المجموع : 7
أَلا حَيِّ أَهلَ الجَوفِ قَبلَ العَوائِقِ
أَلا حَيِّ أَهلَ الجَوفِ قَبلَ العَوائِقِ / وَمِن قَبلِ رَوعاتِ الحَبيبِ المُفارِقِ
سَقى الحاجِزَ المِحلالَ وَالباطِنَ الَّذي / يَشُنُّ عَلى القَبرَينِ صَوبَ الغَوادِقِ
وَلَمّا لَقينا خَيلَ أَبجَرَ أَعلَنوا / بِدَعوى لُجَيمٍ غَيرَ ميلِ العَواتِقِ
صَبَرنا لَهُم وَالصَبرُ مِنّا سَجِيَّةٌ / بِأَسيافِنا تَحتَ الظِلالِ الخَوافِقِ
فَلَمّا رَأَوا أَلّا هَوادَةَ بَينَنا / دَعَوا بَعدَ كَربٍ يا عُمَيرَ بنِ طارِقِ
وَمُبدٍ لَنا ضِغناً وَلَولا رِماحُنا / بِأَرضِ العِدى لَم يَرعَ صَوبَ البَوارِقِ
عَرَفتُم لِعَتّابٍ عَلَيكُم وَرَهطِهِ / نِدامَ المُلوكِ وَاِفتِراشَ النَمارِقِ
هُمُ الداخِلونَ البابَ لا تَدخُلونَهُ / عَلى المَلكِ وَالحامونَ عِندَ الحَقائِقِ
وَأَنتُم كِلابُ النارِ تُرمى وُجوهُكُم / عَنِ الخَيرِ لا تَغشَونَ بابَ السُرادِقِ
وَإِنّا لَنَحميكُم إِذا ما تَشَنَّعَت / بِنا الخَيلُ تَردي مِن شَنونٍ وَزاهِقِ
باتَ هِلالٌ بِالخَضارِمِ موجِفاً
باتَ هِلالٌ بِالخَضارِمِ موجِفاً / وَلَم يَتَعَوَّذ مِن شُرورِ الطَوارِقِ
فَصَبَّحَهُ سُفيانُ في ذاتِ كَوكَبٍ / فَجَرَّدَ بيضاً صادِقاتِ البَوارِقِ
وَسُفيانُ خَوّاضٌ إِلى حارَةِ الوَغى / وَلوجٌ إِذا ما هيبَ بابُ السُرادِقِ
بِتُّ أُرائي صاحِبَيَّ تَجَلُّداً
بِتُّ أُرائي صاحِبَيَّ تَجَلُّداً / وَقَد عَلِقَني مِن هَواكِ عَلوقُ
فَكَيفَ بِها لا الدارُ جامِعَةُ الهَوى / وَلا أَنتَ عَصراً عَن صِباكِ مُفيقُ
أَتَجمَعُ قَلباً بِالعِراقِ فَريقُهُ / وَمِنهُ بِأَظلالِ الأَراكِ فَريقُ
كَأَن لَم تَرُقني الرائِحاتُ عَشِيَّةً / وَلَم تُمسِ في أَهلِ العِراقِ وَميقُ
أُعالِجُ بَرحاً مِن هَواكِ وَشَفَّني / فُؤادٌ إِذا ما تُذكَرينَ خَفوقُ
أَوانِسُ أَمّا مَن أَرَدنَ عَناءَهُ / فَعانٍ وَمَن أَطلَقنَ فَهوَ طَليقُ
دَعَونَ الهَوى ثُمَّ اِرتَمَينَ قُلوبَنا / بِأَسهُمِ أَعداءَ وَهُنَّ صَديقُ
عَجِبتُ مِنَ الغَيرانِ لَمّا تَدارَكَت / جِمالٌ يُخالِجنَ البُرينَ وَنوقُ
وَمَن يَأمَنُ الحَجّاجُ أَمّا عِقابُهُ / فَمُرٌّ وَأَمّا عَقدُهُ فَوَثيقُ
وَما ذُقتُ طَعمَ النَومِ إِلّا مُفَزَّعاً / وَما ساغَ لي بَينَ الحَيازِمِ ريقُ
وَحَمَّلتُ أَثقالي نَجاةً كَأَنَّها / إِذا ضَمَرَت بَعدَ الكَلالِ فَنيقُ
مِنَ الهوجِ مِصلاتاً كَأَنَّ جِرانَها / يَمانٍ نَضا جَفنَينِ فَهوَ دَلوقُ
يُبَيِّنُ لِلنِسعَينِ فَوقَ دُفوفِها / وَفَوقَ مُتونِ الحالِبَينِ طَريقُ
تَرى لِمَجَرِّ النِسعَتَينِ بِجَوزِها / مَوارِدَ حِرمِيٍّ لَهُنَّ طَريقُ
طَوى أُمَّهاتِ الدَرِّ حَتّى كَأَنَّها / فَلافِلُ هِندِيٍّ فَهُنَّ لَصوقُ
إِذا القَومُ قالوا وِردُهُنَّ ضُحى غَدٍ / يُغالَينَ حَتّى وِردُهُنَّ طُروقُ
وَخِفتُكَ حَتّى اِستَنزَلَتني مَخافَتي / وَقَد حالَ دوني مِن عَمايَةَ نيقُ
يُسِرُّ لَكَ البَغضاءَ كُلُّ مُنافِقٍ / كَما كُلُّ ذي دينٍ عَلَيكَ شَفيقُ
وَأَطفَأتَ نيرانَ العِراقِ وَقَد عَلا / لَهُنَّ دُخانٌ ساطِعٌ وَحَريقُ
وَإِنَّ اِمرَأً يَرجو الغُلولَ وَقَد رَأى / نِكالَكَ فيما قَد مَضى لَسَروقُ
وَأَنتَ لَنا نورٌ وَغَيثٌ وَعِصمَةٌ / وَنَبتٌ لِمَن يَرجو نَداكَ وَريقُ
أَلا رُبَّ عاصٍ ظالِمٍ قَد تَرَكتَهُ / لِأَوداجِهِ المُستَنزِفاتِ شَهيقُ
يا تيمُ ما القارونَ في شِدَّةِ القِرى
يا تيمُ ما القارونَ في شِدَّةِ القِرى / بِتَيمٍ وَلا الحامونَ عِندَ الحَقائِقِ
وَتَيمٌ تُماشيها الكِلابُ إِذا غَدَوا / وَلَم تَمشِ تَيمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ
وَتَيمٌ بِأَبوابِ الزُروبِ أَذِلَّةٌ / وَما تَهتَدي تَيمٌ لِبابِ السُرادِقِ
وَما أَحسَنَ التَيمِيُّ في جاهِلِيَّةٍ / مُنادَمَةَ الجَبّارِ فَوقَ النَمارِقِ
تَعادى عَلى الثَغرِ المَخوفِ جِيادُنا / وَتَيمٌ تَحاسى جُنَّحاً في المَعالِقِ
وَما أَنتُمُ يا تَيمُ قَد تَعلَمونَهُ / بِفُرسانِ غاراتِ الصَباحِ الدَوالِقِ
لَنِعمَ الفَتى وَالخَيلُ تَنحِطُ في القَنا
لَنِعمَ الفَتى وَالخَيلُ تَنحِطُ في القَنا / نَعى اِبنُ زِيادٍ لِلعُقَيلِيِّ طارِقِ
فَيا صِمَّ مَن لِلخَيلِ تَنحِطُ في القَنا / وَيا صِمَّ مَن لِلمُندِياتِ الطَوارِقِ
وَقَد كانَ مِقداماً عَلى حارَةِ الوَغى / وَلوجاً إِذا ما هيبَ بابُ السُرادِقِ
رَأَيتُ جِيادَ الخَيلِ بَعدَكَ عُرِّيَت / وَحُلَّت رِحالُ اليَعمَلاتِ المَحانِقِ
أَلا حَيِّ دارَ الهاجِرِيَّةِ بِالزُرقِ
أَلا حَيِّ دارَ الهاجِرِيَّةِ بِالزُرقِ / وَأَحبِب بِها داراً عَلى البُعدِ وَالسُحقِ
سَقَتكِ الغَوادي هَل بِرَبعِكِ قاطِنٌ / أَمِ الحَيُّ ساروا نَحوَ فَيحانَ فَالعَمقِ
فَقَد كُنتِ إِذ لَيلى تَحُلُّكِ مَرَّةً / لَنا بِكِ شَوقٌ غَيرُ طَرقٍ وَلا رَنقِ
أَلا قُل لِبَرّادٍ إِذا ما لَقيتَهُ / وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
أَحَقٌّ بَلاغاتٌ أَتَتني مَشابِهاً / وَبَيِّن لَهُ إِنَّ البَيانَ مِنَ الصِدقِ
فَإِيّاكَ لا تَبدُر إِلَيكَ قَصيدَةٌ / تُغَنّي بِها الرُكبانُ في الغَربِ وَالشَرقِ
فَلَولا أَبو زَيدٍ وَزَيدٌ أَكَلتُمُ / جَنى ما اِجتَنَيتُم مِن مَريرٍ وَمِن حَذقِ
بَني أَرقَمٍ لا توعِدوني فَإِنَّني / أَرى لَكُمُ حَقّاً فَلا تَجهَلوا حَقّي
وَرُبّوا الَّذي بَيني وَبَينَ قَديمِكُم / وَكُفّوا الأَذى عَنّي يَلِن لَكُمُ خُلقي
فَإِنّي لَسَهلٌ لِلصَديقِ مُلاطِفٌ / وَلِلكاشِحِ العادي شَجاً داخِلَ الحَلقِ
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها
لَعَمري لَقَد أَشجى تَميماً وَهَدَّها / عَلى نَكَباتِ الدَهرِ مَوتُ الفَرَزدَقِ
عَشِيَّةَ راحوا لِلفِراقِ بِنَعشِهِ / إِلى جَدَثٍ في هُوَّةِ الأَرضِ مُعمَقِ
لَقَد غادَروا في اللَحدِ مَن كانَ يَنتَمي / إِلى كُلِّ نَجمٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ
ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ / وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كُلِّها وَلِسانُها / وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ مَنطِقِ
فَمَن لِذَوي الأَرحامِ بَعدَ اِبنِ غالِبٍ / لِجارٍ وَعانٍ في السَلاسِلِ موثَقِ
وَمَن لِيَتيمٍ بَعدَ مَوتِ اِبنِ غالِبٍ / وَأُمِّ عِيالٍ ساغِبينَ وَدَردَقِ
وَمَن يُطلِقُ الأَسرى وَمَن يَحقُنُ الدِما / يَداهُ وَيَشفي صَدرَ حَرّانَ مُحنَقِ
وَكَم مِن دَمٍ غالٍ تَحَمَّلَ ثِقلَهُ / وَكانَ حَمولاً في وَفاءٍ وَمَصدَقِ
وَكَم حِصنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسوقَةٍ / إِذا ما أَتى أَبوابَهُ لَم تُغَلَّقِ
تَفَتَّحُ أَبوابُ المُلوكِ لِوَجهِهِ / بِغَيرِ حِجابٍ دونَهُ أَو تَمَلُّقِ
لِتَبكِ عَلَيهِ الإِنسُ وَالجِنُّ إِذ ثَوى / فَتى مُضَرٍ في كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقِ
فَتىً عاشَ يَبني المَجدَ تِسعينَ حِجَّةً / وَكانَ إِلى الخَيراتِ وَالمَجدِ يَرتَقي
فَما ماتَ حَتّى لَم يُخَلِّف وَرائَهُ / بِحَيَّةِ وادٍ صَولَةٍ غَيرَ مُصعَقِ