المجموع : 4
إذَا وعدتْني زورةً رقصتْ لَهَا
إذَا وعدتْني زورةً رقصتْ لَهَا / جوانحُ قلبي فرحةً وتَلطُّفا
أُحس بزأزاءِ الحَوايا كَأَنَّما / بقلبيَ إِلاَّ سلكُ دَقُا تَرادَفَا
عَلَى أن بالرُّوحين روحِي وروحِها / لدى العالم المَخْفيِّ قِدْاً تَعارُفا
هنالك من علم المَشيئة عالَمٌ / لأرواحنا يلقى عليها التآلُفا
جنودٌ عَلَى بحر الأثير تَزاحمتْ / تعوم بأقطارِ الفضاءِ تكاثُفا
لهن بطَيّات الغُيوبِ شَواهدٌ / وَلَيْسَ لنا علمٌ سوى الوهمِ كاشِفا
وَمَا نحن إِلاَّ كالخيالِ وإننا / نعيش أضغاثِ تُلِمّ هَواتفا
تُرينا عيونُ الوهم أنا حقائقٌ / فنُجْهد فِي الدنيا نَلثمّ السَّفاسِفا
نظل عَلَى ظهر التطور دُلَّها / حَيارى كأَنْضاءِ يَخِدنَ النَّفنِفا
كَأَنَّا هَباءٌ قَدْ تَقَلَّص ظِلُّهُ / يهبّ عَلَيْهِ السافَياتُ عواصفا
خُلقنا وكنا فِي الحياةِ كلَم نكن / كآلٍ بقَفر غَرَّ بالشَّرب غارفا
أُزَخّار بحرِ بالأثير عُبابُه / يسيل بتيار العجائبِ جارفا
خفيتَ وَلَمْ تخفَى شِياتُك عندنا / إذَا نحن بالطيّار طِرْفاً زَعانفا
وكم لَكَ برهانٌ تُرينا عُجابَه / بأن من الجبار فيك لَطائفا
تَحيَّرتَ عن كونِ الكثيفِ لطافةً / فظلتْ بك الجرامُ تجري تخالُفا
تعيش وتَحْيى فِي فضاكَ وَمَا لَهَا / سوى خالقٍ الأكوان للضُّرِّ كاشِفا
فهل فيك للأرواح حين تألفتْ / نَوادٍ بِهَا الأرواحُ تأتي طوائِفا
فيألفُ ممشوقٌ هناك بعاشقٍ / فيُشْعِرنا الوجدانُ مَا كَانَ آنفا
لذاك ترى الرُّوحَين مَهْمَا تلاقتا / بقلبٍ يَخال القلبُ قِدماً تَعارَفا
فلا شكَّ تأثيرُ التعارفِ أنه / تَسْلَسل عن عهدِ التآلفِ سالفا
فهل تسمح الأيامُ كونَ خيالِنا / بمَخفيِّ هاتيك الحقائق عارِفا
وتعلم سراً بالأثير مُحققاً / نخوض مع الأرواح فِيهِ زعانفا
أُسامِرُ همي طولَ ليلي واقفُ
أُسامِرُ همي طولَ ليلي واقفُ / وشخصُ غرامي فِي الحَشاشةِ عاكِفُ
كَأَنَّ سُهاد العينِ للهمِّ عاطِفُ / فما راعَني إِلاَّ ابنُ ورقاءَ هاتفُ
بعينيه جمرٌ من ضلوعيَ مشبوبُ /
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا
فقد نالَ فقدانَ الربيعِ وليتنا / فديناك من غِلماننا بأُلوفِ
لقد كنتَ سيفاً فِي اليمين وساعِداً / فغالك عنا غائلاتُ حُتوفِ
وَقَدْ كنتَ طَبّاً فِي الأمور مُجرَّباً / عفيفاً إذَا خانوا وأيَّ عفيف
سبَتْك الليالي لا رعى اللهُ يومَها / مُولَّعة يَسْبِين كلَّ طريفِ
عَوادِي الليالي فِي العَوادي تحكّمت / كما حُكِّمت يوماً عَلَى ابن طريف
فلو أنّها تُفدَى من البين أنفسٌ / بذلنا الفِدا من تالدٍ وطريف
ولكنْ قَضاءُ اللهِ لا شكَّ نافذٌ / بتشتيتِ شملٍ أَوْ فراقٍ شريف
فلم تبرحِ الأيامُ لا دَرَّ دَرُّها / تُفرِّق أحباباً برغم أُنوف
فقدناك فقدان الربيع وليتنا
فقدناك فقدان الربيع وليتنا / صحبناك وقَتَيْ مَشْتَأ ومَصيفِ
ويا ليتَ أني إذ رحلتَ مودِّعاً / فديناك من غلماننا بألوف