المجموع : 5
سلِ الخيلَ والسُّمْرَ الذَّوابِل والوَغَى
سلِ الخيلَ والسُّمْرَ الذَّوابِل والوَغَى / فرسانها والبِيض والبَيْضَ والزَّغْفا
وجَزْلَ العَطايا والصَّنائعَ والعُلى / وطِيبَ الثَّنا والنظمَ والنثر والصُّحفا
عن الأفضلِ المُسْتَكمِل الفضلَ هل حَوى / فضائَله مِنْ قبلهِ ملكٌ وَصْفا
أَجلِّ الوَرَى قَدْرا وأَحْسَن سيرةً / وأشجعِهم نفساً وأكرمهم كَفّا
وأعظمِهم ملكا وأكبر همةً / وأصْلبهم عودا وأَلْيَنهم عِطْفا
فإنْ ظَهرتْ بالفِعْل منه فإنها / وإن عُدِمتْ في غيرِه بعضُ ما أَخْفَى
مَناقبُ جَلَّتْ أنْ تكون لواحدٍ / وما اسملحتْ منها الورى قبلَه صِنْفا
هواىَ وعقلي فيك ضِدَّانِ لم يَزَلْ
هواىَ وعقلي فيك ضِدَّانِ لم يَزَلْ / عليكَ طوالَ الدهرِ بينَهما خُلْفُ
إذا ما نَهاني العقلُ فيك أعادَني / إليك هَوىً تَغْفو العيونُ ولا يَغْفو
كأنك مني قَوْسُ رامٍ مُصَمِّمٍ / تُقَرِّبها كَفٌّ وتُبْعِدها كف
يجِلُّ اشتياقِي أنْ أقولَ له وَصْفا
يجِلُّ اشتياقِي أنْ أقولَ له وَصْفا / فحَسْبِيَ ما مَضَّ الفؤادَ وما شَفَّا
أُكرِّر وَالَهْفا لبُعْدِك دائبا / وهل نافِعي قولي لبعدك والهفا
عشيةَ ما لي غيرَ دمعي وسيلةٌ / تُفيد ودمعُ العين أَشْفَى لمن أَشْفَى
وما طائرٌ قَصَّ الزمانُ جناحَه / وأَعْدَمَه وَكْرا وأَفْقَده إِلْفا
تذكر زُغْبا بين افنانِ بانةٍ / خَوافِى الخَوافِى ما يَطرْنَ بها ضَعْفا
بأَشْوَقَ مني يوم شَطّتْ بك النَّوى / هوائيةً مائية تَسْبِق الطَّرْفا
تولتْ وفيها منك ما لو أَقيسُه / بما هي فيه كان نائِلُه أَوْفَى
تَوالَى عَذابي من عِذابِ المَراشفِ
تَوالَى عَذابي من عِذابِ المَراشفِ / وطُلَّ دمي بين الطُّلى والسَّوالِفِ
يَهيج البكا من عَبْرَتي كلَّ زاخرٍ / ويُبْدي الأسى من زَفرَتي كلَّ عاصف
هَوىً زاد حتى جَلَّ عن كلِّ واصفٍ / وفَرْطُ سَقامٍ دونَه نعتُ واصِف
فلو رام قلبي سَلْوةً حالَ دونَه / رَسيسُ غَرامٍ من تَليدٍ وطارِف
وما جُبتُ في نارِ الأسى غيرَ عالم / ولا خُضْتُ في بحرِ الهوى غير عارف
وما زُخْرفتْ لي عَبْرةٌ غير أنني / بُليت مع البلوى بقلبٍ مخالِف
وأَحورَ يُغْنِى البابليين لحظُه / ويُهدى إلى الأغصانِ لينَ المَعاطف
حَمتْ عقربٌ من صدغه وردَ خَده / فيلدغُ من أبْدَى له لحظَ قاطِف
يساعدُ صَرْفَ الدهرِ في وجنةٌ / وها أَنا وَقْفٌ بين رامٍ وخاذِف
سأَتبَع عزمي حيث أمً وأنْتَحِى / وجوهَ المنايا في ظهور الَمخاوف
عسى عِزةٌ تُنْجِي من الذل أو غِنَى / من الفقر أو أَلقَى الردَى غير آسف
فقدذاق صَرْفُ الدهر عودى وهَزه / فأَلفاهُ مُرا لا يَلينُ لعاطِف
عسى الجانبُ الغربيُّ يُهدي نسيمَه
عسى الجانبُ الغربيُّ يُهدي نسيمَه / من الثَّغْر بالعَرْفِ الذي كنتُ أعرفُ
به من ظهور الظاهرية نشوةٌ / يُولِّدها روضٌ مُطِلٌّ مُفوَّف
فيُخبِر هل آثارُ لهوِى كعَهْدِها / هناك إذِ الأيامُ تُعطِي وتُنصِف
فما اعتضْتُ من تلك الرُّبا غيرَ حسرةٍ / عليها ودمعُ العينِ يستهلُّ فيَذْرِف
وسُكْناي بالفسطاط عزٌّ وإنما / محلُّ فؤادي فيه أَسْنَى وأَشْرَف
صحبتُ به عيش الشبيبةِ خالعا / عذارى ولم أحِفلْ بلاحٍ يعُنِّف
وأهلٌ وإخوان وبشر وغبطة / وأمن ومحبوب وجاه ومُسْعِف
يخلّفتُ عن تلك الديار ضرورةً / وبالرغم مني دونَهن التخلف