المجموع : 5
جَزى اللَهُ عَنّا مالِكَ الرِقِّ كَاِسمِهِ
جَزى اللَهُ عَنّا مالِكَ الرِقِّ كَاِسمِهِ / فَلَولا اِسمُهُ ما كُنتُ في الخَلقِ أُعرَفُ
وَلَولا مَعاليهِ الشَريفَةُ لَم تَكُن / عَلَيَّ مُلوكُ الأَرضِ تَحنو وَتَعطِفُ
أُحَدَّثُهُم عَن بِرِّهِ دونَ سِرِّهِ / وَأُلحِفُ في تَعديدِ ما لِيَ يُتحِفُ
وَأُنشِدُ مِن مَدحي لَهُ كُلَّ جَزلَةٍ / تُحَلّى بِها أَسماعُهُم وَتُشَنَّفُ
قَصائِدُ في أَلفاظِهِنَّ مَقاصِدٌ / مِنَ الصَخرِ أَقوى بَل مِنَ الماءِ أَلطَفُ
إِذا رامَ أَهلُ العَصرِ نَظماً لِمِثلِها / وَجاؤوا بِلَفظٍ دونَها وَتَكَلَّفوا
ظَنَنتُ حِبالَ السِحرِ ما قَد أَتوا بِهِ / وَتِلكَ عَصا موسى لَها تَتَلَقَّفُ
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما ذَرَّ شارِقٌ
أَحِنُّ إِلَيكُم كُلَّما ذَرَّ شارِقٌ / وَيَشتاقُ قَلبي كُلَّما مَرَّ خاطِفُ
وَأَهتَزَّ مِن خَفقِ النَسيمِ إِذا سَرى / وَلَولاكُمُ ما حَرَّكَتني العَواصِفُ
جِبالٌ بِأَرياحِ المَنِيَّةِ تُنسَفُ
جِبالٌ بِأَرياحِ المَنِيَّةِ تُنسَفُ / غَدَت وَهيَ قاعٌ في الوَقائِعِ صَفصَفُ
مَحَتها رِياحٌ لِمَنونِ عَواصِفٌ / عَلى أَنَها لا تُتَّقى حينَ تَعصِفُ
أَفي كُلِّ يَومٍ لِلمَنِيَّةِ غارَةٌ / تُغيرُ عَلى سِربِ النُفوسِ فَتَخطَفُ
كَأَنَّ حِبالَ الساحِرينَ نُفوسُنا / وَتِلكَ عَصا موسى لَها تَتَلَقَّفُ
أَغارَت عَلى الأَقيالِ مِن آلِ سِنبِسٍ / فَأَصبَحَ فيهِم صَرفُها يَتَصَرَّفُ
رِجالٌ لَوَ اَنَّ الأُسدَ تُخشى دِيارُهُم / لَكُنتُ عَلَيها مِنهُمُ أَتَخَوَّفُ
شُموسٌ أَرانا المَوتُ في التُربِ كَسفَها / وَما خِلتُ أَنَّ الشَمسَ في التُربِ تَكسِفُ
أَتاها فَلَم تُدفِع مِنَ السَيفِ وَقعَةٌ / وَلَم يُغنِ مِنهُ السابِريُّ المُضَفَّفُ
وَلا الخَيلُ تَجري بَينَ آذانِها القَنا / تُقَرَّطُ مِن خُرصانِهِ وَتُشَنَّفُ
وَلا رَدَّ عَن نَفسِ اِبنَ حَمزَةَ جاشُها / وَلا الجَيشُ مِن أَمواجِهِ الأَرضُ تَرجُفُ
وَلا صارِمٌ ماضي الغِرارِ بِكَفِّهِ / مَضارِبُهُ في الرَوعِ بِالدَمِ تَرعَفُ
عَروفٌ بِأَحوالِ الضِرابِ تُؤَمُّهُ / عَزيمَةُ شَهمٍ مِنهُ بِالضَربِ أَعرَفُ
أَلا في سَبيلِ المَجدِ مَصرَعُ ماجِدٍ / ثِمارُ الأَماني مِن أَياديهِ تُقطَفُ
إِذا ما أَرادَ الضِدُّ غايَةَ ذَمِّهِ / تَوَصَّلَ حَتّى قالَ في الجودِ مُسرِفُ
تَصَدَّعَ قَلبُ البَرقِ يَومَ مُصابِهِ / أَلَستَ تَراهُ خافِقاً حينَ يَخطَفُ
وَما زالَ بَدرُ التَمِّ يَلطُمُ وَجهَهُ / عَلى فَقدِهِ حَتّى اِغتَدى وَهوَ أَكلَفُ
فَيا هالِكاً قَد أَطمَعَ الخَطبَ هُلكُهُ / وَكانَ بِهِ طَرفُ النَوائِبِ يُطرَفُ
لَقَد كُنتَ حِصناً مانِعاً بِكَ نَلتَجي / حِذارَ العِدى وَاليَومَ بِاِسمِكَ نَحلِفُ
فَإِن كُنتَ في أَيّامِ عَيشِكَ كَعبَةً / يُلاذُ بِها فَاليَومَ ذِكرُكَ مُصحَفُ
فَبَعدَكَ لا شَملُ اللُهى مُتَفَرِّقٌ / بِجودٍ وَلا شَملُ العُلى مُتَأَلِّفُ
سَأَبكيكَ بِالعِزِّ الَّذي كُنتَ مُلبِسي / وَكُنتُ بِهِ بَينَ الوَرى أَتَصَرَّفُ
وَأَنزِفُ مِن حُزني دَمي لا مَدامِعي / وَأَيُّ دَمٍ أَبقَيتَ فِيَّ فَيَنزِفُ
سَقى اللَهُ تُرباً ضَمَّ جِسمَكَ وابِلاً / يُنَمَّقُ رَوضاً بَردُهُ وَيُفَوِّفُ
إِذا أَنكَرَت أَيدي البِلى عَرَصاتِه / يَنَمُّ عَلى أَرجائِهِ فَيُعَرِّفُ
شَكَرتُ إِلَهي إِذ بَلى مَن أُحِبُّهُ
شَكَرتُ إِلَهي إِذ بَلى مَن أُحِبُّهُ / بِعِشقِ مَليحٍ في الهَوى لَيسَ يُنصِفُ
يُجَرِّعُهُ أَضعافَ ما بي مِنَ الأَذى / وَيُنحِلُهُ بِالهَجرِ مِنهُ وَيُتلِفُ
فَأَورَدَهُ ما أَورَدَ الناسَ في الهَوى / وَأَسلَفَهُ الوَجدَ الَّذي كانَ يُسلِفُ
فَأَصبَحَ مَسلوباً وَإِن كانَ سالِباً / فَفي الحُزنِ يَعقوبٌ وَفي الحُسنِ يوسُفُ
تَعَلَّمتُ فِعلَ الخَيرِ مِن غَيرِ أَهلِهِ
تَعَلَّمتُ فِعلَ الخَيرِ مِن غَيرِ أَهلِهِ / وَهَذَّبَ نَفسي فِعلُهُم بِاِختِلافِهِ
أَرى ما يَسوءُ النَفسَ مِن فِعلِ جاهِلٍ / فَآخُذُ في تَأديبِها بِخِلافِهِ