المجموع : 3
أطلت على الإسلام أم الصوارق
أطلت على الإسلام أم الصوارق / فدكت له بالرغم أي شواهق
وجانحه هزت على الدين سمرها / وسلت على وجه الهدى كل بارق
غداة كست برد المذلة هاشماً / وجدت لها بالطب أي مرافق
وجب بها من غالب أي عازب / فأصبح منها محارباً كل شارق
غداة أمي توجت رأس لدنها
غداة أمي توجت رأس لدنها / برأس له دانت رؤوس الخلائق
وروت ظباها من عظيم كم اغتدى / سناه بأوج العرش نور السرادق
فيا لحسام ضرج الدين حدهن / لسود من خزي وجوه البوارق
ويا لعواد فوق مهجة أحمد / لقد عقرت من هاشم كل سابق
وإن رماحاً شجرته لحطمت / لهم كل خطي لدى الضعن صادق
فمن مبلغ من شيبة الحمد أسرةً / يبين إباها في بياض المفارق
وأسداً متى هاجت تدرك بعزمها / مغارب أعدها بأقصى المشارق
بني مضرٍ ماذا القعود وقد غدا / حسين سهاماً للسهام المووارق
قد استأصلت من مجدكم كل ثامر / أمي ومن أغصانكم كل وارق
فتلك على حر الصعيد سراتكم / وتلك بنو سفيان فوق النمارق
تطرقهم ريب المنون فصرعوا / وكانوا عصام الوفد من كل طارق
مصاعب كانت لا تقاد لقائدٍ / أباة كماة لا تساق لسائق
تغادر نهب البيض بيض جسومها / فتصبغها محمرة كالشقائق
وترفع في أوج العوالي رؤوسها / فتخسف في أوج السما كل شارق
وأعظم خطب قد أطل فدك من / رواسي علاكم شاهقاً بعد شاهق
ركوب بنات الوحي فوق هوازل / تدافع عن قرع القنا بالمرافق
سبين وأنى تعرف السبي والسرى / ربائب حجبٍ أو بنات سرادق
فقل لخدور المحصنات تهتكي / فزينب تسبي فوق عجف الأيانق
فما بعد بنت المرتضى من مهابةٍ / بهتك حصان من بنات البضارق
تنادي بصوت طبق الكون شجوه / وقلب كأجناح الحمائم خافق
أضام ومن أهلي الأباة تعلمت / إباها وىبائي كرام المعارق
وأظمى وكم ذبل الشفاه قد ارتوت / بصابح مزن من نوالي وغابق
واسى وكم مدت على رواقها / أعراه أبنا نجدةٍ وسوابق
فأين نزار في متون عناقها / ترى في السبا قد جرح القيد عاتقي
تهز أمامي كالأراقم سمرها / فتركزها بالظعن في عين رامق
ترى صبيتي ذي شفها سوط قارعٍ / وذي في يديها تتقي كف صافق
نشدتهم هل يرجعون لحيهم / فتورق أغصاني ويثمر وارقي
وهل تأرج الدنيا بطيب نوالهم / وتعبق أيديهم لعرنين ناشق
نبي الوحي صبراً إن للثار صارماً / له الوصم في الهامات أو في المفارق
بكف فتى يروي المغارب بالدما / متى شحذته كفه في المشارق
ألا إن ركباً قد أناخ بكربلا
ألا إن ركباً قد أناخ بكربلا / قلائصه واعتد مجرى السوابق
قصاره في الإيجاد خطب ألم بال / مغارب حتى دكها بالمشارق
يقل به رأس الحسين على القنا / ونسوته من فوق عجف الأيانق
وإيدا يمير الدهر فيض نوالها / به سامها المقدار قطع المرافق
وزاكية ممن أبوهن أحمد / جرى الوجد في أحشائها جرى سابق
تنادي بصوتٍ يملأ الكون شجوه / ويوهي احتكام الراسيات الشواهق
لقد كنت مأوى كل من خطر حلها / وفاجأها صرف الزمان بطارق
ورحلي على المجد الأثيل موطأ / وصرف القضا ينهل دون سرادقي
فأصبحت لا ذو عزمةٍ فيحوطني / ويصرف عني كيد كل مشاقق
أهان وأني أنثني قصد موئل / رأيت سهام النائبات رواشقي
وأسبي ولا ذاك الحسام بمنتضي / أمامي ولا ذاك اللواء بخافق
أقلب طرفي لا حمي ولا حمى / سوى هفوات السوط من فوق عاتقي