المجموع : 8
لنا المشرَبُ الأهنا من الموردِ الأصْفَى
لنا المشرَبُ الأهنا من الموردِ الأصْفَى / إِذا نحن شارفنا العناية واللطفا
نبيت وللشوق المبرّح نازعٌ / يحاولُ من معسول ذاكَ اللَما رشفا
فما بسوى تَرْشافِه ينقَعٌ الصدى / ولا غُلّة الملتاح من برْحِها تُشفى
وأيكيّة باتت تساهمني الجوَى / وبتّ على وجْدٍ أُجرَّعه صِرفا
عراقية حنَّتْ لأوْرق نازحٍ / تُثير غرامي كلّما ناوَحتْ إِلْفا
يروعُ الحشا ترنامُها ويشوقني / تألقُ بَرْقٍ زاد في لوعتي ضعفا
وتشفي أُوامي للقبول رويحة / مع الفجر تهدي من عَريب الحمى عَرفا
شممتُ به ريّا تراوح مهجتي / بأوصاف من أعيتْ مفاخره الوصفا
هو العالم النحرير والقلمُ الذي / رقى شَرَفاً يسمو على سائر الأكفا
أبو الفضل نبراس العلوم محمد / فأكرمْ به حَبراً وأعظم به كهْفا
روى ودرى في العلم كلَّ مؤلَّفٍ / إِذا سِيم لم نعدل بواحدة ألفا
أيا روضةً تحكي النسيم أريجها / إِذا نحن لم نُسْرح بألفافها طَرفا
ويا علماً تنساخ أضواء فضله / فنرعى له في النأي ما لم يكن يخفى
لنا من طريق السمع أسباب وصلة / نمتُّ بها عجزاً ونرجو بها عطفا
ونهدي تحايا للشذا نستديمها / مع النأي لم نحتج لتعريفها كشفا
ونرغب منكم أن تجيزوا وتنعموا / بمروّيكم فهو الرغيبة والزُلَفى
إِجازة إطلاقٍ تخال تمائماً / نقلّدها عقداً ونلبسَها شَنْفَا
ونأمل بالتعميم أن تشملوا بها / شقيقيَّ وابني إذ هي المُطْرَف الأضفا
جزاكم بها الرحمنُ خير جزاءةٍ / وكان لكم في كل كائنةٍ حِلفا
وعذراً لما سطرت عذر مقصّر / ولولاكم ما ازدان نظماً ولا رَصفا
بقيتم بقاء الغيث ينهلُّ مغدِقا / فيحيي به روض الحمى كلّما جفّا
سقت مُسْتَهَلاّتُ الحيا المتضاعِفِ
سقت مُسْتَهَلاّتُ الحيا المتضاعِفِ / غضارةَ عيشٍ للأحبةِ سالفِ
وحيّت زمانَ القصف أيام لم تزل / من الدهر في ظلّ من الأنس وارف
وروض بكرناه خِفافاً وللندى / نثارُ سقيطٍ في مغانيه واكفِ
نجرُّ رداءَ العزٍّ في جنباتِه / ونسحب ذيْلَ اللهو سحبَ المطارف
وفي البان أمثال القيان حمائم / من الوُرْق حنَّت للعهود السوالف
تردد الحانَ الغريضِ ومعْبَدٍ / برنّة مصدور وأنّةِ لاهف
وبين الغصون المائساتِ جداولٌ / اكبّ عليها الزهر إِكبابَ راعف
إِذا جعّدت أيدي الرياح متونها / وقمت على الشطين في زي قائِف
حسبت أساريراً من الأفق عبّستْ / بمرآة صافي مائها المترادف
وبات لنا أحوى من الغيد أحْوَرٌ / رقيق حواشي الدَّل رخص المعاطف
يدور بكأس الراحِ لما تألفتْ / مع الزير ألحانُ الحمام الهواتف
بليلٍ طوينا فيه عن كلِّ مقلة / سُجوفَ الكرى باللَّهو طيَّ الصحائف
إِلى أن بدا وخط المشيب بفوده / ولاحت تباشير الضيا المتقاذف
وولّت نجوم الأفق تنصاع رهبةً / وقد خفقت للذُعر خفق الروانف
وقامت به الجوزاء حيرى كأنّها / جَبَانٌ أضلته السُرى في المخاوف
وفي إِثرها الشِعرى العَبُور كأنّها / تقلّبُ طَرْفاً مُنْكِراً غير عارف
كأنَّ الثرّيا سُبحْةٌ من لآليء / وهت في رماد إِثر عجلان خائف
كأنَّ سهيلاً نارُ سَفْرٍ تلاعبت / بها في مهافي الريح أيدي العواصف
كأنَّ بني نعْشٍ شوادِنُ قفرة / أَضَلَّتهم الأدماءُ بين التنائِفِ
كأنَّ رقيبَ الصبح دينارُ عسجد / على كفِّ مجهود الذراعين راجف
كأنَّ ابتلاجَ الصبح أحكام سيّدٍ / خبير بتحقيق العويصات عارف
كفيل بحلِّ المشكلاتِ سميدعٌ / من القوم بسامَيْن شم المراعف
سَريٌ له في الدين صولةُ ناصحٍ / نصير على رَيْبِ الزمان مساعف
هو المصطفى الشهم الذي جرفي العُلا / مطارفَ عزّ من تليد وطارف
تولّى دمشق الشام فانهل غيثها / وآمن في أرجائها كلُّ خائف
فيا ماجداً أوسعتَ جِلَّقَ رفعةً / وأصبحت بشّ الوجه جمّ العواطف
ويا من غدت أوصافه الغُر تزدري / بنَشْر فتيقِ المِسْك بين النفانفِ
إِليك بها بهنانة عبقرية / من الغيد تزهو في البرود اللطائف
أتت ترتجي منك القبول تفضلاً / ودُمْ كلَّ يوم في سرورٍ مضاعَفِ
لك الطائر الميمون فاسرج به طِرفاً
لك الطائر الميمون فاسرج به طِرفاً / وسر في أمان اللّه إِن له لُطفا
وصعِّد وضوِّب نظرةً بعد نظرةٍ / فما ثَم إِلاّ الخير فامدد له كفا
ولذ بحمى الإِخلاص وارفع به يداً / وشارف درُى الآمال فهي به تكفى
فسعيك تأهيل لكلِّ رغيبةٍ / سترشف معسولَ الأماني به رشفا
وحسبك أنفاس يَحفّ بها الرجا / ليعرفَ من بحر القبول بها غَرفا
فمن ضارعٍ تحت الظلام وخاشعٍ / يبيت بها ينحاز للمورد الأصفى
يُرصِّعُ تيجان الإِجابة في الدجى / بدرّ دعاء ظَلّ يرصفُه رصفا
يحاول نصراً للغزاة وقوةً / من اللّه تزداد الطغاة بها ضعفا
فيا قاصداً ذاكَ المخيّم أنَّه / مَناطُ اجتناء البِرّ والرفد والزلفى
وهاك بها إِنسانَ عينِ أولي النهى / حديقة فكر تجتني ودّها قطفا
تحييك إِجلالاً بطيب تحيةٍ / تثير له في كل شارقة عَرفا
وتنمي لك البشرى بأربح مقصِد / من الخير قد أعيَتْ مآثره الوصفا
فمثلك من يستامُ درَّ شنوفها / بكفِّ اعتزام كلَّما أطلعت شنفا
فسعيك مشكور وجدك مقبلٌ / ورفدك مبذول وبشرك لا يخفى
وكم لك في بذل المكارم من يدٍ / هصرت بها غصن الوداد مع الأكفا
وإِني وإن طالت مسافة بيننا / لأعلمُ حقاً إنِّيَ الأخلص الأصفى
وودي بظهر الغيب شاهد صدقه / لديك فلم أحتج لتعريفه كشفا
وأن حجاباً عاقني عنك مؤذنٌ / بأني سأتلو منه غب النوى صُحفا
سلام على علياك يذكو شميمه / مدى الدهر ما خَطتْ بنانُ الوفا حرفا
أيا سيداً حازَ المكارم واللطفا
أيا سيداً حازَ المكارم واللطفا / ومن شأوه في حَلبة الفضل لا يخفى
لمثلك يعنو القول نظَّمْت عقده / وقرطتُ آذان الحسان به شَنْفا
وكم لك في نهج البلاغة من يد / هصرت بها غصن الوداد مع الأكفا
فداً لك قد أقررت بالفضل أعيناً / فشارف ذرا العلياء وامدد لها كفا
ستحظى بها نعمى عليك مُفَاضَة / وترشف معسولَ الأماني بها رشفا
وهاك بها إنسان عين زمانه / ألوكة أشواقٍ من الأخلص الأصفا
تهاديكم عَرْفَ الرياض تحيةً / وتنشر من صفو الوداد لكم صُفْحَا
حبانا لذيذَ العيشِ آذارُ واغتدت
حبانا لذيذَ العيشِ آذارُ واغتدت / أزاهرُه تهدي لنا الطيبَ والعَرْفا
ووافت بواكيرُ الربيع بجدّةٍ / ترفُّ عروسَ الروض من خدرها زفّا
وهب النسيم اللَّدن من جانب الربى / يَلينُ لها عِطفا ويسألها عَطفا
إِذا ضمَّها عَرْفُ الكمائم ضمختْ / صَباه وسامته معاطفها اللُّطفا
مُحِبانِ في وسط الرياض تألَفا / أجَنَّتْ له سرّ الغرام بما أخفا
وجمشها حتى وهي شنف نورها / فعبَّسَ وجهَ النهر واختطف الشنفا
ولمّا تفاوضنا الحديثَ عشيةً
ولمّا تفاوضنا الحديثَ عشيةً / ومالَتْ بعطْفَيْهِ المُدامةُ فاسْتَعفى
وضعت له كفي فوسَّد نُغْنُغاً / تناهَتْ به مائيةُ الحُسْنِ واستكفى
وكنت أراعيه بحظي تَسَرُّقاً / فملكتُ طَرْفي منه من بعد ما أغْفى
مَلكتَ زِمام الحسنِ والحُسْنُ لا يخفى
مَلكتَ زِمام الحسنِ والحُسْنُ لا يخفى / وأرْسَلتَ في العشاقِ أجفانك الوَطْفَا
وقيضتَ للأحشاء طرفاً مُنَعّساً / إِذا أفرغ السحْر الحلال بها أغْفى
بضاعةُ بئر بالمدينةِ قد حكى
بضاعةُ بئر بالمدينةِ قد حكى / بها المطرزيَّ الكسر لا غير فاعرفِ
وأشهرُ من ذا الضمّ فيها ولو درى / لقالَ كما قالته أخوةُ يوسفِ