أأنكرتَ أطلالَ الرسوم وقد تُرى
أأنكرتَ أطلالَ الرسوم وقد تُرى / بها غانياتٌ دَلَّهنَّ وثيقُ
يقارفننا بالودّ يُخفى فَريقَهُ / ومنه باظلال الأراك فريقُ
وما انصَفت ذلفاءُ أمّا دُنُوّها / فهجرٌ وأمّا نأيُها فيشوق
تَباعَدُ ممن واصلت وكأنّها / لآخر ممّن لا تَودُّ صَديق
لقد عَلِمَ المُستَودِعُ السّرَّ أنني / ستَورٌ له صدري عليه شفيقُ
وإني امرؤٌ تَعتادُني أريحّيةٌ / بمالي إن حَلّت عليه حُقوق
ذا العَزَبُ اجتابَ الدخان وأصبحت / بليلاً وأمسى الغيم وهو رقيق
فإن أنجح الواشي وأصبح بيننا / وبينكِ مُغبرُّ الفجاج مَعيق
فجادك وسمىُّ كأن ربابَه / قِطارُ عِباديّ عليه وُسُوق
هزيمٌ إذا حَلَّت عزاليَهُ الصبا / يُرى لبناتِ الماء فيه نَغيق
وظلمةِ ليلٍ دون ذَلفاءَ قِستُها / إذا لم يكن للطّلمساءِ فُتُوقُ
بأعيَس من حُرّ المهارى يَزينُهُ / نجارٌ كلون الأخدريّ عَتيقُ
لقوداء شملال السُّرى قَاعَ فَوقها / به من قُرُوم الناعجات فنيقُ
ترى الصُّلبَ فيها والضلوع كأنّها / سَقائف ساج سمُرهُنّ وثيقُ
لدى شَعشَعانٍ في الزمام تعُودُهُ / خريعٌ كسبت الموسميِّ خفوق
يَرنُّ الحصى من وقعه ثم ترتمي / به بَسَراتٌ رَجعُهنَّ رَشيق
تقَاذُفَ قُرقُور الصَّرارى أجمَلَت / به نَيرجٌ يحدو الجهامَ خريق
حللتُ له طولَ الثواء وقد ثوى / ثلاثَ ليال في الوثاق يَهُوق
يَردُّ الجبين بالجران كأنّه / إذا قام جِذعٌ من أوال سَحُوق
ونادى منادٍ بالأذان وقد غدا / برحليَ مَوّارُ اليدين خليقُ
فما ذرَّ قرن الشمس حتى ارتمت به / من القُوَريين المكرعات طريق