المجموع : 13
وَإنَّ مَقامَ الحبِّ عِندي ساعة
وَإنَّ مَقامَ الحبِّ عِندي ساعة / لسعدِكَ ملك الأَرضِ بَل هُوَ أَشرَفُ
يَجودُ بِأُنسٍ مَع حَديثٍ كَأَنَّهُ / جَنى النحلِ مَمزوجاً بِهِ مِنهُ قَرقَفُ
وَيَعرِفُ أَن قَد ذُبتُ مِنهُ صَبابَةً / وَما عارفٌ حباً كَمن لَيسَ يَعرِفُ
وَتَسري إِلى قَلبي لَطائِفُ أُنسِهِ / فَيَقوى بِذاكَ الأُنس من حَيثُ يَضعفُ
وَلَم أَرَ أَحلى مِن منادمةِ الهَوى / وَلا سيَّما إِن كانَ حُبُّك يُنصِفُ
فَنهصُرُ مِن ذاكَ القوام أَراكَةً / وَتلثُمُ خَدّاً فيهِ وَردٌ مُضَعَّفُ
أَرَى كُلَّ مَن يَهوى يَحِنُّ حَبيبُهُ / إِليهِ وَيُدنيهِ وَبِالوَصلِ يُسعِفُ
وَقَلبي أَراه لَم يَكُن قَطُّ مائِلاً / لِمحبوبٍ إلا وَهوَ يَجفُو وَيجنفُ
لأَكلُ الشَعيرِ وَاقتناءُ المَعارِفِ
لأَكلُ الشَعيرِ وَاقتناءُ المَعارِفِ / أَلذُّ مِن السَلوى وَلِبسِ المَطارِفِ
وَإِنّي لمُستغنِ بعلمٍ جَمَعتُهُ / وَهَيهاتَ ما يُغني تَليدي وَطارِفي
وَأَغيَدَ طاوِي الخَصرِ رَيّانَ ما حَوَت
وَأَغيَدَ طاوِي الخَصرِ رَيّانَ ما حَوَت / مآزِرُهُ كَالغُصنِ ينآدُ في الحتفِ
أُقبِّلُهُ بِالوَهمِ منّي وَلَو دَنا / إِليّ حَبيبي كُنتُ قَبَّلتُ بِالخَطفِ
يَزيدُ عَلى مَرِّ الزَمانِ مَلاحَةً / فَكالشَمسِ في مَبدى وَكَالبَدرِ في نصفِ
حَبيبٌ بَعيدُ الغورِ قاسٍ فُؤادُهُ / وَلَكنَّهُ قَد لانَ بِاللَفظِ وَاللُطفِ
فَلا وَصلَ إِلا بِاختلاسةِ نَظرَةٍ / تَزيدُ بِها بَلوايَ ضعفاً عَلى ضَعفِ
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد / جَناها مَتى ما شاءَ يَهمِ وَيَقطِفِ
تنوَّعَ في الآدابِ يُبدي معانيا / يُعبِّر عَنها بِالكَلام المُثَقَّفِ
كَلامٌ لَهُ سَهلُ المناحِي لَطيفُهُ / وَقَد صانَهُ عَن كُلفَةِ المُتَعَسِّفِ
تَنَزَّهَ عَن حوشيِّ لَفظٍ وَرذلهِ / وَبُرِّئَ مِن تَعقيدِهِ وَالتَعَجرُفِ
فَما رَوضَةٌ غَناء غبَّ سَمائها / وَقَد جادَها طَلٌّ بِأَسحَمَ أَوطفِ
وَقَد شَرَقت يُوحٌ عَلَيها فَأَشرَقَت / بِنوّارِها كَالوَرد تَحتَ التَسجُّفِ
فَيُونِع مِنها كُلُّ ما كانَ قاحِلاً / فَيَختالُ في بَردِ الشَبابِ المُفَوَّفِ
بِأَحسنَ مِما قَد وَشَتهُ أَنامِلٌ / لَهُ في حَديثِ المُصطَفى أَو بِمُصحَفِ
له خُلُقٌ كَالماءِ لُطفاً شَرابُهُ / غَدا سائِغاً لِلوارِدِ المُتَرَشِّفِ
جَميلُ المحيّا مُستَنيرٌ كَأَنَّما / مَحاسِنُهُ تُشتَقُّ مِن حُسنِ يُوسُفِ
عَليمٌ بِأَعقابِ الأُمورِ كَأَنَّما / يُشاهِدُها بِالفِكرِ مِن عِلم آصِفِ
حَليمٌ عَن الجاني صَفوحٌ كَأَنَّما / تحلُّمُهُ يَمتدُّ مِن حُلمِ أَحنَفِ
وقورٌ فَما أَن يَستقرَّ كَأَنَّما / رَزانَتُهُ مِن شامِخٍ متكَنِّفِ
إِذا ذُكِرَت أَوصاف أَحمدَ في الوَرى / ثَمِلنا كَأَنّا قَد ثَمِلنا بِقَرقَفِ
لَقَد غاصَ في بَحرٍ مِن العلمِ زاخرٍ / فَأَخرجَ دُرّاً يَنتَقِيهِ وَيَصطفِي
وَمَن يَكُ تاجاً لِلمَعالي فَإِنَّهُ / يزين اللآلي بِالثَناءِ المُضَعّفِ
ثَناء أَريجِ المِسكِ شَنف مَسامِعٍ / وَذكر لأَفواهٍ وَمسك لآنفِ
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً / رَماهُ بِأَمرٍ فَاتَّقاهُ بِأَنفِهِ
وَلو غَيرُهُ يُرمى بِما كانَ قَد رَمى / لَولّى سَريعاً وَاتقاهُ بِرِدفِهِ
كَذا الباسلُ الضِرغامُ في الحَربِ إِنَّما / يُصابُ بِوَجهٍ لا يُصابُ بِخَلفِهِ
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت / عُيوناً بَراها السُهدُ وَالأَعيُن الوُطفِ
فَعاجَلتها باللثمِ عِظماً لردفِها / وَعالجتُها باللِينِ مِنّي وَبِاللُطفِ
وَقُلتُ أَرى وَرداً بِخدِّكِ ذابِلاً / أَلا فإذني باللَثم فيهِ وَبِالقَطفِ
وَعِطفاً تَثنّى ناعِماً ذا لُدُنَّةٍ / فَما بِالُه لا يَنثَني لي بِالقَطفِ
لَجَمَّعتُ بَدراً وَالنَقا وَأَراكةً / بنورِ المُحيّا مِنكِ وَالرِدفِ وَالعِطفِ
وَلما رَأت ما بي وَأَطربَ سَمعَها / نسيبيَ فيها قبَّلتني بِالخَطفِ
فَيا لَكِ مِنها قُبلةً لَو تمكَّنت / لَقَد كانَ بردُ الريقِ حَرَّ الحَشا يطفي
وَولَّت فَأَبقَت في فُؤادي وَمُقلَتي / جَحيماً وَدَمعاً لا يَمَلُّ مِن النَطفِ
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا / يَسقيكَ من عَذبِ المَراشفِ قَرقفا
هُوَ الشَمس لَكن لَيسَ فيهِ تَأنُّثٌ / هُوَ البَدرُ إِلا أَنَّه لَيسَ أَكلَفا
تَولَّدَ بَينَ التُركِ في مِصرَ فاحتَوى / إِلى لُطفِهِ حُسنا حَكى فيهِ يُوسُفا
مجَذَّبُ لَحظٍ جاذِبٌ لِقُلوبِنا / وَليِّنُ لَفظٍ قَلبُهُ أَشبَهَ الصَفا
رِياضُ جَمالٍ وَجهُهُ فَلذا تَرى / بِهِ نَرجِساً غَضّاً وَوَرداً مُضَعَّفا
يُحارِسُهُ مِن رائِدِ القَطفِ أَرقمٌ / مِن الشَعرِ ما يَهتَزُّ إِلا لينقفا
مَحاسِنهُ تَكفيهِ حَملَ سِلاحِهِ / أَلَم تَرَ ما في القَلبِ أنفَذ مَصرِفا
فَمِن لَحظِهِ الوسنانِ سَلَّ مُهنَّداً / وَمِن قَدِّهِ الفَينانِ هَزَّ مُثَقَّفا
نعِمنا بِهِ ضَمّاً وَشَمّاً وَلَم نُبَل / أَجارَ زَمانٌ مع سِوانا أَم أنصفا
وَما العَيش إِلا خُلسَةٌ مِن محجَّبٍ / يُبيحُكَ ما تَهوى عِناقاً وَمَرشَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا / وَما اِختَفَت أَسرارُهُ مُذ خَفى
غَيرانُ حَتّى مِن نَسيمِ الصَبا / سَكرانُ لَكن مِن لمى أَهيَفا
كَالشَمسِ لَكن إِنَّما وَجهُهُ / لفَرطِ حُسنٍ فيهِ لَن يَكسِفا
عَربدَ مِنهُ طَرفُه وَهوَ لا / يَشربُ حاشى دينه قرقفا
لَكنَّ رَيّا ريقِهِ قَد سَرَت / مِنهُ لطَرفٍ قَد حَكى مُرهَفا
سَقُمتُ مِن سُقمٍ بِأَجفانِهِ / مازالَ يَعدي مدنفٌ مدنفا
أَسمرُ قَد هَزَّ لَنا أَسمَراً / بِنارِ خَدٍّ مِنهُ قَد ثقّفا
أَثمرَ أَعلاهُ هِلالاً وَقَد / كادَ لثِقلِ الرِدفِ أَن يقصَفا
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني / لَفي كُلِّ وَقتٍ مسمعِي يَتَشَوَّفُ
إِذا قالَ إِنسانٌ نَعَم قُلتُ شَيخنا / وَمَن بِلقاهُ في الدُنا نَتَشَرَّفُ
أَلَم تَدرِ أَن للعينِ سِرّ تَطَلُّع / يَشِفُّ عَلى سِرِّ الضَميرِ وَيَلطُفُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ / لَقَد حارَ في أَوصافِهِ نظمُ عارِفِ
غَدَت شَمسَ حُسنٍ بنتُ بَدر سِيادةٍ / تُزَفُّ لِبَدرٍ نجلِ شَمسِ مَعارِفِ
سميّانِ للطُهرِ البَتولِ وَللرِضا / عَلىٍّ وَنَجلا الأَكرمينَ الغَطارِفِ
فَدامَ عليّ عاليَ الجَدِّ سَيِّداً / وَلا زالَ في ظِلٍّ مِن العَيشِ وارِفِ
وَساعَةِ أُنسٍ قَد قَطَعتُ قَصيرَةٍ
وَساعَةِ أُنسٍ قَد قَطَعتُ قَصيرَةٍ / كَرَجعَةِ طَرفٍ أَو كَنُغبَةِ خائِفِ
حَوَت مَجلِساً فيهِ المُنى قَد تَجمَّعت / غناءٌ لِذي سَمعٍ وَكَأسٌ لِراشِفِ
وَصورةُ حُسنٍ لَو تَبَدَّت لِراهِبٍ / لأنستهُ ما في هَيكَلٍ وَمصَاحِفِ
غَريبةُ حُسنٍ بِدعَةٌ في جَمالها / لَطيفةُ مَعنىً فيهِ كُلُّ اللَطائِفِ
وَما كُنتُ أَدري أَنَّ للشَمس ضرَّةً / إِلى أَن رَأَيتُ الشَمسَ ذاتَ السَوالِفِ
أَلا فاغرُبي شَمسَ النَهارِ فَإِننا / غَنينا بِشمسٍ نورُها غَيرُ كاسِفِ
وَيا بدرُ كُم قَد شبَّهوكَ بوجهها / لَقَد غَلِطوا ما مشرقٌ مثلَ خاسِفِ
وَيا غُصنُ كَم تَحكي اِعتِدالَ قَوامِها / حَكيتَ وَلَكن أَينَ ثقلُ الرَوادِفِ
هُوَ الحسنُ حُسن التركِ يَسبي الوَرى لُطفا
هُوَ الحسنُ حُسن التركِ يَسبي الوَرى لُطفا / وَيعطِفُ سالي القَلبِ نَحوَ الهَوى عطفا
يدِرنَ مِن اللُخصِ السَواجي مُدامَةً / فَللّهِ ما أَحلى وَلِلّهِ ما أَصفى
وَيَنصُبنَ مِن هُدبِ المآقي حَبائلاً / فَكَم أَنفُسٍ أَسرى لَدى المُقلَةِ الوَطفا
وَبي قَمَرٌ مِنهُم تَبدّى فَأَصبحت / مَنازِلُهُ مِن جِسمي القَلبَ وَالطَرفا
حَكى الشَمسَ وَجهاً وَالغَزالَ التَفاتَة / وَدِعصَ اللوى رِدفاً وَغُصنَ النَقا عِطفا
أَبدرَ بَني خاقانَ رِفقاً بِعاشِقٍ / بَراهُ الهَوى حَتّى لَقَد كادَ أَن يَخفى
وَقَد عُدتَني يَوماً فعِدني بِمثلِهِ / لَعلي مِن الأَوصابِ إِن زُرتَني أَشفى
تَداوى أُناسٌ بِالبِعادِ فَما شَفُوا / وَلا شَيء أَبرا مِن وِصالٍ وَلا أَشفى
وَما أَنسَ لا أَنسى زيارَةَ مالِكي / أُلاحِظُ مِنهُ البَدرَ وَالغُصنَ وَالكَشفا
هَصَرتُ بِذيّاكَ القَوامِ أَراكَةً / وَأفنيتُ تلكَ الراحَ مِن ريقِه رَشفا
أَيا ذَهبيَّ اللَونِ روحيَ ذاهِبٌ / فرِفقا بِهيمانٍ عَلى المَوتِ قَد أَشفى
حَكى من أحب المسكَ لَوناً وَنَفحةً
حَكى من أحب المسكَ لَوناً وَنَفحةً / لِذَلك أَضحى وَهوَ فينا مُشَرَّفُ
وَقَد لَبِسَت بُرداً سَوادَ قُلوبِنا / أَلَم تَرَها أَضحَت عَلَيها تُرَفرِفُ
وَمالَت إِلَيها العَينُ إِذ هِيَ شِبهها / فَلَيسَ لَها عَنها مَدى الدَهرِ مَصرِفُ