقا
يقرّط اسماعي بنغمة صادح / ارقُّ واحلى من صدى الجرس منطقا
لقد رقَّ اعطافاً وراق شمائلا / فساغ به كاسي صبوحاً ومغبقا
واعجم غناني بصوت مركب
واعجم غناني بصوت مركب / من النار والماء النقاخ المروَّق
حشاشته جمر الغضا وزفيره / يطير شواظا عن لهيب محرق
وقد فكَّ شدقيه فعضَّ حمامة / تزق بنيها بالمدام المروق