المجموع : 7
إِذا جاءَ يدلى بالوَلاء منافق
إِذا جاءَ يدلى بالوَلاء منافق / فَذاكَ بعطف منك غير خَليقِ
وَشر عدوّ من يجيئك لابساً / ليخدع منك العين ثوب صديق
سأرحل عن بغداد يوماً مخلفاً
سأرحل عن بغداد يوماً مخلفاً / بها الشعر إن الشعر مني مشتق
وَما هو إلا بعض ما أَنا واجد / وإلا شعور النفس مني والخلق
لَقَد جاءَ يوم فيه ينتبه الشَرقُ
لَقَد جاءَ يوم فيه ينتبه الشَرقُ / وَيرجع محموداً إِلى أَهله الحقُّ
إذا الشرق ألقى في الحياة اعتماده / عَلى نفسه مستغنياً أَفلح الشرق
وأَكبر أَنصار البلاد رجالها / وأَحسن أَخلاق الرجال هو الصدق
وإن دعام الحذق خلق يقيمه / فإن لم يكن خلق فلا ينفع الحذق
وفي بعض من عاشرت شيء تجله / فذلك لو فتشت عنه هو الخلق
جرى الشرق شوطاً في الرهان وبعده / جرى الغرب حثحاثاً فكان له السبق
يقاسي القيود الشرق والغرب مطلق / فبين كلا القسمين هذا هُوَ الفرق
إن الشرق بعد اليوم لم يرع نفسه / أَلمَّت به الجلّى وعاجله المحق
أَلا فليرقع ثوبه كل من له / يد قبلما في الثوب يتسع الخرق
قد انطفأت تلك النهى منذ أعصر / وتومض أَحياناً كما يومض البرق
أحسُّ بأن الشرق ينبض عرقه / فَلَو لَم يكن حياً لما نبض العرق
يريد ليحيا الشعب حراً كغيره / وأَكبر أَرزاء الشعوب هو الرق
متىّ أَيُّها الصبح الجَميل تبين لي / فيبيض في ليل الهموم بك الأفق
أَتَعلم ليلى أنَّ في الحي مغرماً / بها لفؤاد بات يحمله خفق
إذا لَم يكن سير السياسة راشداً / فما إن يفيد العنف منها ولا الرفق
يحاول ناس خوض دجلة جهدهم / وتمنعهم منها الزوابع والعمق
إذا جئتني لَيلاً فدعنيَ راقداً / وَفي الصبح أَيقظني متى غنت الورق
هُوَ الصبح إي واللَه قد لاح سيفه / وإن إهاب الليل منه سينشق
مَتى ما اطمأن القلب بالنفع في الحيا / فَقَد لا يَروع الليل والرعد والبرق
وإن الَّذي يَسعى لتحرير أُمَّة / يهون عليه النفي والسجن والشنق
إذا رمت عن دار المذلة رحلة / فسر قبل أَن تنسد في وجهك الطرق
وإن لم تكن للشعب أذن سميعة / فَماذا عسى أَن ينفع القائل النطق
قد اسودَّ ليلي بالسحاب فَلا أَرى / طَريقي به إلا إذا أَومض البرق
فَيا رَب في بغداد قد كثر الأذى / وَيا رب في بغداد قد ضجر الخلق
لَقَد طرقت ليلى بليلٍ تزورني
لَقَد طرقت ليلى بليلٍ تزورني / فَيا حبذا لَيلى وَيا حبذا الطرقُ
وَساءَلتها كيف اِهتدَت لي فَلَم تجب / فَما بال لَيلى لا يطاوعها النطق
وَبعد قَليل بان لي أنَّ ما أَرى / خيال تجلَّى لي يصوره الومق
فَما تلك إلا طيف لَيلى وإنه / شَبيه بليلى لَيسَ بينهما فرق
وأعني بليلى موطناً ما ذكرته / على البعد إلا كان دَمعي له دفق
توقفت لا أدري تجاه الحقائق
توقفت لا أدري تجاه الحقائق / أأني خلقت أم هو خالقي
لئن وثق الجمهور خالقاً / فرب حكيم بينهم غير واثق
وكيف اعتقادي بالذي قد أراد لي / شروراً وجازاني مجازاة حانق
يقدر لي كفوا فإن جئته نكى / وكان إلى وادي جهنم سائقي
أأكفر لما شاء لي الكفر ساعة / واخلد في النيران غير مفارق
بقلبي أن يهدي عباده / فاكتم ما في القلب كتم المنافق
متى يصبح الإنسان حراً يقول ما / يريد ويبدي ما يرى غير فارق
وللناس زعم في الذي يعبدونه / ولكن ذاك الزعم غير مطابق
فمن قائل جسم على عرشه استوى / ومن قائل نور زها في المشارق
ومن قائل بل ربنا اللَه قوة / سرى فعلها في جسم كل الخلائق
ومن قائل ما اللَه جسما وقوة / بل اللَه شيء فوق كل الخوارق
يقولون ما يوحى إليهم ضميرهم / وما أحد فيما يقول بصادق
أتحسب أن الكون قد كان عاطلاً
أتحسب أن الكون قد كان عاطلاً / فلا أرضنا تسعى ولا الشمس تشرق
وقد خلق العوالم بغتة / وكان زمانا قبلها ليس يخلق
لئن كان هذا في اعتقادك راسخاً / فأنت لعمري في الحقيقة أحمق
وللناس فيما قد علمت مآرب
وللناس فيما قد علمت مآرب / قد اختلفت فيهم كما اختلف الخلق
فمن طالب دنيا وذاك هو الحجى / ومن طالب دينا وذاك هو الحق