المجموع : 7
مَقام الفَتى في ذلة بَين آله
مَقام الفَتى في ذلة بَين آله / وَفي قَومه عارٌ عَليهِ محقّقُ
فَلا تك تَرضى جاه جار وَلا تَكُن / تؤمّل ظل القَوم واق وَإِن يقوا
وَكَيفَ يَطيب العَيش وَاليَأس مرتع / وَبَدر المَساعي في سَما الحَظ يُمحَق
فَدَع راحة تفنى وَتَبقى مذلة / فَنجمك سيّار وَعودك مورق
وَلا تَبكِ أَحباباً يَعز فراقهم / عَلى كُل حال يَفقدوا أَو يفرّقوا
وَإِياك أَن يخذلك حب لجمعهم / فَتمسي وَقد بادوا عَلى الدَهر تَحنَق
إِلَيكَ فَكُل الأَرض يَسكن تربها / وفي كُل أَرض من يُحبُّ وَيَعشق
محجَّتُك البَيضا وَحجُّك حِجَّةٌ
محجَّتُك البَيضا وَحجُّك حِجَّةٌ / إِذا احتجَّ في يَوم الجِدالِ الخَلائقُ
فحجك مبرورٌ وَقصدك ناجحٌ / وَسَعيك مَشكورٌ وَعَودُك شائقُ
وَكُنّا بتذكار الحجاز وَأَهله / يُهيِّجُنا إِن شاقَ في اللَيل بارق
فَقرّبت بِالتَصوير ما هوَ نازحٌ / وَأَقررتَ بالآثار مَن هوَ وامق
وَأَبديت في غَيب البِعادِ شهودَه / وَأَدنيته وهوَ النَّئِيُّ المفارق
فجوزيت عنا خير ما أَنت آملٌ / مِن الواهب الرَحمن وَالفَضلُ سابق
وَحسبك إن قال الوُجود مؤرّخاً / أَلا صَوَّرَ البَيتَ المُكَرّمَ صادقُ
أَدر يا صَفا صَرفَ الرَحيقِ المروّقِ
أَدر يا صَفا صَرفَ الرَحيقِ المروّقِ / فَقَد آن شُربُ البابليّ المُعتَّقِ
وهات اسقنيها بنتَ كرمٍ كَريمةً / وَهنِّئ فؤادي بعدَ طولِ التفرُّق
فَها أَرضُ آبائي وَمَغنى عشائري / بَدا غربُها يَجلي العُيونَ كَمشرق
فَيا أَرضُ لا غالتك أَيدي حَوادثٍ / وَلا ذمّت المَغنى وَلا زلتِ تَرتقي
تَركتُ عَنا الماضي وَحالي غَنيمة / وَمن يَعلم الآتي وَللّه ما بَقي
أَقول لِقَلبي وَالأسى يَتبع الأَسى
أَقول لِقَلبي وَالأسى يَتبع الأَسى / وأَجفانُ عَيني ذارياتٌ سَوابقُ
هب الوَصلَ وَالأَحبابَ وَالأنسَ وَالهَوى / يَدوم وَما عاقتك عَنهُ العَوائق
فَهل صَفوُ دنيانا لغير تكدّرٍ / وَهَل أَنتَ إِلا بَعد هذا مَفارق
غدرتم وكم لي عندكم من صنيعةٍ
غدرتم وكم لي عندكم من صنيعةٍ / وخنتُم وكم نفسٍ تجافت صديقَها
وكفي الَّتي أسدت اليكم مددتُها / لديكم فما وفيتموها حقوقَها
سأشرب كاسي إن عدمتُ مؤانسي
سأشرب كاسي إن عدمتُ مؤانسي / نديميَ أَفكاري وراحَتيَ الساقي
أُناجي به ذكرى عهودٍ تقدمت / وأذكر ما يأتي فأَبكي على الباقي
دَنَت لوصالي بعد طُول التفرقِ
دَنَت لوصالي بعد طُول التفرقِ / فيا لَيت شعري أين أَو كَيفَ نلتقي
وقالو حبيبي جاد لي بلقائه / ودونَ التلاقي كلُّ بيداءَ سملقِ