المجموع : 4
رَماكَ بشَوْقٍ فالمَدامِعُ ذُرَّفُ
رَماكَ بشَوْقٍ فالمَدامِعُ ذُرَّفُ / حَنينُ المَطايا أو حَمائِمُ هُتَّفُ
أجَلْ عاوَدَ القَلْبَ المُعَنّى خَبالُهُ / عشيّةَ صَحْبي عنْدَ يَبْرينَ وُقَّفُ
فللهِ ما يَطْوي عليهِ ضُلوعَهُ / رَمِيٌّ بِذِكْرِ الغانِياتِ مُكَلَّفُ
يُهَيّجُهُ نَوحُ الحَمامِ وناسِمٌ / تَرِقُّ حَواشيه منَ الرّيحِ مُدْنَفُ
ويُذْكي لهُ الغَيْرانُ عَيناً إذا رأى / أَجارِعَ منْ حُزْوى بسَمْراءَ تُسْعِفُ
أيُوعِدُني الحَيُّ اليَماني وصارِمي / كهَمِّكَ مَفْتوقُ الغِرارَيْنِ مُرْهَفُ
وأفْرِشُ سَمْعي للوَعيدِ فحُبُّها / إذا جَمَحَتْ بي نَخوَةٌ يتلطَّفُ
وحَوليَ منْ عُلْيا خُزَيْمَةَ عُصْبَةٌ / إذا غَضِبَتْ ظلّتْ لها الأرضُ تَرجُفُ
يجُرّونَ أذيالَ الدُّروعِ إِلى الوَغى / فأقْوَى ويَعْروني هَواها فأضْعُفُ
أما وجَلالِ اللهِ لولا اتّقاؤُهُ / لَباتَ يُوارينا الرِّداءُ المُقَوَّفُ
وفضَّ خِتامَ السِّرّ بَيني وبينَها / كَلامٌ يؤَدّيهِ البَنانُ المُطَرَّفُ
ونازَعَني شَكْوى الصّبابَةِ شادِنٌ / منَ الغيدِ مَجْدولُ الموَشَّحِ أهْيَفُ
بِرابِيَةٍ مَيْثاءَ أضْحَكَ رَوْضَها / غَمامٌ بَكى منْ آخِرِ الليلِ أوْطَفُ
ورَكْبٍ على الأكْوارِ غيدٍ منَ الكَرى / تَداوَلَهُمْ سَيْرٌ حَثيثٌ ونَفْنَفُ
تَرى العِتْقَ منهُمْ في وُجوهٍ شَواحِبٍ / يُرَدِّدُ فيها لحظَهُ المُتقَوِّفُ
وتَخْدي بهِمْ خُوصٌ تَخايَلُ في البُرى / إذا اقْتادَهُنّ المَهْمَهُ المُتعَسَّفُ
ويَثْني هَواديها إذا طَمِحَتْ بِها / منَ القِدِّ مَلْوِيُّ المَرائِرِ مُحْصَفُ
سَرَوْا وفُضولُ الرَّيْطِ تَضْرِبُها الصَّبا / إِلى أنْ يَمَسَّ الأرضَ منهُنَّ رَفْرَفُ
وعاتَبَني عَمْرٌو على السّيرِ والسُّرى / ولمْ يَدْرِ أنّي للمَعالي أُطَوِّفُ
وما الصَّقْرُ يَسْتَذْكي الطّوى لحَظاتِهِ / بأصْدَقَ منّي نَظْرَةً حينَ يَخْطِفُ
أُخادِعُ ظنّي عنْ أمورٍ خفيَّةٍ / إِلى أن أرى تلكَ العَمايَةِ تُكْشَفُ
وأهْزَأُ بالأنْوارِ والصُّبْحُ طالِعٌ / ولا أهْتَدي بالنّجْمِ والليلُ مُسْدِفُ
وقَولٍ أتاني والحوادِثُ جمّةٌ / ودونيَ منْ ذاتِ الأراكَةِ صَفْصَفُ
أغُضُّ لهُ طَرْفي حَياءً منَ العُلا / وعَطفاً عليكُمْ والأواصِرُ تُعْطِفُ
أعَتْباً وقد سَيَّرْتُ فيكُمْ مَدائِحاً / كَما خالَطَتْ ماءَ الغَمامَةِ قَرْقَفُ
بَني عمِّنا لا تَنْسِبونا إِلى الخَنى / فلَم يترَدَّدْ في كِنانَةَ مُقْرِفُ
أأشْتُمُ شَيْخاً لفّ عِرْقي بعِرْقِهِ / مَناسِبُ تَزْكو في قُرَيشٍ وتَشْرُفُ
وأهْجو رِجالاً في العَشيرةِ سادةً / وبي من بَقايا الجاهِليّةِ عَجْرَفُ
وإنّي إذا ما لَجْلَجَ القوْلَ فاخِرٌ / يؤنِّبُ في أقوالِهِ ويُعَنِّفُ
أُدافِعُ عن أحْسابِكُمْ بقَصائِدٍ / غَدا المَجْدُ في أثْنائِها يتصرَّفُ
ولم أختَرِعْها رَغْبَةً في نَوالِكُمْ / وإنْ كانَ مَشْمولاً بهِ المُتَضَيِّفُ
ولكنْ عُرَيْقٌ فيَّ مِنْ عَرَبيّةٍ / يُحامي وراءَ ابنَيْ نِزارٍ ويأْنَفُ
فنحنُ بني دودانَ فَرْعَ خُزَيْمَةٍ / يَذِلُّ لنا ذو السَّوْرَةِ المُتَغَطْرِفُ
وأنتمْ ذَوو المَجْدِ القَديمِ يضُمُّنا / أبٌ خِندِفيُّ فيه للفَخْرِ مأْلَفُ
وتَقْرونَ والآفاقُ يَمْري نَجيعَها / شَآميّةٌ تَستَجْمِعُ الشَّوْلَ حَرْجَفُ
فِناؤُكُمُ مأوى الصّريخِ إذا انْثَنى / بأيدي الكُماةِ السّمْهَريُّ المُثَقَّفُ
وواديكُمُ للمَكْرُماتِ مُعَرَّسٌ / رَحيبٌ بطُلاّبِ الندىً مُتَكَنَّفُ
بأرجائِهِ مما اقْتَنَيْتُمْ نَزائِعٌ / يُباحُ عليهنّ الحِمى المُتَخَوَّفُ
تَرودُ بأبوابِ القِبابِ وأهلُها / عليها بألْبانِ القَلائِصِ عُكَّفُ
وأمّاتُها أوْدَتْ بحُجْرٍ وأدْرَكَتْ / عُتَيْبَةَ والأبْطالُ بالبِيضِ تَدْلِفُ
وكمْ مَلِكٍ أدْمَيْنَ بالقَيْدِ ساقَهُ / فظلَّ يُداني مِنْ خُطاهُ ويَرْسُفُ
فَيا لَنِزارٍ دعْوَةً مُضَريَّةً / بحيثُ الرُّدَيْنِيّاتُ بالدّمِ تَرْعُفُ
لنا في المعالي غايةٌ لا يَرومُها / سِوى أسَديٍّ عرَّقَتْ فيهِ خِنْدِفُ
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ
سَقى اللهُ يَوْماً قَصَّرَ اللَّهْوُ طُولَهُ / وَظَلَّتْ خَياشِيمُ الأَبَارِيق تَرْعُفُ
بِرَوْضٍ تَمَشَّى بَيْنَ أَزْهَارِهِ الصَّبا / فَتَحْسَبُها مَذْعُورَةً حِينَ تَرْجُفُ
وَقَدْ مَزَجَتْ ظَمْياءُ بالرّيقِ راحَها / فَلَمْ أَدْرِ مِنْ أَيِّ المُدامَيْنِ أَرْشُفُ
وَقُلْتُ لَهَا شِيمي لِحاظَكِ وَارْفُقِي / بِلُبِّي وَخَلِّي البابِلِيَّةَ تَعْنُفُ
فَطرْفُكِ لا صَهْباءُ يَنْزو حَبابُها / قَويتِ على قَتْلي بِهِ وَهْوَ يَضْعُفُ
نَزَلنا بِنُعمان الأَراكِ وَلِلنَّدى
نَزَلنا بِنُعمان الأَراكِ وَلِلنَّدى / سَقيطٌ بِهِ اِبتَلَّتْ عَلَينا المَطارِفُ
فَبِتُّ أُعاني الوَجدَ وَالرَكبُ نُوَّمٌ / وَقَد أَخَذَتْ مِنَّا السُّرى وَالتَّنائِفُ
وَأَذكُرُ خَوداً إِن دَعاني عَلى النَّوى / هَواها أَجابَتهُ الدُّموعُ الذَّوارِفُ
لَها في مَحاني ذَلِكَ الشِّعبِ مَنزِلٌ / لَئِن أَنكَرَتهُ العَينُ فالقَلبُ عارِفُ
وَقَفتُ بِهِ وَالدَّمعُ أَكثَرُهُ دَمٌ / كَأَنِّيَ مِنْ عَيني بِنَعمانَ راعِفُ
تَأَمَّلتُ رَبعَ الماليكَّةِ بِالحِمى
تَأَمَّلتُ رَبعَ الماليكَّةِ بِالحِمى / فَأَذرَيتُ دَمعي وَالرَّكائِبُ وُقَّفُ
وَأَضحى هُذَيمٌ مُسعِداً لي عَلى البُكا / وَأَمسى أَبو المِغوارِ سَعدٌ يُعَنِّفُ
وَما بَرِحَتْ عَيني تَفيضُ شُؤونُها / وَيرزِمُ نِضوي وَالحَمائِمُ تَهتِفُ
فَيا وَيحَ نَفسي لا أَرى الدَّهرَ مَنزِلاً / لِعَلوَةَ إِلّا ظَلَّتِ العَينُ تَذرِفُ
وَلَو دامَ هَذا الوَجدُ لَم تَبقَ عَبرَةٌ / وَلَو أَنَّني مِن لُجَّةِ البَحرِ أَغرِفُ