المجموع : 3
خليليَّ من عُليا تميم بن خندفٍ
خليليَّ من عُليا تميم بن خندفٍ / نداء أبيٍّ للهضيمة عارفِ
خُذا برقاب العيس عن عقر منزلٍ / بغيضٍ إلى النُزَّال شين المواقف
عن الحي لا الجار المقيم بآمنٍ / لديهم ولا الجاني عليهم بخائف
بيوتٌ قصيرات العماد كأنها / وجارُ ضباع أجحرتْ للمخاوف
إذا نزل الناس اليفاع تزاوروا / إلى سترات الغائط المتقاذف
جفائهم أردانهم ينسرونها / إذا طعموا نسر البزاة الخواطف
أذى كصدور السمهرية مرهف / وذل كعيدان الأراك الضعائف
ظواهر أمثال الصَّباح ودونها / بواطن سودٌ كالدجى المتكاثف
عداكم غمام أخصب أهله / وجادكم صوبُ اللدان الرواعف
خليليَّ أما الحِلْمُ عني فعازبٌ
خليليَّ أما الحِلْمُ عني فعازبٌ / إذا ذكرت والقلب من واجفُ
وما كنت ممنْ تُستَفزُّ أناتُهُ / ولكن هوىً بين الجوانح شاغِفُ
صحبتُ أناتي مُطْمئناً إلى القِلى / ووافقت من أمسي عليها يُخالفُ
فلما جرتْ كأسُ الشَّمول تراجعت / رزايا الهوى تطوى بهنَّ التَّنائفُ
وذكَّرتِ الصهباءُ إلا عُذوبةً / لمَاها وما تُثْني عليه المراشِفُ
فأُضْعِف جلدٌ واستخف موقَّرُ / وخولِطَ ذو حزمٍ وهُيِّج آلف
فإنْ تَصِلي أو تهجري عن ملالةٍ / فإني على الحالين صَبٌّ مُساعِفُ
ولستُ بتَرّاكِ الزيارة بالضُّحى / ولو حجبتك الذابلاتُ الرَّواعفُ
إذا عَلَمٌ في الوصل لاحَ لعاشقٍ / فآمنُ ما تُطوى إليه المَخاوفُ
إِذا شَرَّفَت قَدرَ الرِجالِ مَراتِب
إِذا شَرَّفَت قَدرَ الرِجالِ مَراتِب / فَقَدرُكَ من كل المَراتِب أَشرَفُ
فَكَيفَ يُهَنّى بِالَّذي هو دونهُ / مُنيف عَلى أَقصى ذرى المجد مشرف
وَأَينَ كسعد الدين في البَأس وَالنَدى / اذا جارَ إعدام وَأرهب موقف
أَشدُّ من الصُمِّ الجلامد قسوَةً / وَأَسهل من ماء السَحاب وَأَلطف
وَفي أمِّ راسي من هَواهُ بقيَّة / يقل الهوى العُذري عنها وَيضعف