فراقُكَ للأجسادِ مُفْنٍ ومتلفُ
فراقُكَ للأجسادِ مُفْنٍ ومتلفُ / وبُعدُكَ للأكبادِ مضنٍ ومُضْعِفُ
بأيِّ اجتراحٍ أم بأيِّ جريمة / تصدُّ عنِ الهادي إليكَ وتصدفُ
وكنا نرجِّي أنْ نُجازى بميلِنا / إليكَ بأضعافٍ فإنَّكَ منصفُ
ومَنْ ذا الذي نرضاهُ بعدَكَ حاكماً / يعزُّ علينا أم بمنْ نتعرَّفُ
فيا طولَ ذكرانا لأوصافِكَ التي / تجلُّ عن المسكِ الذكيِّ وتلطفُ
أسيدنا قاضي القضاةِ الذي لهُ / تقى وعلومٌ جمةٌ وتعفُّفُ
ودينٌ وعرضٌ سالمٌ وتعطّفٌ / وصونٌ وثغرٌ باسمٌ وتلطُّفُ
أأبياتُ شعرٍ أنتَ ناظمُ عقدِها / لتجبرَ كسري أمْ سلافٌ وقرقفُ
لقدْ شرَّفَتْ قدري وأعلَتْ مراتبي / ومثلُكَ حقاً مَنْ بهِ يٌتشرَّفُ
لئنْ سرَّني ذاكَ النظامُ المفوَّفُ / لقدْ ساءني هذا البعادُ المسوِّفُ
ولا بدْعَ مِنْ مصرٍ جمالٌ ورفعةٌ / فقيلَ حوى الوصفينِ في مصرَ يوسفُ
لقدْ سرتَ فينا سيرةً عُمَرِيَّةً / تشرِّفُ أسماعَ العلى وتشنِّفُ
عجبتُ لأيامِ اللقاءِ قصيرةً / تمرُّ سراعاً فهْيَ كالبرقِ تخطفُ
إذا لمْ أصفْ حبي لكمْ فهْوَ مضمرٌ / وقدْ منعوا أنَّ الضمائرَ توصَفُ
فسرْ في أمانِ اللهِ ذكرُكَ طيِّبٌ / وعرضُكَ محفوظٌ وأنتَ مشرَّفُ
ستعتاضُ بالأهلينَ عنَّا و بالعلى / وتعويضُنا عنكَ الأسى والتأسفُ
على أننا نرجو من اللهِ عودةً / يُسرُّ بها باكٍ وينعَشُ مدنَفُ
وقدْ يجمعُ اللّهُ الشتيتينِ مِنَّةً / وفضلاً وربُّ الناسِ بالناسِ ألطفُ