إذا كان مِن فَودي وَميضُ البَوارِقِ
إذا كان مِن فَودي وَميضُ البَوارِقِ / فمِنْ مُقلتي فَيضُ الغُيوثِ الدَّوافقِ
تبسَّم هذا الشيبُ عند نزوله / تبسُّمَ مَظنونِ الفؤاد منافِق
شَنْئْتُ نجومَ الليل من أجْل لونه / وأبغَضْتُ من جرّاه يوم الحدائق
على أنّه في زَعمه غير كاذبٍ / خلاف شبابٍ زَعمه غيرُ صادق
وأحسَب أنَّ الصِّدق أوجبَ كونَهُ / كثير الأعادي أو قليل الأصادق
تمسَّك بميعاد المَشيب وعهدِه / وكنْ بمَواثيق الصِّبا غير واثق
أيا دهرُ قد شيَّبْتَ قلبي وناظري / فأهونُ ما عندي مَشيبُ مَفارِقي
أَعندك أَنّي أَيُّها الدَّهرُ واهِنٌ / وقد ذَرَّ في إلفِ النّوائب شارِقي
أَغَرُّ دَجوجِيٌّ كأَنَّ سَبيبه / جناحا غرابٍ أُودِعا صدرَ باشِقِ
جوادٌ على حُبِّ القلوب مُحَكَّمٌ / يُبين بحسن الخَلْق عن صُنع خالق
بهيجٌ يَهيجُ السّامعين صهيلُهُ / ويُشعِرُ أنَّ العِزَّ خوضُ الفيالق
وفي يَمنَتي ماضي الغِرار كأنَّه / إذا اخترطَتْه الكَفُّ إيماضُ بارق
له ضِحْكُ مَسرورٍ ودَمعةُ ثاكِلٍ / وعِزَّةُ مَعشوقٍ وذِلَة عاشق
يُسِرُّ قديمَ الحِقدِ وهو مُلاطِفٌ / ويْبطِنُ في السّلسال نار الصَّواعق
له من حديد الهند أكرمُ والدٍ / وبين قُيون الهند أصنع حاذق
ومِنْ شَقِّ هامات الفوارس شاهدٌ / به من حميد الصَّمْتِ أبلغُ ناطِق
وإمّا بدا مِن مَشرِق الغِمْد طالعاً / فمَغْربه بين الطُّلى والمَفارق